الاجتهاد: في الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى وقت لتنظيم مجموعة أفكار حول موضوع معيّن، كان السيد موسى الصدر ينجز ذلك كلّه في اللقاء الأول حول الموضوع. أي إنّ سرعته في الهيمنة على البحث العلمي كانت فائقة.
الإمام موسى الصدر في خواطر المرجع الديني المعاصر السيد موسى شبيري الزنجاني حفظه الله.
يذكر السيد الزنجاني حفظه الله عشرة خصال امتاز بها الإمام السيد موسى الصدر ـ وهو رفيقه أيام الصبا والشباب وأيام الدراسة الحوزويّة في مدينة قم ـ وأنا أنقلها لكم باختصار وتصرّف وترجمة، عربون وفاء لهذا الإمام الكبير السيد موسى الصدر:
1 ـ سريع البداهة والانتقال من فكرة إلى فكرة.
2 ـ كان مستقيم الفكر وعرفيّاً في الفهم.
3 ـ كان لديه بيان واضح لا إبهام فيه.
4 ـ حاز في الإنصاف قصب السبق والمرتبة الأولى.
5 ـ كان مؤدّباً جدّاً ولا يتعامل بحدّيّة مع الأمور، ولا يرفع صوته، ولا يستخدم تعبيراً مخالفاً للأدب والحشمة.
6 ـ كان إيقاع صوته ملائماً، وكنت أنزعج من الصوت الحادّ الذي كان يؤلم رأسي.
7 ـ كان فكره قريباً من تفكيري جدّاً، فما كنت احتاج فيه لأسبوع في مناقشة الآخرين، كنت أصل فيه معه إلى نتيجة خلال عشرة دقائق فقط.
8 ـ كان يقبل بالنقد ويسلّم به.
9 ـ في الوقت الذي كنت أحتاج فيه إلى وقت لتنظيم مجموعة أفكار حول موضوع معيّن، كان السيد موسى الصدر ينجز ذلك كلّه في اللقاء الأول حول الموضوع. أي إنّ سرعته في الهيمنة على البحث العلمي كانت فائقة.
10 ـ كان لديه فهمٌ صاف غير مشوّش ولا مشوب.
(المصدر: جرعه اي از دريا * (بالفارسية)، ج2، ص709 ـ 710).
مصدر الخبر : الموقع الرسمي للشيخ حيدر حب الله
* كتاب جرعه اى از دريا (قطرة من البحر) في ثلاثة مجلدات، والصادر عن «مؤسسة تراث الشيعة» في مدينة قم المقدسة، عبارة عن موسوعة مكثفة – باللغتين العربية والفارسية – تتضمن جميع مؤلفات وتعليقات وبيانات المرجع الديني السيد موسى الشبيري الزنجاني دام ظلّه، ما بين عامَي 1379 هجرية (1958م) و1435هجرية (2014م).
المجلد الأول في ثلاثة فصول:
الفصل الأول يتضمّن مؤلفات أو «آثار» السيد الزنجاني باللغة الفارسية ما بين عامَي 1958 و1998م، بلغت أربعة عشر مؤلفاً أولها مقالة له في ترجمة السيد مرتضى الرازي صاحب (تبصرة العوام) في الملل والنحل، وفي هامش المقالة أن السيد الزنجاني يقطع بعد مضيّ الأعوام أن نسبة الكتاب إلى الرازي المتقدّم خطأ، وإنما مؤلّفه هو محمّد بن حسين الرازي، أبو عبد الله، صاحب (نزهة الكرام).
الفصل الثاني يحتوي على مؤلّفاته دام ظلّه باللغة العربية، وهي ثمانية «آثار»، بينها مقالتان، الأولى في سند زيارة عاشوراء، والثانية حملت عنوان (المنهج الصحيح في تحقيق الكافي). والمؤلّفات الستة الأخرى عبارة عن حواشي على كلّ من: (رسالة عديمة النظير في أحوال أبي بصير) للمحقّق الخونساري، و(إجازة السيد حسن الصدر للشيخ آغا بزرك الطهراني)، و(تكملة أمل الآمل) للسيد الصدر، و(الكرام البررة)، و(نقباء البشر) كلاهما لآغا بزرك، و(الكافي) للكليني.
الفصل الثالث، أو «الطريقيات»، ولعلّة أهمّ فصول الكتاب، يتضمن بيانات السيد الزنجاني وما رواه مشافهة من أحوال الأعلام ممّا عايشه أو بلغه عنهم. يروي فيه – على سبيل المثال – قصّة اللقاء الأول بين الشيخ حسين قلي الهمداني والسيد علي الشوشتري، وأن الشيخ الأنصاري قدّس سرّه كان يحضر بمفردة أسبوعياً في منزل السيد الشوشتري لسماع الموعظة. وكذلك تفاصيل قصّة تشرّف السيد حسين الحائري بلقاء الإمام صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
المجلّدان الثاني والثالث على نسق الأول، ومن أبرز ما تضمّناه حاشية السيد الزنجاني على (الغدير) للعلامة الأميني، وعلى (مستطرفات السرائر) لابن إدريس الحلّي. ويبقى أن الفصل الثالث – الطريقيات – في كلا المجلدين يتضمّن معلومات جديدة وهامة عن طائفة كبيرة من الأعلام، بينهم عددٌ من المتأخرين كالإمام الخميني، والسيد الخوئي، والشهيد الصدر، والسيد موسى الصدر.