المرجع مكارم شيرازي

تقييم المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي لوضع الحوزة العلمية وتقدم المسائل الفقهية

يوجد أكثر من ثلاثين مدرسة فقهية في الحوزة عملها تربية المجتهدين؛ يعني التعرّف على النخب و المواهب المميزة لتتم تربيتها وفق برامج مكثّفة و منظّمة للغاية، هذا البرنامج غير التربية العامة للحوزة وفي السابق لم تكن مثل هذه المدارس لتخريج المجتهد موجودة.

خاص الإجتهاد: قام المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي في درس خارج الفقه الذي يقام في المسجد الأعظم في قم بتقييم الوضع الحالي للحوزة العلمية واختلافها عن السابق وقال: حوزة قم العلمية من أفضل الحوزات العلمية في العالم؛ حوزة بنّاءة و مفيدة و مؤثرة للنظام الإسلامي و للشيعة داخل و خارج البلاد.

وتابع آية الله مكارم الشيرازي مشيراً إلى خمسة أدلة وشواهد على تقدم حوزة قم العلمية عمّا كانت عليه في الماضي وقال: أحد الأدلة على تطور الحوزة العلمية عمّا كانت عليه في السابق قضية كتابة الرسالة الفقهية، عشر سنوات ونحن نقيم مسابقات في هذا المجال وكل عام تلاقي ترحيباً أكبر من العام الماضي، وتُكتب رسائل أفضل لكن في الماضي لم تكن هذه البرامج موجودة في الحوزة.
واضاف المرجع الديني: دليل آخر على ذلك وهو وجود أكثر من ثلاثين مدرسة فقهية في الحوزة عملها تربية المجتهدين، يعني التعرّف على النخب و المواهب المميزة لتتم تربيتها وفق برامج مكثّفة و منظّمة للغاية، هذا البرنامج غير التربية العامة للحوزة وفي السابق لم تكن مثل هذه المدارس لتخريج المجتهد موجودة.

و اعتبر أستاذ الحوزة أن زيادة طباعة و إصدار الكتب في الحوزة هو دليل آخر على تطورها وأضاف: في الماضي ربما لم يكن يُطبع ويُنشر أكثر من خمس كتب، ولكن اليوم يُطبع و ويُنشر كل أسبوع أكثر من 50 كتاب وهو دليل على تقدّم الحوزة.

واعتبر أن رابع شاهد على تطور الحوزة العلمية هو الإهتمام بالمسائل المستحدثة و الإجابة عليها وقال: في الماضي لم يكن يتم البحث عن المسائل المستحدثة، لكن في الوقت الحالي كُتب الكثير من الكتب و الرسائل حول المسائل المستحدثة، وهناك أشخاص يؤكزون على المسائل المستحدثة و الإجابة عليها.

وقال آية الله مكارم الشيرازي: فيما يخص الإجابة على الشبهات فإن هناك مجموعات يقومون بالإجابة على الشبهات الفقهية، العقائدية، التفسيرية وبقية الشبهات وهذه المسائل من امتيازات الحوزة العلمية.
وأضاف: إضافة إلى ذلك يوجد حوالي 400 مركز بحثي في حوزة قم العلمية تختص بالمسائل الفقهية، الأصولية، العقائدية، التفسير و الرجال وغير ذلك، والكثير منها يقدّم أعمالاً هامة، كما أن هناك طلاب كثيرون من حوالي مائة بلد في العالم يدرسون في الحوزة العلمية ببرنامج خاص وأيّ من هذا لم يكن موجود في السابق. هذه الأمور تُظهر أن الحوزة العلمية وبحمدالله قد شهدت تطورات كبيرة.

يوجد نواقص في الحوزات الحالية

وأضاف هذا المرجع الديني: بالطبع يوجد نواقص في الحوزات الحالية ويجب معالجتها لكن في المجموع شهدت الحوزة تقدماً ملحوظاً عن السابق.
وأضاف أن هناك أبحاث أقوى من أبحاث كبار الحوزة في الماضي تُطرح في الحوزة اليوم، فقال: اليوم لدينا حوزة رائدة و متطورة، لكن يجب معالجة النواقص لنشهد تطوراً و تقدماً أكبر في الحوزة.

واعتبر آية الله مكارم الشيرازي أن الإهتمام بالأخلاق في الحوزة العلمية هو أمر ضروري وقال: إن أسباب الإنحراف الأخلاقي في وقتنا الحاضر أكثر من الماضي ولهذا السبب يزداد احتمال تلوّث الإنسان بالمعاصي ولذلك يجب الإهتمام أكثر بالمواضيع الأخلاقية.
و أضاف أنّ عادات الحوزة وثقافتها مثل المباحثة، تقرير الدروس و أمثال ذلك يجب أن تلقى اهتماماً فقال: لا ينبغي نسيان الثقافة الحوزوية، يجب أن ننتبه كيلا تضيع الحوزة في ثقافة الجامعة، لذلك يجب المحافظة على ثقافة الحوزة الخاصة.

وأشار سماحته إلى المشاكل المعيشية التي يواجهها الطلاب والقضايا المتعلقة بالراتب الشهري فتابع: أحياناً يُشار إلى مسائل و مشاكل الراتب الشهري لكن ينبغي على الطلاب أن يعرفوا أن الراتب في الماضي كان قليلاً وكيف كان الكبار يعيشون، اليوم حقيقة حصل تطور بالنسبة للماضي، لكننا نصدّق أن الطلاب لديهم مشاكل في المعيشة.

وفي الختام قال حفظه الله: نأمل أن يضاعف الفضلاء و المدرسين و الطلاب جهودهم بالإستعانة بلطف الله ويمضون بالحوزة أبعد مما هي عليه اليوم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky