الإمام علي بن موسى الرضا

دور الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في الحياة الاسلامية / إسحق شاكر العشي

خاص الاجتهاد: كان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بوصفه ولياً للعهد في زمن المأمون يشرف إشرافا مباشراً على الشيعة بوصفهم الجماعة المرتبطة بالامام ولیسوا مرتبطین بغیره، فیحمي وجودهم وینمي وعیهم ویمدهم بکل الاسالیب التي تساعد علی صمودهم ليكونوا طليعة واعية بين مواطنيهم.

نقرأ في الفصل الحادي عشر من كتاب “الإمام علي الرضا وولاية العهد” لمؤلفه إسحق شاكر العشي أن الرسالة الاسلامية بوصفها رسالة عقائدية قد خططت لحماية نفسها من الانحراف، وقد بلغ الأئمة المعصومون في مستواهم العقائدي أعلى الدرجات، فالأحداث المؤلمة التي وقعت بعد وفاة الرسول الأعظم (ص) أبعدت الأئمة عن دورهم القيادي، وسلمت مقاليد الرسالة الى اشخاص آخرين انحرفوا عن الخط المرسوم للرسالة.

وقد وقف الامام علي بن موسى الرضا كآبائه محافظاً على رسالة الاسلام، وحضنها ضد التردی والانحراف، فکان اذا انحرف المأمون اسدی الیه النصح والارشاد.

فيبتعد عن الخطأ والزلل، وقد كان دوره كأدوار الأئمة دور انقاذ للدولة الاسلامية مما يهدد سيادتها . . فدورهم الايجابي جميعا هو المعارضة القوية العميقة التي كانوا يواجهون بها الزعامات المنحرفة بارادة صلبة لا تلين وقوة نفسية لا تتزعزع،

وكان الإمام علي بن موسى الرضا بوصفه ولياً للعهد في زمن المأمون يشرف إشرافا مباشراً على الشيعة بوصفهم الجماعة المرتبطة بالامام ولیسوا مرتبطین بغیره، فیحمي وجودهم وینمي وعیهم ویمدهم بکل الاسالیب التي تساعد علی صمودهم ليكونوا طليعة واعية بين مواطنيهم.

وسنورد قصة الهجوم الشعبي الهائل الذي تعرض له قصر المأمون نتيجة لاغضابه علي الرضا عليه السلام، فلم يكن للمأمون مناص عن الالتجاء الى الامام لحمايته من غضب الأمة فقال له الامام: « إتق الله في أمة محمد وما ولّاك من هذا الأمر وخصّك به فانّک قد ضیعت أمورالمسلمین و فوصت ذلک الی غیرك یحکم فیها بغیر حکم الله عزوجل”

وهذا يثبت إيجابية وشعور الأمة بدور الامام الفعال في حماية الرسالة، فالزعامات المنحرفة كان خوفها يصل الى درجة الرعب من نشاط الأئمة ودورهم الفعال في الحياة الاسلامية .

حتى انهم كانوا يضعون الأئمة في رقابة محكمة محاولين فصلهم عن قاعدتهم الشعبية ثم التآمر عليهم بقصد التخلص من خطرهم، وان تلک الاجراءات التي کانوا یمارسونها کانت تکلفهم ثمناً باهظا من سمعتهم وكرامتهم وبالرغم من ذلك كانوا يقدمون على قتل الأئمة لشعورهم بخطورة الدور الايجابي الذي يمارسه أئمة أهل البيت الذين كانوا يقفون في وجه الانحراف.

أضف الى ذلك أنهم كانوا ينظمون جماعتهم تنظيماً متيناً، يحلون مشاكلهم ويفضون منازعاتهم وخلافاتهم، فالامام على الرضا كان يغذي الأمة بعقیدة التشیع ویقاوم التیارات الفكرية التي تشكل خطراً على الرسالة وضربها شعوراً منه بدوره الذي هيأه له الله سبحانه كي يقود أمته الى الخط السليم الذي رسمه صاحب الرسالة الأول النبي محمد ( ص ) .

وقد أكد الإمام علي بن موسى الرضا(ع) المفارقات بین رسالته والحکم الواقع وبذلك خرج الاسلام علی مستوی النظرية سليماً من الانحراف وإن تشوهت معالم التطبيق في عهد المأمون.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky