خاص الاجتهاد: قال الدكتور يوسف محمود الصديقي في المؤتمر الدولي الثالث للفقه والقانون والواقع الاجتماعي والذي عُقد في مركز الأئمة الأطهار بمدينة قم المُقدسة إن علماء قم المُقدسة والنجف الأشرف الذين امتلكوا الأدوات المنطقية والعقلانية، كان لهم دور قيِّم في حل المشاكل الاجتماعية التي يمكن أن تكون أصعب وأعقد من مشاكل اليوم.
شهد المؤتمر الدولي الثالث للفقه والقانون الذي عُقد مؤخراً بمدينة قم الإيرانية إلقاء عدد من الكلمات تحّدث بموجبها عن المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي، وخصوصاً بما يختص بالمشاكل الاجتماعية وموقف الفقه والاجتهاد من هذه المشاكل.
الفقه والواقع
قال رئيس كلية الدراسات الإسلامية بجامعة قطر محمود الصديقي إنّ إيران يمكن أن تلعب دوراً رئيسيا في إنشاء قوة إسلامية كبرى، مشيراً إلى الدور المهم والاستراتيجي الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية في إنشاء قوة إسلامية كبرى، بمشاركة دول إسلامية أخرى، وأضاف: “يجب أن تتخذ جمهورية إيران الإسلامية خطوات لانشاء قوّة إسلامية حتى لو تم ذلك بحضور دول إسلامية كبرى أخرى”.
وقال الدكتور يوسف محمود الصديقي في المؤتمر الثالث للفقه والقانون والواقع الاجتماعي والذي عُقد في مركز الأئمة الأطهار بمدينة قم المُقدسة إن الفقهاء خلقوا تراثاً قيّماً لنا، وهذه العلوم أعلى وأهم من العلوم الغربية.
وأضاف الصديقي: “أولئك الذين خلقوا وأبدعوا هذا الإرث الفقهي؛ أوجدوا حلولاً لاحتياجات المجتمعات البشرية، والسبب في ذلك أنّهم تمتعوا بكفاءة عالية وقطعيّة في مجال المصادقة على القوانين المختلفة.
ويرى الصديقي إن علماء قم المُقدسة والنجف الأشرف الذين امتلكوا الأدوات المنطقية والعقلانية، كان لهم دور قيِّم في حل المشاكل الاجتماعية التي يمكن أن تكون أصعب وأعقد من مشاكل اليوم.
وأشار الصديقي إلى أنّ مشاكل الواقع هي واحدة من القضايا التي يجب أن نسعى لحل مشاكلها، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الواقع الاجتماعي الذي نعيشه يشبه الأدوات التقنية في برامج الكومبيوتر التي نمتلكها، يقول الصديقي: “من المهم أن نواجه الحقائق والمشاكل الاجتماعية وأن نتوصل إلى حلول لهذه المشاكل” منوّها بوجود جروح غائرة في جسد العالم الإسلامي، ولا سيما مأساة هذا العصروهي الحروب التي تضرب عدداً من البلدان الإسلامية، ويتوجب على المسلمين أن يواجهوا هذا بشجاعة وقوة.
وطالب الصديقي علماء الأمة بالعمل على حل المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي، يقول الصديقي: “بعد هذا المؤتمر؛ يجب أن نوصل صوتنا إلى جميع الأمة الإسلامية، وإذا تم إنشاء هذا النوع من التفكير الجماعي، وإذا تمكّنا من الخروج من هذا النطاق الضيّق ووصلنا إلى ساحات الأمة الإسلامية الواسعة؛ وتحدثنا إلى جميع المسلمين؛ عندها فقطيمكن أن نقول أننا نجحنا”.
وختم الصديقي حديثه بضرورة تشكيل لجنة من علماء المسلمين تتألف من فقهاء المجموعات والفِرق الإسلامية وعلماء القانون وعلماء الاجتماع والمفكرين وكانوا قادرين على فهم بعضهم البعض، فإنهم سيتمكنون من صياغة كلمة واحدة تجمع أبناء الأمة الإسلامية، لأن التعليم هو مفتاح التقدم، كما أنّ الخروج من هذه الجريمة يكون فقط عن طريق العلم.
الوحدة الإسلامية في مواجهة الواقع
بدوره نائب رئيس المحكمة العُليا في سلطنة عُمان الدكتور عبد الله بن راشد السيابي أكد على ضرورة تجنب أي انقسامات بين المسلمين، :”نحن اليوم بحاجة ماسة إلى الوحدة”.
وهنّئ السيابي خلال فعاليات المؤتمر الدولي الثالث حول الفقه والقانون والواقع الاجتماعي جمهورية إيران الإسلامية على عقد المؤتمر: “نحن نبحث وبشدّة عن توحيد كلمة المسلمين، حيث إنها العامل الوحيد لوحدة المسلمين”
وأضاف السيابي: “اليوم، نحن بحاجة إلى أن نتحدث تحت (راية لا إله إلا الله) التي تجمعنا، وهذا المؤتمر الذي يأتي تحت عنوان الفقه والقانون، للبحث في القضايا الاجتماعية التي تحدث من وقتٍ لآخر، مشيراً إلى أنّه وعلى الرغم من أن هذه الحوادث ستستمر بالوقوع، غيره أنّه يجب على علماء المسلمين إصلاح هذه المشاكل وتوجيهها بما يخدم الأمة.
وأكّد على أنّ أمة الإسلامية تبني آمالها على العلماء المسلمين، وعلى علماء الأمة تحمّل هذه الأمانة وحملها، ، ومن بعد النبوّة في فإنّهم يتحملون هذه المسؤولية في مختلف مجالات العلم والتعليم والتفسير والتوجيه، مشيراً إلى أنّ هذا النوع من المؤتمرات فرصة جيدة لطرح القضايا ذات الصلة بالمسلمين، فأمتنا أمّة واحدة، ونطلب من الله أن يخلق الوحدة بين هذه الأمة.
الإسلام والثورة الفرنسية
رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية التركي أكرم كلش قال في كلمةٍ له إنّ الثورة الفرنسية التي وقعت قبل 300 سنة والتي تنادي بالحرية والعدالة، غير نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) نادى قبلها بأكثر ألف عام بالحرية والعدالة والاعتدال والمساوة بين البشر.
وأضاف كلش: “إنّ القوانين ووضعت لحماية حقوق الناس، بالإضافة لحمايتهم من المعتقدات مختلفة، حيث يقول الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر: يا مالك إنّ الناس قسمين إما مسلمين مثلك، أو بشر مثلك لذا كن مع كليهما”.
وأكّد كلش على أنّ جميع القوانين وضعت من أجل رفاهية البشر، كما أنّ الدين أُنزل من الله للعقلاء حتى يتمكنوا من التحرك باتجاه خلاص وازدهار البشر أجمعين.
ويرى كلش أنّ أعداء الأمة يمتلكون الكثير من الخطط التي تهدف إلى ضرب الدول الإسلامية والمسلمين، غير أنّه ولسوء الحظ، فإنّ أحداً لم يأخذ تلك الخطط والتهديدات في الاعتبار، وإذا لم يتم أخذها تلك الحقائق بعين الاعتبار؛ فلن يتمكن العالم الإسلامي من العمل بشكلٍ صحيح.
ونوّه كلش إلى أنّ العديد من المُسلمين يعيشون حالةً من الاضطهاد غير المُبرر، الأمر الذي يعكس حالة الغدر مؤامرة التي يحيكها الأعداء ضد الإسلام والمسلمين.
تجدر الإشارة إلى أنّ المؤتمر والذي عُقد على مدار يومين يهدف الى فتح آفاق جديدة من خلال الحوار وتعزيز دعم الفقه للقانون من أجل الوصول إلى تعاملات صحيحة واختيار وظيفة بنّاءة ومؤثرة حيال الواقع الاجتماعي وقضاياه التي الذي يعيشها المسلمين في ظل التغيّرات الاجتماعية والسياسية التي تجتاح المنطقة منذ عدّة أعوام، كما شارك في المؤتمر أكثر من ٣٠ شخصية من عدّة بلدان عربية وإسلامية مثل الأردن وقطر والجزائر وتركيا وتونس وروسيا والعراق ولبنان والمغرب.