خاص الاجتهاد: الدكتور شريف لك زايي في مقابلة مع “الاجتهاد”: إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو أول راوي لحادثة عاشوراء، وتحدى حكم الأمويين بإعلان السيادة تجاه الدين وشرح الانحرافات التي تعرض لها الإسلام، مثل تحويل الخلافة الإسلامية إلى حكم ملكي وسحب الشرعية من حكم يزيد.
أكد الدكتور شريف لك زايي عضو هيئة التدريس في معهد العلوم والثقافة الإسلامية، على أهمية معرفة تحليل حركة الإمام الحسين (ع) من منظور الحرب الإعلامية حيث قال: في الواقع فإنّ الإمام الحسين (ع) هو أول راوي لحادثة عاشوراء، وتحدى حكم الأمويين بإعلان السيادة تجاه الدين وشرح الانحرافات التي تعرض لها الإسلام، مثل تحويل الخلافة الإسلامية إلى حكم ملكي وسحب الشرعية من حكم يزيد.
في هذا الصدد، أجرى موقع الاجتهاد مقابلة مع الدكتور شريف لك زايي، عضو هيئة التدريس في كلية العلوم السياسية التابعة لمعهد العلوم والثقافة الإسلامية:
س1- كيف ترون وتحللون جميع أنشطة الإمام الحسين (ع) منذ بداية حركته الثورية انتفاضة عاشوراء في شكل حرب نفسية وعمل نشط بشكلٍ إعلامي لفضح الأبعاد الخفيّة لحكومة يزيد الضالمة؟
أعتقد أن المناقشة في هذا الصدد تعطينا نافذة جديدة لتحليل حادثة عاشوراء، وفي الواقع فإن وسائل الإعلام من خلال التواصل بين الأحداث تلتقط بطريقة ما وجهات نظر الآخرين وتنتج وجهة نظر جديدة وغير اعتيادية حيث أنه ونتيجة لهذه التوضيح تنتقل الرسالة إلى الآخرين، ويُتخذ الموقف شكلاً جديدًا وغير كلاسيكي.
وهذه النظرة، بعد حدثة عاشوراء، تستمر من خلال السيدة زينب الكبرى (س) كما أنّ الإمام السجاد (ع) جزء من هذا الرسالة التي قامت بها السيدة زينب الكبرى (س) من خلال الخطب والردود في الوقت المناسب، حيث استطاعت هذه الاجابات خلق جو نفسي مهم ضد يزيد وزبانيته.
س2- على الرغم من النصر الظاهر لليزيديين واستشهاد الإمام وأتباعه، ما هي النقاط التي اعتمدها الإمام الحسين(ع) في هذه الحرب النفسية والإعلامية، والتي أقنعت من عاصره من العامة ونزعت الشرعية والمصداقية عن حكم يزيد؟
كما ذكرنا فإنّ الإمام انتقد النهج والموقف الديني والسياسي، وإحلال المَلَكيّة بدلًا من الخلافة الإسلامية، وبهذا الانتقاد فإنّه ينتقد النهج الأموي بأكمله، وخاصة بالنظر إلى أن معاوية ويزيد الذين تصرفا بعكس الصلح الذي أبرماه مع الإمام حسن مجتبى (ع)، حيث أنّ الاتفاقية بين الإمام الحسن “عليه السلام” ومعاوية تنصُّ على أنّه لا يحق لمعاوية تعيين خليفة من بعده، غير أنّ معاوية فعل كل ما يستطيع من أجل تعيين ابنه يزيد خليفةً له.
وفي تلك الفترة والآن وفي أي وقت وفي أي مكان يُحكم فيه باسم الدين، يمكن تنطبق عليه إجراءات الإمام “عليه السلام” من خلال نزع الشرعية عن الأفعال التي تستهدف تولي الحكم عن طريق الوراثة، وبالأخص زيادة الشرخ بين الرعية والحكومة التي تعتمد على التوريث في حكمها.
س3- اليوم؛ تدرك السلطات أهمية الدخول في مرحلة الحرب النفسية أو مراقبة هجمات الدعاية العدوانية بشكل سلبي في منطقتين من خلال إحداث خيبة أمل الناس داخل البلاد، وزيادة التقسيم والانقسام في المنطقة الاقليمية، ومثال على ذلك الأحداث الأخيرة في العلاقات بين إيران والعراق؟
بطبيعة الحال، ينبغي أن تتخذ الإدارات المسؤولة إجراءات في الوقت المناسب في هذا الصدد، لكنهم عادة ما يُفاجأون في هذه المجالات، هذا بينما يحاول الأعداء شق طريقهم إلى هدفهم الباطل ويستغلون في سبيل ذلك كافة الفجوات والهفوات الموجودة، ولا سيما استغلال الثغرات العرقية والدينية داخل وخارج البلاد والموجودة على أجندة المعارضة، ومع ذلك هناك مؤشر واضح على اتخاذ عدّة إجراءات في الوقت المناسب وهذا هو المتوقع والمرجو منها في هذا الصدد.
س4- فيما يتعلق بالأبعاد الواسعة لانتفاضة أبا عبد الله الحسين (ع) ما هي الجوانب والأبعاد التي تعتقد أنّه يتم إغفالها ويمكن لوسائل الإعلام أن تُثيرها، وخاصة المواضيع التي من الممكن ربطها مع المشاكل التي تواجه المجتمع اليوم؟
يبدو لي أن تفسير مثل هذه الأبعاد يختلف باختلاف النماذج التي تم اقتراحها حتى الآن، ويجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، أيضا، لا تزال الأبعاد الإنسانية لحدث عاشوراء تتطلب المزيد من الاهتمام والعمل، حيث تتطلب شعبية واتساع حركة عاشوراء في مجتمعنا انتاج أفلام سينمائية وبعض الروايات الجيدة التي يجب إنتاجها كل بضع سنوات على الأقل.