نقف أمام هذه الحقيقة الصادمة بأن الأكثر من التراث التاريخي والعلمي للشيعة قد ضاع وعفى عليه الزمن بسبب الحروب والفتن والأحقاد المذهبيّة. وهذا ما يتأسف عليه كبار علماء الطائفة، خصوصاً حينما تمر علينا في كتب التراجم أسماء كثيرين من المصنفين إلا أنّه لم يصل إلينا من نتاجهم شيء، بل نجد أنّ جماعةً أخرى “لم نطّلعْ على أسمائهم وأحوالهم ومؤلّفاتهم. يقول الشيخ النجاشي ( أعلى الله مقامه) يعتذر: وقد جمعت من ذلك ما استطعته، ولم أبلغ غايته، لانعدام أكثر الكتب، وإنما ذكرت ذلك عذرًا إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره.
الاجتهاد: بعدما عرضنا بعض الأحداث المروعة من حرق وإتلاف للتراث الشيعي التاريخي والفكري والعقدي والفقهي – في الجزء الأول – لك أن تتصور – أيها القارئ الكريم – حجم الخسارة الكبرى التي وقعت على التراث التاريخي والتي أثرت بكل تأكيد على حركة المحققين في التاريخ، فالذي يظهر من هذه الأمثلة، والتي هي ليست الوحيدة.
فقد ذكر لنا التاريخ أيضاً حرق وضياع مكتبة الصاحب بن عبّاد الذي كان وزير فخر الدّولة البويهيّ في الرّيّ – توفي سنة 385هـ، ومنها حرق مكتبة بني عمار الذين كانوا قضاة طرابلس، ومنها حرق المكتبات في جبل عامل على يد الجزار (1735م ـ 1804م)، ولا أستثني النجف وكربلاء وما حل بها من الغزاة السلفية سنة 1216هــ، بل ولا أستثني البحرين الكبرى من أوآلها وإحسائها وقطيفها والتي كانت تعج بالعلماء والمحدثين الذين لم يبقى منهم إلا بعض أسماء تتسمى بها بعض المساجد فيها.
ورغم وصول بعضهم إلى المراحل العلمية المتقدمة حتى صار يرجع إليه في اصقاع البلاد إلا أنه لم تصل إلينا حتى رسالته العملية ناهيك عن مؤلفاته وتحقيقاته.
ونُقل (1) عن صاحب الغدير العلامة الأميني (طيب الله ثراه) أنه قال: إنه لم يطبع من كتب الشيعة إلاّ العُشر.
وعُلق على كلامه (رحمه الله) بأنه ذكر ما وجده في المكتبات، وإلاّ فإنه لم يطبع منها حقيقة إلا (99) في المائة، حيث لاحظ دور الشيعة ومكتباتهم في إيران واليمن والعراق والهند وغيرها، والذي يتعذر الوصول إليه قديما وحديثاً، وإن وُصِل إلى بعضه فيتعذر فهمه لحاجز اللغة التي كتبت به مثلاً.
ومن ثم نقف أمام هذه الحقيقة الصادمة بأن الأكثر من التراث التاريخي والعلمي للشيعة قد ضاع وعفى عليه الزمن بسبب الحروب والفتن والأحقاد المذهبيّة.
وهذا ما يتأسف عليه كبار علماء الطائفة، خصوصاً حينما تمر علينا في كتب التراجم أسماء كثيرين من المصنفين إلا أنّه لم يصل إلينا من نتاجهم شيء، بل نجد أنّ جماعةً أخرى “لم نطّلعْ على أسمائهم وأحوالهم ومؤلّفاتهم “(2).
يقول الشيخ النجاشي ( أعلى الله مقامه) يعتذر: وقد جمعت من ذلك ما استطعته، ولم أبلغ غايته، لانعدام أكثر الكتب، وإنما ذكرت ذلك عذرًا إلى من وقع إليه كتاب لم أذكره”(3).
ويقول الشهيد(4) الشيخ الميرزا التبريزي(5) المعروف بثقة الإسلام (أعلى الله مقامه)، ملخِصاً هول وفداحة هذه الخسائر العلمية والتاريخية:”وأنت خبير بأنّ كتب قدماء الأصحاب قد تفرق شملها أيادي سبأ، وهبَّ بها ريح الجنوب والصبا، لحوادث جرت عليها، وأهوال توالت على أربابها، مع أنّ الدولة كانت في غيرهم والقوم بخلافهم، أحاطتهم التقية من كل مكان، وشملهم الخوف في كل عصر وأوآن، حتى إن بقاء هذه البقية من أغاليط الزمان وغفلات الدوران، وزدْ على ذلك ضيق اليد عن تحصيل الكتاب ونشره، وقلة الاهتمام من أهله، فقد ضاعت كتب محمد بن أبي عمير لكونه في الحبس أربع سنين، واحترق دار شيخنا الطوسي وكتبه في بغداد لمّا وقعت الواقعة بين الشيعة والسُنّة في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ولطالما شُنت الغارات على البلاد الإسلامية من الكفار، وعلى الإمامية من مخالفيهم، واحتراقت خزانة كتب الشهيد الثاني وكانت مشتملة على ألف مجلد “(6).
وبعد هذا البيان المختصر لبعض ما حل بالتراث التاريخي الشيعي، والذي بيّنا فيه ضياع الأكثر وبقاء القلة القليلة منه بما حافظ عليه العلماء الأبرار (رحم الله الماضين منهم، وحفظ الباقين) ليس من الإنصاف أبداً رد حادثة قد جرت في عصر من العصور بحجة إنا لم نجد مصدرها الأولي، خصوصا مع إرسال العلماء الموثوقين بالبحث والتدقيق لأحداثها وتوثيقها بمصدر وإن كان مجهولا لنا، كما في بعض الأخبار التاريخية التي نقلها العلامة المجلسي (رضوان الله عليه) في موسوعته العظيمة: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار.
كما أن على الباحث والمحقق في التاريخ الذي يروم إلى الحقيقة ويسعى إليها، وأن يتواضع وينقّي روحه من الغرور العلمي، فإن الغرور العلمي في حقيقته ما هو إلا جهل مستفحل عند صاحبه، يقول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): “مَنْ ادَّعَى مِنْ الْعِلْمِ غَايَتُهُ، فَقَدْ أَظْهَرَ مِنْ جَهْلِهِ نِهَايتُهُ” (7).
فإن الباحث لا يمكنه أن يدّعي الوصول إلى الحقيقة الكاملة التي لا تقبل الخطأ، فيبقى أن لدى كل باحث تاريخي مهما علا شأنه مساحات من عدم الإحاطة بسبب ما ذكرنا أو لأي سبب آخر.
ومن ثم فإن عملية البحث من قبل الباحث إذا لم تغلق من قبله بكونها الحقيقة التامة وتابع البحث فيها واستعان بمن كان قبله بكل تواضع فإنه سوف يصل إلى نتائج أفضل تتكامل بها الرؤى ومن ثم الوصول إلى حيطان الحقيقة على أقل تقدير.
ومن الغرور أن يعتقد المحقق والباحث خصوصا إذا كان مبتدأ أن ما وصل إليه هو القمة الذي لا يقبل أن يأتي ما يعلو عليه فيصف علماء الأمة ومراجعها بأنهم : عوام في التاريخ !!!!.
ومن ثم إن الباحث والمحقق التاريخي هو ذلك الذي يتواضع أمام ما وصله من تراث حسب ما وقع بين يديه من مصادر، فينهل منها بحسب ما وصل إليه من معرفة، ويفسح المجال لقبول ما تطرق إليه الآخرون خصوصاً إذا كانوا من أهل العلم والاجتهاد.
أما أن يحذف أكثر التاريخ بدعوى أنه لم يصله ولم يصح عنده ما هو مكتوب باعتباره مرسل أو باعتباره لا مصدر له موجود اليوم، ومع علمه بما مر على التراث الشيعي من تدمير وإحراق وإتلاف، ومن ثم يطالب بحذفه فما هذا إلا الغرور في حقيقته.
ولو أخذنا أحداث كربلاء وشخصياتها كمثال لوجدنا أن الذي وصلنا عن تلك الفاجعة ما هو إلا قليل، على أن المصادر الأولية التي كانت تحكي تفاصيلها كثيرة إلا أنها ضاعت مع من ضاع من تراث تاريخي متعلق بأئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وشيعتهم.
وهذا يتضح عند مراجعتنا لمصادر التراجم والفهارس مثل فهرست النجاشي وفهرست الطوسي وفهرست ابن النديم وغيرها، عن ظهور مبكر لكتب أو رسائل أو كراريس مخصصة بهذه الواقعة حملت عنوان : مقتل الحسين (صلوات الله عليه)، قام بتحريرها بعض التابعين، واستمر الحال على هذا المنوال بحيث وجد إلى نهاية المائة الثالثة أكثر من عشرين مصنفا بعنوان مقتل الحسين (صلوات الله عليه)، لجمع من الإخباريين والمحدثين والمؤرخين من مختلف اتجاهات المسلمين وأقطارهم .
ومن المؤسف أن كثيراً من هذه المقاتل لم تصلنا منها إلا أسماؤها، وفي أحسن الأحوال بعض المرويات المتناثرة في المصادر التاريخية والأدبية هنا وهناك .
ويظهر من هذه التراجم والفهارس أن أقدم كتاب ورد بهذا العنوان أو اختص بهذه الواقعة كما يذكر الشيخ الطوسي (أعلى الله مقامه) في الفهرست كان للصاحبي الجليل الاصبغ بن نباتة المجاشعي (رضوان الله عليه) الذي كان من خاصة أصحاب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه).
قال الشيخ الطوسي (أعلى الله مقامه) : “وروى الدوري عنه أيضا مقتل الحسين بن علي (عليه السلام) عن أحمد بن محمد بن سعي ، عن أحمد بن يوسف الجعفي ، عن محمد بن يزيد النخعي ، عن أحمد بن الحسين، عن أبي الجارود، عن الأصبغ، وذكر الحديث بطوله”(8).
إلا أنّ هذا الكتاب للاصبغ بن نباتة المجاشعي (رضوان الله عليه) مفقودٌ تماماً ولم يحدّثنا أو يروي عنه أحدٌ من المؤرّخين .
ومن ثم نعلم أن الكتابة في أدب المقتل بدأت منذ القرن الأول الذي وقعت فيه الحادثة، إلا أنها فقدت وضيعت في تلك الظروف التاريخية المؤلمة.
وليس كتاب الأصبغ بن نباتة المجاشعي (رضوان الله تعالى عليه) الوحيد الذي فُقد، ولم نسمع إلا بإسمه في زماننا، هنالك كتب مقاتل أخرى كالمقتل المنسوب لهشام الكلبي ـ أحد أصحاب الإمام الصادق (صلوات الله عليه) ـ باستثناء جزء من رواياته التي تناقلها بعض المؤرّخين اللاحقين.
ومقتل جابر الجعفي (128هـ)، الذي لم يصلنا منه سوى الاسم والعنوان.. وغير هذه الكتب والمؤلفين من الصدر الأول.
وهذه الوفرة في الكتب ومؤلّفيها إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على اهتمام أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) البالغ بقضية الإمام الحسين (صلوات الله عليه)، والتأكيد على نشر مبادئها وحرصهم وسائر الصحابة والتابعين ورواة المسلمين ومحدّثيهم على توثيق الحادثة والحفاظ على حقائقها.
نعم، كانت في مقابل هذه المساعي الحميدة لصيانة تاريخ الإمام الحسين (صلوات الله عليه) ورسالته محاولات خبيثة يمارسها الأمويون وسائر سلاطين الجور لتحريف خطّ عاشوراء ودسّ السمّ بين طياتها لمحو حقيقتها الخالدة عن صفحات التاريخ، ولهذا السبب فقدت المكتبة التاريخية العديد من الرسائل والمدوّنات في القرون الأولى، على أنّ ما وصلنا من أحاديث وروايات في هذا المجال – المقتل – ليس قاصراً عن المطلوب، بل كافاً إلى حدٍ كبير.
وعلى هذا فالجزم من قبل البعض ممن نظر في التاريخ بنفي بعض الصفات عن شخصيات كربلاء كنفي الشجاعة والوفاء عن قمر العشيرة سيدنا العباس بن علي (صلوات الله عليه)، أو نفي الصبر عن سيدة الصبر سيدتنا زينب (صلوات الله عليها) أو نفي شخصية كالسيدة رقية (عليها السلام)، أو نفي السيدة ليلى (عليها السلام)، بل وتجرأ البعض على نفي وجود السيدة زينب (عليها السلام) في كربلاء !!!.
فنفي هذه الشخصيات والوقائع المتعلقه بهم في ذلك اليوم الفجيع، بدعوى أن أكثر المرويات جاءت في ذلك مرسلة وحكيت بعد القرن العاشر الهجري!!!، ما هو في الحقيقة إلا تعدي على هذه الشخصيات خصوصاً إذا كانت مشتهرة قد أخذها الشيعة كابر عن كابر، ووثقها ممن وصل إلينا كتبه – وإن كانت قليلة – كصحابي الجليل أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي الغامدي ( عليه الرحمه) (157هـ)، الذي يتصدّر مقتله قائمة أترابه من المقاتل.
والذي هو من أصحاب بعض الأئمة كالإمام الصادق (صلوات الله عليه)(9) ، وله روايات عنه أيضاً (10) ، وكان والده من أصحاب أمير المؤمنين الإمام علي (صلوات الله عليه)، وجدّه مخنف بن سليم (سليمة) الأزدي من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن أصحاب أمير المؤمنين الإمام علي (صلوات الله عليه) ، وكان عاملاً لأمير المؤمنين علي ( صلوات الله عليه) على اصفهان وهمدان هو واثنين من أخوته (11).
أو ما ورد لنا من الموسوعة المنيرة بحار الأنوار للعلامة المجلسي (رضوان الله عليه) المعروف بولائه وتقواه، والذي أجهد نفسه بأن تكون هذه الموسوعة مصدراً علمياً تاريخيا . والذي لم يكن ليكتب هذا الكنز المليء بجواهر المعرفة لأنه مستقطب من دولة ما، كالدولة الصفوية أو غيرها.
ولعلني هنا أستدرك بشيء من التوضيح عن الدولة الصفوية التي ذمها البعض آخذاً بمقولة البعض من الأكاديميين الذين لا حظ لهم من العلم الحوزي في شنئها وذمها، تاركاً في قبال هذا الذم مدح وثناء وإجلال الكثير من العلماء في حقها !!.
ويستحضرني هنا قول ثقة الإسلام الشهيد الميرزا التبريزي (طيب الله ثراه) في كتابه: مرآة الكتب، والذي نقلنا كلامه في توضيح تلك الفجائج التي بسببها ضاع أكثر التراث التاريخي الشيعي سالفاً، قال مادحا الدولة الصفوية بعد كلامه الآنف الذكر : ” وقد استيقظ الزمان قليلا من نومته في عهد السلاطين الصفوية، فأيدوا علماء عصرهم بنشر الأمان في البلدان وإحياء دوارس العلوم، حتى اجتمع من الكتب ما اندرس ، وآل إلى الرواج ما كسد “(12).
ومن ثم ما كان من العلامة المجلسي (طيب الله ثراه) إلا أن شمر عن ساعديه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التراث الشيعي، راجيا بذلك رضا الله جل في علاه، فيقول (طيب الله رمسه) في مقدمة موسوعته : فاخترت الفحص عن أخبار الأئمة الطاهرين الأبرار سلام الله عليهم ، وأخذت في البحث عنها ، وأعطيت النظر فيها حقه ، وأوفيت التدرب فيها حظه .
إلى أن يقول : ثم بعد الإحاطة بالكتب المتداولة المشهورة تتبعت الأصول المعتبرة المهجورة التي تركت في الأعصار المتطاولة والأزمان المتمادية إما : لاستيلاء سلاطين المخالفين وأئمة الضلال، أو : لرواج العلوم الباطلة بين الجهال المدعين للفضل والكمال، أو : لقلة اعتناء جماعة من المتأخرين بها ، اكتفاءا بما اشتهر منها، لكونها أجمع وأكفى وأكمل وأشفى من كل واحد منها، فطفقت أسأل عنها في شرق البلاد وغربها حينا ، وألح في الطلب لدى كل من أظن عنده شيئا من ذلك وإن كان به ضنينا.
ولقد ساعدني على ذلك جماعة من الاخوان، ضربوا في البلاد لتحصيلها، وطلبوها في الأصقاع والأقطار طلبا حثيثا حتى اجتمع عندي بفضل ربي كثير من الأصول المعتبرة التي كان عليها معول العلماء في الأعصار الماضية، وإليها رجوع الأفاضل في القرون الخالية، فألفيتها مشتملة على فوائد جمة خلت عنها الكتب المشهورة المتداولة، واطلعت فيها على مدارك كثير من الاحكام اعترف الأكثرون بخلو كل منها عما يصلح أن يكون مأخذا له فبذلت غاية جهدي في ترويجها وتصحيحها وتنسيقها وتنقيحها .
ثم يقول: ولما رأيت الزمان في غاية الفساد ووجدت أكثر أهلها حائدين عما يؤدي إلى الرشاد خشيت أن ترجع عما قليل إلى ما كانت عليه من النسيان والهجران ، وخفت أن يتطرق إليها التشتت، لعدم مساعدة الدهر الخوان ، ومع ذلك كانت الاخبار المتعلقة بكل مقصد منها متفرقا في الأبواب ، متبددا في الفصول ، قلما يتيسر لاحد العثور على جميع الأخبار المتعلقة بمقصد من المقاصد منها، ولعل هذا أيضا كان أحد أسباب تركها ، وقلة رغبة الناس في ضبطها.
فعزمت بعد الاستخارة من ربي والاستعانة بحوله وقوته، والاستمداد من تأييده ورحمته ، على تأليفها ونظمها وترتيبها وجمعها، في كتاب متسقة الفصول والأبواب ، مضبوطة المقاصد والمطالب، على نظام غريب وتأليف عجيب لم يعهد مثله في مؤلفات القوم ومصنفاتهم، فجاء بحمد الله كما أردت على أحسن الوفاء ، وأتاني بفضل ربي فوق ما مهدت وقصدت على أفضل الرجاء ..الخ (13).
وأخيراً :أرجو أني استطعت أن أوصل مرادي للقارئ الكريم حول مظلومية التراث التاريخي الشيعي، وأنه ينبغي التريث والبحث والنظر مرات ومرات قبل الحكم في أي واقعة فيه، لي ألا يكون هذا الحكم من قبل من يسعد بتسميته بالمحقق والباحث والمجدد من المتسببين بضياع ما تبقى من هذا التراث تحت عناوين تغر صاحبها، من قبيل : التحقيق فيه، وتنقيته من الخرافات المزعومة والأسرائليات المشئومة، وما أشبه.
ولا يعني ذلك الإمتعاض من التحقيق والبحث المحكم والمنصف والمستفرغ فيه الجهد، فهذا فنٌ يحتاج له كل علم، وإنما أرمي إلى التواضع في البحث والنظر إلى المتبقي من التراث التاريخي الشيعي بعين الثقة خصوصاً إذا كان مصحوباً بتأيدات العلماء الأعلام كابر عن كابر، وعليه سار المؤمنون الشيعة الكرام في أصقاع الدنيا من القدم.
والله الهادي إلى سواء السبيل
والحمد الله رب العالمين
صالح الملاحي
الهوامش:
(1)- السيد محمد الشيرازي(قدس سره) .كتاب أمهات المعصومين. الخاتمة. ص293.
(2)- محمد بن الحسن الحر العاملي (قدس سره).أمل الآمل. ص371.
(3)- أحمد بن علي المعروف بالنجاشي (قدس سره). رجال النّجاشي. ص3.
(4)- قتله الروس (عليهم لعائن الله) شنقاً يوم عاشوراء سنة 1330ه، عند احتلالهم تبريز أيام الانقلاب الدستوري مع عشرة آخرين من أفاضل الرجال.
(5)- هو الشيخ : علي ابن الميرزا موسى ابن الميرزا محمد شفيع بن محمد جعفر بن محمد رفيع بن محمد شفيع مستوفي الممالك الخراساني التبريزي ، المعروف ب ” ثقة الاسلام ” .
(6)- الشيخ الشهيد علي بن موسى التبريزي ( طاب ثراه). مرآة الكتب. ص57 .
(7)- غرر الحكم .9193 .
(8)- الشيخ الطوسي (طيب الله ثراه). الفهرست ص 86.
(9)- الشيخ الطوسي (طيب الله ثراه). الفهرست ص 155.
(10)- رجال النجاشي، تحقيق محمد هادي اليوسفي الغروي، قم.
(11)- تاريخ الطبري. ج13ص36.
(12)- الشيخ الشهيد علي بن موسى التبريزي ( طاب ثراه). مرآة الكتب. ص 58.
(13)- العلامة المجلسي (طيب الله ثراه). بحار الأنوار.ج 1 . ص 3 .
أحسنتم
مقالة رائعة وفريدة من نوعها
للأسف هذه هي المقالة الوحيدة التي حصلتها تتحدّث عن موضوع إبادة مكتبات الإسلام على النت
جزاكم الله خير الجزاء