حوزة الإمام الجواد (ع) العلمیّة هي حوزة تأسست في بیروت عام ۱۹۹۳ وتعنى بتدریس المنهج الحوزوي التّقلیدي المتبع في النّجف الاشرف وقم المقدسة واشتملت علی المقدمات، والسطوح في البدایة وبعد ذلك انتقلت الحوزة من بئر العبد إلی مدرسة السیّد هادي نصرالله وتمّ شراء مبنى مستقل لهذه الحوزة واستوعبت عدداً لا بأس به من الطلاب والاساتذة ووصل العدد في بعض السنوات إلی ما یزید عن السبعین طالباً وقریب العشرة أساتذة.
الاجتهاد: إن المشکلة التي تواجهها الحوزات في بیروت هي عدم جدیة طلاب العلوم الدینیة في الدراسة والتحصیل وهذه مشکلة عامة،خاصّة في لبنان باعتبار أنّ الطالب لا یأخذ راتباً شهرياً والهدایا الشهريّة لا تکفي لسدّ حاجات الطالب، کالسکن والطعام والشراب ونفقات العیال وإلی آخره، جراء ذلك یضطر الطّالب إلی اختيار عمل یؤمّن من خلاله المعیشة وهذا طبعاً سیضر بالتحصیل؛ لهذا السّبب عملنا علی أن یکون الدوام قبل الظّهر ففيما شدد على أن أخلاق استاذ الحوزة العلمية تلعب دورا هاما في بناء مجتمع متخلّق ومهذب.
وفيما يلي نص مقابلة الشيخ يوسف السبیتي مدير حوزة الإمام الجواد (ع) العلمیّة مع وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف – واحة
من فضلکم، قدموا لنا لمحة عن حوزة الإمام الجواد (ع) العلمیّة ونشاطاتها ؟
لمحة عامة عن حوزة الإمام الجواد (علیه السلام):
هي حوزة تأسست في بیروت عام ۱۹۹۳ وتعنى بتدریس المنهج الحوزوي التّقلیدي المتبع في النّجف الاشرف وقم المقدسة واشتملت علی المقدمات، والسطوح في البدایة وبعد ذلك انتقلت الحوزة من بئر العبد إلی مدرسة السیّد هادي نصرالله وتمّ شراء مبنى مستقل لهذه الحوزة واستوعبت عدداً لا بأس به من الطلاب والاساتذة ووصل العدد في بعض السنوات إلی ما یزید عن السبعین طالباً وقریب العشرة أساتذة.
وبالنسبة إلى المقدمات والسطوح کان یُختار لهم اساتذة فضلاء جدیرون بأن يقوموا بهذا الدور.
و في البدایة کانت الحوزة لها دوامین، دوام قبل الظهر ودوام بعد الظهر، ولكن بعد ذلك اوقفنا العمل في الدوام ما بعد الظهر واقتصرنا علی فترة ما قبل الظهر فقط، کبقیة المدارس الدّینیّة بشکل عام.
وأيضاً في البدایة لسنوات مدیدة کان عندنا بعض الطلبة بعنوان أنهم متفرغون داخل الحوزة بعدد معین وبنظام معین. وفي عام 2005 أضفنا إلی المنهج الدراسي الحوزوي درس الخارج. وأضفنا بعض المواد التّدریسیّة الحدیثة الّتي لا تدرس في المدارس الدینیّة الأخری کالعلوم السیاسة، السیرة، علوم القرآن، العقائد بطریقة حدیثة نوعا ما حتی حاولنا أن نعمل علی دراسات في بعض مواد المقدمات أو السطوح مختلفة نوعا ما عن بقیة المدارس یعني مثلا إختیار حلقات الشهید الصّدر(قدّه) بالاصول هذا کان أمراً رسمياً عندنا في الحوزة وما أشبه ذلك.
ما هي برامجکم للسنوات القادمة؟
السنوات اللاحقة في الحوزة، هي نسخة عما تقدّم من برامج في السنوات الماضیة یعني نفس الصفوف، نفس المراحل بنفس المواد التّدریسیّة یعني بالمقدمات عندنا المنطق والرسالة العملیّة والنّحو والعقیدة وبالمرحلة الثّانیة نضیف کتب أخری لهذه المواد كالنحو الواضح في السنة الأولی بعد ذلك القواعد الأساسیة وأدخلنا فترة من الزّمن قطر النّدی والالفیة، والآن رجعنا إلی الالفیة الّتي نعتمدها في النّحو
أمّا في المنطق فخلاصة المنطق ومنطق المظفر وفي البلاغة أیضاً عندنا مادة في المقدمات هي جواهر البلاغة ونکتفي بها وأمّا في العقیدة فهناك مقررات غالبا نعتمد علی مقررات الاستاذ.
ما هي المشاکل الّتي تعاني منها الحوزات العلمیّة في لبنان أو حوزة الإمام الجواد(علیه السلام) بشکل خاص ؟
إنّ المشکلة الّتي تواجهها الحوزات في بیروت هي عدم جدیة طلاب العلوم الدّینیّة في الدّراسة والتّحصیل وهذه مشکلة عامة، خاصّة في لبنان باعتبار أنّ الطالب لا یأخذ راتباً شهرياً والهدایا الشهريّة لا تکفي لسدّ حاجات الطالب، کالسکن والطعام والشراب ونفقات العیال وإلی آخره، جراء ذلك یضطر الطّالب إلی اختيار عمل یؤمّن من خلاله المعیشة وهذا طبعاً سیضر بالتحصیل؛ لهذا السّبب عملنا علی أن یکون الدوام قبل الظّهر فحسب وبعد ذلك یذهب الطّالب لعمله فيما يتفرغ للمراجعة والتّحقیق والبحث والکتابة مساءً.
من هم المراجع الّذین یعطون راتباً شهريا في لبنان ؟
بالنسبة إلی الهدایا الشهریّة هي المعمولة والموجودة عند کل الحوزات؛ هدایا الولي السیّد الخامنئي حفظه الله، السیّد السّیستاني، وسماحة الشیّخ مکارم الشّیرازي ولا يوجد أي مدخل آخر غیر هذا.ـ هل لدی طلاب الحوزة العلمیّة في لبنان إهتمام بالمجال التّبلیغي ؟
الدّراسة الحوزویّة قائمة علی أنّ الطالب عندما یدرس في الحوزة یُلزم علیه أن یبث هذا العلم الّذي یتعلمه ویأخذه في الحوزات وینشره في قریته وبلدته حیثما یکون موجودا و نحن نهتم بالجانب التّبلیغي إهتماماً شدیداً خاصّة في أیام العطل الدراسیّة حیث یذهب الکثیر من الطلاب سواء أکان معمماً أو غیر معمم إلی خارج البلاد من الدول الاوروبیّة والافریقیّة في المناسبات الاسلامیّة العامّة کشهر محرم وشهر رمضان.
کما تعلمون إنّ لتهذیب النّفس دوراً هاماً في بناء شخصیّة طلاب الحوزة العلمیّة حسب التّعالیم الدینیّة، فما هو الدور الذي تقومون به في هذا المجال ؟
مسألة الدّروس الاخلاقیّة وتهذیب النّفس فیها أمور اعتقد بأنّه لا بُدّ أن نأخذها على نحو التّدریس في الحوزة العلميّة..
لأنّها تحفز الطلاب على أمور ايجابيّة كثيرة، وبعبارة أخرى إنّ الدّرس الّذي یُقام في الحوزات الدینیّة لیس له أي مدخلیة إلّا في تحفیز الطّالب في أخذ وتلقي بعض ما يصدر عن الأساتذة من سلوكيات علميّة صرفة.
العامل الأساس في هذا الأمر، هو أنّه ینبغي على الطالب أن یحصّل الأخلاق والتّهذيب بنفسه وبشكلٍ مباشر من خلال مشاهدة أساتذه وسیرة العلماء السّابقین، ثُمّ یعمل علی أصلاح نفسه وتهذیب نفسه من خلال العمل في المجتمع.هل من كلمة أخيرة
نسأل الله تعالی التّوفیق فیما تبذلونه من جهود ونسأل الله أن تسیر الحوزات العلمیّة نحو الأفضل حتّی ظهور الإمام الحجّة(عجلّ اللهُ تعالى فرجه الشّريف).
موفقين، إن شاء الله تعالى.
المصدر: وكالة الحوزة