الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء

خطبة العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء بالفارسية في إيران

وفي يوم الأحد كان جماعة من العلماء والتجار والتمسوا منا أن نصلي صلاة الظهرين والعشائين في المسجد الجامع وهو أكبر جامع في همدان واقع في وسط البلد، وله قبة عالية ومأذنه وساعة كبيرة، وهو من المساجد القديمة الفخمة، فاجبنا التماسهم، وحضر جمع منهم عصراً وحفّوا بنا متوجهين إلى الجامع المزبور

الاجتهاد: وكانوا قد نشروا نبأ صلاتنا في البلد وطلبوا منا بعد الفراغ أن نصعد المنبر ونخطب فيهم، فاعتذرنا بتشوش البال وعدم مساعدة الحال، وبعد الاصرار منهم سيما من الملا تقي الذي هو من خيرة فضلائها وأخيارها الموثوق به على انه (مكللاً) بالبهلوية، فوعدناهم إلى اليوم الثاني فذهبنا عصر الأثنين وأقمنا بهم جماعة صلاة الظهرين، وبعد الفراغ منها صعدنا المنبر الساعة العاشرة؟ عصراً، وخطبنا فيهم بالفارسية خطبة وقعت موقع استحسان جميع من حضر من العلماء، والافاضل، وأهل المنابر، وبکی لها جميع السامعين،

وكان ذلك من فضل الله تعالى وحسن عنايته، وكان أكثر الفضلاء وأهل العلم متخوفين من أن نرتبك ونفشل لما يعلمون من عدم تسلطنا في اللغة الفارسية، واستمرت الخطبة أكثر من ساعة ثم نزلنا من المنبر، وأصروا على أن نمكث في الجامع إلى المغرب؛ كي نصلي بهم صلاة العشائين فصعدنا إلى سطح الجامع وهو سطح واسع،

فاجتمعت الجماهير من أهل الأسواق المحيطة بالجامع حتى لم يبق في السطح موضع فارغ، وبعد الفراغ عدنا إلى المنزل، وكانت المسافة بينه وبين المسجد شاسعة فركبنا عربية الخيل (الدرشكة).

(من مصادر ثقافة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء أيضا معرفته اللغة الفارسية وإتقاته إياها، ومن ثم ترجمته بعض الكتب الفارسية، قال الشيخ: «ومما اجتهدت في تحصيله في العقدين الثاني والثالث تعلم اللغة الفارسية تكلمة و كتابة… أتقنت تلك اللغة، وعنيت عناية خاصة بآدابها، وشغفت بأشعارها، وقرأت دواوين مشاهيرها)

المصدر: كتاب” عقود حياتي” للعلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء – تحقيق أمير الشيخ شريف الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء – صفحة رقم: 322

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky