الحوافز التي تدفع لدراسة هذا الموضوع فهي متعدّدة، منها أهمية هذه المسألة وحساسيتها، وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج وآثار، خاصة بالنسبة للمكلّفين الذين يكثر اختلاطهم بأهل الكتاب، وتربطهم بهم علاقات عملٍ ونسب، إلى جانب إمكان سوء استغلال هذا المفهوم الفقهي إعلامياً ودعائياً من جانب أعداء الإسلام الحنيف للحطّ من قيمه الإنسانية العليا، إلى جانب الفضول العلمي للاطلاع على الأسباب التي تكمن وراء إعراض العلماء عن العمل بالروايات الدالة على طهارة الإنسان ؛ فهذه الجوانب الاجتماعية والسياسية والعلمية تدفع الباحث لقراءة هذا الموضوع؛ ويقف ـ أيضاً ـ على المسبّب الرئيس في اختلاف نظريات العلماء هنا. إعداد: الشيخ ذو الفقار عواضة
موقع الاجتهاد: طهارة الإنسان من المسائل المهمة التي لا تزال محلاً للبحث والنقد لدى الفقهاء، وقد اختلفت فيها الأقوال بين من يحكم بنجاسة الكافر مطلقاً بحيث يشمل أهل الكتاب، وهو ما عليه معظم المتقدّمين، وبين من يستثني أهل الكتاب، وهو ما عليه بعض المتقدّمين والمتأخرين. وفي المقابل بدأنا اليوم نسمع بعض الأصوات تتعالى وتقول بالطهارة الذاتية للإنسان مطلقاً، وهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة.
أما الحوافز التي تدفع لدراسة هذا الموضوع فهي متعدّدة، منها أهمية هذه المسألة وحساسيتها، وما يمكن أن يترتب عليها من نتائج وآثار، خاصة بالنسبة للمكلّفين الذين يكثر اختلاطهم بأهل الكتاب، وتربطهم بهم علاقات عملٍ ونسب، إلى جانب إمكان سوء استغلال هذا المفهوم الفقهي إعلامياً ودعائياً من جانب أعداء الإسلام الحنيف للحطّ من قيمه الإنسانية العليا، إلى جانب الفضول العلمي للاطلاع على الأسباب التي تكمن وراء إعراض العلماء عن العمل بالروايات الدالة على طهارة الإنسان؛ فهذه الجوانب الاجتماعية والسياسية والعلمية تدفع الباحث لقراءة هذا الموضوع؛ ويقف ـ أيضاً ـ على المسبّب الرئيس في اختلاف نظريات العلماء هنا.
يختم المؤلف المقالة بهذه الخاتمة ويقول:
بعد أن استعرضنا الأدلة من القرآن والحديث والإجماع على نجاسة الكافر، وتبيّن عدم دلالة أيّ منها على ذلك، فالقرآن دال على النجاسة الباطنية لا الظاهرية، والأحاديث متعارضة يصعب ترجيح روايات النجاسة منها بالخصوص، والإجماع فيه مشاكل عديدة تاريخياً ومنهجياً ومدركياً، بعد ذلك كلّه نخلص إلى القول بطهارة الإنسان الذاتية مطلقاً ـ المشركون وأهل الكتاب وغيرهم ـ لعدم الدليل على النجاسة ولمقتضى جريان الأصل.
وقد حاولنا في هذا البحث الاختصار قدر المستطاع وعدم التطويل والتوسعة. وينبغي الإشارة إلى أن ضيق المجال لم يسمح لنا بالتعرّض لبعض الأدلة التي ادعي دلالتها على الطهارة، كالروايات التي دلّت على جواز إرضاع الكتابية أطفالَ المسلمين، والرخصة في الزواج من أهل الكتاب، وجواز الأكل من طعامهم، وجواز تغسيل الكتابية المرأةَ المسلمة الميتة؛ لذا نتركه إلى مجال آخر.
المحتويات
النجاسة والشرك، تحليل لغوي واصطلاحي مقارنبحوث تمهيدية
أ ـ المعنى اللغوي للشرك
ب ـ المعنى اللغوي للنجس
ج: استعمال لفظ النجس في الروايات
1 ـ استعمال لفظ النجس في روايات أهل السنّة
2 ـ استعمال لفظ النجس في روايات الشيعة
نظرية نجاسة الكافر، قراءة في المستندات
1 ـ المستند القرآني، وقفات تحليليّة ونقدية
2 ـ المستند الحديثي، تعليقات ومناقشات
1 ـ 2 ـ روايات نجاسة الكافر، قراءة نقدية
2 ـ 2 ـ روايات طهارة الكافر، دراسة وتحليل
وخلاصة الكلام
3 ـ دليل الإجماع على نجاسة الكافر، مطالعة نقدية
الخاتمة
الهوامش
المصدر: نصوص معاصرة
لتحميل المقال بصيغة pdf أضغط هنا