منهجیة الاستنباط فی المدرسة الفقهیة الإمامیة / pdf

منهجیة الاستنباط فی المدرسة الفقهیة الإمامیة /تحميل pdf

الاجتهاد: من الضروري في مجال الاستنباط في عصرنا هذا تكامل وتسريع مسيرة الاجتهاد من خلال خفض العامل الزمني في مجال تعلم ما هو لازم لاكتساب القدرة على الاجتهاد وتحصيل ملكة الاستنباط، وفقاً لنظام يراعي الحد الأدنى من الوقت، والحد الأعلى في القوة العلمية. / بقلم: السيد منذر الحكيم – السید محمد حسن الحكيم

بعد الإیمان بضرورة التعرّف على أحکام الشریعة الإسلامیّة فی کل وقائع الحیاة، وبعد الإیمان بالحاجة الماسّة إلى البحث العلمیّ والدراسة المتخصّصة ـ للوصول إلى أحکام اللّه تعالى بالاستدلال الصحیح، من خلال دراسة مصادر التشریع الإسلامیّ، المتمثِّلة بالکتاب والسنّة، تبلورت عملیّة الاستدلال للوصول إلى هذه الأحکام بالتدریج، وسُمّیت عملیّة الاستدلال هذه بالاستنباط وبالتفقُّه فی الدین.

کما عُرفت بالاجتهاد، حیث یتمّ فیها استخراج الحکم الشرعیّ من مصادره المقرّرة له، ویتفقّه الدارس فی أحکام اللّه تعالى مستنداً إلى الأدلّة الدالة علیها. ویبذل جُهده وطاقته ویستفرغ وسعه للوصول إلى أحکامه سبحانه وتعالى، فیکون مستنبطاً ومتفقّهاً ومجتهداً.

إن العلم الذی یتولّى رفع الغموض عن الموقف العملیّ تجاه الشریعة فی کلّ واقعة من وقائع الحیاة، بإقامة الدلیل على تعیین الموقف العملیّ، هو علم الفقه، حیث یتمّ فی هذا العلم تحدید الموقف العملیّ الشرعیّ تحدیداً استدلالیّاً. وهذا التحدید الاستدلالیّ هو ما یسمى بعملیّة الاستنباط، أو الاجتهاد، أو التفقُّه فی الدین.

وللاستنباط تبعاً لتعقّد عملیّة الاستنباط مراتب ومستویات تختلف باختلاف مستوی وضوح النصوص وغموضها أو تعارضها، وتبعاً لما یرید الفقیه أن یصل إلیه من حکم واقعة معیّنة أو نظریّة فقهیّة معیّنة أو نظام اقتصادیّ أو سیاسیّ أو اجتماعیّ متکامل یعبِّر عن رأی الإسلام وموقف الشریعة تجاه مفردات السلوک فی حیاة الإنسان الفرد أو تجاه المجتمع الإنسانیّ أو الإسلامیّ.

وعملیّات الاستنباط التی یشتمل علیها علم الفقه، بالرغم من تعدّدها وتنوّعها من حیث التعقید، تشترک فی عناصر موحّدة وقواعد عامّة تدخل فی جمیع أو فی کثیر من عملیّات الاستنباط. وهذه العناصر المشترکة تطلّبت وضع علم خاصّ بها لدراستها وتحدیدها وإعدادها لعلم الفقه، فکان (علم الأصول)، الذی ولد فی أحضان علم الفقه بالتدریج.

وفی علم أصول الفقه یتمّ تحدید مصادر الاستنباط والحجج التی یمکن الاعتماد علیها أوّلاً، کما یبحث عن موقع ودرجة الاعتماد على کلٍّ منها ثانیاً، کما یتمّ تحدید القواعد أو العناصر المشترکة فی عملیّات الاستنباط ثالثاً، بالإضافة إلى منهجة عملیّة الاستنباط نفسها لضرورة تحدید «منهج الاستنباط» من خلال تعیین مورد استعمال کلّ مصدر ومجری کلّ قاعدة من القواعد التی تبلورت بالبحث والدراسة فی علم الأصول.

إن تقنين حركة الاجتهاد والكشف عن طبيعة العلاقات بين النصوص الشرعية للوصول إلى الحكم الشرعي من خلالها وفي كل واقعة من وقائع الحياة تعد واحدة من الاهتمامات الأساسية لعلماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

ويكمن القول: إن من الضروري في مجال الاستنباط في عصرنا هذا تكامل وتسريع مسيرة الاجتهاد من خلال خفض العامل الزمني في مجال تعلم ما هو لازم لاكتساب القدرة على الاجتهاد و تحصيل ملكة الاستنباط ، وفقاً لنظام يراعي الحد الأدنى من الوقت، و الحد الأعلى في القوة العلمية.

عناوين البحث

بذور منهجية الاستنباط عند القدماء
منهجية الاِستنباط عند المحقق الكركي
منهجية الاِستنباط عند المحقق القزويني( السيد مهدي القزويني)
منهجية الاِستنباط والنهضة الأصولية للشيخ الاعظم الأنصاري
منهجية الاِستنباط عند العلامة السيد محمد تقي الحكيم
منهجية الاِستنباط عند العلامة عبد الهادي الفضلي
منهجية الاِستنباط عند العلامة السيد عبد الكريم فضل الله

المصدر: مجلة الاجتهاد و التجدید – خریف 1433 – العدد 24 الناشر: دار الثقلین تاریخ النشر ۱۴۳۳ هـ

تحميل المقالة

پی دی اف

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky