ظاهرة الطلاق في العراق

اسباب تنامي ظاهرة الطلاق في العراق / م.م مالك رحيم عبد زيد

الاجتهاد: تفاقمت أزمة ظاهرة الطلاق في العراق خلال الأعوام الماضية حيث سجلت المحاكم أرقاماً مرعبة وقصصاً أكثر غرابة في المجتمع الذي لم تكن الظاهرة تأخذ حيزاً كبيراً من اهتماماته، إذ تعددت أسباب الطلاق التي يرجع معظمها إلى عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت جزءاً رئيساً من الحالات بسبب الخيانات الزوجية.

وكان مجلس القضاء الأعلى أصدر إحصاء بحالات الزواج والطلاق في العراق خلال شهر أغسطس (آب) الماضي، حيث شهدت المحاكم تسجيل 14840عقد زواج و4577 عقداً تم تصديقها خارج المحكمة، فضلاً عن 4888 حالة تصديق طلاق خارجي و2085 واقعة تفريق بحكم قضائي.

تعد ظاهرة الطلاق من الظواهر المنتشرة في كل المجتمعات ولكنها بنسب متفاوتة من مجتمع الى اخر, وتعني انفصال الزوجين عن بعضهما وفسخ عقد الزواج بشكل نهائي ,وينجم عن هذه الظاهرة مشكلات اجتماعية مختلفة ولاسيما اذا كان للأسرة عدد من الاطفال وقد لوحظ في السنوات الاخيرة ان هذه الظاهرة بدأت ترتفع ارتفاعا كبيرا حيث يشير التقرير الحكومي الى ان عدد حالات الطلاق لشهر ايار من هذه السنة بلغت اكثر من 5000 حالة طلاق في العراق ماعدا اقليم كردستان ومع تزايد هذه الظاهرة يتم طرح الكثير من التساؤلات حول اسباب تلك الظاهرة وكيفية معالجتها ولعل من اهم هذه الاسباب هي :

الاسباب الاقتصادية: وهي كثيرة ومتنوعة منها انخفاض المستوى الاقتصادي اي عدم كفاية الراتب الشهري مما ينجم عنه العديد من مظاهر القلق والتوتر وتعرض حياتهم الى خطر التفكك بسبب المشكلات المستمرة داخل الاسرة وبالتالي يؤدي الى حدوث ظاهرة الطلاق ومن الاسباب الاقتصادية الاخرى هي بطالة الزوج وتعني عدم قدرة الزوج على توفير متطلبات العيش لعائلته و نتيجة لهذا يجد الزوج نفسه في صراعات مستمرة مع زوجته مما يؤدي الى زيادة الفجوة بين المتزوجين ومن ثم يؤدي الى الطلاق

كما يعد البخل او قلة الانفاق من الاسباب الاقتصادية الى تقود الى الطلاق نتيجة حرص الزوج على امواله وعدم الانفاق على أسرته وابنائه كما يندرج زواج المصلحة ضمن هذه الاسباب الاقتصادية المؤدية للطلاق حيث ان هذا النوع من الزوج سوف ينتهي بانتهاء المصلحة كما يؤدي الارتفاع او الانخفاض في الدخل بشكل مفاجئ في بعض الاحيان الى حدوث حالات الطلاق نتيجة الشعور بانه اعلى من شريكه , وبالتالي عدم تقبل الطرف الاخر ومن ثم البحث عن مصادر اخرى للمتعة وحل هذه المشكلة بالقناعة,

ومن الأسباب الاقتصادية الاخرى هي الخلافات حول مساهمة الزوجة في الانفاق بعض الازواج ينظرون الى عمل المرأة من ناحية مادية باعتباره مساهمة مادية اضافية لدخل الاسرة وتقليل حجم النفقات التي يقوم بها الزوج وربما تكون المرأة غير راغبة في اعطاء ما تكسبه من المال مما يؤدي الى نزاع وقد يتطور الى ترك العمل او تخييرها بين الطلاق او العمل

الاسباب الاجتماعية: تعد الاسباب الاجتماعية من اكثر الاسباب التي تؤدي الى حدوث حالات الطلاق في العراق ومن اهم تلك الاسباب هو تدخل الاهل او الاقارب وخاصة والدة الزوج او الزوجة او عائلته او اقاربه وهذا يؤثر على استقرار الحياة الزوجية وتصبح البيوت ساحة خلافات ومشاكل مما يؤدي الى حدوث الطلاق كما تعد الخيانة الزوجية من قبل احد الاطراف احد الاسباب الاجتماعية التي تؤدي الى وقوع الطلاق فضلا عن التدخل في اختيار شريك الحياة امن خلال اجبار احد الزوجين على الزواج من الاخر بدون ارادته الامر الذي يؤدي الى عدم تقبل كل منهما الاخر وعدم امكانية التعايش بسلام وكذلك الزواج المبكر قد يؤدي الى حدوث الطلاق بسبب عدم النضوج والوعي الكامل بمتطلبات الحياة الزوجية لدى الكثيرين من المتزوجين وخاصة صغار السن وتتمثل بعدم اهتمام احد الزوجين للأخر و قلة التفاهم والانسجام بينهما وهذا يؤدي الى قصور في احد الاطراف في الحياة الزوجية ومن الاسباب الاجتماعية الاخرى هو العنف الاسري حيث تتعرض الزوجة في بعض الاحيان الى الضرب والاهانة من قبل الزوج وهذا يقودها الى عدم السكوت لشعورها بفقدان كرامتها مما يؤدي الى حدوث الطلاق .

اسباب صحية: وتتمثل بعدم قدرة الزوجين على الانجاب قد يؤدي الى حدوث الطلاق وخصوصا إذا كانت الزوجة هي سبب عدم الانجاب اوجود حالات مرضية مستعصية.

سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وهذ يعود الى جهل الكثير من المواطنين في التعامل مع هذه التقنيات الحديثة بطريقة صحيحة حيث نلاحظ بعض الازواج يستخدمها لأوقات طويلة بالتحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة واهمال الواجبات الزوجية مما سبب ذلك الكثير من المشاكل وصل بهم الحال الى الطلاق

الاثار السلبية لظاهرة الطلاق

وهنالك العديد من الاثار السلبية للطلاق منها الاثار النفسية والاثار الاجتماعية والاثار الاقتصادية على المطلقين ورغم هذه الاثار على المطلقين لكن يبقى الابناء هم الاكثر تضرر من هذه الظاهرة ومن اهم تلك الاضرار هو الاصابة بالتشتت بين الاب والام وسوء التكيف النفسي والاجتماعي كما يؤدي عامل فقدان الاب الى فقدان النموذج والقدوة في الاحتذاء به وغيرها من الاثار، ومن اجل معالجة هذه الظاهرة لابد من تجنب الاسباب التي تؤدي الى الطلاق والتي سبق ذكرها وكذلك من الحلول المقترحة لمعالجة هذه الظاهرة هي:

عدم تدخل الاهل في الزواج واعطائهم الحرية الكامل عند اختيار شريك الحياة
معرفة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين والسعي لتحقيقها
عدم الغيرة والمقارنة بالأخرين
مبادرة الاهل والاقارب للإصلاح بين الاطراف المتنازعة بما يصلح سوء التفاهم الحاصل بين الزوجين
اقامة دورات تثقيفية للزوجين قبل الدخول الى الحياة الزوجية
انشاء وتفعيل مراكز التوجيه والاستشارات الاسرية لفض النزعات التي قد تنشأ بين الزوجين وافراد الاسرة

يجب على المؤسسات الاعلامية وجمعيات المجتمع المدني ان توضح للمجتمع الاثار السلبية الزواج الخاطئ والابتعاد عن الطلاق.

 

أعلى الدول العربية في أعداد حالات الطلاق؟

رغم تصدر مصر بأعلى عدد لحالات الطلاق، إذ يتردد نحو مليون حالة سنويا على محاكم الأسرة بمصر، وتقع 240 حالة طلاق يوميا بمعدل عشر حالات طلاق كل ساعة، حسب تقرير صدر عن مركز معلومات مجلس الوزراء المصري.

إلا أن مصر تحتل المركز الثاني بين الدول العربية من حيث نسبة الطلاق إلى إجمالي الزيجات، حيث ارتفعت نسب الطلاق خلال الخمسين عاما الأخيرة من 7% إلى ٪؜40 ، ووصل عدد المطلقات إلى ثلاثة ملايين مطلقة.

أما في المركز الأول في نسب الطلاق، فكان من نصيب الكويت، فبرغم انخفاض عدد سكانها مقارنة بمصر، ارتفعت نسبة الطلاق في البلاد إلى 48% من إجمالي عدد الزيجات، حسب إحصاء نشرته وزارة العدل الكويتية.

وفي المركز الثالث والرابع، نجد أن كلا من الأردن وقطر، قد ارتفعت بهما نسب الطلاق إلى 37.2% و 37% على الترتيب.

وقد تساوت كل من لبنان والإمارات رغم الفروق الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة بينهما في نسبة الطلاق، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في كلا منهما إلى 34%؛ وتلتهما كل من السودان بنسبة وصلت إلى 30%، و العراق بنسبة 22.7%، ثم السعودية بنسبة 21.5%.

يلعب عدد السكان دورا واضحا في تحديد تلك النسب، إلا أن المقارنة بين أعداد حالات الطلاق، يظل مؤشرا على ما تمر به المجتمعات العربية من أزمات اجتماعية خانقة. 

 

انفوجرافيك .. الطلاق في العراق.. ظاهرة مستفحلة أسبابها معروفة 

الطلاق في العراق

 

المصدر: اندبندنت عربية + مركز كربلاء للدراسات والبحوث + يمن شباب نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky