تقرير عن “الملتقى الحسيني السادس” بحوزة دار العلم في القطيف

الاجتهاد: عقد الملتقى الحسيني بالقطيف لقاءه الشبابي السادس لهذا العام مساء الجمعة 28 ذو الحجة بحوزة دار العلم تحت عنوان (عاشوراء بناء القيم والعقيدة)والعنوان قد تم اختياره لما يحمله الموسم العاشورائي من منظومة من القيم الإنسانية الإجتماعية والنفسية بحيث يخرج الإنسان بخلاصة مؤثرة على المحيط الموجود به.

الملتقى الحسيني السادس يدعو لاولولية تربية القيم والعقيدة والتاكيد على خلق رواديد جدد وفتح مجال للفن الحسيني رسما وتصويرا. كما يدعو لمشاركة الرواديد القطيفيين في المآتم ومشاركة اكثر من خطيب في المآتم الكبيرة
الملتقى الحسيني بالقطيف.

ملخص النقاط التي نتج عنها الحوار الشبابي في الملتقى:

– شبابانا يعاني من غياب الموجهين الدينين واصبحوا تحت طائلة الضعف العقدي والالحاد

– عاشوراء موسم غني بالقيم وتعليم الناس بمنظومة القيم العليا وعلى المتخصصين المشاركة الفعالة

– الفنانون غائبون عن ساحة الفن والفتوغرافيا وإبراز النهضة الحسينية بشكل اعلى واكبر

– شبابنا يتعرضون لهجمة غرائزية وعلاقات أصبحت طبيعية بين الشاب والشابة وتخليل للقيم عبر المسلسلات الهابطة والمجتمع بكل فئاته غائب عن ذلك

– هاجس الامن يطل علينا ويرى الملتقى أهمية تخصيص خمس دقائق قبل القرآءة لتعليم الناس كيفية التعامل مع الهجمات الارهابية.

– تحت عنوان التجديد في المجالس الحسينية ومواكبة التغييرات الشبابية لابد من فتح مجالس شبابية تعنى بالشباب خاصة وتجديد كيفية الطرح

– المجالس الحسينية الكبيرة يفضل ان تتسع لمزيد من المشاركة من الرواديد والمتخصصين وتنويع الخطباء لكل ليلة

التفصيل

الموسم العاشورائي هو من أهم المواسم الممكن الإستفادة منها في تقوية المنظومة العقائدية ولما نواجهه هذه الأيام من هزة على المستوى العقائدي مما أدى لموجة إلحادية باتت ظاهرة في مناطق محيطة بنا فمن واجبات المنبر وأهل الرأي خاصةً الإطار الفكري الحسيني الإنبراء لمواجهة هذه الهزة قبل أن تتسع ويصعب تحجيمها.

الملتقى الحسيني الشبابي ناقش ثمانية محاور تخص الموسم العاشورائي القادم في أجواء تحليلة وفكرية شبابية ..

المحور الأول : هل للفن أثر على توسيع مفاهيم النهضة الحسينية؟

الفن من شأنه التأثير على توسيع مفاهيم النهضة الحسينية. الموسم العاشورائي هو موسم مميز اذ يشارك فيه الجميع كلٌ وإمكانياته . والقطيف زاهره بفنانين وفنانات بمستويات عالية . كما يوجد معارض حسينية على مستوى المنطقة لكنها تشتكي من غياب الحضور المكثف وتفاعل الشارع معها .
أحد المقترحات التي طرحت أن تكون المعارض الفنية موجودة على هامش المجالس الساحات خاصة وأن يكون هناك تسليط ضوء إعلامي لدعمها ولتعريف الناس بها .

الإنطلاقة المنبرية هي الأساس في عاشوراء لكن يجب أن نتوسع ونعطي قفزة للأمام مع الجو التقليدي والحضاري للحياة والإستفادة من الطاقات الموجودة وإلا سننكمش في جزئية معينة.

لإنجاح هذا المقترح نحتاج شجاعة الفنانين في طرح محتواهم الفني وتشجيع المجتمع لهم والدعم الإعلامي لهم لبرز كفاءاتهم بدل التركيز على الامور التافهة.

كما يفضل إستغلال الساحات وأماكن تواجد الناس بإقامة هذا النوع من المعارض الفنية التشكيلية والفوتوغرافية لما يحمله العنصر البصري من تأثير قوي وواضح.

المحور الثاني: هل الرواديد القطيفيون يقدمون الجديد ام ما زالوا مقلدين للآخرين ؟

الرواديد باتوا يشكلون جزءاً أساسياً من الموسم العاشورائي . ولكن اذا نظرنا بشكل عام فالرواديد في الفترة الأخيرة لا يقدمون الشيء الجديد.

ففي منطقة القطيف يرى الشباب أن الإعلام ظلم الرواديد المحليين في حين كان فعالاً للرواديد من خارج المنطقة. كما أن الإعلام ظلم الرواديد في هذا الشأن فإن السؤال الموجه لماذا لا نرى حضور الرادود القطيفي بشكل واسع في المواكب ومجالس العزاء الرئيسية مع وجود كفاءات في الساحة القطيفية؟ .

يجب أن يشكل الرادود القطيفي نسيج متكامل مع أدباء المنطقة والإستفادة منهم بدل تصدير قصائدهم لرواديد من خارج المنطقة . كما يجب دعم الرواديد الصغار وإعطاءهم الفرصة ولو لمدة قصيرة وتطويرهم وعدم القسوة في النقد ومحاربتهم حتى إقصاءهم من الساحة.

والنقطة المهمة هي مشاركة الخطباء وطلبة العلم في العزاء للفت الآخرين لقيمة العزاء.

إذ أن هناك ظاهرة سلبية وهي مغادرة الخطيب للمجلس والعزاء قائم فالواجب عليه المشاركة وتشجيع الرواديد والناس على المشاركة.

المحور الثالث: كيف نكسب الشباب في بناء الرابطة الأخلاقية مع المجتمع من خلال الحسين (ع)؟

في البداية وحتى نكسب الشباب في بناء الرابطة الأخلاقية يجب فهم ما يمر به الشباب. الشباب اليوم يعيشون أزمة أخلاقية حقيقية في المجتمع بدون التعميم على الجميع. إذ باتت الألفاظ البذيئة والفاحشة شائعة بين الشباب ويتساهلون بها في المزاح وغيره.

وبشكل عالمي فإن الإنحرافات الأخلاقية والشاذة والتي جلبتها المسلسلات والمقاطع القصيرة والتي تحتوي على مشاهد مخلة مدموجة بطابع الكوميديا جعلت المشكلة في إزدياد ومحل قبول وتساهل عند كثير من شباب اليوم. ولما يحمله الشباب اليوم من بذرة خير وعاطفة ومشاركته بكل فئاته وأطيافه في قضية الحسين (ع) فهي الفرصة الأمثل لكسب الشباب في بناء الرابطة الأخلاقية مع المجتمع.

فتوجيه العاطفة في المسار الصحيح من شأنه إحداث التغيير في نفوس الشباب والذين يحملون بذرة خير تجلت في تشييع الشهداء على سبيل المثال والتي شارك فيها المجتمع بجميع أطيافه. (أحيوا أمرنا) ليست أمر عاطفي وحسب وإنما إتباع حقيقي بالتخلق بأخلاق محمد وآل محمد (ص).

وإن كان يعاب أن الإلتزام الأخلاقي الحاصل في عشرة محرم لا يدوم طويلاً! . فالمرجو من الخطباء ورجال الدين وأهل الرأي التركيز على ما تحتاجه فئات الشباب المتنوعة وتكوين عامل القدوة التي يرجع اليها الشباب في حالة الحاجة لها.

عزوف الشباب عن العلماء اليوم يحتاج أن يواجه بكلمة طيبة وكسر للحواجز التي تكونت في اذهان الكثير من الشباب لكسبهم وتفعيل جانب الحوار معهم. وضرب الشباب مثالاً للحالة الصحية الإيجابية التي يعيشها الشباب في موسم الحج وقربهم من رجال الدين كشيء يجب تفعيله والإستفادة منه.

المحور الرابع: هل هناك سبل جديدة لإبراز التعازي الحسينية وبناء النفس المخلصة؟

التجديد هو حالة صحية لأي أمر والشعائر الحسينية مرت بعدة مراحل ساهمت في تطويرها وإبرازها . ومن هذا المنطلق فإنه يجب أن تتواجد سبل جديدة لإبراز التعازي الحسينية لعل أهمها مراعاة الفروق الفردية والمراحل العمرية المختلفة (ناشئة , مراهقة , شباب , كهول) واخذها بعين الإعتبار عند التحضير لمواضيع عشرة محرم ،

لتحاكي الموضوعات وتلامس مستويات الحضور العقلية والفكرية والروحية. كما يجب تخصيص مجالس حسينية تحضرها فئة عمرية محددة ويخصص لهم خطيب يحاضر بموضوعات يحتاجها أصحاب تلك المرحلة، لتشعر جميع فئات المجتمع أن المنبر الحسيني يلامس كل احتياجاتها وخصائصها ويعالج مشكلاتها.

يرى الشباب أن مهمة الخطيب صعبة في ظل تنوع فئات المجتمع واختلاف حاجاتهم وأذواقهم لما يطرح ولهذا يجب عليه معرفة ومخاطبة مستوى عقول المستمعين للتأثير عليهم. كما أن تفعيل حالة التفاعل مع الحضور من خلال طرح الأسئلة لتفاعل المستمع من شأنها عمل فارق. ومن سبل إبراز التعزية الجديدة هي الفن الأدبي الشعري والتي بدت مفعلة في بعض مجالسنا والتي نلتمس أن تفعل في المجالس المركزية والرئيسية لتطوير الحالة الكلاسيكية قبل بداية المآتم.

بحيث يكون ذلك مفتوحاً للجميع أن يشارك في حدود وقت معين يسمح فيه لمن يرغب بطرح قصيدة أن يطرحها. من الحالات الإيجابية إستخدام شرائح العرض والتي من أهدافها إذكاء الجانب البصري التفاعلي من المستمع والتي لا يجد الشباب مشكلة في إستخدامها في حالة الحاجة لها.

المحور الخامس: ظاهرة المجالس الحسينية المتسعة .. هل هي جيدة أم لابد من وضع مفاهيم مفيدة لها؟

من الأشياء اللافتة للنظر في الفترة الأخيرة إتساع دائرة المجالس الحسينية وهو ما يحمل الجوانب الإيجابية والسلبية. فكثرة المجالس وإتساعها يعطي مجال واسع للمستمع لحضور ما يلائمه.

ولكن من المهم أن تؤثر هذه الحالة تأثير الكيف لا الكم!. ولعل أبرز سمة سلبية تحملها المجالس المتسعة هي تشتيت الطاقات الموجودة بدل تركزها في المناطق المركزية. فمن الواجب على القائمين على هذه المجالس التنسيق في ما بينهم لا سيما القريبة منها والعمل كفريق واحد في تحديد أوقات هذه المجالس.

المحور السادس: هل يتوجب توسيع الحضور المنبري بفتح المجال إلى أن يشارك كل الخطباء في الساحات الكبيرة كساحة القلعة والتي تعتبر الأوسع حضوراً؟

رغم أن الشباب اليوم يميل لخطيب معين ويقصد المجلس لأجل ذلك الخطيب. لكن تنويع الخطباء سيما في المجالس المركزية هي حالة إيجابية تعرف المستمع بعدة خطباء ومدارس فكرية. كما أنها تساهم في إبراز الكفاءات المتنوعة. كما يأمل الشباب من مشاهدة الكفاءات الأكاديمية في هذه الأماكن كجزء من البرنامج العاشورائي.

المحور السابع: هل يجب التركيز على الرواية والخبر الصحيح أم يكفي أن تكون مسلمة ومقبولة؟

المنبر اليوم صار هو المصدر الأساسي للمعلومة الدينية لكثير من شبابنا. فيجب التركيز على ما يطرح فيه ليس الرواية والخبر الصحيح وحسب بل يجب التركيز على دراسة الحالات الإجتماعية بشكل دقيق قبل طرحها وبحث المشكلة الحقيقية وسبل علاجها. كما يجب تفعيل جانب توجيه وإرشاد الشباب لكتب معينة لقراءتها اذ بات الكثير من الشباب الراغب في القراءة اليوم يسأل (ماذا اقرأ؟!).

المحور الثامن: هل هناك رسالة يمكننا ايصالها للمجتمع امام التهديدات الأمنية؟

المرحلة الأمنية التي تعيشها المنطقة هي مرحلة حساسة وخطيرة تتطلب جهود الجميع للمرور عبرها. أبرز الإقتراحات جاءت أنه يجب تفعيل جانب تعريف رواد المجلس قبل بداية أي مجلس ببعض الإرشادات في حالات الطوارئ منها مخارج الطوارئ والتي يجب أن تكون مفعلة وموجودة. كما يجب تعريفهم بكيفية التصرف في الحالات الطارئة مثل سقوط جرحى لا قدر الله. كما يجب التركيز على تواجد طاقم طبي على أهبة الإستعداد. وللحد من الفوضى يجب أن يعين شخص مسؤول عن اخبار الموجودين بأي حالة ويرشدهم لكيفية التصرف. كما يؤمل تقديم الحماية والإحترام للطاقم الشبابي المشارك في العملية الأمنية.

في نهاية الملتقى قدم الشباب بعض التوصيات والتي من شأنها إفادة المجتمع والخطباء :

1- توجيه النصائح والإطلاع على أحداث المجتمع ومواكبتها ودراستها بشكل جيد لعلاجها وتوعية المجتمع عن طريق إيصال الرسائل الواعية.

2- عدم التركيز على الناحية العاطفية وإهمال المضامين والجوانب الأخرى من القضية الحسينية .

3- الإلمام بقضايا المجتمع ومواكبة العصر وتثقيف وتوعية المجتمع بالحالة الأمنية والإستفادة من المنبر كجانب أخلاقي تربوي إذ بات الكثير من الأهالي يعتمدون عليه في هذا الشأن.

4- عدم التجريح والفجور في الخصومات وإستخدام المنبر في هذا الشأن إذ يجب أن نجتمع جميعاً تحت مظلة الحسين (ع) .

5- ذكر مصادر البحث من قبل الخطباء والتي من شأنها إذكاء الجانب البحثي عند الكثير.

6- مهمة الخطباء في حصد ثمار موسم التجهيز للعشرة الحسينية يجب أن يكون طويل الأمد.

7- توعية المجتمع بطريقة إيجاد الحلول والبحث الدقيق لإيجاد المشكلة الأساسية للبحث عن حل دقيق لأي مشكلة

تقرير : حسن عبدالله الحمود

شبكة القطيف الأخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky