رابطة علماء المغرب العربي

رابطة علماء المغرب العربي تستنكر تطبيع المغرب

الاجتهاد: أعربت الرابطة عن أسفها من قبول المغرب بالوقوف في طابور المطبعين، قائلة: إننا في رابطة علماء المغرب العربي نذكر إخواننا في المغرب قيادة وشعبا بحرمة التطبيع وإقامة العلاقات مع هذا الكيان الغاصب، وهذا حكم اتفق عليه علماء المسلمين بمختلف مؤسساتهم وهيئاتهم العلمية منذ نشأة هذا الكيان العدو واحتلاله لبلاد المسلمين، وكل صوت يخالف هذا الإجماع اليوم لا ينبغي أن يحفل به إذ الواقع اليوم أدهى وأمر.

وذكرت الرابطة في بيان، أننا “تلقينا بأسى كبير عزم المملكة المغربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية موسعة”، مؤكدة أن “هذا العمل لا يليق بمكانة المغرب، الذي يترأس لجنة القدس، والذي كان له دور بارز في الدفاع عن فلسطين وقضيتها (..)”.

وأعربت الرابطة عن أسفها من قبول المغرب بالوقوف في طابور المطبعين، مضيفة أننا “نربأ أن ينزل إلى مستواهم، أو يخوض كالذي خاضوا، والمؤمل أن يكون راعيا بحق لحقوق إخوانه المظلومين والمقهورين من أبناء الشعب الفلسطيني”.

وأكدت أن فلسطين هي قضية المسلمين جميعا، وأن تحريرها من المحتل واجب ملقى على عاتق البلدان الإسلامية كلها، منوهة إلى أن “الكيان الصهيوني عدو للأمة، ومحتل غاصب لأرضها المقدسة، ولا يجوز لمسلم أن يعتبره صاحب حق فيها (..)”.

وطالبت الحكومات في الدول الإسلامية بعدم التساهل في قضية فلسطين، تحت أي مساومة أو ضغط داخلي أو خارجي، موضحة أن “هذا يقوي لحمتها مع شعوبها المطبقة على رفض التطبيع مع هذا الكيان الغاصب”، بحسب تعبير البيان

 

نص البيان

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد تلقينا في رابطة علماء المغرب العربي بأسى كبير عزم المملكة المغربية على التطبيع مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية موسعة. وهذا عمل لا يليق بمكانة المغرب الذي يترأس لجنة القدس، والذي كان له دور بارز في الدفاع عن فلسطين وقضيتها، وشارك في كلّ الحروب التي خاضتها الأمة ضد هذا الكيان الغاصب.

إننا نأسف أشد الأسف أن يقبل بلد عظيم التاريخ عميق الجذور راسخ الحضارة كالمغرب بالوقوف في طابور المطبعين، ونربأ به أن ينزل إلى مستواهم، أو يخوض كالذي خاضوا، والمؤمل أن يكون راعيًا بحقٍ لحقوق إخوانه المظلومين والمقهورين من أبناء الشعب الفلسطيني.

ولقد فرح المؤمنون وسُرَّ المخلصون عندما أقدمت المملكة المغربية على إغلاق مكاتب الاتصال مع العدو الصهيوني المحتل قبل عشرين عامًا، فإعادة فتحها اليوم نكوص عن الواجب، وتقهقر أمام الأعداء الذين زاد طغيانهم وتجبرهم، وعظم أذاهم للمسلمين في فلسطين وغيرها.

وإزاء هذا الحدث الجلل فإننا في رابطة علماء المغرب العربي نذكر إخواننا في المغرب قيادة وشعبا بحرمة التطبيع وإقامة العلاقات مع هذا الكيان الغاصب، وهذا حكم اتفق عليه علماء المسلمين بمختلف مؤسساتهم وهيئاتهم العلمية منذ نشأة هذا الكيان العدو واحتلاله لبلاد المسلمين، وكل صوت يخالف هذا الإجماع اليوم لا ينبغي أن يحفل به إذ الواقع اليوم أدهى وأمر، قال الله تعالى: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ • إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إخْرَاجِكُمْ أن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الممتحَنة 8 – 9[.

وإذا كان للمغربي الحق في العيش في بلده آمنًا مطمئنًا، يهوديًا كان أو مسلما، فإنه لا يجوز أن يُسمح له بتعدد الولاء بين بلده الأصيل والكيان المحتل المسمى “إسرائيل”، ولا أن تُقبَل منه ثنائية الانتماء بين المغرب المنافح عن قضية فلسطين وبين سلطة الاحتلال.

وإذ نسجل إنكارنا لتطبيع المملكة المغربية مع الكيان الصهيوني نغتنم هذا الحدث المؤسف لتذكير عموم المسلمين بجملة من المسائل:

أن احتلال فلسطين هي قضيّة المسلمين جميعا، وأن تحريرها من المحتل واجب ملقى على عاتق البلدان الإسلامية كلها لا مندوحة لأحد في التملص منه.
أن الكيان الصّهيوني عدو للأمة محتل غاصب لأرضها المقدسة، ولا يجوز لمسلم ٱن يعتبره صاحب حق فيها، وأي كلام يخالف هذا فهو خيانة لقضية الأمة وتزوير للتاريخ والشرع وترسيخ للظلم والطغيان.

أن على الحكومات في الدول الإسلامية ألا تتساهل في قضية فلسطين تحت أي مساومة أو ضغط داخلي أو خارجي، وأن هذا يقوي لحمتها مع شعوبها المطبقة على رفض التطبيع مع هذا الكيان الغاصب.

أن على العلماء والدعاة في كل الأقطار الإسلامية واجب البيان والتحذير من مغبة الوقوع في التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لمسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ومرتكب الجرائم الشنيعة في حق الشعب الفلسطيني، ومواجهة كل الأصوات المدجنة للشعوب المسلمة، والمفتئتة على الشريعة بتسويغ التطبيع مع العدو المحتل.

أن على المسلمين دعم إخواننا الفلسطينيين المرابطين، ورفض كل تدليس وقلب للحقائق لوصم المقاومة الفلسطينيّة بالإرهاب كما ينادي بذلك أذناب الصهاينة، وأن هذا من موالاة أعداء الله ومظاهرتهم على المسلمين.

أن على الدول الإسلامية أن تسعى إلى توحيد صفها وجمع كلمتها ونبذ النزاع والشقاق لتقوى شوكتها ويعرف لها أعداؤها قدرها فلا ترضخ لإملاءات مجحفة، ولا لضغوط مذلة. وختاما نسأل الله تعالى أن يوفق القيادة المغربية لإعادة النظر في الأمر، فإن هذا سيبقى وصمة عار في جبين بلد قام بواجبه في الدفاع عن قضية الأمة لعقود.
ونسأل الله تعالى أن يوفق جميع بلدان المسلمين لما فيه خير الأمة وصلاحها.

{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.}.

الأمين العام لرابطة علماء المغرب العربي الجمعة 26 ربيع الثاني 1442 ه الموافق 11 ديسمبر 2020م

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky