شيخ-الأزهر-أمام-مجلس-الأمن إقرار دولة فلسطينية

شيخ الأزهر يدعو مجلس الأمن للإسراع في إقرار دولة فلسطينية مستقلة

الاجتهاد: دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب، مجلس الأمن والمجتمع الدولي للإسراع إلى إقرار دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، قائلًا إن حل هذه المعضلة قد يترتب عنه الشيء الكثير من التقارب والتعاون بين معتنقي الديانات السماوية.

وقال الطيب، خلال كلمته اليوم أمام مجلس الأمن الدولي: “أتحدث عن مقدساتي ومقدساتكم في فلسطين، وما يكابده الشعب الفلسطيني من غطرسة القوة، وقسوة المستبد، وآسى كثيرا لصمت المجتمع الدولي عن حقوق هذا الشعب الأبي”.

ودعا شيخ الأزهر لضمان حقوق اللاجئين الهاربين من جحيم الحروب، في إنقاذهم واستضافتهم، مؤكدا أنها الحقوق التي ضمنتها لهم الشرائع والأديان الإلهية، أيا كان دينهم، أو حتى كانوا من اللادينيين.

وأشار إلى أنه ليس من العدل، ولا من العلم في شيء ما يقال من أن الإسلام دين السيف ودين الحروب، موضحا أن التاريخ يشهد على أن الحرب في الإسلام حالة استثنائية، وضرورة من ضرورات الدفاع عن النفس وعن الأرض والعرض والشرف.

وشدد شيخ الأزهر على أن المسؤول الأول عن ظاهرة “الإرهاب” التي يبرأ منها الإسلام نفسه قبل غيره، هو سياسات الهيمنة العالمية، والفلسفات المادية، والمذاهب الاقتصادية المتنكرة لضوابط الأخلاق 

كما شدد على ضرورة عدم التقاعس في التصدي لخطاب الكراهية واستغلال الأديان والمذاهب في إشعال الحروب بين الشعوب، وبث الخوف والرعب في قلوب الآمنين.

وأشار إلى أن هذا ما سعى ويسعى إليه الأزهر الشريف بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الغربية والشرقية والمؤسسات الدينية الأخرى، من أجل إحياء ثقافة الحوار والتعارف بين أتباع الأديان، وترسيخ مبدأ السلام والتعايش السلمي، والعمل على تنظيم تجمع لقادة الأديان ورموزها للتشاور حول هذه الأزمات وتحديد المسؤولية المشتركة في مواجهتها، وبخاصةٍ قضية التغير المناخي وتزايد وتيرة الحروب والصراعات.

وأضاف الإمام الأكبر قائلا: “ما قصدت في كلمتي هذه أن أحدثكم عن الإسلام، ولكن قصدت دعوتكم لإطفاء الحروب العبثية التي اندلعت في العقود الأخيرة، ولا زالت تندلع في منطقتنا وفي عالمنا اليوم. أتحدث عن حرب العراق، وحرب أفغانستان وما خلفته من مآسٍ وآلام وأحزان، طوال عشرين عاما. أتحدث عن سوريا وليبيا واليمن وتدمير حضاراتها العميقة… وفرار أبنائهم ونسائهم وأطفالهم، من هول حروب لا حول لهم فيها ولا قوة. أتحدث عن مقدساتي ومقدساتكم في فلسطين، وما يكابده الشعب الفلسطيني من غطرسة القوة، وقسوة المستبد، وإني لآسى كثيرا لصمت المجتمع الدولي عن حقوق هذا الشعب الأبي”.

وقال إن مسؤولية المجتمع الدولي إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس اليوم قبل الغد، وألا تبقى قرارات الأمم المتحدة دون أن تتحول لواقع. ودعا الشيخ الطيب إلى المحافظة على الأسرة فلا بديل لحضن الوالدين في تربية الأطفال.

وحيّا الإمام الأكبر “صوت الحكمة” في كلمة السيد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وإيمانه الواضح بأهمية دور الأديان وقيم الأخوة الإنسانية في تحقيق السلام العالمي.

 

هذا وشارك شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، أمس الأربعاء، في جلسة نقاشية رفيعة المستوى بمجلس الأمن الدولي، حول “قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز واستدامة السلام”.

وألقي شيخ الأزهر كلمته، ركز فيها نشر السلام واستدامته، كما سلط الضوء على رسالة الدين الإسلامي في تحقيق السلم والأمن الدوليين.

جدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها مجلس الأمن هذا النوع من المباحثات، التي تضم نخبة من صناع القرار والقادة السياسيين، وأكبر قائدين دينيين في العالم ممثلين في رمزي السلام، وهما شيخ الأزهر (الإمام الأكبر) والبابا فرنسيس، اللذين وقعا للعالم وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في عام 2019. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky