نجل المرجع الفياض

نجل المرجع الفياض يتحدث عن الحياة اليومية للمرجع والوضع المعيشي لطلبة الحوزة في زمن كورونا

الاجتهاد: نجل المرجع الفياض : لا يقدم الناس على تقليد كل من ادعى المرجعية، فقبل سنوات وُظفت بعض الأموال لتوجيه سهام النقد للمرجعية لكن أصحابها لم يحققوا شيئًا فيما خططوا له فاختفوا دون أثر يذكر. / هناك سلبيات لعقد جلسات الدروس الحوزوية إلكترونيا تحت تأثير انتشار الجائحة لكنها فرصة سانحة./ العديد من طلاب الحوزة يحتملون الضغوط الاقتصادية في ظل جائحة كورونا ولكن ليس بإمكانهم فرض هذه الضغوط على عوائلهم وأبناءهم.

في حواره مع وكالة شفقنا، تطرق حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود الفياض؛ النجل الأكبر لسماحة المرجع الديني الشيخ إسحاق الفياض دام ظله، إلى تأثيرات انتشار جائحة كورونا في الحوزات العلمية، كما إلى وضع طلبة العلوم الدينية المعيشي ومستقبل المرجعية الدينية في قم والنجف.

“الآن وبعد أن وقف العالم على قوة المرجعية الدينية، بدأت الدول الاستعمارية والقوى العظمى بالتخطيط لإضعاف مكانة المرجعية”؛ ويوضح بالقول: إن “إحدى تلك المحاولات تتمثل في دعم من ليس مؤهلا للمرجعية، لكن دعونا ألا ننسى بأن التشيع وعلى مر التاريخ، لم يكن على نمط واحد وإنما بين صعود وهبوط، فالحكومات لم تكن على وئام مع الحوزات العلمية ومع مراجع الدين، ولكن كما قال عبد المطلب فإن (للبيت رب يحميه)”.

واستطرد نجل المرجع الفياض: “نحن الشيعة نؤمن بأن ما يؤتينا من خير هو من لطف أهل البيت عليهم السلام وسيما الإمام الحجة الذي لم يحجب عنا -بالتأكيد- رعايته عند الشدائد، فهو الذي يحمي الحوزات العلمية ويصون مذهبنا. بالطبع هناك في النجف وفي قم من يتميز بالفضل والتقوى والكمال العلمي مما يؤهله لتولي هذا الحمل الثقيل ويخلف الجيل الحالي من المراجع”.

وفيما عبر عن وجود قلق بين الأوساط الشيعية من إمكانية تدخل بعض التيارات السياسية أو الحكومات والقوى الإقليمية والعالمية في تنصيب شخصيات غير مؤهلة لهذه المسؤولية الحساسة وذلك بهدف النيل من مكانة المرجعية الشيعية وموقعها، أكد الشيخ الفياض إن الذين اعتبرهم مؤهلين لتولي مسؤولية المرجعية لاحقًا قد نجحوا فعلا، وفي ظل الظروف الراهنة، في صون أنفسهم بعيدا عن عباءة التيارات والأحزاب السياسية، فبقوا متمسكين بسيرة المراجع الحاليين، ويبدو لي إنهم سيسيرون على خطى مراجع الدين الحقيقيين، كما أنني وبحكم علاقتي القريبة منهم ومعرفتي بهم، لا يعتريني قلق من مستقبل الحوزة لأنهم قادرون على أن يحلوا محل كبار المرجع والعلماء.

الناس قادرون على التمييز

“الناس عقلاء جدا، فهم يميزون بين الخير والشر وكذلك يميزون المرجع الحقيقي من المرجع المزيف”؛ يوضح الشيخ الفياض ويتابع: لا يقدم الناس على تقليد كل من ادعى المرجعية، فقبل سنوات وُظفت بعض الأموال لتوجيه سهام النقد للمرجعية لكن أصحابها لم يحققوا شيئًا فيما خططوا له فاختفوا دون أثر يذكر.

لا يمكن إنكار تأثير كورونا وسلبيات عقد الدروس إلكترونيًا

في جزء آخر من الحوار، تناول وكيل وممثّل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض دام ظله آثار جائحة كورونا في معاش طلبة العلوم الدينية وكذلك في نشاطهم البحثي والعلمي وبين إن الجائحة أصابت العالم كله بالشلل ولم تكن الحوزات العلمية بعيدا عن هذه التأثيرات، فدروسها عُطلت عند بداية انتشار الجائحة لكن كبار مدرسي الحوزة ثم مراجع الدين ومنهم سماحة آية الله العظمى الفياض، بادروا إلى عقد جلسات دروسهم إلكترونيا.

البقاء في البيت فرصة لطلبة الحوزة لتوسيع مجال الدراسة والقراءة

يؤكد الشيخ الفياض إن هناك سلبيات لعقد جلسات الدروس الحوزوية إلكترونيا تحت تأثير انتشار الجائحة لكنه يعتبرها فرصة سانحة، فالبقاء في البيوت يسمح لطلبة الحوزة أن يوسعوا من مجال قراءاتهم ومطالعاتهم أو مرور ما تلقوه من دروس، فالعلم فرّار وبحاجة إلى التكرار.

ويضيف الفياض إن طلبة الحوزة أخذوا يتعودون على هذه الظروف الطارئة وباتوا يتابعون دراساتهم العلمية عبر الفضاء الإلكتروني، معبرا عن أمله في أن يُرفع هذا البلاء عاجلًا حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.

تأثير كورونا في معاش طلبة الحوزة في إيران والعراق

وحول هذا الموضوع، يقول الشيخ الفياض إن الجائحة تركت سلبياتها في مختلف أصعدة الحياة البشرية، ولم يكن طلبة الحوزة في إيران والعراق، في منأى عن هذه الآثار إذ صعبت من أوضاعهم المعيشية وسيما في الجمهورية الإسلامية.

مشاكل تأمين رواتب الطلبة الشهرية بعد تراجع الوجوهات الشرعية

يضيف نجل المرجع الفياض إن الجانب الاقتصادي في الحياة هو الأكثر تضررا من الجائحة، فالمبالغ الشرعية التي كان يدفعها المؤمنون على أساس دخلهم المادي، تراجعت بفعل تراجع الدخل مما أثر سلبًا في معاش طلبة الحوزات العلمية.

“ليس لدى مراجع الدين دخل خاص بهم فشؤون الحوزات تدار عبر هذه الوجوهات الشرعية”؛ يقول الشيخ محمود الفياض ويتابع بالقول: لقد تراجع النشاط التبليغي في السنة الأخيرة تقريبًا، ما عدا بعض المراكز التي تشهد نشاطًا عبر المنصات الإلكترونية ولا يترتب منها إلا شيء زهيد من المبالغ، وفي ظل هذه الأسباب يمكننا القول بأن انتشار جائحة كورونا قد أثر جدًا، وبشكل سلبي، في الوضع المعيشي والمادي لكثير من طلبة الحوزات العلمية.

لكنه يشدد إن أولوية طلبة الحوزة هي الدراسة والبحث العلمي، فالطالب الحقيقي ليس لديه هدف أسمى من الدرس والتبليغ وخدمة الدين، فتراه غير مكترث بالجانب المادي، فتاريخ العلماء الشيعة خير شاهد على ذلك، إذ أن غالبيتهم عاشوا حياة متواضعة ومع ذلك استطاعوا بلوغ أعلى الدرجات العلمية، فالجانب المادي ليس أولوية لطالب الحوزة الحقيقي.

وحول دور العلماء ورجال الدين، قال الشيخ الفياض إن الإسلام تعرض لهجمة حادة بعد وفاة رسول الله صلوات الله عليه وقد أثمرت جهود أهل البيت عليهم السلام ثم جهود العلماء ورجال الحوزة في صيانة الدين عن التزييف والانحراف.

الطالب الحقيقي لا يسعى وراء الماديات

وفيما يؤكد إن طالب الحوزة الحقيقي لا يسعى وراء الماديات، يقول حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود الفياض إن الاهتمام بشؤون الحياة المادية لم يعد قليلًا كما كان سابقًا، فالعديد من طلاب الحوزة يحتملون الضغوط الاقتصادية ولكن ليس بإمكانهم فرض هذه الضغوط على عوائلهم وأبناءهم الذين يقارنون مستوى معيشتهم مع مستويات معيشة ممن حولهم من أٌقارب ومعارف وأصدقاء، مما يجعلهم يشعرون بالحرمان.

وأشار الشيخ الفياض إلى إن طلاب الحوزة الحقيقيين، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، استطاعوا تحمل الضغوط والحفاظ على أنفسهم فأداروا شؤون حياتهم بالحد الأدنى، حتى إن بعض من تعرض منهم لضغوط اقتصادية كبيرة، اضطر لأن يبحث عن عمل يستطيع عبره سد احتياجاته المالية، وبالطبع فإن العمل سيعيق نشاطه العلمي لا محالة. ولا يسعنا هنا إلا الدعاء لتنتهي أيام كورونا وتعود الحياة إلى طبيعتها.

كورونا والأوضاع المعيشية والدراسية للطلاب الشيعة الأفغانستانيين

وحول أوضاع الطلاب الشيعة الأفغانستانيين المعيشية والدراسية، يوضح نجل المرجع الفياض إن معدلات الإصابة والوفاة بكورونا في أفغانستان قليلة جدًا، وطبقا لما يصل إلينا من أخبار، فإن الشعب الأفغانستاني لا يلتزم كثيرًا بالإجراءات الوقائية والصحية، فالفقر والأمية منتشران بشكل كبير، كما إن الدخل اليومي لغالبية المواطنين الأفغانستانيين لا يغطي إلا مصاريف ذلك اليوم. وهكذا، فإن حياة ومعيشة الطلاب الشيعة الأفغانستانيين لم تكن بمنأى عن تأثيرات كورونا السلبية. فبفعل الأزمة المالية اضطر بعض مكاتب المرجعيات الدينية إلى قطع دفع الرواتب الشهرية في أفغانستان، كما إن مكاتب مراجع قم التي كانت تدفع بعض الشهريات لطلاب النجف وأفغانستان، اضطرت لقطعها، وبفعل هذه الأمور ازدادت الظروف صعوبة.

الحياة اليومية للمرجع الفياض في أيام كورونا

وحول إذا ما كان انتشار كورونا قد أثر في الحياة اليومية وبرامج سماحة آية الله العظمى الفياض، يقول نجله إن المرجع الفياض كان يخصص معظم وقته للقراءة والبحث، واليوم يواصل سماحته البرنامج نفسه؛ حيث يكون منشغلًا بالمطالعة حتى الساعة العاشرة ليلًا ثم يأتي إلى جواني البيت فيتناول العشاء ويستمع إلى الأخبار ثم يستريح في الساعة الـ 12 ليلًا، وقبل أذان الصبح يستيقظ سماحته للصلاة ثم يمارس الرياضة بين نصف ساعة إلى أربعين دقيقة، وبعد الرياضة يتفرغ للقراءة والبحث عبر الفضاء الإلكتروني، ثم يتناول وجبة الإفطار، ثم بعض الراحة حتى قبل الظهر يتبعها بالقراءة والكتابة مجددًا.

الشيخ محمود الفياض بين كذلك إن انتشار كورونا أوقف استقبال المرجع الفياض للزائرين سوى بعض الزيارات الخاصة، فسماحته منشغل في هذه الأيام بالمطالعة والإجابة على الاستفتاءات.

وفي ختام الحوار، أشار الشيخ محمود الفياض إلى أنه دائما ما يدعو القائمين عليها بالخير ودوام النجاح واقترح أن تعمل شفقنا على نشر سير حياة السلف من العلماء ومراجع الدين، بدءا من الآخوند الخراساني مرورا بالسيد أبو الحسن الأصفهاني حتى آية الله الخوئي، وذلك بهدف تعرّف الأجيال الجديدة على أهداف المرجعيات الدينية وشكل حياتهم، فيكونوا واعين بقدرة آية الله السيستاني ودوره في القضاء على داعش، كما يتعرفون على فتاوى الإمام الخميني الذي استطاع هزيمة شاه إيران.

نجل المرجع الفياض نجل المرجع الفياض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky