الاجتهاد: محاضرة القيت بمناسبة ذكرى وفاة المرجع الراحل آية الله السيد محسن الحكيم ، تطرق سماحة العلامة السيد سامي البدري لاثر المرجعية الدينية في النجف الاشرف على الواقع السياسي العراقي الشيعي المعاصر واستمرارها بمرجعية تلميذه آية الله السيد علي السيساني حفظه الله .
تم بث هذه المحاضرة من قبل قناة الفرات الفضائية بتاريخ 2014/2/1
نص المحاضرة
بسم الله الرحمن الرحيم
مرت علينا في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول الذكرى الرابعة والاربعون لوفاة المرجع الكبير آية الله السيد محسن الحكيم قدس سره سنة 1390ه – 1970م
كنت حينها في الصف الرابع من كلية الطب وأذكر أنني ذهبت الى شارع الرشيد من أجل أشهد تشييع آية الله السيد محسن الحكيم قدس سره, وكان ذلك اليوم يوم امتحاني عندي فتركتُ الامتحان من فرط تأثري بهذا الحدث.
كنت أرى أن الشيعة في العراق سيمرون بظلمات بعد وفاة السيد الحكيم قدس سره, وأن عهد الظلمات في العراق يبدأ بوفاة هذا المرجع. في الوقت الذي كان المنظّر السياسي لاحد الأحزاب الإسلامية الكبيرة آنذاك يرى أن البعثيين (أقصر من أن ينالوا الإسلام بخطر).(1)
الحديث بمناسبة ذكرى وفاة آية الله السيد محسن الحكيم قدس سره, هذا الرجل العظيم في نفسه وأثره. وقد امتدَّ تأثيره الى اليوم، حيث نعيش اليوم في ظلّ مدرسة هذه المرجعية الرشيدة.
لا أزعم أني سوف أحيط بالحديث عن السيد الحكيم وإنما سوف أثير أفكاراً أحسبها فاتحةً للسنوات القادمة إن شاء الله.
نسب آية الله السيد محسن الحكيم
ولد السيد محسن الحكيم سنة 1889م وتوفي سنة 1970م (81 سنة). يعود نسب السيد محسن الى إبراهيم الغَمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
قُدّر لذرية الحسن المثنّى ; أن تعطي قوافل من الشهداء منذ عهد العباسيين والى هذا اليوم حيث الوجبة الأخيرة من الشهداء من أسرة السيد الحكيم وأولاده التي ضمّت فقهاء وعلماء وسياسيين ومثقفين وكسبة, ولا نغالي إذا قلنا أنَّ السيد محسن الحكيم هو <أبُ أكبر قافلة من شهداء آل الرسول>.
وكما أنَّ شهادة الحسنيين الأوائل كانت على يد باني الدولة العباسية، فإن شهادة أسرة السيد محسن الحكيم كانت على يد باني آخر حلقة من حلقات حكم العباسيين في العراق.
نشوء أسرة آل الحكيم
تنحدر أسرة ال الحكيم من السيد مراد, الذي انحدرت منه أسر علمية أخرى منها أسرة ال بحر العلوم في العراق, وال القاضي والسادة القمّيون والبروجرديّون وغيرهم في إيران.
وأول من جاء من اسرة ال الحكيم الى النجف الاشرف هو السيد علي بن السيد مراد الطباطبائي (ت: 1642م) الذي مارس مهنة الطب لذلك عرف بالحكيم ولازم هذا اللقب سائر أولاده واحفاده، جاء السيد علي الطباطبائي بصحبة الشاه عباس الصفوي لزيارة العتبات المقدسة سنة 1624م الا ان السيد علي فضّل البقاء في النجف الاشرف.(2)
عُيّن السيد علي الحكيم مشرفاً على خدمة الروضة العلوية وجعل أبناء الاسرة يمارسون سدانة الروضة الحيدرية, ثمَّ انفتحوا على الدرس الحوزوي وبرز منهم السيد محسن الحكيم ووالده وأبناؤه بعد ذلك.(3)
وبذلك صارت ذرية الحسن عليه السلام حملةً لعلم الامام الصادق عليه السلام بعد أن كانوا يمثلون الخط الثائر امتداداً لخط زيد بن علي بن الحسين عليه السلام. وبرز من هذه الاسرة السيد البروجردي في إيران والسيد محسن الحكيم في العراق وقد تولّى كلٌّ منهما المرجعية الدينية العامّة للعالم الشيعي.
النشأة العلمية للسيد الحكيم
إن كل طالب من طلبة العلوم الدينية يصنعه أساتذته وظرفه؛ فأساتذته يمنحونه العلم، وظرفه يمنحه الوعي السياسي. وقد توفر للسيد الحكيم أساتذة منحوه العلم والوعي السياسي معاً حيث كانوا منفتحين على هذا المجال، ومن أبرزهم:
السيد محمد كاظم الخراساني: المعروف ب(الآخوند) (1835 – 1911) وقد حضر السيد محسن الحكيم عنده وهو ابن ثلاث وعشرين سنة لمدة ثلاث سنوات. كان الآخوند من مراجع الدين الكبار, وهو صاحب النهضة الدستورية في ايران.
السيد محمد سعيد الحبوبي: من قادة الجهاد سنة 1914م وهو آنذاك ابن نيف وستين سنة, وكان السيد الحكيم صاحبَ سرّه وحاملَ خاتمه, وحينما توفي السيد الحبوبي سنة 1915 جمع السيد الحكيم العلماء وكسر خاتم السيد الحبوبي أمامهم. وهذا يدل على حنكة السيد الحكيم.
شيخ الشريعة الاصفهاني: تولّى المرجعية وقيادة ثورة العشرين بعد وفاة الشيخ محمد تقي الشيرازي, وكان ممن يؤيد الحركة الدستورية في إيران.
الميرزا النائيني: تولى المرجعية بعد وفاة شيخ الشريعة الى جانب السيد أبي الحسن الاصفهاني. توفي النائيني سنة 1936م وهو مؤلف كتاب (تنبيه الأمّة وتنزيه الملّة).
استقل السيد الحكيم بدرسه بعد وفاة استاذه النائيني, وقد رجع اليه بالتقليد من ذلك جملةٌ من أهالي النجف الاشرف وبغداد.(4)
السيد محمد كاظم اليزدي: وكان ممن أفتى بالجهاد ضدَّ الإنكليز سنة 1914م.
تتلمذ على يد السيد محسن الحكيم تلامذة كثيرون, أذكر منهم شخصيتين مهمتين هما: السيد محمد باقر الصدر والسيد علي السيستاني.
كلمات السيد الصدر بحق السيد محسن الحكيم
كتب السيد الصدر الى السيد مهدي الحكيم يعزيه بوفاة والده وهي كلمات لم أسمعها مثلها في حقّ السيد محسن الحكيم من مثل الشهيد الصدر.
” أكتبُ اليك وقلبي يتفطر وكياني يتفجر ألماً والدنيا أمام عينيّ مظلمة بعد أن انطفأت الشمسُ وهوى العماد وتهدّم البنيان الذي تعلقت به آمال كل الواعين من المسلمين، وسقطت الراية التي عشنا في ظلها ونعمنا في فيئها بآلام الجهاد، أي والله يا أخي نعمنا في فيئها بآلام الجهاد، وما ألّذه من نعيم وما أروعها من راية تسقط وهي في قمة الصمود والثبات، في قمّة النظافة والطهر، في قمّة الاستقامة والنزاهة، في قمة الشموخ، مهما احتشدت المصائب ومهما تفرقت بالناس المذاهب. أكتب هذه الكلمات وأمامي شريط من الذكريات ما أعظمها من ذكريات عن الزعامة الرشيدة التي كان فقيدنا يمثلها. إني لم ولن أنسَ لحظةً كل تلك الحياة المشتركة في ظل تلك الزعامة الرشيدة التي كان بودّي وبودّ المئات من المخلصين أن يشتروا بقاءها بدمائهم وأن يدفعوا عنها الموت بكل ثمن”.(5)
مرجعية السيد السيستاني: امتدادٌ وأصالة
ان المرجعية الدينية عند الشيعة في كل مرحلة من مراحل سيرها تمتلك تراثاً من التجارب العلمية والسياسية ورثته من المرجعيات السابقة, وهي تضع هذا التراث أمامها وتطوره فقهياً وأصولياً وتجتهد فيه سياسياً.
وإنّي أعتقد أن مرجعية السيد السيستاني هي امتداد لمرجعية السيد محسن الحكيم وقد سمعت السيد السيستاني (أطال الله عمره) يقول: إني أترسّم خطى السيد الحكيم في مواقفي العامّة.
هذا بالإضافة الى ما تتسم به مرجعية السيد السيستاني من أصالة وإبداع, فكان من إبداعاته أن رَفَعَ شعار المقاومة السلمية سنة 2003 ولم يفتِ بالجهاد, وقاد العراق قيادة حكيمة بما لا يتصور الاخرون.
فقبل أسبوع من سقوط النظام،(6) أصدرت المرجعية فتوى حرّمت الاستحواذ على الممتلكات العامة في دوائر الدولة وحرّمت التعامل بها، وذلك بتاريخ 2/4/2003م – 29/محرم/1424ه.(7)
وبعد أحد عشر يوماً من سقوط النظام (18/صفر/1424ه) أصدر السيد السيستاني فتوى هي من أعظم فتاواه التي ينبغي أن تشتهر عنه؛ وهي فتوى (تحريم بيع السلاح)(8) وستنكشف للجميع قيمة هذا الموقف بما لا يتخيلون ولا يتوقعون.
منزلة السيد الحكيم الفقهية
لست بصدد الحديث عن منزلة الامام الحكيم الفقهية؛ ولكن المرجع يكون موفقاً حينما يطبع رسالته العملية ولا يطمح أكثر من توفير رسالة عملية للناس في هذا الجانب.
ومن زيادة توفيق السيد الحكيم أن تصبح رسالته العملية (منهاج الصالحين) متناً يعلّق عليه المراجع الكبار /من أمثال السيد الخوئي والشهيد الصدر/ ويعتمدون هذا العنوان في عرض آرائهم الفقهية.
المواقف العامة لمرجعية السيد الحكيم
لا يسع المجال للحديث مفصلاً عن مواقف هذه المرجعية الرشيدة, ولكن من أبرز هذه المواقف وأشهرها هي أنقاذ الشارع العراقي من الفكر الشيوعي سنة 1961م حينما غزا هذا الفكر الشارع العراقي واستوعبه؛ فجاءت فتواه الشهيرة (الشيوعية كفرٌ وإلحاد) وحذا حذوه بقية الفقهاء.(9)
وقد حجمت هذه الفتوى الشيوعية تحجيماً شعبياً, إضافة الى التحجيم الفكري من خلال كتابات الشهيد الصدر.(10)
ومنها موقفه في تحريم قتال الأكراد.
ومنها إرساله برقية استنكار لهجوم جلاوزة الشاه في إيران على طلاب المدرسة الفيضية يومَ ثار السيد الخميني.
ومنها تدخله لإنقاذ (سيد قطب) من الإعدام حينما أقدم على ذلك جمال عبد الناصر.
ومنها إجازته صرف الحقوق الشرعية لدعم العمل الجهادي ضدَّ الصهاينة.
وبذلك كانت مواقفه منفتحة باتجاه الوحدة الإسلامية وباتجاه المعركة المصيرية مع اليهود الصهاينة.
إن تجربة السيد محسن الحكيم 1 تجربة فذّة وجديرة بالاهتمام وينبغي للعراقيين أن يعوا ذكرى السيد الحكيم 1 ويحيوها بما يليق بها إذ إن حياة السيد الحكيم 1 ومواقفه وتجربته الرائدة تجربة معطاة يستطيع أن يستفيد منها الجميع.
أدعو كل الجهات التي تشتغل في الساحة العراقية وتهتم ببناء العراق أن تهتم بإحياء هذه الذكرى لتكون أداةً للتثقيف وللوعي؛ لان حياة وتجربة الامام الحكيم حافلة بالعطاء وبالوعي المذهبي والسياسي.
إن السنوات القادمة هي من أخطر السنوات التي سوف نمر بها ومن أثرى ما سنمر به في التاريخ، بل إن السنوات القادمة هي أثرى السنوات في الدنيا، وستشهدون ما أقول وما أقوله جزافاً بل عن دراسة علمية مستوعبة لقوانين حركة التاريخ ومراحل التاريخ والنبوءات التي ورثناها عن أئمتنا ع في كتبنا الحديثية المعتبرة.
كلمات العلامة العسكري بحقّ مرجعية السيد الحكيم
أختم بكلمات سجلها أستاذي آية الله العلامة السيد مرتضى العسكري ; في لقاء أجرته معه صحيفة (لواء الصدر): <سمعت تساؤلات من قبيل الاستفهام الانكاري حول الحوزة العلمية النجفية، وبخاصة مرجعية السيد الحكيم، ومدى قيامها بما يلزم لخدمة الإسلام والمسلمين، ورأيت ما أستطيع أن أسميه نكران الجميل. انتشر الوعي السياسي بين الشباب المسلم تحت مظلة السيد الحكيم. وأضرب مثالاً لقولي هذا:
أنه كان أسس مكتبة باسم (مكتبة آية الله الحكيم) في النجف، وفتح فروعاً لهذه المكتبة في المدن الصغيرة والكبيرة في المساجد والحسينيات، والكتب التي يحتاجها الشباب كانت تهدى الى هذه المكتبات. وإذا كان هناك عالم من وكلاء السيد يستطيع ان يجمع الشباب حوله ويتحدث لهم ويقمون الاحتفالات، كانت تحت مظلة السيد الحكيم وكان يرعاهم جميعاً ويدافع عنهم جميعا، ويمدهم مادياً ومعنوياً، وتدرّج الشعب العراقي الى فهم السياسة الإسلامية، وبعد القومية والشيوعية عن الدين. وعندما نريد أن ندرس مواقف السيد الحكيم السياسية ينبغي أن نفهم أن هناك جماعة شكلت في الكاظمية وبغداد باسم (جماعة العلماء) وكانت هذه الجماعة مع بعض حاشية السيد في النجف يشكلون رأس الحربة الإسلامية في المواقف السياسية.
إن مواقف علماء الكاظمية وبغداد ومواقف بعض حاشية السيد الحكيم لم تكن مواقف مستقلة لهم، وانما كانوا يقومون بذلك تحت مظلة السيد الحكيم وموافقته، وأحياناً بتوجيهه؛ فإذا تكلمنا عما قامت به جماعة العلماء في الكاظمية وبغداد من أعمال سياسية، فهي من اعمال السيد الحكيم لأنهم كانوا يمثلونه في ذلك.
في سنة 1963م عندما رجع السيد من سامراء الى الكاظمية حضرت عنده ليلاً، فاذا بنجله السيد مهدي ومعه الشيخ محمد رضا الشبيبي وعندما جلست قال له: أنهض وأنا أدعمك. وكان الشبيبي يتخوف ولكنه بعد المقابلة قرر القيام بمعارضة الحكومة، وقمنا بجمع الشخصيات المتعاطفة معنا، وكتب الشبيبي مذكرة باسمه، وكنت جالساً عنده فأخذتها، غير أن الشبيبي توفي في عهد عبد الرحمن عارف.
في عهد عبد الرحمن عارف اجتمع العلماء وشكلوا (جمعية العتبات المقدسة)، ولم توافق الحكومة على إعطاء الاجازة؛ فذهبت مع جماعة من وجوه بغداد الى النجف وقدمنا للسيد الكتاب، فوضع السيد الكتابَ تحت البساط وقال /باللغة الدارجة/: إن العتبات المقدسة ماشية، هذه الوجوه المجتمعة وجوه العراق؛ لِتعملْ عملاً.
يقول السيد العسكري: فكرر القول ثلاث مرات، وهو يعني: اعملوا عملاً سياسياً، فأجبته: يسرّنا أن ترعى المرجعية مصالحَ المسلمين، وتدفعنا الى العمل فيما يحتاجه المسلمون، وسنكون عند حسن ظنِّ المرجعية. وبعد ذلك ذكر لي /في لقاء خاص/: اعملوا عملاً سياسياً معارضاً للحكومة. ثم رجعنا الى بغداد وشكلنا حركة (أبناء ثورة العشرين)>.(11)
يستحق المرجع الكبير الراحل السيد محسن الحكيم 1 لقب أب أكبر قافلة من شهداء آل الرسول ضمّت فقهاء وعلماء ومثقفين وكسبة, من أولاده وأحفاده ومتعلقيه في بداية القرن الخامس عشر الهجري (سنة 1403هـ) قتلهم نظام صدام حسين بغير جرمٍ اقترفوه.
ولئن غاب الامام الحكيم عن المشهد السياسي العراقي المعاصر فقد شهده بفاعلية متميزة من خلال مواقف تلميذه الامام السيستاني.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لكي نستهدي من هذا العلم من خلال إحياء ذكراه والعراق غنيٌّ بذكريات عظمائه والمراجع على رأس هؤلاء العظماء.
والحمد لله رب العالمين
تقرير الدكتور حسين عبد الله
الهوامش
(1) وذلك حينما طُلب من هذا الحزب أن يستنكر ما جرى على السيد الحكيم وابنه السيد مهدي الحكيم حينما اتهم بأنه جاسوس لإيران. وهذا الكلام مسجّل في وثيقة رسمية لهذا الحزب, إطّلعت عليها سنة 1975م.
(2) د. وسن الكَرعاوي, <السيد محسن الحكيم، دراسة في دوره السياسي والفكري في العراق>، ص29
(3) المصدر السابق، ص30
(4) المصدر السابق, ص74
(5) أحمد أبو زيد العاملي، (محمد باقر الصدر) السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، 2/351، 5/وثيقة رقم (115)
(6) أول غارة أمريكية استهدفت صدام كانت بتاريخ 20/3/2003م، وشهدت بغداد غارات مكثفة في اليوم التالي، وفي 27/3 كانت هناك عاصفة استمرت لثلاثة أيام، وفي يوم 9/4 سقط نظام صدام.
(7) النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية، ص: 339
(8) النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية، ص: 341
(9) يُراجع (محمد باقر الصدر) السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق، 1/355
(10) يشار الى أن السيد الصدر قد كتب (فلسفتنا) بإيعاز من السيد محسن الحكيم. المصدر السابق 1/307
(11) جريدة (الجهاد)، الاعداد: 330, 332, 336
المصدر: موقع العلامة السيد سامي البدري على النت