العباس

سيرة العباس في ظل أخيه الإمام الحسين “ع” / المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

الاجتهاد: يدخل العباس عليه السلام (الرابعة والعشرين) من سنيّ عمره في بداية إمامة أخيه السِبط أبي عَبْدالله الحسين عليه السلام ويعيش في ظلّه (عشر) سنوات.

وهُنا أيضاً يَضَنّ التاريخُ بِالحديث عنه، وعن دورِهِ وأثرِهِ طيلةَ هذه المدّة، ولا بدَّ أن يكونَ كما كان في عهد الإمام الحسن عليه السلام مُطيعاً لإمامه، مُخلصاً له، كما هو شأن كلّ مؤمنٍ ؛ بلهَ العارف الواقف على الأُمور عن كَثَبٍ، كما كان العباس .

لكن الأحداثَ الّتي جرتْ في آخر أيّام الإمامة الحُسينية من (رجب سنة 60 ـ حتّى عاشوراء سنة 61 هـ) احتوتْ على مجرياتٍ مهمّةٍ كانَ للعبّاس فيها الدورُ الكبير، ممّا يكشفُ عن أبعادٍ واسعةٍ من سيرة العباس عليه السلام ومواقفه الإيمانيّة والعمليّة وما كان عليه من إيمانٍ صلبٍ، وبصيرةٍ نافذةٍ، وعملٍ صالحٍ مُستميتٍ، وإخلاصٍ ووفاءٍ وشجاعةٍ.

ونستعرض هُنا أهمّ العناصر الّتي رصدناها التي تكشفُ عن مدى ما أدّاهُ عليه السلام في ظلّ الإمام عليه السلام وهو معهُ في مسيره العسير، وفي الزمن القصير، على أثر الحضور في مدرسة الإمام واستلهام المعرفة منه، فقد اتّفق الرجاليّون على أنّه عليه السلام روى الحديث الشريف عن أخيه الإمام عليه السلام:

رواية العباس عن الإمام الحسين عليه السلام:
قال الشيخ الطوسيّ في (تسمية من روى عن النبيّ والأئمّة عليهم السلام) في «باب أصحاب الإمام أبي عَبْد الله الحُسين بن عليّ عليهما السلام» ما نصّه:

العباس بنُ عليّ بن أبي طالب عليه السلام قُتِلَ معهُ عليه السلام وهو السقّاء. قتله حُكيم ابن الطُفيل. أُمّهُ أُمُّ البَنِيْنَ بنت حرام (1) بن خالد بن ربيعة بن الوحيد، من بني عامر (2).

وقد كرّر هذا النصّ كلُّ من تأخّر عن الشيخ الطوسيّ من علماء رجال الحديث في كتبهم الكثيرة.

والكلام عن نصوص رواية العباس عليه السلام عن أخيه الإمام الحُسين عليه السلام هو بعينه كما مرّ في روايته عن أبيه أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام يحمل على ذمّة البحث والتنقيب في كتب التراث، والحديثيّ منه خاصّة.

مع أنّ كثيراً من الحوار الواقع في النهضة الحسينية، والحديث عن المواقف الواقعة في السيرة الحسينيّة الّتي تناقلتها كُتُبُ المقاتل والتواريخ عن الإمام الحسين، يُمكن اعتبارُهُ من رواية العباس عليه السلام نفسه لكونه من أقرب الناس إلى صاحبها الإمام الحسين عليه السلام.

ومهما يكن، فإنّ أهمّ ما يمكن عرضه من سيرة العباس عليه السلام في عهد أخيه الإمام الحسين عليه السلام ممّا يدخل في عنوان (آثار المعرفة) هو ما يلي:

1 ـ خروجه مع الإمام عليه السلام:

كان العباس عليه السلام في مَنْ رافق الإمام الحسين عليه السلام عند خروجه من المدينة، وقد نصّ على ذلك خصوصاً، وعموماً في ذكر مَنْ خرجَ مَعَهُ من أهل البيت عليهم السلام.

قال الدينوري: فلمّا أمسوا واظلمَّ الليل مضى الحسين رضي الله عنه ـ أيضاً ـ نحو مكّة ومعه أُختاه أُمّ كلثوم وزينب، وولد أخيه، وإخوته أبو بكر، وجعفر، والعباس ، وعامّة من كان بالمدينة من أهل بيته عليهم السلام إلاّ أخاه محمّد ابن الحنفيّة فإنّه أقام (3).

وذكر الصدوق في من خرج مع الحسين عليه السلام فقال: ثمّ سارَ في أحد وعشرين رجلاً من أصحابه وأهل بيته، منهم أبو بكر بن عليّ، ومحمّد بن عليّ، وعثمان بن عليّ، و العباس بن عليّ، وعَبْد الله بن مسلم بن عقيل، وعليّ بن الحسين الأكبر، وعليّ بن الحسين الأصغر (4).

وقال الشيخ المفيد: فخرج عليه السلام من تحت ليلته ـ وهي ليلة الأحد ليومين بقيتا من رجب ـ متوجّهين نحو مكّة، ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه، وجلّ أهل بيته، إلاّ محمّد ابن الحنفية (5).

إنّ الخروج مع الإمام الحسين عليه السلام والتزام ركبه المقدّس في مثل هذه السفرة الّتي هي هجرة مقدّسة، في ظلّ إمام عصره، يعتبر من مفاخر العباس عليه السلام، ولا بُدّ أن يكون عمله نابعاً عن عزمٍ وإرادة بعيدة عن مجرّد العواطف البشرية أو الرغبات والنزوات الدنيوية، ويشهد لكلّ هذا ما صدر منه من المواقف المشرّفة على أرض المعركة في كربلاء.
فهذا الخروج مع الحسين عليه السلام شارة مجدٍ وكرامةٍ للعبّاس عليه السلام في سيرته المُثْلى.

2 ـ الانقياد والطاعة:

إنّ العباس عليه السلام وهو في ركب الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكّة، ثمّ من مكّة إلى كربلاء، ثمّ يقوم في كربلاء ذلك المقام المشرِّف، لم يسمع عنه ما يدلّ على التقاعد عن طاعة إمامه، على طول المسير، ولا التقاعس عن تلبية ندائه واستجابة طلباته.

ثمّ حضوره في المعركة وأيّامها الحرجة إلى جانب الحسين، وقائماً برسم أوامره وخدمته، حتّى الشهادة في سبيله، فكلّ ذلك دليلٌ على الانقياد المُطلق، والطاعة المُطلقة له.

ثمّ المشاهد المنقولة في سيرته أيّام كربلاء كلّها تُنادي بهذه الحقيقة، حيث اختاره الإمامُ عليه السلام للقيام بأصعب المُهمّات وأخطرها، وقد أدّاها العباس أفضل أداءٍ.

3 ـ الوفاء:

إذا كان الوفاء هو: ملازمة طريق المواساة ومعاهدة عهود الخلطاء (6) فإنّ العباس عليه السلام قد طبّق ذلك حرفيّاً، وبأفضل ما يمكن من التطبيق.

وسنعرفُ على عدد الفُرَص الّتي أُتيحتْ لهُ للخُروج من المعركة، ولكنّه عليه السلام وقف منها موقفَ الرفض، بل كان فيها يعلنُ عن التزامه بواجب الحفاظ على الحسين سيّده وإمامه قبل وبعد أن يكون أخاه وابن أبيه.

وبذلك كانت الأُسرة الحسينيّة من رجال ونساء وأطفال تستقرّ وتركن إلى الطمأنينة ما دام العباس لا زال على العهد، والوفاء والمواساة. وهكذا كان «الوفاءُ» من الأوصاف الّتي لهجتْ به نصوصُ زياراته الّتي سنتلوها في الملاحق.

4 ـ اعتماد الحسين عليه السلام عليه في المهمّات:

تقرأ في السيرة الحسينية، وفي ساحة كربلاء بالخصوص ـ منذ ورود الإمام عليه السلام وحتّى مقتل جميع الشهداء، وانفراد العباس بالمثول بين يديه ـ مواقع حسّاسة كان الإمام عليه السلام يدعو العباس فيها بالقيام بالمهمّات اللازمة والخاصّة، فشأنه في ذلك هو شأن الوزير المعتمَد.

ولا ريب أنّ مثل ذلك الإمام عليه السلام على خصوص العباس دون من حولَه من أبنائه وأصحابه الكثيرين، والكبار عُمراً، لهوَ الدليلُ على تقدّم العَبّاس عنده عليه السلام واللياقة لهذا المقام الرفيع.

5 ـ اصطحابه في الجلسات الخاصّة:

ومن تلك المواقف: أنّ الإمام عليه السلام إتماماً للحجّة على الأعداء، وعلى أمير جيش الكوفة، صمّم قبل احتدام المعركة وشدّة الأزمة على اللقاء بعمر بن سعد، فاصطحب إلى محلّ الاجتماع أخاه العَبّاسَ وابنَه عليّاً الشهيد (7) ولمّا التقيا أمر الحُسين أصحابه، فتنحُوا عنه وبقي معه أخوه العَبّاس وابنُه عليّ الأكبر (8).

وقد حدّد المؤرّخون ذلك قبل اليوم السابع من المحرّم، أي قبل منع الماء عن الحسين عليه السلام وأصحابه. وفي تنحية الأصحاب وبقاء العَبّاس معه دلالةٌ واضحةٌ على العناية الخاصّة الّتي عنونّاها هُنا.

6 ـ القيام بِشُؤون الأسرة:

إنّ من أهمّ جوانب السيرة الحسينيّة هو وجود الأُسرة الشريفة العلويّة الحسينيّة الفاطميّة، مع الحسين عليه السلام في ساحة الوغى، فمن أصعب الأثقال على قلب البطل المقدام الغيور، وجود مجموعةٍ من النساء والأطفال في مثل موقف كربلاء، وفي ساحة الحرب بحيث تتطلّع الأسرةُ إلى ما يُقال، وتنظر إلى ما يقعُ من مشاهد صغيرةٍ وكبيرةٍ، فذلك أثقلُ على قلب صاحب المعركة الّذي يُواجه العدوّ، وهو ممّا يكبّل يديه، ويزيد من تقيُّده، ويمنعُه من الانطلاق نحو عدوّه، وهذا أمرٌ واضحٌ لمن يتأمّل مثل ذلك الموقف.

وكان هذا أمراً واقعاً على قلب الحسين عليه السلام ويستقطب مساحة كبيرة من اهتمامه، وهو القائدُ لمعركةٍ مصيريّة إلهيّة كانت على عاتقه، لأنّ الإسلام ـ بكلّه ـ ينتظر نتائجها. فنقرأ في السيرة: لمّا دنا القومُ من الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ؛ خطبَ خطبته الأُولى ـ ذلك اليوم ـ وقال فيها:

«أيّها الناسُ، اسمعوا قولي، ولا تعجلوني، حتّى أعظكم بما يحقّ لكم عليَّ، وحتّى أعتذرَ إليكم من مقدمي إليكم، فإنْ قبلتُم عُذري وصدّقتُم قولي وأعطيتُموني النَصَفَ كُنتُم بذلك أسْعَدَ، ولم يكن لكم عليَّ سبيلٌ، وإنْ لم تقبلُوا منّي العُذرَ، ولم تُعطوا النَصَفَ من أنفسكم: (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ) يونس 81 (إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) الأعراف: 196».

فلمّا سمعنَ أخواتُه كلامه هذا ـ وهو لم يُتمّ بعدُ خطبته ـ صِحْنَ وبكينَ، وبكتْ بناتُه، فارتفعت أصواتهنّ! فلمّا بلغهُ بُكاؤهنَّ وأصواتُهنَّ: أرسلَ إليهنّ أخاهُ العَبّاسَ بن عليّ، وعليّاً ابنه، وقال لهما: أَسْكِتاهُنَّ، فلَعَمْري لَيَكْثُرنَّ بُكاؤُهنَّ (9).

إنّه لمن أصعب المواقف وأكثرها حساسيّةً، أنْ يقع مثل هذا لشخصٍ عظيمٍ مثل الإمام عليه السلام وفي موقفٍ خطيرٍ مثل هذا، حيثُ هو في خطابٍ مهمٍّ، يُتمّ فيه الحُجّة على الأعداء، وإنّه لممّا يُوهن عزمَ صاحب الموقف ويفُتّ في عضد الخطيب!

ولكنَّ الحسين عليه السلام وقيامه ومجريات عاشوراء كلّها أُمورٌ خارقةٌ للعادة، وقد تمكّن الإمام عليه السلام أن يُحقّقَ أهدافه، ويُعلنَ مظلوميّته حتّى في هذا الجانب الفريدِ في نوعه في تاريخ الإسلام وبعد انتشار الرسالة، بل هذا الأمر إنّما هو جزءٌ من مكوّنات عظمة الحركة الحسينيّة وركائزها العميقة لإحياء الإسلام الّذي أماته الخلفاء بتدابيرهم المُعادية، وقد بلغ تنفيذه على يد معاوية أبلغ مداه، وانتهى بمثل هذا الموقف الرهيب الفجيع على يد ابنه يزيد.

والحسين عليه السلام لم يخضع للضغوط العسكريّة ولا النفسيّة وإنّما استمرَّ على ما أُمرَ به، فأخذ أسرتَه معه، ولمّا التَمَسَهُ ابن عبّاس أن لا يُخرجهنَّ معه، قال الإمام في جوابه: «شاءَ اللهُ أن يراهُنَّ سبايا».

إنّه الإمام عليه السلام الّذي يسير وفق المشيئة الإلهيّة، فلا يمنعه شيءٌ عن الاستمرار في تحقيق أهدافه.
لكنّ الإمام عليه السلام استعان بالعَبّاس وابنه عليّ، ليُسْكتا الأُسرةَ، فإنّ الرسالة الّتي أخذهنَّ معه لأجلها، يتوقّف تبليغها، وستُبَلَّغُ بعد عاشوراء، بإعلانِهِنَّ عن ظُلامة أهل البيت ومظلوميّة الحُسين بخاصّة.

وهذه المهمّةُ الداخليّة لم يكن ليؤدِّيَ وظيفَتَها غيرُ من هو من محارم الأُسرة، فلم يكن غير العَبّاس وعليّ.
وأمّا الحُسين عليه السلام فكانت عليه المهمّة الاكبر، وهي إتمام الحجّة في خطبته، فلمّا سكتن، استمرّ في خطبته العظيمة تلك (10).
ويعرف الملاحظُ ما في مثل هذه المهمّة الّتي قام بها العَبّاس من الصعوبة، كما فيها من الحرج والقلق ما هو معلوم.

7 ـ رسولُ الإمام عليه السلام إلى القوم:

قال الشيخُ المُفيدُ: ونهضَ عمرُ بن سعد إلى الحُسين عشيّة الخميس لِتسعٍ مضينَ من المُحرّم، …، ثمّ نادى: يا خيلَ الله اركبي، وأبشري …!.

فركبَ الناسُ، ثمّ زحف نحوَهم بعدَ العصر، وحسينٌ جالسٌ أمامَ بيته، مُحْتَبٍ بسيفِهِ، إذْ خفقَ برأسهِ، وسمعتْ أُختُه الصَيحَةَ، فَدَنَتْ من أخيها فقالتْ: يا أخي، أما تسمع الأصوات قد اقتربت!؟
وقال لهُ العَبّاسُ بن علي رحمة الله عليه: يا أخي، أتاك القومُ!

فنهضَ وقال َ:
«يا عبّاسُ، اركبْ ـ بِنَفسي أَنْتَ يا أخي ـ حتّى تلقاهُم، وتقول لهم: ما لَكُمْ؟ وما بدا لكم؟ وتسألهم عمّا جاء بهم؟».
فأتاهُمُ العَبّاسُ في نحوٍ من عشرين فارساً، منهم زُهير بن القَيْن، وحبيبُ بن مُظاهِر. فقال لهم العَبّاسُ: ما بدا لكم؟ وما تُريدون!؟
قالوا: جاءَ أمرُ الأمير أنْ نعرضَ عليكم أنْ تنزِلُوا على حُكمه، أو نُناجِزكم!
قال: فلا تعجلُوا، حتّى أرجعَ إلى أبي عَبْد الله، فأعرضَ عليه ما ذكرتُم.

فوقفوا وقالوا: إلقَهْ وأَعْلِمْهُ، ثُمَّ الْقِنا بِما يقولُ لك.
فانصرفَ العَبّاسُ راجعاً يركُضُ إلى الحُسين عليه السلام يُخبرُهُ الخَبَرَ، ووقفَ أصحابُه يُخاطِبُون القومَ ويَعِظُونَهم ويَكُفّونَهُم عن قتال الحسين.
فجاء العَبّاسُ إلى الحسين عليه السلام فأخبره بما قال القوم. فقال:
«ارجعْ إليهم، فإن استطعتَ أنْ تُؤخّرَهُم إلى الغُدْوة، وتدفَعَهم عَنّا العشيّةَ، لَعَلّنا نُصلّي لِربّنا الليلةَ وندعُوَه ونستغفِرَهُ، فهوَ يعلمُ أنّي قد أُحبُّ الصلاةَ لهُ وتلاوَةَ كِتابه والدُعاءَ والاستغفارَ».

فمضى العَبّاسُ إلى القوم (11) وقال الطبري: فعاد العَبّاس يُركض فرسه حتّى انتهى إليهم فقال لهم:
يا هؤلاء، إنّ أبا عَبْد اللله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشيّة حتّى ينظر في هذا الأمر، فإنّ هذا أمر لم يجرِ بينكم وبينه فيه منطق (12).
ورجع من عندهم ومعه رسولٌ من عمر بن سعد يقول:
إنّا قد أجّلناكم إلى غدٍ، فإن استسلمتم سرّحناكم إلى أميرنا عُبَيْد الله بن زياد، وإنْ أبيتُم فَلَسنا بِتاركيكم.
وانصرفَ.

إنّ اختيار العَبّاس لهذه المهمّة الخطيرة، فيه الدلالةُ الكبيرةُ على الاعتماد والركون، لما هو معلومٌ من شأن الرسول أن يكون من أفاضل الأصحاب وأعقلهم وأوفاهم، ومهما كان الرسولُ أقربَ نَسَباً إلى المُرْسِل كانَ لهُ ولرسالتهِ الوقعُ الأقوى والأتمّ في الثِقة، وتحقيق المقصود.

وما نقل عن العَبّاس من الكلام مع جيش الكوفة، حيثُ عبّر عن أخيه مهما ذكره بأبي عَبْد الله، بالكُنية الّتي إنّما تستعمل في الثقافة العربيّة وعرف العرب للتعظيم والتكريم فيه ـ في ذلك الموقف ـ دلالةٌ على مُنتهى رعاية العَبّاس عليه السلام للآداب مع أخيه وسيّده وإمامه، وهذا في تلك الظروف يكشفُ عن ثُبوت هذه الرعاية في ضمي العَبّاس لا يغفل عنها رغم الظروف تلك.

8 ـ الاستنجادُ به لإنقاذ الأصحاب:

وفي يوم عاشوراء لمّا نَشَبَت الحربُ، تقدّم أربعةٌ من أصحاب الحسين عليه السلام من الّذين التحقوا بركب الحسين من الكوفة، لمّا كان محاصَراً من قبل الحرّ بن يزيد الرِياحي في كربلاء، ففي وقت الحرب شدّ هؤلاء ـ وهم جابر بن الحارث السلمانيّ، ومجمّع بن عَبْد الله العائذيّ، وعمرو بن خالد الصيداويّ الأسديّ، وسعد مولى عمرو ـ فشدّوا على عسكر ابن سعد بأسيافهم، وأوغلُوا فيهم، فعطفَ عليهم العسكرُ حتّى قطعوهم عن أصحاب الحسين (13).

فَنَدَبَ الإمامُ عليه السلام لهم أخاهُ العَبّاسَ، فحملَ على القوم وَحْدَهُ، فضربَ فيهم بسيفه حتّى فرّقهم، وخَلَصَ إليهم، فسلّموا عليه، (فاستنقذَهم وقد جُرِحُوا) (14) فأتى بهم لكنّهم عاوَدُوا القتالَ وهو يدفعُ عنهم، حتّى قُتِلُوا في مكانٍ واحدٍ.
فعادَ العَبّاسُ إلى أخيه وأخبرهُ خَبَرَهم (15).
إنّ انتخابَ العبّاس لهذِهِ المهمّةِ وقيامَه وحدَهُ بِها، إنّما يَنُمُّ عن الاعتماد الكامل بهمّتِه وشجاعتِه وقدرتِه عليها.

أبا الفضل العباس

9 ـ حمل الراية:

إنّ للراية شأناً في الحروب، لأنّها شارة الجيش، وقيامها دليل على استقامته واستمرار نضاله، ولذلك فإنّما تُوضع في يَدِ مَنْ ينوءُ بحملها من أُولي الأيْدِ والقُوّة والنجدة والشهامة والإقدام والحميّة.
ولم يجد الحُسين عليه السلام في مَن حوله أولى من أخيه العَبّاس مَنْ يستحِقُّ حملَها ؛ فلمّا قام عليه السلام بتعبئة جيشه «أعطى رايتَهُ العَبّاسَ بن عليّ أخاهُ» (16). ولذلك لُقِّبَ العَبّاسُ عليه السلام بـ «صاحب الراية» و«صاحب اللواء» (17).

10 ـ بعثه لطلب الماء:

لعلّ من أهمّ الحوادث وأمضّها أَلَمَاً وفجيعةً في وقعة الطفّ المؤلمة هو قضيّة العَطَش وقد منع جيش الكوفة الماءَ عن الحُسين وأهله وأصحابه عليهم السلام وبينهم الشيوخُ والنساء، والصغار والرُضّع والمُرضِعات، حتّى تلظّوا من العَطَش في لظى هجير ذلك الوادي، وفي حرّ أيّام ذلك الفصل الحارق المُلتهبة، وفي حصار الفزع والخوف، وحيث كان الماء يُساوي الحياة الّتي جعلها الله في الماء لكلّ شيء حيّ.

فاختيار العَبّاس عليه السلام لِطَلَب الماء، والجيش الأموي قد شدّد المنع من الورود، دليل على مقامه الرفيع عند الحسين عليه السلام وقد قام العَبّاس عليه السلام بهذا الواجب الإنسانيّ والإلهيّ، فسمّي «السقّاء» و«أبا قربة» (18).

وأخيراً:

فإنّ قيام العَبّاس عليه السلام بأداء هذه المُهمّات الصعبة، بأفضل ما حصل، فيه الدلالةُ الواضحةُ على الكفاية الكاملة لديه، مع ما تقتضيه من خاصيّات الشجاعة للإقدام على مخاطرها، حيث لا يُقدمُ على مثلها سوى الأفذاذ من الرجال. وكذلك الطاعة المُطلقة الّتي لا توجد إلاّ عند الأوحدي من المخلصين بل كُمّليهم. والوفاء والنصيحة الّتي قلّ أن تحصل عند أحدٍ من غير المؤمنين الصُلْبي الإيمان، والنافذي البصيرة.

ولاجتماع هذه كلّها عند العَبّاس عليه السلام كان الحقّ في أن يَختاره الإمام الحسين عليه السلام للاعتماد عليه والركون إليه.
فهذه شارةٌ كبيرةٌ في سجلّ مكارم أبي الفَضْلِ العَبّاس عليه السلام.
كما ظلّ الأئمّة المعصومون عليهم السلام يكرّرون ذكرها ويُعلنونها ويتلونها في ما يَتْلُونَ من زيارات أبي الفَضْلِ العَبّاس عليه السلام.

ولقد انتشر الذكرُ الخالدُ للعبّاس عليه السلام في ضمير المسلمين كافّة، وفي تراثهم، ومنهم الطائفة الزيديّة، فنجدُ عندهم ـ وعلى مدى القُرون من تاريخهم المجيد ـ للعبّاس عليه السلام وُجوداً مُستمرّاً بالأُسَر العلويّة الشريفة من ذرّيته العبّاسيّة الكريمة، وفيهم من الأعلام عددٌ كبيرٌ، سنذكرهم في الملحق الثاني الخاصّ بذريّته.

كما أنّ أئمّتهم قَدَّسوا العبّاسَ عليه السلام فهذا المنصور بالله، عبد الله بن حمزة (ت 610 هـ) أنشأ للعبّاس عليه السلام زيارةً خاصّةً ملؤُها الثناءُ العاطر، والإشادةُ بالأمجاد الأثيلة، والمآثر العظيمة الّتي ازدانَ بها الشهيدُ أبو الفضل عليه السلام سنوردها في عنوان: «زياراته عليه السلام».

 

الهوامش

(1) التزمنا في ضبط هذه الكلمة على ما اختاره الحجّة السيّد الشبيري الزنجاني في تعليقه على رجال الطوسي، كما ذكرنا ذلك في عنوان والدة العَبّاس عليه السلام في هذا الكتاب.
(2) رجال الطوسي (بعد الرقم 598) من النسخة المخطوطة الّتي كتبها الحجّة المحقّق الشبيري الزنجانيّ دام ظلّه.
(3) الأخبار الطوال (ص 228).
(4) أمالي الصدوق (ص 217) المجلس الثلاثون / الحديث رقم (239) وعنه البحار (44 / 2 ـ 313).
(5) الإرشاد للمفيد (2 / 32).
(6) التعريفات للجرجاني (ص 174).
(7) الفتوح لابن أعثم الكوفي (5 / 4 ـ 166) ومقتل الخوارزمي (1 / 247).
(8) الخوارزمي مقتل الحسين عليه السلام (1 / 245).
(9) تاريخ الطبري: (5 / 424).
(10) تاريخ الطبري (5 / 424 ـ 426) وانظر الكامل لابن الأثير (4 / 61).
(11) الإرشاد للشيخ المفيد (2 / 89 ـ 91) وفيه: فركب العبّاس في إخوته رضي الله عنهم ومعه أيضاً عشرة فوارس حتّى دنا من القوم. ومقتل الخوارزمي (1 / 4 ـ 354) والفتوح لابن الأعثم (5 / 176).
(12) تاريخ الطبري (5 / 417).
(13) تاريخ الطبري (5 / 446).
(14) هذه الجملة وردت في رواية الكامل لابن الأثير (4 / 74).
(15) تاريخ الطبري (5 / 446).
(16) تاريخ الطبري (5 / 422) وأنساب الأشراف (3 / 187).
(17) وقد مضى في بحث (ألقابه عليه السلام) ما يتعلّق بذلك.

(18) كما شرحنا في «ألقابه عليه السلام» وذكرنا مواقفه العديدة، وفصّلناها في الباب الثالث من هذا الكتاب.

 

المصدر: كتاب: العباس ابوالفضل ابن أمير المؤمنين عليه السلام سماته وسيرته للمحقق: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

 

تحميل الكتاب (هنا)

قراءة الكتاب (هنا)

 

محتويات الكتاب

فهرس المحتوى

هوية الكتاب 2
الإهداء 5
دليلُ الكتاب 7
كلمة إدارة المكتبة العبّاسيّة 9
مقدّمة المؤلّف 12
القسم الأوّل
هويّة العبّاس عليه السلام وسِماتُه
15 ـ 146
البابُ الأوّل : هويّةُ العَبّاس عليه السلام الشَّخْصِيَّةُ 17 ـ 127
آباؤُهُ الكِرامُ وأعْمامُهُ العِظامُ 19 ـ 44
سلسلةُ نَسَبِهِ الشريف : 19
والدُهُ : أمير المؤمنين عليه السلام : 19
ابن أبي طالب : 20

وصيّة أبي طالب عمّ النَبِيّ عند الوفاة
وهو ابن عَبْد المُطَّلِب : 23
تنافَرَ عَبْد المطّلب ، وحربٌ بن أُميّة
وهو ابن هاشم : 25
خطبة هاشم 27
وهو ابن عَبْد مَناف : 28
وهو ابن قُصَيّ : 28
وهو ابن كِلاب : 30
وهو ابن مُرَّة : 30
وهو ابن كَعْبٍ : 30
خطبة كَعْبٍ يوم الجمعة
وأبوه لُؤَيّ بن غالب : 33
وأبوه غالب بن فِهْر : 34
وصية غالب :
وأمّا فِهْرٌ : 35
وصية فهر لابنه غالب ، لمّا حضرته الوفاة :
وأبوه مالك : 36
وهو ابْنُ النَّضْرِ : واسمه «قيس» : 36
وهو ابن كنانة : 36

قول كنانة في رسولِ الله صلى الله عليه وآله :
وهو ابن خُزَيْمَةَ : 37
وأبوه مُدْرِكَةُ : 37
وهو ابن الْياس : 38
وهو ابن مُضَر : 38
ومن كلام مضر :
وأبوه نِزار : 39
وأبوه مَعَدُّ بن عدنان : 40
وفيه نور رسول الله صلى الله عليه وآله :
والجدُّ الأعلى : عَدْنانُ : 41
هؤلاء هم آباءُ أبي الفَضْلِ العَبّاس عليه السلام : 41
أُمّهات أُولئك : 42
أعمامُ العبّاس عليه السلام 43
أعمامُ أبيه أمير المُؤمنين هُم أولاد عَبْد المطّلب
وأولاده أعمام العَبّاس أبي الفضل : 44
أُمَّهاتُ أبي الفضل العَبّاس عليه السلام وأخْوالُهُ 47
فوالدتُهُ : أُمّ البَنِيْنَ : 47
اسمُها : فاطمة : 47
أبوها : حَرامٌ : 48

مَن هو «أبو المُحِلّ»؟ : 50
كُنْيتُها : أُمُّ البَنِيْنَ : 53
ذكر أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام لها : 57
متى تزوّجها الإمام أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام 58
أوصتْ الزهراء عليها السلام إلى علي عليه السلام بثلاث :
الإمام وبني أُمّ البنين : 60
أُمّ البَنِيْنَ في كُتُبِ رجال الحديث : 61
رواياتَها : 62
أُمّ البَنِيْنَ والعبّاس وليداً وشهيداً : 63
ولادة العَبّاس عليه السلام ومحلّها 121
محلّ ولادته : 122
اسمُهُ وأَلْقابُهُ وكُناهُ 65
اسمهُ : العَبّاسُ 65
إعلان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن الهدف السامي في تسمية العباس 65
ألقابُ العباس عليه السلام : 69
حديثُ الماء والسِقاية عَبْرَ التاريخ 72
بين بني هاشم في بذلهم للماء ، وبين قريش وبني أُميّة في منعهم 72
تلك حوادث التاريخ نسردها تباعاً : 73

في الإسلام : حديث حصر عثمان في داره ومنع الماء عنه : 74
في وقعة صِفّين على شاطئ الفرات :
في مطلع الحسين عليه السلام من المدينة : 78
على مشارف كربلاء الحسين يسقي جيش الأعداء وخيولهم : 80
في مشهد آخر من المأساة ؛ في الكوفة : 84
مأساة الماء في كربلاء : 86
العبّاس هو السقّاء وهو أشهر الألقاب : 92
مواقف العَبّاس لطلب الماء : 95
1 ـ في «السابع» من المحرّم : 95
2 ـ في ليلة العاشر من المحرّم : 96
3 ـ اليوم العاشر من المحرّم : 97
4 ـ الموقف الأخير : 97
ألقاب أُخرى :
أبو قِرْبة : 98
قَمَرُ بني هاشم : 100
صاحب اللواء وحامل الراية : 101
أهميّة اللواء والراية : 102
الشهيد : 104
حديث الصادقُ عليه السلام في عمّه العباس :

نِسْبَة العبّاس عليه السلام : 104
وكُنى العبّاس عليه السلام : 105
إخْوَةُ العبّاس عليه السلام وأَخَوَاتُهُ 109
أوّلاً : إخْوتُه من أبيه : 109
ثانياً : إخوتُه من أُمّه وأبيه : 109
ترتيب ولاداتهم : 112
الأكابر بين أولاد أمير المؤمنين عليه السلام : 114
الأصاغر بين أولاد أمير المؤمنين عليه السلام : 116
وأَخَوَاتُهُ : 120
موقف العبّاس عليه السلام من إخوته عند الشهادة : 122
تحريف مبنيّ على تصحيف : 124
البابُ الثاني : سِماتُ العَبّاس عليه السلام الجَسَدِيّةُ 128
كان العبّاس عليه السلام طوالاً من الرجال 130
البابُ الثالث : سِماتُ العَبّاس عليه السلام الروحيّة 132
في كلمات الإمام الحسين عليه السلام : 134
الحُسين عليه السلام يصف أهل بيته :
كلام الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام في عمّه العَبّاس عليه السلام : 137
الإمام السجاد يذكر عمّه العَبّاس عليه السلام في حديث آخر : 141
كلام الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام في العَبّاس عليه السلام : 142

ـ الإمام عليّ الرضا عليه السلام يذكر العَبّاس عليه السلام في حديث ابن شبيب : 142
وفي نصوص الزيارات : 142
قول الإمام الصادق عليه السلام في زيارة العَبّاس عليه السلام العامّة : 142
وفي زيارة العَبّاس عليه السلام عن الإمام الباقر عليه السلام 143
وفي زيارة العَبّاس عليه السلام الصادرة من الناحية المقدّسة : 143
وفي زيارة العَبّاس عليه السلام المرويّة ليوم الأربعين : 143
وفي زيارة جابر بن عَبْد الله الأنصاريّ الصحابيّ العَبّاس عليه السلام :
القسم الثاني
سيرةُ العبّاس عليه السلام
147 ـ
البابُ الرابع : سيرة العَبّاس عليه السلام في رحاب الأئمّة عليهم السلام 148
أوّلاً : في ظلّ أبيه أًمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام 150
أولاً : روايته عن أبيه عليهما السلام : 151
ثانياً : مع والده في صفّين؟! 153
ثالثاً : عند مقتل أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام : 156
1 ـ في حديث وصيّة أبيه عليه السلام :
2 ـ ذكره في المُعَزَّيْن : 158
صَعْصَعَةُ بن صوحان في عزاء أَمِيْر المُؤْمِنِيْنَ عليه السلام :
3 ـ عند الاقتصاص من ابن ملجم لعنه الله : 159

4 ـ حقّ العَبّاس عليه السلام من إِرث فَدَكٍ : 160
رابعاً : النبي وأهل البيت عليهم السلام ممثّلون في كربلاء 161
النَبِيُّ صلى الله عليه وآله : حضر كربلاء بمَنْ أشبهَهُ ، وهو عليّ بنُ الحسين الأكبر.
العبّاس يمثّل أباه في كربلاء : 161
الأوفياء من الصحابة في كربلاء وفازوا بالشهادة وهم خمسةٌ : 161
ومن الصحابيّات الّلاتي أسرهنّ الجيشُ الأمَوِيّ : 161
الزَهراءُ فاطمة عليها السلام : حضرتْ بمَنْ وَرِثَتْ مصائِبَها زينبُ عليها السلام 161
وحضرت بفاطمة بنت الحسين ؛ فقد كانتْ تُشبّهُ بجدّتها 161
والحسنُ المجتبى عليه السلام : فقد مثّله أولاده : القاسم ، وعَبْد الله ، وأبو بكرٍ 161
والحسينُ عليه السلام آخرُ الخمسة يومَ الكساء قد حَضَرَ في كربلاء بِشخصه 161
ثانياً : في ظلّ أخيه الحسن السِبط المُجتبى عليه السلام : 164
ثالثاً : في ظلّ الإمام الحُسين السِبط الشهيد عليه السلام : 166
1 ـ خروجه مع الإمام عليه السلام : 168
2 ـ الانقياد والطاعة : 169
3 ـ الوفاء : 170
4 ـ اعتماد الحسين عليه السلام عليه في المهمّات : 170

5 ـ اصطحابه في الجلسات الخاصّة : 171
6 ـ القيام بِشُؤون الأُسرة : 171
7 ـ رسولُ الإمام عليه السلام إلى القوم : 170
8 ـ الاستنجادُ به لإنقاذ الأصحاب : 176
9 ـ حمل الراية : 177
10 ـ بعثه لطلب الماء : 178
رابعاً : في حديث سائر الأئمّة عليهم السلام 180
البابُ الخامس : سيرة العَبّاس عليه السلام في كربلاء 184
أوّلاً : الجهادُ في سبيل الحقّ 186
وثانياً : الوفاء : 187
رفضُ أمان الولاة الجائرين : 192
أهداف الأمان : 198
وثالثاً : المُواساة والإيثار : 200
ورابعاً : الصبر والتحمُّل والمثابرة : 202
وخامساً : الطاعة حتّى الشهادة : 203
البابُ السادس : قتالُ العَبّاس عليه السلام
وأرجازُهُ ومقتلهُ ومرقدهُ ورِثاؤهُ وقاتلهُ وسالبهُ 204
قتالُ العبّاس سلامُ اللهِ عليه وأرْجازُهُ ومقتلُه 206
في صباحُ عاشُوراء : 206

في خِضَمّ القِتال : 206
العَبّاس عليه السلام وإخوتُهُ : 207
العَبّاس عليه السلام بينَ يَدَي أَخِيه الحُسين عليه السلام : 207
العَبّاسُ بن عليّ السقّاء يرتجز :
قطعُ اليَدَيْن : 209
قطعُ الرِجْلَينِ : 211
عمدُ الحديد ومصرعه عليه السلام : 212
تكالُب القومِ على العبّاس عليه السلام وسلبه : 212
قاتله وسالبه : 213
العبّاس آخرُ قتيلٍ : 215
حضور الحسين عليه السلام عند العبّاس ورثاءه وندبته له عليه السلام : 216
المرقد المقدّس 217
دفن العباس عليه السلام ومرقده والحائر المقدّس : 219
الرأس الشريف ومدفنه : 219
مقام مدفن الرأس الشريف في الشام : 220
رأس العَبّاس الأصغر : 222
مدفن الكفّين الشريفتين : 223
أمّا مدفن الرِجْلينِ الشريفتين : 225
رثاء العبّاس وندبته عليه السلام : 226

أوّلُ مَنْ رثاهُ هُو الحسينُ عليه السلام : 226
رثاء الأئمّة عليهم السلام : 226
رِثاءُ أُمّ البنين عليها السلام للعبّاس وأبنائها الطّاهرين : 227
مراثٍ أُخرى : 229
عاقبة القتلة وعقوبتهم الدنيوية : 230
دعاء الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام السجّاد على حرملة
الخاتمة
العَبّاسُ مُعجزةُ الحُسين عليهما السلام
234 ـ 244
العَبّاس هو معجزة الحسين عليه السلام : 237
الحديث عن كرامات العَبّاس عليه السلام : 240
تعريف الكرامة : 240
وكرامات العَبّاس عليه السلام : 244
الملاحق
246 ـ 565
الملحق الأوّل
الزيارات المأثورة للعبّاس عليه السلام
248 ـ 252
زيارة العبّاس عليه السلام المُطلَقَةُ : 248

زيارة للعباس عليه السلام في التراث الزيدي 252
الملحق الثاني
زوجة العَبّاس عليه السلام وأولاده
وذريّته في كتب النسب والأعلام منهم عبرَ التاريخ
254 ـ 357
زوجتُهُ لُبابَةُ بنتُ عُبَيْد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب 255
الأمر الأوّل : اسم زوجة العَبّاس عليه السلام لُبابَة : 256
الأمر الثاني : إنّها بنت عُبَيْد الله ، لا عَبْد الله : 258
ومن أغرب الأُمور : 262
تنبيه : 262
أولاد أبي الفَضْلِ العبّاس عليه السلام : 264
عقبهُ عليه السلام من عُبَيْد الله 268
أنساب آل العبّاس عليه السلام في كتب النسب وبلدانهم وتراجم أعلامهم 272
1 ـ ذرّية العبّاس عليه السلام من كتاب (المَجْديّ) 273
2 ـ ذرّية العبّاس عليه السلام من كتاب (عُمْدة الطالب) لابن عِنَبة 290
عَقَبُ العَبّاسِ قليلٌ : 293
3 ـ البُلدانُ التي انتقل إليها سادة من ذرّيّة العبّاس عليه السلام 301
من كتاب (منتقلة الطالبية)
4 ـ ذرّية أبي الفضل العبّاس عليه السلام في بلاد اليمن السعيدة 303

الأُسرُ العلويّة العبّاسيّة الأشراف من ذرّية أبي الفضل العبّاس عليه السلام : 303
من الأعلام في اليمن من ذرّية أبي الفضل العبّاس عليه السلام 305
5 ـ تراجم بعض الأعلام المشاهير من ذرّيّة العبّاس عليه السلام 321
6 ـ ما ورد في (موسوعة أنساب آل البيت النبوي) (1) 337
عقب العبّاس السقّاء ابن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام 337
عقب أبي محمّد عبيد الله بن العبّاس السقّاء ابن الإمام علي عليه السلام 338
عقب حمزة الشبيه الأكبر بن الحسن بن عبيد الله 340
عقب القاسم بن حمزة الشبيه الأكبر بن الحسن بن عبيد الله : 342
عقب إبراهيم جردقة ابن الحسن بن عبيد الله : 343
عقب علي المكفل الأعرج بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله : 344
عقب أبي الفضل العبّاس الخطيب بن الحسن بن عبيد الله : 347
عقب عبد الله الشاعر ابن العبّاس الخطيب ابن الحسن بن عبيد الله : 348
عقب حمزة بن عبد الله الشاعر ابن العبّاس الخطيب ابن الحسن بن عبيد الله : 349
عقب أبي الحسن ، عبيد الله الأصغر الثاني ابن أبي محمّد الحسن بن
__________________
(1) للمؤرّخ النسّابة السيّد فتحي عبد القادر أبو السعود سلطان الصيادي الرفاعي الحسيني ، ولقد رأينا إيراد ما جاء في هذا الكتاب ؛ لكونه أحدث ما جمع من انتسب إلى سيّدنا أبي الفضل عليه السلام ، ولقد وقفنا فيه على بعض النقائص قد وقعت ؛ فننبّه القُرّآءَ الكرامَ إلى مراجعة ما ورد فيه بِحَذَر.

أبي محمّد الأمير عبيد الله : 351
عقب عبد الله بن أبي الحسن عبيد الله الأصغر الثاني ابن أبي محمّد الحسن بن أبي محمّد الأمير عبيد الله : 352
عقب محمّد اللِحياني ابن عبد الله بن أبي الحسن عبيد الله الأصغر الثاني ابن أبي محمّد الحسن بن أبي محمّد الأمير عبيد الله : 353
عقب علي بن أبي الحسن عبيد الله الأصغر الثاني ابن أبي محمّد الحسن الأمير عبيد الله 356
عقب الحسين بن أبي الحسين علي الطبراني ابن أبي الحسن محمّد بن الحسن هريك 357
الملحق الثالث
خلاصة الكتاب 359

الفهارس العامّة
371 ـ 598
دليل الفهرسة : 372
(1) فهرس الأحاديث والآثار والأقوال والأمثال 373
(2) فهرس الأعلام 395
(3) فهرس المُصطلحات والألفاظ العامّة 422
(4) فهرس المواضع والبلدان والأيّام والوقائع 461
(5) فهرس الأشعار والأراجيز 466
(6) فهارس الملحق الثاني 472
(تحتوي على الفهارس التالية)
(الف) الأحاديث والآثار والأقوال 471
(با) الأعلام 475
(تا) المواضع والبلدان والأيّام والوقائع 542
(ثا) المصطلحات والألفاظ العامّة والمؤلّفات 549
(جا) الأشعار والأراجيز 553
(7) فهرس المصادر والمراجع 560
(8) فهرس المحتوى 583

 

almojam

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky