الدكتور حسن الحكيم

التلاقح الفكري بين حوزتي النجف وقم .. حوار مع المؤرخ العراقي الدكتور حسن الحكيم

خاص الاجتهاد: الحقيقة هي أن التلاقح الفكري بين حوزتي النجف وقم قد بقيَ قائم وكبير. يعني الكتاب الذي يألّفَ في إيران یترجم إلى اللغة العربیة أو بالعکس. و تکون هناک حواریات ومناظرات. / نحن حاولنا تصحیح قضیتین: الأولى: أن الشیخ الطوسي مؤسس الحرکة العلمیة. والنقطه الثانية: جمود الحركة العلمية إلی ظهور الشیخ إبن إدريس. ففنّدناهما.

ما نقدمه لكم هو جانب من الحوار الذي أجرينا مع المؤرخ والكاتب العراقي فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الحكيم والذي حصل على الكثير من الألقاب العلمية وله في المراكز والمؤسسات الثقافية والجامعات درجات عالية، متخصص في التاريخ وكتب عن الرجال، ساهم في إصدار العديد من المجلات الثقافية والعلمية، يعتبر أول رئيس جامعة منتخب بعد سقوط النظام البائد، له مؤلفات كثيرة ومتنوعة ولعل كتابه المفصل أو الموسوعة التاريخية عن مدينة النجف الاشرف الذي يطمح أن يصل به إلى أكثر من 50 جزء دليل على قدرته الإبداعية.

واليكم نص الحوار:

بسم الله الرحمن الرحیم
موضوعنا هنا تأريخ حوزة النجف وبشکل خاص علاقاتها مع حوزة قم والحوزات  العلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تفضلوا في نظرة عابرة إلى تاريخ حوزة النجف. متی بدأت وکیف استمرت حتی العصر الحاضر؟

بسم الله الرحمن الرحیم.
الدكتور حسن الحكيم: تعود الحرکة العلمية في النجف الأشرف تقریباً إلى القرن الثالث الهجري. لأن هناك نصوص كثيرة تشير أنه بعد ظهور المرقد الحيدري الشریف منذ عهد الإمام الصادق “عليه السلام”، بدأ أعلام الکوفه یهاجرون إلى النجف الأشرف، للمجاورة من جانب، ولخدمة الزائرين من جانب الآخر.

وکان في بدایات المهاجرين أعلام من أسر علویة، کانت تتولی نقابة العلویین. فکانت البدایات الأولى بدأت علی ید هؤلاء. ولدينا نصوص تقول: عندما جاء “عضد الدولة البویهي” إلى النجف التقى بعدد من العلماء. حتى أن ابن طاووس يقول: أنّه كان يعطي للعلماء والفقهاء وللساکنین والزائرين والفقراء مبالغ من المال. وهذا معناه وجود طبقة علمیة. وهذه القضية تقودنا إلى القدم التاريخي.

يقول الشاعر في القرن الرابع الهجري:
یا صاحب القبة البیضاء علی النجفي …. مَن زار قبرك واستشفى، لدیك شُفِي.

ويتابع قوله… وأهل العلم والشرف.

من أسس الحركة العلمية أو الحوزة العلمية؟

كثير من الباحثين وقعوا في خطأ. وقالوا أن الشیخ الطوسي عند مجیئه إلى النجف الأشرف عام “448هـ” أسس الحركة العلمية أو الحوزة العلمية. هذا غیرصحیح. لأن هناک نصوص كثيرة تسبق الشیخ الطوسي في هذا الجانب.

نحن وصلنا إلى نتائج أن الشيخ الطوسي نظم الحوزه العلمية وجعلها عالمية. يعني نقلها مِن دور الحوزة المحلية الصغيرة الضيقة، إلى الحوزة العالمية. یعنی بدأت الهجرة تبدأ إلى النجف. ولذلك كتاب “الأمالي” للشيخ الطوسي یوضح هذا الجانب بالتاریخ الهجري، بالشهر والسنة.

مثلا يقول: يلقي البحث الفلاني في المرقد الشريف في المکان وهکذا…

فالحركة العلمية أخذت السمة العالمیة. وهذا نستشفّه من خلال انتساب بعض الأعلام إلى مدن عربية وإسلامية. فمثلا يقال: العاملي، أو مثلا البحراني، أو الشيرازي، أو القمي و.. هکذا. إذن فکثیر من الأعلام جاؤوا إلى النجف وهم یحملون ألقاب المدن التي ولدوا فیها.

والنقطة الثانية التي وقع البعض في أخطاء بها. وهي؛ أنهم قالوا أن الحركة العلمية بعد الشیخ الطوسي جمّدت أو تقلّصت وبقي الناس على فتاوى وعِلميّة الشیخ الطوسي، حتی مجئ الشیخ ابن إدريس الحلي ففتح الآفاق و.. .

نحن وصلنا إلى ضعف هذه الرواية. لأن ابن الشیخ الطوسي وهو “ابوعلي الطوسي” تولّی القيادة العلمية وکان یلقب بـ”المفید الثاني”. وهذا اللقب له أهمية علميّة. وأنه لماذا أُعطي هذا اللقب لهذه الشخصية؟!

وعن حفید الشيخ الطوسي “محمد ابن الحسن” وهو علی لقب جده، (یقول النص): وکانت الرحال تشدّ إليه.

في الواقع نحن حاولنا تصحیح هذين القضیتین: الأولى: أن الشیخ الطوسي مؤسس الحرکة العلمیة. والنقطه الثانية: جمود الحركة العلمية إلی ظهور الشیخ إبن إدريس. ففنّدناهما.

الحقيقه التي يمكن أن تقال هي أن “ابن ادریس الحلي”(1) أسس مدرسة كبيرة بمدينة الحلة والتحق به عدد من الأعلام. وهذا لایعني أنّ المدرسة هاجرت إلى الحلة، أو الحلة أخذت موقع النجف. بدليل أني أثبتت أنّ وجود الأعلام بالمدينة لم ينته وظلَّ قائماً على التوالي في العصر المغولي بعد العصر العباسي، وفي العصر الجزائري، وكذلك في العصر الصفوی.

فکانت المدرسة النجفية تأخذ بالاتساع. حتی أن بعضاً من الأعلام الذین عادوا إلى النجف في فترات معينة کان لهم دور في استمرارية الحركة العلمية کـ”الشیخ المقداد السيوری.”

النجف استعادت حيويتها في القرن الثامن الهجري

فمدرسة المقداد السيوري هی أول مدرسة بنیت في النجف الأشرف خارج إطار الصحن الحيدري الشريف. يعني کانت المدرسة العلمية تبنى في داخل الصحن. فالمقداد السيوری أسس هذه المدرسة واستمر بالحركة العلمية وفي التواصل المعرفي التام.

فیمکن أن يقول أن في القرن الثامن الهجري استعادت النجف بشکل کبیر. وهذا یعنی خلوّ المدن الأخرى العراقية من شخصیات علمية كبيرة.

فالنهضة الكبيرة تحققت في أيام الاردبیلي وكان له دور کبیر، باعتبار أن النجف هي المنطَلَق الأوّل للحركة العلمية. ولذلك أخذ الاتساع مداه وبشکل کبیر وبدأت الهجرة إلى النجف كبيرة.

صحیح أن هناك مدارس علمية قائمة، في کربلاء وفي الحلّة أو في مناطق أخرى حتی في بغداد، لکن لم تصل إلى دور القيادة. وأن القيادة بقيت محافظة علی هذه المدينة علی الرغم مِما تعرّضت النجف إليه من أمور خطيرة. لانها واقعة في منطقة صحراوية، ومِن السهولة أن تُقتَحم. ولذلك بنیت الأسوار التي تُحیط بالمدينة وفیها قِلاع حتی یحافظوا علی قدسية المدينة ومرقد الإمام علي “علیه السلام” و الحوزة العلمية.

ولذلك عندما أراد التیار الوهابی اقتحام النجف (وأنا قمت بإحصائية ثلاث عشرة حملة)لم یستطع دخولها ولا مرّة واحدة. لکن نجح فی کربلاء واقتحم هذه المدینة وعاث فيها فساداً، وسرق الخزینة وهدّم المرقد وقاموا بأعمال كثيرة. ولکن النجف حافظت علی کیانها وعلی قیادتها الدينية. ویمکن أن أقول المرجعية بقيت تحافظ علی هذا الجانب من العلاقات.

وبما أنه مِن عهد المحقق الحلي، والعلامة الحلي، برزت شخصيات كبيرة وكانت في جبل عامل مدرسة، وفيها الشهید الأول والشهید الثاني وکذلك في إيران وفي کل مدینة فیها حوزة علمية معینة، لکن یمکن القول أن القيادة بقت قائمة فی النجف وهذه نقطة مهمة.

وفي عهد “صدام حسین” نحن عاصرنا أحلك الظروف. من الإعدام والسجن والإرهاب و… لکن القيادة بقت قائمة بالمدینة. وإن کانت ضعيفة ومحددة، لکن لم تخلو المدینة.

فبرزت فی النجف شخصیات كبيرة وأدَّت دورهم. مثل الوحید البهبهاني (توفي 1206هـ) عاش في النجف فترة من الزمن، وکذلك شخصیات أخرى من الذین عاشوا فیها إلى عصر العلمين الكبيرين وهما السید محمد مهدي بحرالعلوم(توفي 1212ه) والشیخ الکبیر جعفر الكاشف الغطاء(توفي1227ه).

فيمكن القول أنه أصبح هناك نوع من توزيع الأعمال. يعني السيد بحر العلوم صحيح أنه توفي قبل كاشف الغطاء بمدّة معينة، لكن كانوا زملاء في الوقت نفسه، ومع ذلك بقيت أُسر بعينها بحكم التوارث والهجرة الكبيرة الواسعة تحافظ على المكانة العلمية للنجف، على الرغم من الشدائد و المشاكل التي تعرّضت لها المدينة؛ مثل الأوبئة، والأمراض، والمجاعات، والقضايا السياسية في العهد العثماني الذي تعرضت له النجف.

الواقع نحن درسنا الأثر الفكري. یعنی کثیر من الشخصیات ندرسها، كشخصيات لبنانیه علی سبیل المثال وتکون لها جذور نجفیة. كالسید محسن أمين العاملي، والسید عبدالحسين شرف الدین وفلان و فلان و فلان. هذا بالنسبة إلى خط لبنان وسوريا.

وکذلک تجد لقب القطیفي والاحسائي البحراني بالنسبه للجزيرة العربية. أما إيران فتقریبا كل مدنها ویحملون ألقاب المدن هم ممن عاشوا في النجف.

یعنی انت تجد كلمة الطهراني وكلمة الخراساني والأصفهاني، یعنی تقریبا في کل المدن. حتی المدن القديمة، یعنی مثلا السید الفلاني الرازی نسبة إلى الري مثلا. وکثیر من الأعلام کانوا عاشوا بالمدينة.

البعض عاشوا في المدینة واستقروا بها إلى وفاتهم. والقسم الاخر تعلّم وهاجر. یعنی أسس حوزة علمية جديدة وکان لها دور في هذا الجانب. يعني “الحائري” هو عاش في النجف فترة من الزمن و تلقّی علوما وکان ذا دور كبير في تنمية الحوزة العلمية في قم في هذا الجانب. هذه يعطینا أيضا تابع التلاقح الفكري، أي لیس هناك بين هذه المدن الإسلامية كاملة.

الحقيقة هي أن التلاقح الفكري قد بقيَ قائم وكبير. يعني الكتاب الذي يألّفَ في إيران یترجم إلى اللغة العربیة أو بالعکس. و تکون هناک حواریات ومناظرات. صحیح برزت في إيران بعض التیارات التي يمکن القول أنها متفرعة من الفكر الإمامي (ولا أريد أن أدخل بهذا الموضوع ) وفیه اجتهادات عديدة معينة. لکن طالما أن الفکر الإمامي فيه خاصية الإستماع للآخر. يعني کان الشیخ الطوسي یناظر کل المذاهب الإسلامية و کتب في الفقه المقارن. و الشریف المرتضی کان كذلك. فعلماء الإمامية لیس لدیهم تابع إقليمي معین أو محدود. یعنی کان التلاقح الفکري والصلات والاجتماعات موجودة.

كما أن السید البروجردي أسس مدرسة في النجف وکان له القيادة و له موقع کبیر، لکن شاءت الظرف أن ینتقل إلى قم مثلا، و ويكون له مكانة. وليس معنى هجرته من النجف أن ینقطع عن النجف. لا، بل یبقی التواصل قائم و موجود.

و لذلك فإن بعض الأعلام یحملون اللقب، مثلا النجفي الأصفهاني، الغروي الطهراني و… حتی یشعر الطرف الآخر علی أنه تلقی الحياة العلمية بالنجف ثم انتقل إلى المدینة الأخرى. هذا له أهمية في هذا الجانب.

و کان كثير من المؤتمرات تعقد وبخاصة في العصر العثماني. يعني أيام التقارب العثماني الفارسي و عقد المؤتمر الکبیر في النجف أيام نادرشاه، شاركته فيه كافة المذاهب الإسلامية و کان لعلماء النجف دور باعطاء الصورة العلمية لهولاء، وهي أننا لا نكفّر أحداً ونحترم الجمیع. لکن کل إنسان له آراء فی هذا الجانب.

و لهذا یمکن القول أن الوحدة الفكرية بقيت قائمة و نحن الآن فخورون أن تکون في النجف حوزه علمية مشرقة و بجوارها حوزه علمية في قم مشرقة، و في مشهد کذلك وفي المدن الأخرى. هذا أيضا له أهمية أو يمنحنا سمة الوحدة في هذا الجانب.
والیوم لو أخذنا المدرسة النجفية لوجدنا فیها الهندي والباكستاني والأفغاني واللبناني والمدن الايرانية.

و هل یمکن أن یصل الی مرکز المرجعیة بغض النظر عن أصول الأولى، هو أن یکون هو المرجع الأعلى؟ لا. طالما یحمل سمات المرجعية يتأهل أن یکون هو المرجع الأعلى.

السید محسن الحکیم توفي، جاء ابوالقاسم الخوئی، توفي الخوئي جاء السید السيستاني و هکذا والاسبق منهم السید ابوالحسن الأصفهاني، والحسین النائیني و هکذا … یعنی بالنسبه للأعلام الذین تولوا المرجعیة علی التوالي.

النقطة المهمة الأخرى یمکن أن اقول هي النتاج الفکری. الواقع أنّ الحوزه العلمیه صحیح اتجاهها العام هو الفقه و الأصول. هذا سلیم. لکن هناك من برع في علم الرجال، هناك من کتب بالتفسیر؛ في التفسیر والحدیث وعلم الرجال و الأدب والشعر ، حتی أن بعض الأعلام اتجه للعلوم التطبيقية، مثلا الطب، علم الأعشاب أو الأمراض الأخرى. هو فقیه ویدرس الفقه و الأصول لکن عنده خلفية بالعلوم الاخری. وهذه لها خصوصیة. یعنی عدم التقوقع علی علم واحد.

هذا ایضا جانب مهم. یعنی الیوم أي انسان یرید ان یدرس مثلا علم التفسیر فی مدرسه النجف الاشرف، يوجد فيها التفسیر العمومي للقرآن و كذلك تفسیر محدد لآیات أو لسور معینة. و کذلك بقیه العلوم الاخری.

الحقیقه بعد سقوط النظام حاولنا في الجامعة باعتبار الحرية التي اطلقت بشکل کامل، انا تولیت رئاسة الجامعه بعد سقوط النظام وأصدرت بیان علی ان أي شخصیة لم تدرس سابقا، الآن نقدمها إلى الدراسة لحصول الطالب علی الماجيستير أو حصولها على الدكتوراه. فمعظم الشخصيات العلمية کتبت رسائل و بعض الرسائل طبعت والآن هي موجودة.

هذه كانت ممنوعة بالسابق حتی لو لم تکن ممنوعة یضیق علیها، کما حصل لکتابي الشیخ الطوسي، یضیق علیها. بمعنى أن الطالب یکتب وفق خط الدولة وماترید الدولة ولا يُسمح له بغير ذلك.

في الحقيقة نحن بحاجة اليوم إلى أن تبقی النجف مستمرة مع العالم .

نحن الیوم نحب أن يعقد مؤتمر في لندن أو في أمريكا، أو في أي مکان آخر لتبیان فکر الإمامية و انفتاحیة الفکر الإمامي علی العالم كله. و هذا شيء جمیل طالما لدینا مفکرین.

و الیوم یمکن أن أقول أن المفکرين علی خطین. الخط الحوزوي و الخط الجامعي. أيضا هناک من کتب في الفقه و الأصول و في علم الرجال و غیرهم وهم جامعیون و لدینا عدد مِن هولاء .

فیمکن للحوزه العلمیة ان تمد الجسور الی الجامعات والمؤسسات . وأن تضع یدها علی فلان و فلان والإستفادة منه في هذا الجانب.

لأن الجامعي قد يجيد اللغة الأجنبية، و یناقش المستشرق في کثیر من القضایا و یمکن أن یقدم إلى الحوزه العلمیة شيء جدید، ویمکن القول أنّ الإثنين هم علی خط واحد في هذا الجانب.

و کذلك أيضا ندعو أن يكون مؤتمرات سنویة عالمیة متنقلة، سواء في العراق، في إيران أو في أی بلد آخر، و مع هذا أن نشارك الآخرین في هذا الجانب حتی و إن کان من غیر دین الإسلام، ويكون من دیانات أخرى لأن كثير منهم من درس فكرنا و هم ليسوا مسلمین أصلا. هذا الجانب ندعو إليه الآن.

—–

(1) ابن ادريس الحلي. ابن ادريس فخر الدين محمد بن احمد بن إدريس العجلي المتوفى في الحلة في الثامن عشر من شهر شوال سنة 598 هـ, عن عمر لا يتجاوز الخمس والخمسين سنة على الأظهر. مرقده في الحلة المزيدية , ابن ادريس الحلي هو شيخ مشايخ علماء الحلة, ورئيس فقهائها الآجلة في عصره, صاحب المؤلفات والآراء القيمة الشافية السليمة, والنقد الوجيه. واشتهر بصاحب ( السرائر ) واهو احد مؤلفاته القيمة, وهو كتاب في الفقه ألفه لتحرير الفتاوى.

 

سيرة  المؤرخ الدكتور حسن الحكيم:

الأستاذ الدكتورحسن عيسى الحكيم , علم وعالم من أعلام وعلماء النجف الأشرف , إختص بعلوم التأريخ , والتأريخ علم جليل , إهتمت به أمم الأرض ومنهم المسلمون .

ولد الدكتور حسن عيسى الحكيم في النجف الأشرف , وهو واحد من خمسة أخوة , سنة 1940 للميلاد , وأمه علوية أيضاً هي إبنة عم أبيه .

ترعرع في مدينة النجف الأشرف التي ولد فيها , ودخل المدرسة حتى أكمل دراسته الثانوية . قبل أن ينتسب إلى كلية الآداب في جامعة بغداد / قسم التأريخ .

عيّن مدرساً في المدارس الثانوية في النجف من سنة 1966 حتى سنة 1976 م , ولكن طموحه لم يقف عند هذا الحد , فقدم للدراسات العليا بنفس الجامعة , فحصل على شهادة الماجستير في رسالته ( عن شيخ الطائفة الشيخ الطوسي قدس سره ) سنة 1974 م , ثم واصل لنيل شهادة الدكتوراه عام 1982 م , فنالها بإطروحته ( عن كتاب المنتظم لإبن الجوزي ) .

إنتقل الأستاذ الدكتور حسن الحكيم من التدريس الثانوي الى التدريس الجامعي سنة 1976 م , فدرّس في جامعة السليمانية , وجامعة المستنصرية , ثم في جامعة الكوفة , إستاذاً , ومعاوناً للعميد , ثم رئيساً لقسم التاريخ , ثم عميداً لكلية الآداب , ثم مديراً لمركز دراسات الجامعة , ثم عميداً لكلية الآداب ثانية , ثم إنتُخب رئيساً للجامعة سنة 2003 م , ثم طلب الإعفاء منها ليتفرّغ للبحث والكتابة , واستاذاً للدراسات العليا في الجامعة .

نال ألدكتور حسن ألحكيم لقب الأستاذ الأول في جامعة الكوفة عام 1995 .

أشرف على رسالات ماجستير وإطروحات دكتوراه عديدة , وناقش الكثير منها في عدة جامعات .

شارك بالعديد من المؤتمرات العلمية والجامعية , في بغداد , ودمشق , وعدن , والقاهرة , والجزائر .

من مؤلفاته المطبوعة

ألشيخ ألطوسي ( قده), كتاب المنتظم , دراسة في منهجه ,المستشرقون ودراستهم للسيرة النبوية , بغداد في تراث أبي العلاء , إبن الجوزي , ألخطط والبلدان في فكر الإمام الصادق ( ع) , الخطيب البغدادي وأثره , الإمام علي بن أبي طالب ( ع) , الشيخ أبو العباس النجاشي , تأريخ دولة قتبان , الخورنق والسدير , مذاهب الإسلاميين , أنواء بغداد , النجف وبغداد , النجف والحلة , السيرة النبوية في الدراسات الإستشراقية , وغيرها.

وقام بتحقيق كتاب ( الدرّة المضيئة ), للسيد حسين البراقي , وكتاب ( عقد اللؤلؤ والمرجان) , للسيد البراقي أيضاً .

له أكثر من مائتي كراس , وبحث ودراسة , في العديد من الموضوعات , منشورة في العديد من المجلات المحكّمة وغيرالمحكّمة .

له مجلس ثقافي يعقده إسبوعياً في داره العامرة في منطقة الجديدة الثانية , بإسم مجلس الإثنين الثقافي للتراث النجفي , تلقى فيه المحاضرات والبحوث والدراسات , يحضره جمع غفير من الأساتذة والمختصين والمثقفين .

له مجموعة شعرية صغيرة مخطوطة بإسم ( شقائق الحكيم ) , وترجم له الأستاذ كاظم عبود الفتلاوي في كتابه (مستدرك شعراء الغري ) , الجزء الأول .

يعمل على إعداد موسوعة تفصيلية عن النجف الأشرف , تحتوي على كل شيء , وقد تصل إلى مائة جزء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky