الاجتهاد: صدر للأستاذ المساعد الدكتور جبار كاظم الملا التدريسي في كلية الدراسات القرآنية كتاب (التأصيل والتجديد في مدرسة الحلة الفقهية)، عن منشورات (مركز تراث الحلة) التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية / في العتبة العباسية المقدسة، وبواقع (448) صفحة .
أهمية البحث: ان الحلة مدينة كبيرة تقع على نهر الفرات بين بغداد والكوفة وانها قبل التخطيط والبناء كانت أجمة تأوي اليها السباع وان اول من عمرها هو الامير سيف الدولة الاسدي (ت 501 هـ) واعمار الحلة مر بمرحلتين التخطيط ووضع الاسس والبناء وتشييد الاسس ، وقد بدأ التعمير سنة( 493هـ) وكمل سنة (495هـ) وفيها تحقق النزول .
وان سكان مدينة الحلة آنذاك طائفتان الاكراد واهل الجامعين اما عقيدة سكانها آنذاك فعلى مذهب الشيعة الامامية ولموقعها اهمية استراتيجية لوجود عوامل اهلتها لذلك وان ظهور الحركة العلمية في الحلة تزامن مع تمصيرها سنة (495هـ) واصبحت مركزا علميا يشار اليه بالبنان في المدة المحصورة بين نزول سيف الدولة الحلة وتاريخ وفاته (495هـ -501 هـ)
واخذت الحركة العلمية تتزايد بعد وفاة سيف الدولة حتى تأسست مدرسة الحلة الفقهية في النصف الثاني من القرن السادس الهجري وقد بلغت ذروتها في القرنيين السابع والثامن الهجريين وان النهضة العلمية اهلتها عوامل متعددة هي: ( سياسية وجغرافية واقتصادية وفكرية ).
ان مدرسة الحلة الفقهية تفرعت عن مدرسة اهل البيت صوات الله عليهم اجمعين هذه المدرسة اقترنت بمكان وجودها وكانت تتفق بالأطار العام المتمثل ب: أخذ الحديث عن ائمة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين وان اقوالهم وافعالهم وتقريراتهم سنة وتبني الاجتهاد والتسالم على مصادر الاستنباط الا ان للمدرسة خصوصية تختص بها وشيوخ وتلاميذ وادوار ونصيب من التأصيل والتجديد ومدونات فقهية واصولية وحديثية ورجالية.
ان مدرسة الحلة الفقهية من اهم مدارس الفقة الامامي في القرنين السابع عشر والثامن عشر وتمثل مرحلة مهمة من مراحل تطور الفقه الامامي وانتسب فيها للحلة طلبة العلم من مدن واقطار شتى .
ان مدوناتها الفقهية عدت من المصادر المهمة في الفقه الاسلامي بشكل عام والفقه الامامي بشكل خاص فهي مختلفة فيها المختصرات والمتوسطات والمطولات راعت ذهنية المتلقي ولأنها ملتقى وحلقة وصل لمجموعة من المدارس الفقهية هي مدرسة بغداد مدرسة النجف الاشرف ومدرسة جبل عامل (الشام) وفي هذا تواصل للحضارة الاسلامية – الفقهية – ومد لجسور الثقافة لأنها اعتمدت ثقافة المقارنة في اوسع مدياتها وخير مثال ( منتهى المطلب ) ولتنوع انماط التصنيف الفقهي لدى مدرسة الحلة بين : الفتوائي والاستدلالي والوسط بينهما .
ولتنوع المنهج لدى مدرسة الحلة نجد المنهج المقارن والمنهج غير المقارن اما المنهج المقارن فقد قدمت مدرسة الحلة اضخم موسوعة فقهية مقارنة داخل المذهب والموسوعة هي : المختلف
واضخم موسوعتين فقهيتين مقارنتين – خارج المذهب – والموسوعتان هما : المنتهى والتذكرة، والموسوعات الثلاثة كلها للعلامة الحلي ت 726 هـ وهي مؤشرات على عظمته وسعة علمة .
فصول الكتاب إجمالياً
تكون الكتاب من خمسة فصول تناول الفصل الاول مدرسة الحلة الفقهية ادوارها واركانها وتناول الفصل الثاني مظاهر التأصيل والتجديد في مجال الفقه اما الفصل الثالث تناول مظاهر التأصيل والتجديد في مجال اصول الفقه والفصل الرابع تناول التأصيل والتجديد للحركة النقدية في الفقه الامامي والفصل الخامس تناول مظاهر التأصيل والتجديد في الحديث والرجال .
فصول الكتاب تفصيلياً
انضم الكتاب على تمهيد وخمسة فصول، جاء التمهيد بعنوان (لمحة موجزة عن مدينة الحلة) وضم محورين هما (مفهوم الحلة لغويا والنهضة العمرانية والعلمية)
وأما الفصل الأول فكان بعنوان (مدرسة الحلة الفقهية أدوارها وأركانها )، وضم ثلاثة مباحث هي (مفهوم المدرسة الفقهية، والمدارس الفقهية في الفقه الإسلامي، وأدوار مدرسة الحلة الفقهية)
وأما الفصل الثاني فكان بعنوان (مظاهر التأصيل والتجديد في مجال الفقه) وضم مبحثين هما (تبويب البحوث الفقهية، وميادين نشاط الفقه الاجتهادي)
وأما الفصل الثالث فكان بعنوان (مظاهر التأصيل والتجديد في مجال أصول الفقه) وضم ثلاثة مباحث هي (حل إشكالية مفهوم الاجتهاد، والنظريات الأصولية لخبر الواحد، ودور العقل في الاستنباط)
وأما الفصل الرابع فكان بعنوان (التأصيل والتجديد للحركة النقدية في الفقه الإمامي) وضم ثلاثة مباحث هي (مرحلة تكوين الحركة النقدية، ومرحلة تأصيل الحركة النقدية، ومرحلة تجديد الحركة النقدية).
وأما الفصل الخامس فكان بعنوان (مظاهر التأصيل والتجديد في الحديث والرجال)، وضم ثلاثة مباحث هي (علم الرجال بشكله النقدي، والتقسيم الرباعي لحديث الآحاد ونظرية السند في قبول الخبر) .
اسباب إختيار الموضوع
إن أهم أسباب الاختيار تتلخص بالنقاط الأتية:
* إن هذا الموضوع لم يدرس – من قبل بوصف الحلة الفيحاء مدرسة متكاملة – في رسالة أو أطروحة، وإن درس بعض فقهائها، کابن إدريس، والمقداد السيوري، والمحقق والعلامة”، إلا أن تلك الدراسات – على قيمتها العلمية – كشفت عن جهود فردية، وبقي الجهد الجماعي المدرسي بمنأى عن الدراسات الأكاديمية؛ لذا جاءت هذه الدراسة تتلمس الجهد الجماعي، وترصد الآراء والأفكار – الفقهية والأصولية – منذ مرحلة النشوء، وانتهاء بمرحلة الأفول على مدى ثلاثة قرون.
* وضع اليد على مظاهر التأصيل والتجديد للعملية الاجتهادية – بشكل عام – وفي مجالي: الفقه والأصول، وما يرتبط بهما، والنقد – بشكل خاص – عند مدرسة الحلة الفقهية.
* ضبط تطور بعض المفاهيم الفقهية، أو الأصولية، على يد علماء هذه المدرسة الأفذاذ من الفقهاء والأصوليين، ممن هم من الأسماء المتفوقة المعدودة على صعيد المتميزين أنفسهم
* كشف النقاب عن المؤسسين – من علماء هذه المدرسة – لبعض المفاهيم العلمية، سواء أكانت فقهية أم أصولية”. وتتبع ما طرأ عليها من تطور، أي: أن المدرسة أعادت النظر فيما أنتجت.
* وفاء لمدينتي الحلة الفيحاء، واعترافا بفضل فقهائها الأفذاذ، ممن لهم باع طويل في هذا الميدان، وتكريما لهم من جهة، وإفادة طالبي العلم، ومتتبعي الآراء الفقهية، من جهة آخری.
* لأنها جدّدت لثقافة جديدة، هي الحرکة النقدية للبحث الفقهي، داخل المذهب الإمامي؛ ومفاد تلك الثقافة قائم على: التفريق بين الذات والعلم الذي تتصف به الذات. أما الذات فهي محل تقدير واحترام، وأما الآراء العلمية فهي عرضة للمناقشة بالدليل العلمي، وبکل موضوعية وشفافية؛ طالما تکن صادرة عن دائرة العصمة. وجہذا يخرج الفقه من دائرة الجمود.
* لأنها أسست للتفسير الفقهي، على المنهج الموضوعي، فالآيات تصنف على العناوين الفقهية.
هوية الكتاب
الكتاب: التاصيل والتجديد في مدرسة الحلة الفقهية
التأليف: الدكتور جبار كاظم الملاّ
المطبعة: كربلاء المقدسة – دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع
راجعه و ضبطه: مركز تراث الحلة، قسم شؤون المعارف والاسلامية والانسانية
العتبة العباسية المقدسة
الطبعة الاولى – 2017
415 صفحة
فهرس المحتويات
تحميل الكتاب
31.3mb