مسيرة الأربعين

مسيرة الأربعين “ظاهرة تأريخية” ومؤشر لـ”يد القدرة الإلهية”

إن ظاهر مسيرة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) المنقطعة النظير والتي تمثل حراكاً عظيماً ومفعماً بالمعاني، تعدّ بمثابة حسنة باقية، وهي تركيبة «العشق والإيمان» و«العقل والعاطفة» من الخصوصيات الفذة لمدرسة أهل البيت (ع) وحركة الناس الإيمانية العاشقة من مختلف بلدان العالم في هذه الظاهرة،إنما هي حركة غير مسبوقة،وهي بلاشك من جملة الشعائر الإلهية.

خاص الاجتهاد: روي عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام): ان من أحب أن يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: من هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء، من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لأمير المؤمنين وحبا لفاطمة (عليهم السلام) اقعده الله على موائد الجنة، يأكل معهم والناس في الحساب (كامل الزيارات – جعفر بن محمد بن قولويه – الصفحة ٢٧٠ / و البحار 101: 66، الوسائل 14: 496.)

يحيي المسلمون وخاصة أتباع أهل البيت “عليهم السلام” في العالم ذكرى أربعينية الامام الحسين (ع) يوم 20 صفر من كل عام، حيث يحيون فيها ذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام في كربلاء، في أجواء يخيم عليها الحزن، وترفع فيها الرايات السود، وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية للحدث.

وفي ما يلي جمعنا في هذه الفقرة من خطب وكلام قائد الثورة الإسلامية اية الله السيد علي الخامنئي “دام ظله” مواقف تخص زيارة الأربعين وهذه المسيرة والحركة الإيمانية والثروة القيمة.

الأربعين حركة غير مسبوقة، ومن جملة الشعائر الإلهية

يقول سماحة القائد (22 /Mar/ 2006) خلال اللقاء الذي جرى في صحن المرقد الطاهر للإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة: تقارن عيد النوروز مع أربعين الإمام الحسين عليه السلام يؤدّى إلى الازدهار المعنوي في بدء العام الجديد ويضيف: إنَّ الأربعين هو أول تجلّي لعشق تربة ومرقد سيد الشهداء عليه السلام وبدء الجاذبة المغناطيسية الحسينية التي لازالت بعد مضي قرون متطاولة تجتذب قلوب كافة محبي أهل البيت وكافة أحرار العالم نحو الفلاح والعزة والافتخار.

كما إعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم في جلسة درس البحث الخارج في الفقه(الإثنين:2015/11/30)، أن ظاهر مسيرة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) المنقطعة النظير والتي تمثل حراكاً عظيماً و مفعماً بالمعاني، تعدّ بمثابة حسنة باقية، ويضيف قائلاً: تركيبة «العشق و الإيمان» و «العقل و العاطفة» من الخصوصيات الفذة لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) و حركة الناس الإيمانية العاشقة من مختلف بلدان العالم في هذه الظاهرة، إنما هي حركة غير مسبوقة، و هي بلا شك من جملة الشعائر الإلهية.

كما أشار آية الله السيد الخامنئي إلى كرم الشعب العراقي ومودّته في استقبال زوّار الأربعين، و أوصى الذين توفّقوا للمشاركة في هذه الحركة الجمّة المعاني و المغزى، أن يغتنموا هذه الفرصة، وتابع سماحته قائلاً: نحن أيضاً نغبط زوّار الأربعين على حالهم من بعيد، و نتمنى لو كنا معهم.

ويعدّ الإمام الخامنئي فرصة الارتباط المعنوي العاشق مع آل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وزيارة هؤلاء النفر الممتازين البارزين النورانيين الملكوتيين، من مميزات الفكر الشيعي بين الفرق الإسلامية، مضيفاً: حركة الناس العظيمة من إيران وسائر بلدان العالم للمشاركة في مسيرة الأربعين جذوة من المميزات البارزة لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام) التي يتموج فيها “الإيمان و العقيدة القلبية والمعتقدات الحقيقية” إلى جانب “العشق و المحبة”.

كما يوصي سماحته زوار الأربعين بمراعاة الضوابط و المقررات مؤكداً: لقد وضعت الحكومة مقررات بخصوص الخروج من البلاد ويجب بالتأكيد مراعاتها، و العمل خارج نطاق هذه الضوابط غير محبّذ.

ننظر بشوق وحسرة لأقدام الملايين من الزوار

يشير قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي خلال جلسة درس البحث الخارج في الفقه(الإثنين:2017/11/6)، إلى مسيرة أربعين الإمام الحسين (ع) العظيمة والشيّقة ويقول: طوبى لهؤلاء الذين يسيرون مشياً وسيصلون إلى زيارة الاربعين ويخاطبون سيد الشهداء عليه السلام بقراءة زيارة الأربعين بمضامينها الغزيرة.

ويعتبر سماحته زيارة الأربعين من الحوادث البارزة ورمزاً جميلاً جداً ورائعاً لحضور أتباع ومحبي أهل البيت عليهم السلام ويضيف: نحن من هنا ننظر بشوق وحسرة لأقدام الملايين من الزوار وينبغي علينا أن نبتهل بالشكر إلى الباري تعالى الذي مَنّ علينا بهذه المسيرة المهيبة.

ويتابع سماحته: إن شباننا ولله الحمد قد وجدوا الطريق، وإن الملايين من شعبنا والشعب العراقي والآخرين، يسيرون على طريق الزيارة الأربعينية.

إن مغنطيس الحسين القوي اجتذب أول القلوب إليه في يوم الإربعين. ذهاب جابربن عبد الله وعطية إلى زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعين شكل انطلاقه مباركة، على مر القرون وحتى يومنا هذا، لحركة تشهد كل يوم عظمة وحيوية وجذابية أكثر فأكثر والتي جعلت اسم وذكر عاشوراء يزداد حياة في العالم يوماً بعد يوم. (20 /Mar/ 2006)

مسيرة الأربعين نموذج للعلاقة الصديقة بين الشعبين الإيراني و العراقي

يشير قائد الثورة الإسلامية المعظم في استقبلاله السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق والوفد المرافق له(الثلاثاء: 2015/11/24) إلى العلاقات الأخوية و الصميمية و الودية بين الشعبين الإيراني و العراقي على الرغم من ثمانية أعوام من الحرب التي فرضها صدام بتحريض من الأجانب، و اعتبر ذلك ظاهرة عجيبة، مضيفاً: مسيرة مراسم الأربعين نموذج لهذه العلاقة الصديقة، حتى أن شعب العراق لا يقصّر بشيء من إنفاق ومحبة ومودة في استقبال الزوار الإيرانيين.

ويؤكد آية الله الخامنئي في هذا اللقاء: على المسؤولين في إيران والعراق أن ينتفعوا من هذه الأجواء والفرصة لمصالح البلدين إلى أقصى حد.

كما تطرق سماحته إلى مسيرات الأربعين المليونية لدى استقباله الآلاف من أهالي محافظة اصفهان (2016/11/16) معتبراً إياها ثروة قيمة، ويضيف: هذه الحركة العظيمة والمليونية بين النجف وكربلاء، وكل ذلك الشوق والنشاط الملحمي سيبقى دائماً كالموج الهادر في نفوس شعبنا وشبابنا حتى وإن كان محفوفاً بمخاطر، لذا لا بد لنا من الحفاظ على هذه الروح المعنوية السامية لكونها تضمن بقاء كيان البلاد.

وفي زيارته لأهالي مدينة قم المقدسة (في 07/01/2015) بمناسبة ذكرى يوم التاسع عشر من شهر دي  وهو يوم تاريخي وكبير ومصيري، وبعد تقديم الشكر لأهالي قم لأنهم لم يسمحوا ولن يسمحوا لهذه الحادثة بأن تُنسى، تطرق إلى نوايا ترمي إلى إنساء هذه الأيام والأحداث الكبرى وتنحيتها إلى مطاوي النسيان؛ وقال سماحته: حادثة عاشوراء الحسين (ع) أيضاً أراد الجائرون والظلمة لها أن لا تبقى، لكن زينب الكبرى (سلام الله عليها) لم تسمح بذلك. لقد قامت عمتنا زينب الكبرى (عليها السلام) بشيئين: الشيء الأول مسيرة الأسر نحو الكوفة والشام وذلك التنوير وتلك الخطب التي كشفت الحقائق، والشيء الثاني هو القدوم إلى كربلاء للزيارة في الأربعين؛ سواء كان الأربعين الأول أو الثاني أو أي شيء.

هذه الخطوة بمعنى أنه يجب عدم السماح للنوايا الخبيثة التي تروم إنساء الفترات العزيزة والمؤثرة والمهمة من الأذهان بأن تنجح، وطبعاً سوف لن تنجح. ما دامت الشعوب حية، وطالما كانت هناك ألسنة تنطق بالحق، وما دامت هناك قلوب مؤمنة متحفزة، فسوف لن يستطيعوا دفع هذه المناسبات إلى مطاوي النسيان، كما لم يستطيعوا ذلك في الماضي.

لقد كانت هذه النوايا والدوافع المعارضة المعاندة منذ الصدر الأول إلى فترات طويلة، فالمتوكل العباسي حاول بعد نحو 170 أو 180 سنة من واقعة عاشوراء أن يهدم القبر الطاهر للإمام الحسين بن علي (عليه السلام). وهذا يعني أن شعب إيران يجب أن لا يتوقع توقف أعمال الأعداء وفتنهم وخبثهم الرامي إلى القضاء على جماليات الثورة.

المسيرة الأربعينية العظيمة، “ظاهرة تأريخية” ومؤشر لـ”يد القدرة الإلهية

و في مجال آخر وخلال لقائه آلاف التعبويين ( 23 /Nov/ 2016) وصف قائد الثورة الإسلامية المعظم المسيرة الأربعينية العظيمة، بأنها “ظاهرة تأريخية” ومؤشر لـ”يد القدرة الإلهية” وأضاف: في النهضات الخالدة والعظيمة كمسيرة الاربعين او امثلة اخرى كالسيطرة على وكر التجسس او حادث 9 دي 1388 ه.ش (29 كانون الاول / ديسمبر 2009) (التصدي للفتنة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية عام 2009) والاعتكافات التي ليست وراءها اي دعاية اعلامية، تتجلى فيها يد القدرة الالهية اكثر من اي شيء اخر.

وأكد آية الله الخامنئي أن الحضور الملیوني للشعب في الظاهرة الإلهية لمسيرة الأربعین یدلّ علی “العشق و الجاذبیة المشفوعة بالبصيرة” واضاف: أرحب بالزائرين الذين تمكنوا من أداء هذه الزيارة المباركة وأسأل الله تبارك وتعالى بأن يتقبل زيارتهم، كما أتقدم بالشكر الجزيل للشعب العراقي الذي استضاف هذه الأعداد الغفيرة بكل محبة وقدم لهم كافة الخدمات.

وأشار سماحته إلی أنّ الشرط الأساسي لتخلید واستمرار هذه الظاهرة غیر العادیة في مسیرة الأربعین هو بشکر هذه النعمة وأضاف: الشكر الحقيقي للنعم الإلهية يجب وأن يكون عملياً، وكما أن غالبية أبناء الشعب الإيراني أعربوا عن ثنائهم وتقديرهم لنعمة الثورة الإسلامية عن طريق التضحية والإيثار، كذلك يجب علينا أن نشكر الله تعالى على نعمة مسيرات الأربعين عبر الحفاظ على معنوياتنا وعدم التفريط بالفيض الروحي الذي اكتسبناه من هذه المسيرات المباركة ولا سيما الأخوة والمودة والولاء والتأهب للتواجد في ميادين العمل الشاق.

كما أشار قائد الثورة الإسلامیة المعظم: إن بعض الأشخاص یسعون إلی طمس وتشویه ظاهرة الأربعین النورانية، لکنّهم لن یستطیعوا ذلك فهذه النعمة العظيمة ستيقى حتماً للشعبين الإيراني والعراقي وتكون مصدر عز وفخر لهما.

 

 

تعليق واحد

  1. المشاركة في زيارة الأربعين شهادة الإمام الحسين عليه السلام وفاء و بيعة للرسول الأعظم و اله صلوات الله عليهم أجمعين و براءة من الطغاة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky