يتعاظم تلازم حديث الثقلين مع حديث الغدير تلازماً حيّاً ولاسيما في أحد طرقه ودلالة الأول على الثاني، من هنا كان لابد من إخضاع حديث الغدير هو الآخر إلى طاولة البحث لبيان فقه ما جاء فيه.والحق أن حديث الغدير لم يكن مجرد خبر ورواية تدرس فيستنبط ما يريده الله تعالى وإنما هو واقع من ذلك اليوم ولكن لما وقع من أحداث وما حصل من واقع بعد وفاة الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” ولما ألفه المسلمون من هذا الواقع وما يشعر به بعضهم من رغبة ودافع نحو تبرير الواقع فدار جدل حول معنى أو مفاد حديث الغدير في فترة متأخرة عن عهد الصحابة.
الاجتهاد: أما في عهد الصحابة فلم يقع الجدل؛ لأنهم لم يختلفوا في معناه وإنما اختلفوا فيه من حيث الموقف بل اختلفوا من حيث الإيمان فمن متقبل له منهم بصدر منشرح ومن مستكثر ومستقل له ومن معرض عنه بل منهم من وقف ضده ونحن وبعد هذا التاريخ أصبحنا بحاجة إلى فهم معنى الغدير أو بيان معنى هذا الحديث،
ففصول الحديث وان كانت مترابطة وبينها تكامل ولكن عبارة (من كنت مولاه فعلي مولاه) تكفي وتفي بالغرض المقصود ولذلك اشتهر ترديدها والاحتجاج بها وهي المحور والعمود الفقري للحديث مع ملاحظة مفهوم الولاية في الإسلام والظرف المحيط بصدور الحديث والخطبة والجو الذي هيأ الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” بتلك المناسبة والمقدمات التي قدمها وطريقة جمع الناس والتوقيت وكونه بصدد الوصية لما بعد موته الذي أعلن عن قربه ثم النظر بشيء من التركيز بأقرب مقدمة وهي قوله “صلى الله عليه وآله وسلم” : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» فصبها بصيغة السؤال والاستفهام مع انه قريباً راحل عنهم بما يستلزم النظر لخلفية النص والتدبر فيه وسنأتي على ذكر المحطات التي تستحق التوقف والتأمل فيها.
■ أثر الزمان والمكان في ورود الحديث:
ذلك أن اختيار الرسول الأعظم “صلى الله عليه وآله وسلم” زمان أو وقت الحج في إطلاق الحديث له دلالات أعمق في تشريعات الحديث (حديث الثقلين)الملازم معه وكان توقيت الاختيار مع أكبر تجمع للمسلمين آنذاك بدون نداء إعلامي في مكان(مكة) وفي زمان (فريضة الحج)، حيث من المعلوم والمؤكد أن الوافدين على مكة أوقات الحج سيكون عددهم أكثر من حيث الكمية وسيكون الناس الوافدون هم طبقة المؤمنين أو المقرين بفريضة الحج غير الرافضين لها أو الناكرين لرسالة الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” من حيث النوعية
فإن إطلاق هكذا حديث في اجتماع كهذا ومكان بمكة وزمان كأيام الحج سيكون له وقع أكبر ولصدوره من النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” أهمية أعظم مما لو أطلق في ظروف غير هذه وهذا ما يجعلنا عند الحديث في دلالته لدى اعتبار البعض له من أحاديث التوجيه أو الإشارة إلى التوصية في احترام الكتاب العزيز والعترة وتوقيرهما أن نأخذ على كلام هؤلاء بالتنبه لأهمية ظرف صدور هذا الحديث وعند ذاك سيكون لظرفي الزمان والمكان في هذا الحديث تدخل مباشر من حيث أهميته وعمق تشريعاته وسيكون لسبب وروده أو صدوره عنه “صلى الله عليه وآله وسلم” غايات متعددة وإلا ما الذي يدعو الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” أن يوقف تلك الجموع الغفيرة في تلك الصحراء اللاهبة بحر القيظ والظهيرة القاتلة وفي رمضاء الهجير بعد تفرقهم إلى طرق متعددة فلا يكون ذلك إلا لأمر هام أكثر مما قاله لهم في الأوقات الأخرى بتأكيد أكثر.
نسخ الحديث أو تخصيصه:
أما من ناحية نسخ حديث(الثقلين) و(الغدير) بحديث آخر فإن وقت صدوره وطريقة عرضه على الملأ بما يحتاج معه الناسخ له إلى أن تكون طريقة عرضه مشابهة لطريقته بل لا يمكن صدور حديث ناسخ له عن الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” بصورة انفرادية على طبقة من المسلمين دون غيرهم لان إدعاء هذه الطبقة بهذا الحديث الناسخ سيواجه إشكالات وردود وإنكار عام من قبل كل الحجيج الذين حضروا الواقعة فضلاً عن أن توقيت صدور الحديث قبل (شهرين من وفاته “صلى الله عليه وآله وسلم” يؤكد عدم نسخه بحديث آخر مناف له أو معارض لمحتواه ولا وجود لمثل هذا الحديث، فبعد الإقرار بحديث الغدير وعدم إنكاره لشهرته وذياع صيته جاءت المحاولات في الالتفاف عليه ومحاولة حرفه عن مقصوده بما يؤكد ثبوته.
أما إذا كانت هناك دلالات من أحاديث كانت قد صدرت من الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” وادّعي أنها في آخرين مثل حديث (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)(1)، فلو وافقنا القول بعموم هذه الأحاديث وشمول كافة الصحابة فإن وقت ورود حديث الغدير يدلل على تخصيصه بالإمام علي دون سائر الصحابة بالولاية في المكان والزمان بما يدل على نسخ ما يعارضه إن كان هناك دلالات في أحاديث أخرى، ثم أن الصحابة لا يصح أن يكونوا كلهم أمان ونجاة لمن يقتدي بهم وذلك:
1ـ لضعف أو بطلان الحديث كما صرح غير واحد.
2ـ إنّ من الصحابة من ارتدّ وانقلب على عقبيه كما أشارت الآية الكريمة: أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا(2). ومنهم المنافق كعبدالله بن أُبيْ وأمثاله ومنهم من ارتدّ خاسراً كما في رواية الحوض (وانّ أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول أصحابي أصحابي، فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)(3)، وفي موضع آخر (ليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)(4).
3ـ عدم كفايتهم في جملة من المواطن:
4ـ إخبار القرآن بوجود المنافقين في حياة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” وما يبدو أن حديث النجوم هذا مجعول لأغراض سياسية ذلك أن الحديث الوارد على ما رواه جملة من الأعلام وما يتماشى مع الواقع هو قوله “صلى الله عليه وآله وسلم”: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتهما قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس»(5)، وباعتبار انه ليس كل النجوم يُهتدى بها وإنما القسم منها كما هو الشائع والمعروف عند العرب لذا خصص بأهل البيت كونهم عدداً متميزاً الذي هو كالنجوم المتميزة وبالتالي يكون الحديث متماشياً مع الواقع.
■ الدلالة النفسية للحديث :
لدى سرح النظر في الظرف المحيط بصدور الحديث والخطبة والأجواء التي هيأها النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” بتلك المناسبة والمقدمات التي قام “صلى الله عليه وآله وسلم” بطرحها والطريقة التي جمع بها الناس والتوقيت وكونه بصدد الوصية لما بعد الموت بما أعلن عن قربه ثم التركيز والنظر بأقرب مقدمة وهي قوله “صلى الله عليه وآله وسلم” : «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» والتي جاءت بصيغة الاستفهام والسؤال مع انه قريباً راحل عنهم كل ذلك يستلزم التأمل والتدبر ذلك أن استفهامه له أبعاده النفسية وأثره في تهيأت النفوس لتلقي الأمر بالقبول ولو مؤقتاً ذلك أن المهم هو تبليغ هذا الأمر العظيم بسلام دون ردّات فعل عنيفة بما يؤثر سلبياً على الدين من حيث الأساس فالاستفهام والجواب عليه يقطع الألسن في تلك اللحظة من اللغط فهو مبلغ عن الله تعالى وضمن صلاحياته التي هي جزء من ولايته وإذا ثبت الدرجة العليا فمن الأولى ثبوت الدرجات الأقل منها ومن ضمنها الولاية على الأمر، إنّ التحول من صيغة الأولوية في المقدمة إلى هذه الصيغة فيه دلالات إيجابية أيضاً فكلمة (المولى) أو كلمة (الولي) أوسع دائرة من كلمة (أولى) وهي أساس لها أيضاً، فإذا ذكر بالأولوية وذكر المعنى الأوسع ثبتت الولاية تلقائياً.
إنّ النبي هو ولي المؤمنين وولايته عليهم فرع ولاية الله وذكرت معها في الآية الكريمة بلا فصل:إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا(6). ومن ثم فهو أولى بكل مؤمن من نفسه وولاية علي امتداد لهذه الولاية والرسول (يريد أن يبين الولاية بكل أبعادها وكل درجاتها وكل مجالاتها وهذا التعبير يكفي لأنه جامع مانع، إنه يكفي لبيان أن الإمام ولي المجموع بالأمور العامة وهو يتضمن معنى أولى بهم من أنفسهم كمجموع ويكفي لبيان انه ولي كل فرد من المجموع بالأمور العامة أو التي لها علاقة بها أيضاً كالقضاء والجهاد وحفظ الأمن فله أن يتصرف بأي من المؤمنين في هذه الحالات)(7)، لأنه أطلق الكلام وعممه وقرنه بنفسه ولو أراد شيئاً دون ولايته أو يختلف عنها شيئاً لوضحه لأنه في مقام التبليغ عن الله تعالى فلا يصح منه في ذلك المقام الإجمال المحيّر وفعلاً لم يتحير بكلامه أحد من الحاضرين مع انه بإمكانه أن يختار غير هذه الكلمات ولو أراد شيئاً آخر كما يذكر البعض فبإمكانه أن يبين أن لعلي على المؤمنين ذلك الحق مباشرة بغير لفظ الولاية وتبقى حصة الإمام في الولاية بين المؤمنين على فاعليتها وله ذلك الأمر الإضافي أيضا على فرض أن المقصود من كلمة (المولى) غير المتعارف من معنى الولاية وسيأتي أن شاء الله بيان الأمر والمراد من ذلك.
■ الدلالة التشريعية للحديث :
إن هذه الأحداث المشار إليها حصلت في يوم واحد ومكان واحد على مرأى ومسمع الغالبية المطلقة من الصحابة ومن المعروف أن الله تعالى إذا فرض شيئاً جديداً على المسلمين لا يجعل له مقدمات ولا ترتيبات، فحين فرض الصلاة أخبر المسلمين بذلك مباشرة وهكذا سائر الفرائض كالصوم والزكاة وفي حادثة الغدير نجد اختلاف الأمر فقد نزلت آية تأمر الرسول تبليغ ما أنزل الله إليه وبعد تبليغه نزلت آية الإكمال وكأن إكمال الدين متوقف على هذا الأمر، فما هو هذا الأمر هل هو النص على خلافة علي أم بيان محبته؟!، إن الملاحظ في الحديث الشريف انه استدرج المسلمين آخذاً منهم الشهادة لله بالوحدانية ولنفسه بالنبوة كي يمهد للأمر المراد تبليغه،
فالرسول ذكر أصلين من أصول الدين (التوحيد والنبوة) فما علاقة محبة علي ونصرته للمسلمين بهذين الأصلين؟. وهل محبة علي تستلزم ذكر التوحيد والنبوة؟ فقصد المحبة هنا غير وارد ذلك انه أخذ الشهادة من الناس بالتوحيد ثم بالنبوة فثلّث بالإمامة وهذا ما يقتضيه السياق، ثم أن النبي حين قال في كلامه : إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه فحين قال : وأنا أولى بهم من أنفسهم قال مباشرة فمن كنت مولاه أي من كنت أولى به من نفسه فعلي كذلك ففسر النبي كلمة (مولى) بكلمة(أولى) وكلمة (أولى) هنا أعم من الخلافة فكما أن طاعة النبي أولى من طاعة الناس لأنفسهم فكذلك علي،
ومن المفيد هنا ذكر ما أجاب به السيد شرف الدين بعد تأويل الشيخ سليم البشري لكلمة (المولى) بالناصر والمحب فأجاب شرف الدين: (لو سألكم فلاسفة الاغيار عما كان منه يوم غدير خم فقال لماذا منع تلك الألوف المؤلفة يومئذ عن المسير وعلى م حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعاً في ذلك العراء على غير كلاء ولا ماء؟. ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون ليبلغ الشاهد منهم الغائب وما المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال: يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وإني لمسؤول وإنكم لمسؤولون، وأي أمر يسأل النبي عن تبليغه؟ وتسأل الأمة عن طاعتها فيه ولماذا سألهم ألستم تشهدون أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله؟
قالوا: بلى، ولماذا اخذ حينئذ على سبيل الفور بيد علي فرفعها إليه حتى بان بياض إبطيه فقال: يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، ولماذا فسّر كلمته وأنا أولى بالمؤمنين بقوله: وأنا أولى بهم من أنفسهم، ولماذا قال بعد هذا التفسير «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهمّ والِ من ولاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله»؟ ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلا أئمة الحق وخلفاء الصدق؟ ولماذا قرن العترة بالكتاب وجعلهم قدوة لأولي الألباب؟ وفيمَ هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الكريم؟ وما المهمة التي احتاجت إلى كل هذه المقدمات؟ وما الشيء الذي أمره الله بتبليغه؟ وأي مهمة استوجبت من الله التأكيد واقتضت الحض على تبليغها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة تبليغه ويحتاج إلى عصمة الله؟ أكنتم ـ بجدك لو سألكم عن هذا كله ـ تجيبون بان الله عز وجل ورسوله إنما أراد بيان نصرة علي للمسلمين وصداقته لهم ليس إلا ؟
ما أراكم ترتضون هذا الجواب ولا أتوهّم أنكم ترون مضمونه جائزاً على رب الأرباب ولا على سيد الحكماء وخاتم الرسل والأنبياء وانتم أجل من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها وعزائمه بأسرها إلى تبيين شيء بيّن لا يحتاج إلى بيان ولا شك أنكم تنزّهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء أو ينتقدها الفلاسفة والحكماء)(8).
■ الدلالة اللغوية للحديث:
وممن ذهب إلى تفسير كلمة (مولى) بـ(أولى) كثير من العلماء ونص ابن طلحة الشافعي(9)، على طائفة ممن حملوا اللفظة في الحديث على (الأولى) وذهب لهذا الرأي المبرّد والزجاج وابن الانباري، والفراء وثعلب وابن المبارك وابن الملقن والجوهري ومن المفسرين : الطبري(10) ، والبغوي(11) ، وأبو حيان الأندلسي(12) ، والبيضاوي(13)، والثعلبي(14)، والرازي(15)، وانّ المولى والولي وصفان من الولاية ومن مشتقاتها القيام بأمر والتقلّد له كما يستفاد من كتب اللغة ومن ذلك: (ولي الوالي البلد، وولي الرجل البيع ولاية، فيهما وأوليته معروفاً ونقول فلان ولي وولي عليه وولاه الأمير عمل كذا وولاه بيع الشيء وتولى العمل أي تقلّده)(16)،
ويقال: (ولي الشيء وعليه ولاية وولاية أو هي المصدر بالكسر الخطة والإمارة والسلطان وأوليته الأمر وليته إياه… وتولى الأمر تقلّده… وأولى على اليتيم: أوصى… واستولى على الأمر: بلغ الغاية)(17)، وفي ذلك: (قال سيبويه: الولاية بالكسر ـ الاسم مثل الإمارة والنقابة لأنه اسم لما توليته وقمت به فإذا أرادوا المصدر فتحوا… والولي وليّ اليتيم الذي يلي أمره ويقوم بكفايته، وولي المرأة الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه، وفي الحديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل)(18)، وفي رواية: وليّها أي متولي أمرها(19)، واعتبر أبو عبيده في كتابه (غريب الحديث)(المولى) بمعنى (الأولى) مستشهداً بقول الأخطل(20):
فأصبحت مولاها من الناس كلها وأحــرى قريش أن تهاب وتحمدا
وقد حكي عن أبي العباس المبرّد أنه قال: «الولي الذي هو الأولى والأحق ومثله المولى وقد ذكر جماعة كثيرة من المفسرين في تفسير قوله تعالى:النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ(21)، أي أولى بكم(22)، واستناداً إلى ما تقدم فان (الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل… وكل من ولي أمراً فهو مولاه ووليه… وقول عمر لعلي أصبحت مولى كل مؤمن أي ولي كل مؤمن)(23)، ويتضح مما تقدم ـ لغوياً ـ أن حقيقة كلمة (المولى) من يلي أمراً ويقوم به ويتقلده وما عدوه من المعاني فإنما هي مصاديق وقد أطلقت عليها من باب إطلاق اللفظ الموضوع لحقيقة على مصاديقها كإطلاق كلمة (الرجل) على زيد وعمر وبكر (فيطلق لفظ المولى على الرب لأنه القائم بأمر المربوبين وعلى السيد لأنه القائم بأمر العبد وعلى العبد لأنه يقوم بحاجة السيد وعلى الجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر لأنهم يقومون بنصرة صاحبهم فيما يحتاجون إلى نصرتهم وهكذا فاللفظ مشترك معنوي فمعنى قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه: من كنت متقلداً لأمره وقائماً به فعلي متقلداً أمره والقائم به وهذا صريح في زعامة الأمة وإمامتها وولايتها فإن رسول الله زعيم الأمة ووليهم وسلطانهم والقائم بأمرهم فثبت لعلي ما ثبت له من الولاية العامة والزعامة التامة»(24).
■ القرائن الحالية والمقالية في الحديث:
وهناك قرائن حالية وأخرى مقالية على أن المراد من لفظ (المولى) بمعنى الولاية أما القرائن الحالية فهي أن النبي أمر بحبس المتقدم في السير ومنع التالي في محل ليس صالحاً للنزول، بيد أنّ الوحي حبسه هناك والناس قد أنهكتهم وعثاء السفر وحر الهجير وحراجة الموقف حتى أن أحدهم ليضع طرفاً من ردائه تحت قدميه فعند ذاك رقى رسول الله منبر الأهداج فهل يصح أن يراد من المولى في هذا الموقف الحرج غير إبلاغ الولاية لعلي وانّه هو المتصرف والآخذ بالزمام بعده وإلا فلو أغمض على هذا المعنى وقيل بان المراد من المولى الناصر والمحب لسقط الكلام عن البلاغة واحتفظ عامة الناس بحق النقد والرد على النبي بعدم ضرورة حبس هذه الحشود في ذلك الموقف غير الصالح للنزول وإلقاء الخطبة لأجل تفهيم الجميع أمراً واضحاً وهو الدعوة إلى نصرة علي وحبه فلا يسوغ للنبي حشر الجماهير في حر الرمضاء إلا أن تكون الخطبة حول أمر خطير تناط به حياة الإسلام وكيان المسلمين وهي تعيين الوحي بعده وإضفاء الولاية العامة على من بعده.
أمّا القرائن المقالية: فكثيرة ونشير إلى بعضها:
1ـ صدر الحديث وهو قوله : ألست أولى بكم من أنفسكم فهذه قرينة على أن المراد من (المولى) ما ورد في الصدر وهي الأولوية في النفوس والأموال قال سبحانه:النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْـمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ(25).
2ـ قوله في ذيل الحديث: اللهم والِ من ولاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، أو ما يؤدي مؤداه، فلو أريد منه غير الولاية العامة والأولوية بالتصرف فما معنى هذه الإطالة؟
3ـ أخذ الشهادة من الناس حيث قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وان محمداً عبده ورسوله، وان الجنة حق والنار حق، فإن وقوع قوله : من كنت مولاه في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة يحقق أن المراد هو الخلافة بعد الرسالة للأولوية على الناس ولعلّ ما يكفي ما ذكرنا من القرائن، بأنه لم يفهم الشعراء والأدباء منذ صدور الحديث من صاحب الرسالة إلا الأولوية العامة لعلي وقد أنشأ حسان بن ثابت شعراً في هذا المقام.
4ـ ذكر قبل بيان الولاية قوله : كأني دعيت فأجبت أو ما يقرب من ذلك، وهو يُعرب عن أنه لم يبقَ من عمره إلا قليل، ويحاذر أن يدركه الأجل فأراد سد الفراغ الحاصل بموته ورحلته بتنصيب علي إماماً وقائداً من بعده، فإن هذه القرائن وغيرها الموجودة في كلامه توجب اليقين بأن الهدف من هذا النبأ في ذلك الحشد العظيم ليس إلا إكمال الدين وإتمام النعمة من خلال ما أعلن عنه أن علياً قائد وإمام للأمة وللحصول على المزيد من هذه القرائن فيمكن مراجعة ما كتبه الأميني في كتابه الغدير(26)،على أن ذكر التوحيد والمعاد والرسالة في خطبته والتنويه برحيله عن قرب وذكر الثقلين كل ذلك يعرب عن أن النبي بصدد بيان أمر خطير فيه إكمال الدين وإتمام النعمة لا بصدد الايصاء بإكرام أهل بيته الذي لم يكن أمراً مستوراً على الأمة أضف إلى ذلك أنه لو كان الهدف من كلام النبي هو الإيصاء بالمحبة والمودة فلماذا أخره إلى أخريات أيام حياته الشريفة؟ ولماذا نوّه به في حشد عظيم في صحراء لا يخيم على الناس فيها إلا حر الشمس؟ أو ليس هذا بعيداً عن بلاغة النبي ورعاية مقتضى الحال؟
■ دلالة السياق في الحديث:
والحق أنّ سياق الحديث ودلالته تشعر أنّ(المولى) تعني(الأولى)، فإنّ هناك قاعدة في علم الحديث يعبر عنها بقاعدة الحديث يفسر بعضه بعضاً ففي أحاديث أخرى للنبي بحق علي والتي تعني (الأولى) أي الولاية ومنها:(من كنت وليّه فعليّ وليه)، وفي رواية :(هو وليكم بعدي وأنه مني وأنا منه)(27)، وفي لفظ آخر يقول :«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله ـ والقول لبريدة ـ قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه»(28)، وقوله : (علي ولي كل مؤمن بعدي)(29)، وفي لفظ أبي داود:(هذا ولييّ والمؤدي عني اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه)(30)، وفي لفظ آخر لأبي داود:(أيها الناس من وليكم:قالوا الله ورسوله ثلاثاً، ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال:من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه)(31).
فبقرينة وسياق:ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم بما يعني الولاية وقوله في الأحاديث المتقدمة مثل: علي وليكم بعدي، من كنت وليه فهذا وليه ماذا يشعر هذا السياق؟ لا شك أننا نشعر من خلال السياق وكأنه نظر بعين الغيب وأنه سيأتي من يشكك بكلمة(مولى) فأكد بهذه الأحاديث المتقدمة من خلال السياق بالشعور بالولاية مصرحاً بالسياق نفسه بأنه من أنفسهم التي تعني الولاية ثم بقرينة أخذه بيد علي ليقول لهم هذا هو من بعدي بالولاية، ثم ماذا تعني بخبخة الشيخين سوى الولاية(32)،
ثم أن سياق الآية: «وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ»، ما يشعر بأن هناك تخوفاً من الرسول في إبداء الأمر ولعل منشأ هذا التخوف خطورة العزم على القيام بالأمر لمعرفة ردة الفعل المنتظرة وما هذا التخوف إلا لأمر عظيم وخطير يتعلق بالولاية وليس مجرد المحبة والنصرة.
أضف إلى ذلك أن وحدة السياق بين حديث الغدير وحديث آخر يدل على معنى (الأولى) ما يفصح عن الحقيقة أكثر والحديث: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، فأيما مسلم ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك ديناً أو ضياعاً فليأتِني وأنا مولاه»(33).
وتماثل السياق واضح هنا جداً فإن النبي ذكر أولاً أولويته بالمؤمنين من أنفسهم في الدنيا والآخرة ، ثم قال:(وأنا مولاه)، وكذلك الأمر في حديث الغدير إذ بيّن فيه كونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم قال:(من كنت مولاه فعليّ مولاه)، ثم أن دعاءه فيه إفادة تثبت أن مقصده لم يكن منصرفاً إلا إلى ولاية الأمر.ولعل من أقوى القرائن على ذلك هو اقتران حديث الثقلين بحديث الغدير المتواترين كليهما ومجيئهما بسياق واحد ما يدلّ على أنّ دلالة حديث الثقلين هي نفس مدلول حديث الغدير،واقتران حديث الثقلين بحديث المنزلة في بعض طرقه لتصبح ثلاثة أحاديث في سياق واحد وليس مجيء ذلك إلا لحكمة باعثة وتنبيه هام للأمة لمعرفة ذلك الأمر والأخذ به والسير على نهجه.
■ أحاديث أخرى تعضد سياق الحديث وفقهه:
إنّ مظاهر دلالة حديث الغدير على الولاية تعطي لنا الوضوح الكامل لمبدأ اهتمام الإمام علي بنفسه وكذا سائر أئمة أهل البيت وعلماء الإمامية بإثبات هذا الحديث سنداً ودلالة ونشره بين الأمة بشتى الوسائل والطرق وبقائه في الأذهان والأفكار على مدى الدهور والأعصار فنرى «الإمام يناشد الأصحاب بهذا الحديث في يوم الشورى وفي يوم الرحبة وفي يوم الجمل والصديقة الزهراء تحتج به فيما رواه ابن الجوزي بل احتج به بعض الأصحاب من خصماء علي فقد احتج به سعد بن أبي وقاص عندما غضب من نيل معاوية منه واحتج به عمرو بن العاص في كتاب له إلى معاوية فيما رواه الخوارزمي،
ولهذا السبب أيضاً كثرت الكتب المؤلّفة في هذا الحديث سلفاً وخلفاً من علماء الفريقين»(34)، كل ذلك يشكل جانباً من جوانب الحديث على الولاية ولعل من أظهر مظاهر دلالة ومفاد حديث الغدير على معنى الولاية والخلافة ما جاء في سبب نزول آية:سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ(35) في حق الحارث الفهري الذي جاء محتجاً على النبي وأنه لم يكفه المجيء بالأحكام حتى قام معلناً بهذا الأمر ما كان سبباً لنزول الآية فهل يستحق نزول آية فيها عذاب لو لم يكن الأمر عظيماً وخطيراً، ولعل السياق ما يشعر بذلك، ولم تكن هناك قرينة أوضح من ذلك،
أضف إلى ذلك أن من يمعن النظر في وحدة السياق وتأويل العبارة بكونها منصرفة إلى معنى: (الحب والنصرة)، لم يصب الحقيقة ذلك انه قد حث على حب علي وأهل بيته امتثالاً لأمر الله تعالى فيهم في قوله:قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْـمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى(36)، وقال في علي : (لا يُحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)(37)، وقال : (عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي)(38)، وقال غير ذلك من الأحاديث التي تحث على تلك المحبة وتفرضها على الأمة فرضاً لا يحتمل تبريراً.
أجل أن محبة علي ونصرته للمسلمين يعرفها الجميع، وهو أمر مفروغ منه وإذا كان قد دعا الناس لحب علي فهو لم يأتِ بجديد ـ حاشاه ـ وليس هذا إكمالاً للدين؛ لذا فهم الصحابة مقصود النبي فبخبخوا له بالإمرة والولاية وقام الجميع يهنونه وألقى حسان قصيدته فلا يمكن القول إن حسان قد أخطأ بفهمه للحديث والعجب ممن لم يحضر الحادثة ويفهم منها ما لم يفهمه حسان والصحابة. لاشك أن الأمر أكبر من ذلك فما طلب الإمام شهادة البعض في الواقعة وما أصابت منكري الشهادة دعوته إلا لإنكارهم لأمر عظيم ثم أن (في روايات الطرفين أحاديث عن الحب والنصرة لأفراد وجماعات في المسلمين صرح فيها بالمعنى المراد ولم يطلق عليها لفظ الولاية ولم يقرنها بولايته ولم يقدم لها بهذا المستوى الأعلى «الأولوية»)(39)،
فهو في تقديمه بـ(ألست أولى؟) يشير إلى المستوى الأعلى من ولايته على المسلمين وبقوله:(من كنت مولاه) يقرن ولاية علي بولايته وأنها من سنخ واحد. والواقع أن معنى الحب والنصرة يتحصل ولو بالنتيجة لأن كلّاً منها لابدّ أن يؤدي بالالتزام في جوانب الولاية، فالحب الذي يقرن بحب النبي لابد وأن يكون بدرجة عالية جداً تقتضيها المخالفة والمعصية والخذلان وتفضيل الغير وتأميره، وقد احتجّ القرآن الكريم بهذا المعنى في أكثر من موضع منها قوله تعالى: «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللهُ» (40) ،
وعلى ذلك (ففرض النصرة يوجب أوّلاً عدم التجاوز للإمام، وثانياً يوجب منع التجاوز، وثالثاً يوجب طاعة الإمام والوقوف معه بكل قوة مهما كان رأيه في الأمر وأي رأي مقابل رأيه هو خذلان وأكبر منه الإصرار على ابعاده عن الأمر ونصرة غيره عليه… وتشتد هذه المعاني تبادراً إلى الذهن عند ملاحظة التعبير عن النصرة بالولاية لكون معنى الولاية أغنى من معنى النصرة وأوسع منه، وهذا المعنى هو الذي يستقيم مع السياق ومع المرتكز الذهني للولاية ولولاية الرسول )(41)،
وما يؤيد المطلب من ولاية الأمر من خارج إطار الحادثة أو السياق الخارجي لها هو حديث المنزلة القائل:(أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيَّ بعدي)(42)، وما هذه المنزلة من موسى إلا استيزار هارون له كما هو معلوم فلا سبيل إذن من حمل كلمة (مولى) على غير(الأولى) أو رد دلالتها فإنها وإن كانت من الألفاظ المشتركة إلا أن المشترك لا يصحّ استعماله إلا مع القرينة. والقرينة الحالية والمقالية موجودتان كما أشرنا إلى ذلك.
* هوامش البحث *
(1) ضعفه ابن القيم: أعلام الموقعين:2/223، وكذبه ابن حزم وحكم ببطلانه ووضعه في: الإحكام في أصول الأحكام:2/251، وضعّفه الألباني محمد ناصر في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وقال معقباً بعد ذلك (إنّ الحديث موضوع ليس من كلامه إذ كيف يسوغ لنا أن نتصور أن النبي يجيز لنا أن نقتدي بكل رجل من الصحابة مع أن فيهم العالم والمتوسط في العلم ومن هو دون ذلك وكان فيهم مثلاً من يرى أن البَرَد لا يفطر الصائم بأكله كما سيأتي ذكره):1/144-151. من الكتاب المذكور. وممن ضعّفه سندياً ابن عبد البر في(جامع بيان العلم وفضله):2/90، ونقل ابن الجوزي تضعيفه من قبل يحيى بن معين وغيره في(العلل المتناهية في الأحاديث الواهية):1/283، البروتي: أسنى المطالب،ص157.
(2) آل عمران: 144.
(3) البخاري: الصحيح:4/110، مسلم: الصحيح:8/157، الترمذي: السنن:4/38، النسائي: السنن:4/117.
(4) البخاري: الصحيح:8/148، ابن ماجة: السنن:2/1106، الترمذي: السنن:5/4.
(5) ابن حجر: الصواعق المحرقة، ص234، القندوزي: ينابيع المودة، ص371، الزرندي نظم درر السمطين، ص234، السيوطي: إحياء الميت بفضائل أهل البيت، ص20، الشبراوي: الإتحاف بحب الاشراف، ص255، الحاكم: المستدرك على الصحيحين:3/149، السيوطي: الجامع الصغير:2/680.
(6) المائدة :55.
(7) فارس حسون، الروض النضير في معنى حديث الغدير، ص429.
(8) شرف الدين، العاملي، المراجعات، ص194، المراجعة (58).
(9) ينظر: ابن طلحة الشافعي: مطالب السؤول، ص95.
(10) جامع البيان:4/295.
(11) معالم التنزيل: 4/297.
(12) البحر المحيط:8/220.
(13) أنوار التنزيل وأسرار التأويل:5/187.
(14) تفسير الثعلبي، المعروف بـ(الكشف والبيان):9/276.
(15) مفاتيح الغيب:29/227.
(16) الجوهري: الصحاح:6/2529 ـ ولي ـ.
(17) الفيروز آبادي: القاموس المحيط:4/401.
(18) الترمذي: السنن:10/204، ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر:4/229، الحر العاملي: وسائل الشيعة:7/206.
(19) ابن منظور، لسان العرب 15/407 ـ ولي ـ .
(20) الأخطل: الديوان، ص84
(21) الحديد: 15.
(22) ينظر: الطبري، جامع البيان:27/117، ابن كثير: التفسير:4/310، الزمخشري: الكشاف:4/66.
(23) ابن الأثير:النهاية في غريب الحديث والأثر:5/227.
(24) فارس حسون: الروض النضير في معنى حديث الغدير، ص44.
(25) الأحزاب: 6.
(26) ينظر: الأميني: الغدير:2/651-666،وقد ذكر هناك ما يقرب من عشرين قرينة على ما هو المراد من الحديث.
(27) أحمد بن حنبل: المسند:5/350، النسائي:الخصائص،ص98.
(28) النسائي: الخصائص،ص95.
(29) النسائي: السنن:5/132.
(30) النسائي:خصائص أمير المؤمنين،ص101.
(31) البيهقي:السنن الكبرى:5/135.
(32) ينظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد:8/284، وفيه قول عمر:أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
(33) البخاري: الصحيح:6/22، مسلم:الصحيح:5/62.
(34) الأميني:الغدير:2/653، وينظر: الميلاني:خلاصة عبقات الأنوار:6/36.
(35) المعارج:1.
(36) الشورى:23.
(37) مسلم: الصحيح:1/61، أحمد بن حنبل: المسند:1/95، الترمذي:السنن:5/306.
(38) ابن المغازلي:مناقب الإمام علي بن أبي طالب،ص198.
(39) فارس حسون:الروض النضير في معنى حديث الغدير،ص423.
(40) آل عمران:31.
(41) فارس حسون:الروض النضير في معنى حديث الغدير،ص423.
(42) مسلم: الصحيح:7/120، ابن ماجة:السنن:1/45.
المصدر: المجلة العقيدة العدد : 2 السنة : السنة الاولى – ذو الحجة 1435هـ / 2014م