خاص الاجتهاد: استنكر المجمع الفقهي العراقي في بيان صدر منه قبل ساعة إساءة الرئيس الفرنسي للرسول الأكرم والدين الإسلامي الحنيف كما دعا الشعب العراقي والأمة العربية والإسلامية حكاماً وشعوباً إلى مقاطعة اقتصادية للبضائع الفرنسية بإيقاف الاستيراد منها وتحجيم مشاريعها الاستثمارية في بلدانهم.
بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء حفل تأبين باتي بأن فرنسا لن تتخلى عن الرسومات “وإن تقهقر البعض”، تواصلت ردود الفعل المنددة بهذه التصريحات من قبل المنظمات ودور الإفتاء في العالم الإسلامي.
وفي هذا السياق استنكر المجمع الفقهي العراقي في بيان إساءة الرئيس الفرنسي للرسول الأكرم والدين الإسلامي ، كما طالب المرجعيات الدينية في العالم أجمع في الاتفاق على إصدار میثاق يقرر مبدأ احترام مقام النبوة ومطالبة الأنظمة السياسية رسمية بعدم التجاوز على الأنبياء والمرسلين أو الإساءة إليهم.
وفي ما يلي نص بيان المجمع الفقهي العراقي
بيان رقم 96 بشأن إساءة الرئيس الفرنسي للإسلام ومقام النبوة
قال قال تعالى: ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (الحجر : 95)
الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد بعث الله تعالى النبي “صلى الله عليه وسلم” بما بعث به إخوانه المرسلين من قبله بالقيم العليا من التوحيد والسلام والعدل والحرية والرحمة والمحبة، ومع انتشار هذه القيم تحررت المجتمعات الإنسانية من جميع صور العبوديات الزائفة والاستبداد والظلم، وبدأت دعوته “صلى الله عليه وسلم” تنتشر في جميع البلدان التي تعیش خواءً روحياً وجفافاً إيمانياً، فبدأ الناس في الغرب كما في الشرق يدخلون في دين الله أفواجا، مما أزعج الطغاة ورؤوس الشر والفساد، فناصبوه ودعوته السمحة العداء ليعززوا طغيانهم أو ليبرروا فشلهم في معالجة أزماتهم المادية والمعنوية، أو ليكسبوا أصوات الجماعات المتطرفة في بلدانهم.
إن استهداف الإسلام على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون مدعياً بأنه يعيش أزمة في العالم، وتطاوله على مقام النبوة بدعوته إلى نشر الرسومات المسيئة للنبي “صلى الله عليه وسلم” بصورة أوسع، كل هذا الاستهداف ليس بجديد في الدول الأوروبية، بل هو متجدد في أساليبه وصوره بدءاً بجحوده ومروراً بمعاداته والاستهزاء به، وهؤلاء بلا شك لن ينالوا منه “صلى الله عليه وسلم” إذ تكفل الله تعالى بعصمته منهم.
ولكن هذا الاستهداف يتطلب من المسلمين موقفاً شرعياً يتجلى في زيادة الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله”صلى الله عليه وسلم”، والتمسك بمحبته واتباع هديه “صلى الله عليه وسلم”، وتواصل الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
كما تزداد المسؤولية التربوية في تربية أجيالنا على هذه المعاني الشرعية وحثهم على أداء الواجبات تجاه النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان به ومحبته واتباعه ونصرته وإحياء سنته وتبليغ دعوته.
والمجمع الفقهي العراقي إذ يستنكر بشدة هذه الإساءات التي تصدر بحق الإسلام وحق نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” من قبل شخصيات مضطربة أو قيادات تعاني من أزمات حقيقية، فإنه يدعو المجتمع الأوروبي إلى تفعيل قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الذي نص على أن الإساءة للرسول محمد- “صلى الله عليه وسلم” – لا تندرج ضمن حرية التعبير، ولا بد من التوازن بين الحق في حرية التعبير وحق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية، مما يؤدي إلى المحافظة على السلام الديني في الدول التي تتنوع أديان رعاياها.
إن صدور هذه الإساءات من شخصيات رسمية يستدعى اتخاذ مواقف رسمية استنكارية شديدة من قبل قادة الدول العربية والإسلامية ويبلغ بها سفراء الدول التي يتم التطاول فيها على مقام النبوة بصورة رسمية وغير رسمية.
كما يدعو المجمع شعبنا العراقي وأمتنا العربية والإسلامية حكاماً وشعوباً إلى مقاطعة اقتصادية للبضائع الفرنسية بإيقاف الاستيراد منها وتحجيم مشاريعها الاستثمارية في بلداننا وذلك لتطاول رئيسها على ديننا الحنيف ونبينا الكريم كموقف سلمي حضاري رافض لهذه الكراهية التي تزرعها مثل هذه السياسات وحتى لا يتجرأ آخرون على المجاهرة بمزيد من الحقد.
وأخيرا فإن المجمع الفقهي العراقي يحذر المجتمع الدولي من أن هذه الإساءات ستعزز خطاب الكراهية وتغذي أعمال العنف وتنمي الفكر المتطرف وتهدد السلم العالمي والأمن المجتمعي، فالتطرف في الإساءة يغذي التطرف في الإجابة، والإساءات تحفز اليمين المتطرف على زيادة الاعتداءات على الأقليات المسلمة، كما تولد ردود أفعال منضبطة وغير منضبطة.
ولذا يطالب المجمع المرجعيات الدينية في العالم أجمع في الاتفاق على إصدار میثاق يقرر مبدأ احترام مقام النبوة ومطالبة الأنظمة السياسية رسمية بعدم التجاوز على الأنبياء والمرسلين أو الإساءة إليهم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء
#قاطعوا_المنتجات_الفرنسية