الاجتهاد: لا أريد الخوض في تفاصيل المعلومات المتعلقة بموضوع (Corona Virus) وهي معلومات متخصصة في المجال الطبي، ولكن بالامكان ذكر وتحليل بعض الخصائص المأخوذة من هذه المعلومات المتعلقة بهذا الفيروس، وهي خصائص يظهر عبر الوقوف عليها أهمية طرح هذا الموضوع فقهياً. بقلم الدكتور أحمد مبلغي
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك ثلاث خطوات يجب ان تتم حتى يتم البحث الفقهي حول التعامل مع فيروس كرونا:
الأولى: التعرف على الموضوع
الثانية: اعطاء الحيثية الفقهية الى الموضوع
الثالثة: بيان حكم الموضوع الفقهي.
ساحاول خلال عدة منشورات -انشاء الله- تقديم هذه الخطوات المشار اليها.
الخطوة الأولى: التعرف على موضوع فيروس كورونا:
لا أريد الخوض في تفاصيل المعلومات المتعلقة بموضوع (Corona Virus) وهي معلومات متخصصة في المجال الطبي، ولكن بالامكان ذكر وتحليل بعض الخصائص المأخوذة من هذه المعلومات المتعلقة بهذا الفيروس، وهي خصائص يظهر عبر الوقوف عليها أهمية طرح هذا الموضوع فقهياً.
فمن أبرز هذه الخصائص:
١- الانتشار الواسع والفائق:
ينتشر هذا الفيروس على نطاق واسع ويتحرك من منطقة إلى أخرى:
وهناك اسباب ستة لذلك:
أ- المصاب بكورونا سوف يصيب أشخاصاً آخرين أكثر من المعدل العام الثابت في إصابة سائر الفيروسات. وهذا جعل هذا الفيروس سمى المصاب به “الناشر الفائق للمرض”، كما أطلقت على انتشاره الواسع صفة “التفشي الفائق”.
ب- سِرّية انتقاله في الكثير من الاحيان:
تعد هذه الخصيصة وهي “كون انتقاله سرياً” من أهم وأخطر خصائص هذا المرض.
وسرية سريانه يعني أنه من الممكن أن يكون الشخص مصاباً بهذا المرض بينما لا تظهر لديه العلامات التي تدل على حمله لهذا المرض، إذ يكون ظاهره سليماً تماماً، لكنه يعاني من ابتلائه به.
بطبيعة الحال، هناك بعض الفيروسات الأخرى، تنتقل هي أيضاً في فترة الحضانة والكمون ، ولكن إما أن تكون مدة الكمون لديها منخفضة أو أن سريانها في فترة الحضانة ليست ذات السعة والشدة.
ت- حتى الآن ، لم يتم تطوير أي دواء محدد لمكافحة هذا الفيروس ، ولم يتم تطوير لقاح ضده. بينما هناك لقاحات ضد الفيروسات الأخرى.
من الواضح أنه عندما لا يكون ضد فيروس ما لقاحاً، فإنه ينتشر وينتشر.
ث. فترة كمونه:
إن مدة فترة الكمون لهذا الفيروس، أسبوعان، وسعة هذه المدة تسبب التوسع في انتشاره.
ج. انخفاض معدل وفياته:
إن انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن كورونا يزيد في إمكانية بقاءه واتساع انتشاره، ذلك انطلاقا من أنه إذا قضى فيروس على مضيفه، فسينتهيان كلاهما وينقرضان، وكورونا عبر ذلك الانخفاض ينتشر اكثر فأكثر.
ح. إمكانية إعادة الاصابة به:
تتمثل إحدى السمات المميزة لفيروس كورونا في أنه يمكن إعادة الإصابة بعد إصابة الشخص وعلاجه. وهذا أحد العوامل التي تسهم في انتشاره.
في حين أن الفيروسات الأخرى ليست هكذا، فإذا أصيب شخص بفيروس وعولج وأخذ الشفاء، فهو لن يعد مصابًا.
٢- لا يقتل كثيراً حتى يقتل الكثير :
وفقا للإحصاءات الرسمية ، فإن معدل الوفيات الناجمة عن كورونا الآن 2.1 في المئة. (وقد كان هذا المعدل مستقراً خلال الأسابيع الماضية) ، بينما كان معدل وفيات الناجمة عن السارس 9.6٪.
قد يُعتقد أن انخفاض معدل وفياته يعني وجود تهديدٍ أقل لهذا المرض ، في حين تنشأ المشكلة بالضبط من هنا، نظرا لأن الفيروس إذا كان بحيث يؤدي إلى وفاة أقل ، فإنه يتمتع بقدرة أكبر على البقاء والانتقال ، وبالتالي زيادة انتشاره؛
ببيان: نتيجةً لقدرته على البقاء، يزداد انتشاره ، وكلما زاد انتشاره ، يزداد الموت المسبب عنه في النهاية؛ حيث إن هذه النسبة المئوية المنخفضة من الوفيات اذا لم تبق في حد، بل تكررت واستدام هذا التكرار، فهذا الفيروس يسبب المزيد من الوفيات وتتسع دائرة الموت الناجم عنه.
ومن هنا أمكن القول: سوف تتحول نقطة “ضعف التهديد” (انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن كورونا) إلى “قوة التهديد” له (ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عنه).
وفي الواقع ، يمكن تعريف عملية انتشاره هكذا:
يهاجم الجهاز التنفسي لأناس، وبعد أن تم تثبيته في أجهزتهم ، يقفز كي ينتقل على الجهاز التنفسي لآخرين ومن هناك لآخرين وهلم جرا … ، وذلك يعني أن نشاطه يتمثل في الركوب على أشخاص وأشخاص للحصول على المزيد والمزيد من الانتشار والتفشي بينهم، ويسبب الموت في هذا الأثناء وخلال هذه العملية للكثيرين منهم ويزداد إهلاكه اكثر فأكثر.
فكورونا لا يقتل كثيرا حتى يقتل الكثير؛ حيث إنه إذا قتل كثيرا فسوف يُقتَل نفسه فلا يبقى، دليل ذلك أنه إذا قضى فيروس على مضيفه، فسينتهيان كلاهما وينقرضان.
٣- أعراضه:
تشمل أعراض هذا الفيروس: الحمى وضيق التنفس والتهابات الجهاز التنفسي والسعال وآلام الصدر.
٤- طرق انتقال الفيروس:
ينتقل هذا الفيروس عن طريق:
– المصافحة:
قد يصدر الرذاذ عن الجهاز التنفسي للمصاب، بسبب سعاله أو عطسه، فتصل منها إلى فم أو أنف أو عيون الشخص الذي يصافح هذا المصاب، فيجعله يصاب به.
– الملامسة:
قد يلمس المصاب، سطح شيء ما، فيصبح ملوثا، و قد تجلس أحيانًا ذرات العطس والسعال للمصاب على سطح قريب منه، فيصبح ملوثا.
– الاستنشاق:
قد يعطس او يسعل المصاب في مكان ما، فتنتشر ذرات من قطراته في الهواء، فيستنشق غيره هذه الذرات المعلقة، فيجعله مصابا.