الاجتهاد: تحت عنوان” كتاب “آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع” تحت المجهر، يعرض الكاتب فضيلة الأستاذ علي محمد عساكر عرضا وافياً لما ألفه الأستاذ المرحوم زهير علي المحمد علي قبيل وفاته عن العلامة المرحوم عبد الهادي الفضلي.
يقول الأستاذ عساكر: في يوم الخميس 9 ذي الحجة 1438 هـ 31 أغسطس 2019م، استلم أخي العزيز، وصديقي الوفي، الأستاذ المرحوم زهير علي المحمد علي [1] كتابه «آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع» من المطبعة، وفي اليوم ذاته وتحديدا قبل المغرب بقليل قصدني إلى منزلي ليسلمني نسختي منه، لأكون أول إنسان تفضل عليه المرحوم بالإهداء، الذي كتب فيه نصا: «إهداء إلى أخي العزيز، الأستاذ علي محمد عساكر، عرفانا مني لصداقته وإخوته التي أعتز بها مع التحية.
أخوك المؤلف/ زهير علي المحمد علي.
1438/12/9 هـ »
وفي مساء يوم الأربعاء 12 صفر 1439 هـ 1نوفمبر 2018م، كتبت عرضا وافيا عن الكتاب، يقع في «15» صفحة من صفحات الورد، تكلمت فيه عن كل باب وفصل من أبوابه وفصوله بشيء من التفصيل، كما تحدثت عن جهود المؤلف، وعن قيمة الكتاب وأهميته في الأوساط العلمية، وأرسلت ما كتبته إلى المؤلف المرحوم، ونظرا لبعض الترتيبات المتعلقة بالكتاب في تلك الفترة لم أقم بنشر ذلك العرض الذي بقي حبيس الأدراج إلى هذا اليوم الذي أنشره فيه تعريفا بهذا الكتاب القيّم، ووفاء لصديقي الحبيب، وتقديرا لجهوده التي أسأل من الله أن يجزيه عليها خير جزاء المحسنين.
وهذا هو العرض بعد شيء بسيط جدا من التهذيب والاختصار:
في يوم الاثنين 27 جمادى الأولى 1434 هـ 8 أبريل 2013م، رحل العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة، وعرجت روحه الطاهرة إلى الملكوت الأعلى، وسمت نفسه المطمئنة إلى بارئها لتدخل في عباده وتدخل جنته.
ورحيل رجل بوزن العلامة الفضلي رحمه الله تعالى من الطبيعي جدا أن يكون له صداه الكبير في العالم الإسلامي، وأن يتفاعل معه المجتمع بكل مكوناته، ومختلف طبقاته، فتسارع الهيئات الأكاديمية، والمؤسسات الدينية، والأوساط العلمية والفكرية والثقافية والأدبية… لتعبر عن أسفها وألمها لهذا الحدث المحزن، بإصدار بيانات النعي والتأبين، ونظم قصائد الرثاء، ونصب مجالس الفاتحة والعزاء في الكثير من الدول الإسلامية،
وأن تتوالى الكتابات والمقالات من مختلف الشرائح الاجتماعية، باختلاف توجهاتها الفكرية ومستوياتها العلمية – سواء كانت حوزوية أم أكاديمية – لتأبين الفقيد، والثناء عليه، والحديث عن مآثره وفكره وآثاره، مسلطة الضوء على ريادته العلمية، ودوره الكبير في خدمة الدين والعلم والمجتمع بمؤلفاته وندواته وحواراته، ونشاطه الفكري النظري والعملي على حد سواء، وأن تبيّن الخسارة الجسيمة التي مني بها الفكر والعلم بفقده المفجع، والفراغ الكبير الذي خلّفه برحيله المؤلم.
ومن نماذج هذا الاهتمام الكبير بهذا الحدث والتفاعل معه أن خصصت «مجلة الموسم» المجلد «107» السنة «27» لعام «2015م» عن العلامة الفضلي رضوان الله عليه، فوثقت بعض بيانات النعي والعزاء والتأبين، ووضعت فهرسا بمؤلفات العلامة الفضلي، ومسردا بتقديماته، وشارك في العدد عشرات الكتّاب من حوزويين وأكاديميين ومثقفين، بعشرات المقالات والبحوث والدراسات المتنوعة، حول شخصيته، ونتاجه الكثير الغزير المتنوع.
كما قام برصد حدث الوفاة وتوثيقه للتاريخ نجل العلامة الفضلي، الأستاذ المرحوم فؤاد عبد الهادي الفضلي في كتابه «مداد العرفان» الذي صدر عن لجنة مؤلفات العلامة الفضلي في طبعته الأولى عام 1434 هـ – 2013م في «468» صفحة، وهو يتكون من أقسام ثلاثة:
القسم الأول: كلمات التعازي وشواهد العزاء، جمع فيه بعض بيانات المراجع، وبرقيات تعازي الجهات الحكومية، وبيانات المراكز العلمية، وبعض مجالس العزاء، وخطب الجمعة.
القسم الثاني: كتابات الوفاء، ضمّنه بعض الكلمات والكتابات حول العلامة الفضلي ونتاجه.
القسم الثالث: وللشعر كلمة، ضمّنه مجموعة من القصائد في رثاء والده العلامة رحمهما الله تعالى.
كما كان من صدى الحدث والتفاعل معه صدور بعض المؤلفات عن العلامة ومؤلفاته، فكان هناك كتاب «العلامة الفضلي ومنهجه الرسالي» للدكتور عادل حسن الحسين، بتقديم سماحة العلامة الشيخ حسين العايش، والذي صدر في طبعته الأولى عام «2015م» وكتاب «في مدرسة العلامة الفضلي» للسيد كاظم باقر الناصر، الطبعة الأولى 1434 هـ – 2013م، وكتيب «ذكرياتي مع الشيخ عبد الهادي الفضلي» لعلي المحمد علي، الطبعة الأولى 1434 هـ – 2013م،
وكتاب «آية الله الفضلي: رائد حضاري في بناء المنهج الحوزوي وتجديد خطابه» للأستاذ باقر الرستم، الطبعة الأولى 1437 هـ – 2016م، وكتاب «الدكتور عبد الهادي الفضلي بين الضوء والظل» الذي ضمّ خمس ندوات للعلامة الفضلي، أعدها للطباعة الأستاذ عبد الله الرستم، وقد تم الإعداد قبل وفاة العلامة في عام 1433 هـ وصدر الكتاب بعد وفاته في عام 1436 هـ – 2015م.
ولعل آخر ما صدر عن العلامة الفضلي بعد رحيله إلى جوار ربه، كتابي «النقد عند العلامة الفضلي» وكتاب «آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع» للأستاذ زهير المحمد علي.
وقد صدر الكتاب في عام 1439 هـ – 2018م عن «مركز آية الله الفضلي للدراسات والبحوث» والحق أنه صدر في شهر ذي الحجة 1438 هـ ، ولكن المؤلف آثر أن يجعل تاريخ الصدور بداية السنة الجديدة 1439 هـ .
ونظرا لما لكتاب «آية الله المجدد الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع» من أهمية خاصة في توثيق حدث الوفاة، إضافة إلى قيمته الكبيرة بما جمعه بين دفتيه من بحوث ومقالات ودراسات وأمسيات وفعاليات عن العلامة الفضلي وسيرته وحياته ونتاجه الفكري والعلمي في مختلف حقول العلم والمعرفة، وتقديرا للجهد الكبير الذي بذله مؤلفه الكريم في تأليفه، سأحاول في هذه السطور المضغوطة تسليط الضوء على هذا الكتاب، والتعريف به.
ولن يكون تعريفي له بكلمة انطباعية عامة، أبين من خلالها رأيي فيه، وتقييمي له، إذ أن ذلك – فيما أحسب وأظن – لن يعطي الكتاب حقه، ولن يكون كافيا في التعريف به كما يليق وينبغي، ولذا سأحاول عرض الكتاب بما يحويه من تمهيد وأبواب، وذكر كل ما يشتمل عليه كل باب من فصول، وما يضمّه كل فصل من مواضيع وأطروحات بما يعطي صورة واضحة المعالم عن الكتاب وقيمته وأهميته.
ولذا فقد أطيل في هذا العرض قليلا، ولكنني أرى أن الكتاب يستحق هذه الإطالة ليأخذ حقه من التعريف به بما يليق بقيمته، مع ملاحظة أنني سأقوم – أولا – بعرض الكتاب، ثم بيان الجهد الذي بذله المعد في تأليفه، بعدها أختم بتسجيل بعض الأمنيات التي تمنيت لو أنها تحققت في الكتاب حسب وجهة نظري الخاصة.
الكتاب كبير الحجم كثير الصفحات، إذ أنه يقع في «981» صفحة من الحجم الوزيري، ويتكون من مقدمة، وتمهيد، وأربعة أبواب، كل باب يتكون من عدة فصول، وملحق صور ووثائق، ثم المصادر، ففهرسة الكتاب.
وقد تمّ تصدير الكتاب بكلمة موجزة من «مركز آية الله الفضلي للدراسات والبحوث» أعلن فيها عن انطلاقته، وعرّف بدوره ورسالته التي سيضطلع بها في الحياة، والمتمثلة في الاهتمام بتراث العلامة الفضلي العلمي، ونتاجه الفكري، إضافة إلى ما سيقوم به من محاولات عملية وجادة في إصدار المؤلفات عن شخصيته، وتقديم الدراسات عن مؤلفاته،
بعد أن أكد على أن العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي شمس لا تغيب من جهة إلا لتشرق في جهة أخرى، وأنه رحمه الله – وإن غاب عن عالمنا ببدنه – إلا أنه باق بيننا بروحه وعلمه وفكره، ونتاجه الثري الغني، ومؤلفاته المتنوعة القيمة، التي سيوليها المركز جلّ العناية والرعاية والاهتمام، ليؤكد المركز – بعد ذلك – على أن كتاب «آية الله المجدد الشيخ عبد الهادي الفضلي: جولة في الفكر وترانيم الوداع» للكاتب الأستاذ زهير المحمد علي، ما هو إلا «الإشعاع الأول من الإشراقة الجديدة لشمس شيخنا الفضلي في حياة جديدة» وأن المركز حاول فيه «لملمت ما تناثر من القلوب، وانسكب من الأنفس، في أيام الوداع الأليم» إضافة إلى إعادة «نشر بحوث ومقالات لشيخنا الفضلي لم يكتب لها النشر في صحف أو مجلات واسعة الانتشار» كما أتبع ذلك «بما تمخًّض عن حراك التأبين والذكريات خلال ثلاثة أعوام».
وأما المعد فقد أكد في – مقدمة الكتاب – على أنه «منذ تاريخ وفاة العلامة الفضلي حتى يومنا هذا حفل المجتمع الإسلامي بأنشطة كثيرة تعنى بدراسة تاريخ هذا الرجل الرمز من جميع جوانب حياته الثرة المعطاءة».
ليعلن بعدها عن موضوع كتابه، ويعرّف به، ويوضح أن الهدف من تأليفه هو الرصد التوثيقي لصدى رحيل العلامة الفضلي خلال هذه السنوات الأربع، وحفظ ذلك للتاريخ، حتى إذا ما اطلعت عليه الأجيال القادمة ساهم ذلك في معرفة مكانة العلامة الفضلي ومنزلته العلمية ومكانته في العالم الإسلامي، وما خلّفه رحيله المفجع من فراغ كبير، وما كان له من صدى في الأوساط العلمية والأدبية على السواء، إضافة إلى ما سيتضمنه هذا الرصد التوثيقي من معلومات متنوعة ومهمة جدا عن العلامة الفضلي ونتاجه العلمي.
وما أشرنا إليه من الغاية والأهداف هو ما أكده جامع مادة هذا الكتاب ومعدها بقوله في مقدمته: «وما جمعته في هذا الكتاب هو أقرب ما يكون لرصد توثيقي لكل ما تمّ من أنشطة ثقافية، كندوات، ومؤتمرات، وأمسيات ثقافية، وأخبار نشرت عنه في الإعلام بأنواعه، من ذلك التاريخ وحتى الآن على حسب طاقتي وجهدي، وما يتوفر لدي من مصادر أستقي منها هذه المعلومات».
في ص «13-37» مهّد المعد لما سيقوم برصده وجمعه بترجمة العلامة الفضلي، وعرض سيرته، فذكر نسبه، ومولده ونشأته، وتحصيله العلمي، ودراسته الحوزوية والأكاديمية في النجف والقاهرة، واستعرض مسيرته العملية من جدة إلى القاهرة فلندن، وأشار إلى الكتب التي درسها في مسيرته العلمية الحوزوية والأكاديمية، ومن درس على أياديهم،
كما تعرّض إلى تدريسه والعلوم التي قام بتدريسها، إلى أن استعرض مسيرته الأدبية والبحثية، وبيّن مكانته العلمية، كما تطرق إلى الحديث عن علاقته بالعلماء، ليتحدث بعد ذلك عن مؤلفاته التي تم تصنيفها إلى تسع مجموعات «علوم القرآن، وعلوم الحديث، والعقيدة والعلوم العقلية، وعلم الفقه، وأصول الفقه، واللغة العربية وآدابها، والمعارف العامة، والفكر السياسي والإسلامي، والتاريخ والجغرافيا»
فكان مجموع ما ذكره من العناوين في هذه المجموعات «67» كتابا، ليؤكد بعدها على أن «للعلامة الفضلي مجموعة كبيرة من المقالات والدراسات والحوارات التي نُشرت في العديد من المجلات والصحف والنشرات مثل: النجف، الرياض، الكلمة، المنهاج، المنهل، المدينة المنورة… الخ».
ثم ختم تمهيده هذا بالإشارة إلى إصابة العلامة الدكتور بجلطة دماغية في شهر ذي الحجة «1427 هـ 2006م» أقعدته على فراش العلة والمرض إلى أن اختاره ربه إلى جواره يوم الأذنين 27 جمادى الأولى 1434 هـ ، لتكون قصيدة الشاعر الأستاذ حسن الربيح في العلامة الفضلي «على قمة السبعين» التي نظمها في رمضان 1433 هـ – أي قبل وفاة العلامة بأقل من عام واحد – هي مسك ختام هذا التمهيد، الذي كان مهما جدا في التعريف بالعلامة الفضلي، كما أن ذلك يعتبر من أسس المنهج العلمي للكتابة والتأليف، إذ قبل ذلك الرصد التوثيقي لابد – منهجيا – من تعريف القارئ بتلك الشخصية التي كان لرحيلها ذلك الصدى الكبير، وهذا التفاعل الملحوظ.
وقد امتاز هذا التمهيد بالاختصار غير المخل، حيث أنه – رغم اختصاره – إلا أنه سلط الضوء على أهم المراحل والمحطات في حياة العلامة الفضلي، وكشف النقاب عنها، كما اتصف بجزالة اللفظ، وجمال السبك، وروعة التعبير، مما يكشف عن قدرة جيدة لدى الكاتب على الكتابة والتأليف وليس فقط الجمع والإعداد،
كما كشف ذلك لي من قبل ما رأيته له من سبك وتعبير في كتابه: «اعتدال: السيرة والمسيرة» الذي هو أيضا جمع وإعداد، حيث كانت مقدمته وبعض تعليقاته تنم عن قدرة كتابية جدا جميلة، ولذا فإن كل ما أتمناه هو أن أرى له مؤلفات أخرى تكشف عن قدراته الكتابية والتأليفية، كما رأيت له «في هذين الكتابين» ما يكشف عن قدرته على الجمع والإعداد.
وشيء آخر لابد من إضافته هنا، وهو أن مؤلفات العلامة الفضلي قد تجاوزت السبعة والستين، وقد أشرت في مقدمة كتابي «النقد عند العلامة الفضلي» ص «29» إلى «أن تراثه العلمي رحمه الله يصل إلى «75» كتابا، وقرابة «15» حوار، وحوالي «155» مقالة، إضافة إلى «130» من التقديمات والتقريظات»
وعلى أية حال: فبعد التمهيد وعرض السيرة جاء الباب الأول بفصوله الخمسة:
الفصل الأول – أصداء الرحيل في بيانات المراجع والعلماء:
وفيه ذكر «23» بيانا تأبينيا للمراجع والمجتهدين والعلماء والفضلاء، كان منهم: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، والشيخ جعفر السبحاني، والشيخ ناصر مكارم الشيرازي، والشيخ محمد مهدي الآصفي… وهي بيانات مهمة، وفيها إشادات كبيرة باللامة الفضلي، مما يكشف عن مكانته ومنزلته لدى العلماء.
الفصل الثاني – حوزات علمية ومراكز وهيئات ومؤسسات تنعى آية الله الفضلي:
وفيه تصدى المعد لجمع بيانات التأبين الصادرة عن هذه الحوزات الدينية، والمراكز العلمية، والهيئات الفكرية، والمؤسسات الثقافية، وقد بلغت «18» بيانا، كان من بينها بيانات الحوزة العلمية في الأحساء، والحوزة العلمية في القطيف، والمركز الإسلامي في إنجلترا، والمجمع العالمي لأهل البيت، ومؤسسة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف، ومركز الغدير للدراسات والنشر، وبيان أمين عام العتبة العلوية، وبيان رئيس جامعة المصطفى، وديوان الوقف الشيعي… وغيرها من البيانات الدالة على شهرة العلامة الفضلي في هذه الحوزات والمراكز والهيئات.
الفصل الثالث – أصداء وفاة آية الله الشيخ عبد الهادي الفضلي في الإعلام المرئي والمقروء:
أشار فيه المعد إلى بعض مجالس العزاء الي أقيمت للعلامة في مختلف الدول الإسلامية، كما هو الحال في استراليا، وأشاوا، وقم المقدسة، إضافة إلى الإعلانات عن الوفاة في بعض القنوات الفضائية، كقناة المسار العراقية، وقناة الكوت الفضائية، وقناة المنار الفضائية، ووكالة أهل البيت للأنباء، وتعزية راديو إيران العربي، وكذا بعض بيانات التأبين والعزاء لبعض الصحف والمجلات، كجريدة الوسط البحرينية، وجريدة الدار الكويتية… وقد وثق ذلك ببعض الصور لبعض مجالس العزاء.
الفصل الرابع – توثيق تشييع آية الله الفضلي إلى مثواه الأخير:
وخصصه لتغطيات الصحف والجرائد لحدث الوفاة والتشييع، كجريدة اليوم، وجريدة الشرق، وموقع إسلام تايمز… ووثق ذلك بنشر بعض صور التشيع.
الفصل الخامس – وللشعر وقفة حداد:
ضمّنه ست قصائد رثاء، هي: «صوت الأمة» للسيد حمزة حسين الموسوي، التي قدم لها – أعني الشاعر الموسوي – مقدمة جميلة في الحديث عن العلامة الفضلي ومكانته العلمية الرفيعة في الوسط العلمي، والتي جعلت العديد من العلماء يعتبرونه مفخرة من مفاخر العلم والعمل، و«مرثية العلامة الدكتور عبد الهادي الفضلي» لمحمد بن حسين آل رضمان، و«طيوف العشق» لعلي أحمد المحيسن، و«رثاء آية الله الفضلي» لسماحة السيد عبد الأمير السلمان، وقصيدة العلامة السيد هاشم بن محمد الشخص.
وتنبثق أهمية هذه الفصول الخمسة من جهة أنها كشفت عمّا للعلامة الفضلي من صيت كبير، وشهرة واسعة وطاغية في العالم، جعلت القنوات المرئية والمسموعة والمقروءة تتفاعل مع حدث وفاته، وتنقله للعالم عبر قنواتها ووكالات أنبائها، ومن جهة أنها بيّنت المكانة العلمية الكبيرة التي يمتاز بها العلامة، والتي يشهد له بها المراجع والمجتهدون، وكبار العلماء والمفكرين والكتّاب والباحثين من حوزويين وأكاديميين ومثقفين،
خصوصا وأن تلك البيانات لم تقتصر على النعي والتأبين والتعزية، بل الكثير منها تعدى ذلك إلى الحديث عن شخصية الفقيد، وسماته الإنسانية، وصفاته الأخلاقية، ومكانته العلمية والفكرية، ونشاطه الاجتماعي، ودوره التثقيفي والتربوي… فهي أشبه شيء بالشهادات التوثيقية لمسيرة العلامة الفضلي وحياته الحافلة بالعطاء في كل مناحي الحياة، كما أن تلك القصائد الرثائية إنما هي في تعداد فضائله، وبيان مآثره، ونشر مناقبه…
فهي أيضا شهادات أدبية تضاف إلى تلك الشهادات العلمية والفكرية والثقافية التي أدلى بها أولئك المراجع والعلماء والمفكرون والمثقفون، إلى حد أنه أصبح في مقدورنا أن نأخذ صورة واضحة المعالم عن العلامة وشخصيته بمختلف أبعادها من خلال تلك البيانات والتغطيات والقصائد.
وأما الباب الثاني فقد جاء في أربعة فصول هي على النحو التالي:
الفصل الأول – أصداء الرحيل في خطب الجمعة:
جمع فيه المعد «14» خطبة من خطب الجمعة التي خصصها أئمة المساجد للحديث عن العلامة الفضلي، حيث كل إمام منهم تناول جانبا أو أكثر من جوانب حياته وسلط الضوء عليه عرضا ودراسة وتحليلا، وذلك تحت عناوين متنوعة حسب طبيعة الموضوع الذي سيتناوله الإمام في خطبته.
وقد وضع المعد صورة كل خطيب تحت عنوان الخطبة مباشرة، كما ذكر في الهامش تواريخ الخطب، وأسماء المساجد التي ألقيت فيها.
ومن بين ذلك: «الفضلي رجل علم وإيمان وعمل» لآية الله العلامة الشيخ عيسى قاسم في الدراز بالبحرين، و«الشيخ الفضلي حفظ للطائفة كينونتها، وردم الهوة بين السنة والشيعة» للعلامة السيد عبد الله الموسوي، و«الراحل الفضلي موجود روحا وفكرا وثقافة وإيمانا وإبداعا ومنهجية» للعلامة الشيخ حسين الراضي، و«الشيخ الفضلي: عشق العلم، وطهارة الأخلاق» للشيخ حسن الصفار، و«الشيخ الفضلي الفقيه المفكر» للسيد كامل الحسن، و«الشيخ الفضلي العبقري والفقيه العالم» للشيخ عبد الكريم الحبيل، و«آية الله الفضلي وجانب التبليغ» للشيخ محمد العباد، و«العلامة الفضلي خصائص وسمات» للشيخ حسين العايش، و«الشيخ الدكتور الفضلي قدوة الصالحين» للشيخ عبد الجليل الزاكي… وغير ذلك من الخطب التي – كما هو واضح من عناوينها – تحوي معلومات جدا ثرية وغنية عن العلامة الفضلي في جوانب متعددة من جوانب حياته الشخصية والعلمية والاجتماعية على السواء.
الفصل الثاني – تأبين الفقيد الراحل في فعاليات مختلفة:
وإنما وضع المعد كلمة «تأبين» في عنوان هذا الفصل، لأن ما جاء فيه إنما ألقي في مجالس عزاء تأبينية، وإلا فهو ليس تأبينا في الواقع، بقدر ما هو أطروحات علمية وثقافية شارك بها أصحابها – الذين أيضا وضع المعد صورهم – في مجالس عزاء وتأبين مختلفة، فكان هناك كلمة بعنوان «إشعاعات شخصية الفضلي» التي شارك بها الشيخ عبد الله النمر في حفل تأبين الشيخ الفقيد الكبير في «مسجد الزهراء/ مركز علم الهدى بصفوى»
وكلمة رئيس الوزراء الأسبق، ووزير الخارجية العراقي الحالي الدكتور إبراهيم الجعفري [2] «الفضلي مصلح بكل لغات الأنبياء» التي ألقاها في مجلس العزاء الذي أقامه هو لتأبين الفقيد السعيد، وكلمة تلميذ العلامة الفضلي في الجامعة الإسلامية العالمية بلندن، الشيخ محمد محمود العلي الحلبي «الفضلي عالم عالمي» في «مركز الزهراء الإسلامي» بولاية ميتشغن الأمريكية.
الفصل الثالث – الأمسيات والندوات والمؤتمرات التي عُقدت:
وفيه استعرض المعد «18» فعالية من الفعاليات التي أقيمت داخل المملكة وخارجها ما بين أمسيات وندوات ومؤتمرات، كما وضع المعد بعض البحوث التي ألقيت في تلك الفعاليات كاملة، وأشار إلى بعض المعارض المصاحبة لبعض تلك الفعاليات المقامة على هامشها، إضافة إلى حرص المعد على توثيق تلك الفعاليات بالتاريخ والمكان والصور التذكارية.
ومن الأمسيات التي تم عرضها أمسية «منتدى رؤى الثقافي بالأحساء» حول فكر العلامة الفضلي ومسيرته العلمية، في الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة الفضلي، والتي كان ضيفاها الشيخ الدكتور محمد جواد الخرس، ورئيس «منتدى رؤى» الشيخ محمد العباد، بإدارة عضو المنتدى الأستاذ عيسى الربيح، والتي كانت لنا فيها مشاركة مقتضبة عن القيم الإنسانية في شخصية العلامة رحمه الله تعالى، وإحياء وجهاء البصرة ومثقفيها للذكرى الثانية من رحيله،
والذكرى الستين لرحيل العلامة السيد عبد الله الخليفة، وذلك ضمن فعاليات «تراث البصرة والحراك النهضوي: رياداته، أشكاله…» وأمسية «منتدى بو خمسين الثقافي» المعنونة: «الدكتور الفضلي والتجسير بين الجامعة والحوزة» التي كان ضيفها الشيخ الدكتور محمد جواد الخرس، وأدارها الشاعر الأستاذ عبد المجيد الموسوي، والتي تشرفت بحضورها برفقة معد الكتاب، وكانت لي مداخلة فيها،
واستضافة مجلس عبد الرزاق الشيخ بالعوامية، للباحث سلام العلي، في أمسية «اللفظ المرفد في فكر العلامة الفضلي» والتي أدارها محمد أمين أبو المكارم، وندوة «العلامة الفضلي والإصلاح الديني» في منتدى الثلاثاء بالقطيف، التي كانت بإدارة الأستاذ عبد الودود أبو زيد، واستضافة الشيخ الدكتور محمد جواد الخرس، والأستاذ حسين منصور الشيخ، والأستاذ باقر عبد الوهاب الرستم،
وأمسية «مجموعة المجالس الأحسائية» التي ألقى فيها الأستاذ عبد الله الرستم محاضرته «الموسوعية في تراث الشيخ الفضلي» وقد كنت من المتشرفين بحضورها والمداخلة فيها،
كما وضع المعد بحث الدكتور إبراهيم العاتبي «فلسفة الحضارة عند العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي» الذي ألقاه في المؤتمر الذي أقامه «مركز ابن إدريس الحلي» في شهر نيسان 2014م، في النجف الأشرف حول «تجليات التجديد الفكري من السيد محمد باقر الصدر إلى العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي»، وكلمة مدير «جامعة أهل البيت» بمناسبة إحياء الذكرى الثانية لرحيل العلامة الفضلي، وبحث الشيخ أحمد البراهيم «الموسوعية عند العلامة الفضلي» الذي حرره بقلمه بعد مشاركته به في «ندوة الإسلام والتعدد الحضاري بين سبل الحوار وأخلاقيات التعايش في فكر آية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي» وكلمة العلامة السيد عبد الله الغريفي الافتتاحية لتلك الندوة، وبحث «التجديد في الرؤية الفقهية للعلامة الفضلي» للشيخ جعفر الشاخوي البحراني، إلى غير ذلك مما تم وضعه في هذا الفصل ما بين عرض، وما بين نقل بحوث بكاملها.
الفصل الرابع – تكريم العلامة الفضلي في مناسبات مختلفة:
نقل فيه معد الكتاب ما كتبته أسرة التحرير في العدد «40» السنة «18 – 1428 هـ 2007م» في مجلة «البصائر» عن مهرجان «الفقيه المثقف» الذي أقيم في حسينية الإمام المنتظر «شاخور» في مدينة سيهات، بتاريخ 20 محرم 1428 هـ – 8 فبراير 2007م، تكريما للعلامة الفضلي رضوان الله عليه،
كما استعرض تكريم «جامعة المصطفى العالمية بمدينة قم المقدسة» للسيد سعيد أختر رضوي الهندي، والعلامة الفضلي، وذلك ضمن برنامجها التكريمي السنوي «تكريم الشخصيات الحوزوية اللامعة على الصعيد الدولي» والذي مثّل المهندس فؤاد الفضلي والده العلامة فيه، وقد ألقى فيه آية الله الشيخ محمد علي التسخيري كلمة أشاد فيها بهذه المهرجانات، وأكد على أن العلامة الفضلي أحد أهم النماذج التي ينبغي للحوزة والجامعة أن تجعلها نصب أعينها، مشيرا إلى أن العلامة الفضلي يتسم بالجامعية المعرفية والحيوية التي لا تعرف الضعف.
وكالعادة فإن هذا الفصل أيضا لم يخلو من الصور التذكارية والتوثيقية لمهرجانات التكريم.
الباب الثالث أيضا يتكون من فصول أربعة على النحو التالي:
الفصل الأول – حوار عن آية الله الفضلي:
ضمّنه حوار السيد محمد عبد الرحيم الموسوي «من الكويت» مع الشيخ حيدر حب الله، بعنوان «العلامة الفضلي وتجربته في الكتاب الدراسي الحوزوي» وقد أدرجه معد الحوار في رسالته الجامعية في «جامعة آل البيت العالمية في إيران» لعام «2013م» وهو حوار طويل وثري وغني بالمعلومات الكثيرة المتعلقة بتلك التجربة التجديدية المشار إليها، كما أدرج حوار «مجلة الكميت» في العدد «60-61» مع العلامة الشيخ الفضلي، والذي دارت أهم محاوره عن موقف العالم الغربي من الحضارة الإسلامية.
وربما يعود اختيار الأستاذ زهير لهذا الحوار دون غيره من الحوارات الكثيرة التي أجريت مع العلامة الفضلي لعدم اشتهار وانتشار هذا الحوار بما يكفي، عكس بعض الحوارات الأخرى التي أجريت معه رضوان الله عليه.
الفصل الثاني – دراسات جامعية عن آية الله الفضلي:
وضع فيه دراستين كاملتين حول العلامة الفضلي وتراثه العلمي:
الدراسة الأولى: «الشيخ عبد الهادي الفضلي دراسة في أطروحاته الفكرية» المدرس المساعد سناء فليح الخزاعي، والأستاذة الدكتورة إلهام محمود كاظم، كلية التربية للبنات بجامعة الكوفة.
الدراسة الثانية: «فقهاء البصرة: الشيخ عبد الهادي الفضلي أنموذجا، دراسة في آثاره» م. م. حسين مهدي علي نور، مركز دراسات البصرة والخليج، جامعة البصرة.
وكما هو واضح من العنوانين فكلا الدراستين تعنى بتراث العلامة الفضلي عرضا ودراسة وتحليلا، وهما دراستان ضافيتان، وقد كتبتا وفق المنهج العلمي للدراسات والبحوث.
الفصل الثالث – مقالات عن آية الله الفصلي:
وقد ضم هذا الفصل «23» مقالة لشخصيات علمية وفكرية وثقافية… وهي ما بين المطولة والمتوسطة والقصيرة، تناولت جوانب شتى من حياة العلامة الفضلي وسيرته وتراثه العلمي ونتاجه الفكري، وقد وضع المعد ما توفر لديه من صور لبعض أصحاب المقالات.
الفصل الرابع – إجازاته الروائية:
ضمنه قائمة بأسماء من أجازهم العلامة الفضلي بالرواية عنه، وكان عددهم «16» ووضع نموذجا لذلك إجازته رحمه الله للشيخ أحمد الأحسائي المؤرخة 28 محرم 1419 هـ وهي إجازة تتكون من أربع صفحات ونصف الصفحة.
حين نأتي إلى الباب الرابع فهو أيضا يتكون من ثلاثة فصول هي على النحو التالي:
الفصل الأول – مقالات وبحوث لآية الله الفضلي نُشرت على نطاق محدود:
الفصل الثاني – مقالات آية الله الشيخ الفضلي في مجلة الأضواء النجفية:
وكما نلاحظ من العنوانين فإن هذين الفصلين ليس رصدا لوفاة العلامة وما رافقها وتلاها من أصداء وفعاليات متعلقة بالحدث، وإنما هما رصد وحفظ لمجموعة من مقالات العلامة نفسه، لم تتضمّنها كتبه ومؤلفاته، ولم تجمع في كتاب مستقل، وإنما فقط نُشرت على نطاق ضيق ومحدود جدا، إذ لم يتجاوز نشر مقالات الفصل الأول المرة الواحدة في هذه المجلة أو تلك، كما لم يتجاوز نشر مقالات الفصل الثاني مجلة الأضواء، فلم يكن لهذه المقالات ذلك الحظ من الشهرة والانتشار، مما جعل الكثيرين – حتى من الباحثين والمؤلفين والمهتمين – يجهلونها لعدم علمهم بها، أو اطلاعهم عليها، ومن هنا جاءت أهمية رصدها وتوثيقها ونشرها.
وقد بذل المعد جهدا كبيرا في البحث عن هذه المقالات حتى عثر على بعضها في هذه المجلة أو تلك، كما تحصل على بعضها الآخر مخطوطا في مكتبة العلامة الفضلي، أو أرشيف مركز آية الله الفضلي للدراسات والبحوث، أو أرشيف الشيخ أحمد البراهيم.
وقد افتتح المعد الفصل الأول من هذا الباب بذكر الدوريات التي نّشرت فيها مقالات للعلامة الفضلي من مجلات أو صحف أو غيرها، وكان عددها «47» ما بين صحيفة ومجلة صادرة في مختلف الدول، كالسعودية والعراق والكويت والمغرب وإيران ومصر ولبنان وليبيا ولندن… وغيرها مما نشر العلامة فيها.
وقد أشار المعد في هامش ص «717» أنه ذكر أسماء هذه الصحف والمجلات استنادا إلى ما ذكره العلامة الفضلي بخط يده في مخطوطة له موجودة في مركز آية الفضلي للدراسات والبحوث.
وقد ذكر المعد «22» مقالة في الفصل الأول، كما ذكر في الفصل الثاني «8» مقالات، وهي مقالات متنوعة المطالب والمضامين، وتشمل الشأن الثقافي والفقهي والتربوي والاجتماعي… وغير ذلك.
الفصل الثالث – من ترجم الفضلي، أو الفضلي في كتب التراجم:
وفيه ذكر المعد «67» مصدرا من المصادر التي ترجمت العلامة الفضلي ما بين كتب ومجلات، وعرض بعض النماذج من ترجمته رحمه الله تعالى.
الترجمة الأولى من الجزء الثاني من «موسوعة الشخصيات السعودية» الصادرة عن دار عكاظ، الطبعة الثانية «2012م»
الترجمة الثانية من الجزء الأول من كتاب «مؤرخي الشيعة» لصائب عبد الحميد، الطبعة الأولى 1424 هـ – 2004م.
الترجمة الثالثة من كتاب الجزء الثاني من المجلد الأول من «معجم شعراء البصرة» للأستاذ الدكتور عبد الباسط خليل الدرويش، والذي مهد المعد لنقل الترجمة منه بقوله معرفا بالمعجم، وموضحا أنه صدر في الوقت الذي كان هو فيه عاكفا على إعداد كتابه هذا: «… صدر في أربعة أجزاء بمجلدين في طبعته الأولى 2017م، حيث عُرض في معرض الأيام الثقافي بالبحرين 1438 هـ ، وأنا أعد هذا الكتاب للإخراج النهائي، فرأيت نقل هذه الترجمة لأنها أحدث ترجمة تصلني بعد رحيله قدس سره».
وتأتي أهمية ذكر المصادر التي ترجمت العلامة من حيث أنها عرّفت الباحثين والمؤلفين والمهتمين بتلك المصادر، ليسهل عليهم الرجوع إليها، والاطلاع عليها، والاستفادة منها، خصوصا في حال أراد أحد الكتابة عن العلامة الفضلي والتعريف بسيرته وحياته.
بعدها كان ملحق الكتاب بصوره ووثائقه، حيث عرض فيه المعد مجموعة كبيرة من الصور التذكارية والوثائقية المهمة، من صور شخصية، أو شهادات تعريفية وعلمية، أو قرارات تكليفية، أو دعوات رسمية، أو مخطوطات يدوية، أو مراسلات متبادلة مع شخصيات علمية وأكاديمية، أو صور جماعية أو فردية في العديد من المحافل العلمية والثقافية، أو بعض الجوانب من مكتبة العلامة الفضلي، وصورة قلمه الذي كتب به كل مؤلفاته، ومحبرته، وبعض ما خطه بيده بما في ذلك بعض القصاصات التي كتبها بيده اليسرى في السنوات الأخيرة من مرضه…
وبعض هذه الشهادات والوثائق صادرة من شخصيات علمائية، وهيئات وكليات وجامعات علمية، وكانت صورة غلاف كتاب «جود اليراع: فهرست تراث العلامة الفضلي» الذي أعده ابن العلامة المهندس جواد الفضلي مفهرسا فيه مؤلفات والده وتراثه العلمي، مصنفا لها تصنيفا دقيقا من خلال فرزه للكتب والبحوث والمحاضرات… هي آخر صور هذا الملحق، التي بها أسدل المعد الستار على كتابه.
قيمة الكتاب:
ربما يتصور البعض أن الكتاب مجرد جمع وتوثيق، فيقلل من جهد الكاتب، ومن قيمة الكتاب، ولكن بشيء من التأمل نرى أن المؤلف قام بجهد كبير جدا، وقدم خدمة جليلة للعلم والعلماء من خلال رصده التوثيقي هذا، والذي تنبثق أهميته من عدة جهات، أشرنا إلى بعضها أثناء هذا العرض، ويمكننا أن نضيف إليها ما يلي:
أولا: إن الكثير من هذه الفعاليات – بل ربما أكثرها – إنما كانت تقام على شكل محاضرات، أو ندوات، أو حوارات في قاعات علمية، أو محافل ثقافية، لم يحضرها إلا عدد محدود من الناس، أما الشريحة الكبرى من الناس فهي لم تعلم بها، ولم تسمع عنها، كونها غير مكتوبة، ولم يُكتب عنها، بمعنى أنها فقط مسجلة صوتيا، أو بالفيديو، مما يجعلها معرضة للتلف أو الضياع، بل حتى لو بقيت محفوظة فهي ستظل حبيسة عند أصحابها، وإن نشرت فلن يتابعها إلا القلة من الناس.
فجاء هذا الرصد التوثيقي ليقوم الراصد من خلاله بتفريغ هذه الفعاليات كتابة ويودعها في هذا الكتاب حفظا لها ومحافظة عليها.
ثانيا: إن الكثير مما كتب عن العلامة الفضلي بعد رحيله إنما تم نشره عبر قنوات التواصل، من واتساب، وفيس بوك، وتويتر، وشبكات ومواقع وصحف إلكترونية ثقافية، وليس أكثر من ذلك.
والحقيقة أنه لا يكفي في حفظ هذا التراث انتشاره عبر هذه القنوات، إذ من الممكن أن يتمّ إيقاف هذه القنوات، أو استبدالها بما هو أفضل منها، بفضل تطور العلم وتقدمه، وحينها ستكون نسيا منسيا، ولن يتعامل معها أحد من الناس، تماما كما حدث ذلك فعلا في تطورنا من التعامل مع المنتديات الثقافية التي كانت هي السائدة على الشبكة العنكبوتية قبل بضع سنين، إلى الفيس بوك وتوتير وأمثالهما الآن.
كما أن هذه الصحف الإلكترونية من الممكن أن تتلف، أو تتعطل، أو تغلق لأي سبب من الأسباب، بل حتى وإن بقيت وبقي التعامل معها، فهي متجددة ومتحركة بشكل يومي، ونظامها هو العمل التراكمي، فكل حديث يتقدم، وكل قديم يتأخر، إلى أن يصبح في آخر القائمة، ويكون في طي النسيان، وحينها لن يفكر فيه ولن يتذكره أحد، فضلا عن أن يبحث عنه أحد، وهكذا يندثر شيئا فشيئا، إلى أن يصل به الحال إلى أن يكون نسيا منسيا، فلا يعلم به أحد.
لذلك يحسب لمؤلفنا الكريم أنه قام بجمع هذا النتاج من هذه القنوات وحفظه في هذا الكتاب ليبقى خالدا بخلوده.
ثالثا: إن الرصد لمجالس العزاء وللتغطيات الإعلامية سواء عبر التلفاز أم غيره، يكشف للأجيال القادمة عن الصدى الكبير لحدث الوفاة، مما يساهم في كشف أهمية هذه الشخصية ومكانتها.
رابعا: إن هذا الرصد جمع شتات هذه الفعاليات في مكان واحد، ليسهل الرجوع إليها والوقوف عليها، بدل التعب في البحث عنها هنا وهناك، والذي لن يمكنك من الوقوف عليها جميعها مهما بحثت.
إلى فوائد أخرى كثيرة يمكن الخروج بها من هذا الكتاب، كلها تكشف عن مدى ثقله وقيمته وأهميته في الأوساط العلمية.
مع جهود المعد:
الحقيقة إن معد الكتاب بذل جهودا كبيرة جدا في جمعه وإعداده وتأليفه، حيث اعتمد في تأليفه – بعد القرآن الكريم – على «84» مصدرا من الكتب والمؤلفات، إضافة إلى «65» من الصحف والمجلات والشبكات والمواقع الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية، ليكون مجموع المصادر «189» مصدرا، وهو رقم يكشف عن ذلك الجهد الكبير الذي بذله المعد في البحث والتتبع للمصادر، والجمع لها، والوقوف عليها، والنقل منها.
إضافة إلى ذلك ما قام به من جولات ميدانية وحراك عملي – إن صح التعبير – أثناء عملية جمع الوثائق والصور وغيرها مما أتعب المؤلف الكريم نفسه في البحث عنه والحصول عليه، سواء من مكتبة العلامة الفضلي وبمساعدة أبنائه حفظهم الله ورعاهم، أم من أرشيف مركز آية الله الفضلي للدراسات والبحوث، أم من أرشيف سماحة الشيخ أحمد البراهيم، أم عن طريق التواصل المباشر مع بعض الأشخاص من الباحثين وغيرهم، والتنسيق معهم في أخذ ما لديهم من مواد علمية، أو فكرية، أو ثقافية، أو أدبية لوضعها في الكتاب،
كما هو الحال في تواصله مع العلامة السيد عبد الله الغريفي واستلام كلمته منه شخصيا يدا بيد، وكلمة الشاخوري التي استلمها منه عن طريق بعض الوسطاء، وتواصله مع الشعراء واستلام قصائدهم منهم، أو عن طريق وسطاء بينهم وبينه، وأما قصيدة الشاعر «معصوم» فقد أرسلها إليه من خارج المملكة في تسجيل صوتي، وقام هو بتفريغها.
أيضا قام بجهد كبير في الاستماع إلى بعض الندوات وخطب الجمعة المسجلة وتفريغها كتابة ثم عرضها على أصحابها لتقويمها وتعديلها، فقد فرغ ندوة الشيخ أحمد البراهيم، وكذلك فرغ خطبة السيد عبد الله الموسوي وعرضها عليه لتعديلها، أما الدراسات الثلاث حول تراث العلامة الفضلي، فقد عثر عليها في بعض المواقع العراقية، وكانت في ملف محمي، فقام بتنزيلها وإعادة كتابتها كلها.
أضف إلى هذا كله قيامه بتصنيف المادة، ومن ثم تنسيقها في أبواب وفصول حسب طبيعة مواضيعها، وكذلك قيامه بتوثيقها بالصور المتعلقة بها في أكثر فصول الكتاب.
إذن فعلا هناك جهد كبير جدا بذله المعد في جمع مادة هذا الكتاب، يدل على جدية البحث، والصبر على تعبه ومعاناته، وهو جهد يجب أن يشكر له كل الشكر، ويقدر له كل التقدير.
أمنيات متعلقة بالكتاب:
لدي بعض الأمنيات المتعلقة بهذا الكتاب، تمنيت لو أنها تحققت ووجدتها فيه، ويمكنني أن أجملها فيما يلي:
أولا: تمنيت لو أن المعد أشار إلى ذلك الجهد الكبير الذي بذله في جمع مادة هذا الكتاب وتأليفه، فقد كان من المهم جدا أن يذكر ذلك في المقدمة، ليطلع عليه القارئ فيعرف قيمة الكتاب من خلال حجم ذلك الجهد الكبير المبذول في تأليفه.
ثانيا: أشار المعد في المقدمة إلى أن الهدف من هذا التأليف هو الرصد التوثيقي لحدث وفاة العلامة الفضلي، كما عرّف أبواب الكتاب وفصوله، ولكني تمنيت لو أنه تحدث أيضا عن أهمية هذا الرصد، وأنه منبثق عمّا في تلك المواد المرصودة من قيمة علمية، ومعلمات فكرية وثقافية وغيرها، مما يكشف النقاب عن قيمة وأهمية هذا الكتاب.
ثالثا: أيضا تمنيت لو أنه قام بوضع مقدمة استهلالية لكل فصل، تعرّف به، وتبين سبب وضعه، ولو أنه فعل ذلك لكان قد تدارك ما فاته الإشارة إليه في المقدمة، ولكان هذا عوضا عن ذاك.
رابعا: مع قيام المعد ببعض التعليقات في الهامش على بعض مواد الكتاب، إلا أنها – في الأعم الأغلب – تعليقات جدا طفيفة وبسيطة ولا تفي بالغرض، لأنها لا تعدو ذكر المصدر، أو التعريف المختصر بالشخصية، ولذا تمنيت لو أنني رأيت للمعد تعليقات في الهامش على بعض ما وضعه من دراسات وبحوث ومقالات، سواء كانت إثرائية، أم توضيحية، أم خلافية… فهذا كما أنه يعرّف القارئ على رأي المعد فيما جمعه وأعده، كذلك يكشف له عن مدى خلفيّته الثقافية حول ما جمع وأعد، كما أن ذلك من شأنه أن يترك بصمة واضحة للمؤلف في مؤلفه تتجاوز حدود الجمع والإعداد.
ولكن ربما عذره في عدم قيامه بذلك أنه كان بصدد الجمع والإعداد وليس أكثر، وهو عذر في محله من غير شك، وإن كان من الأفضل لو أنه أشار في المقدمة أن جمعه لهذه المواد لا يعني بالضرورة أنه يتفق معها كلها.
خامسا: تفاجأت لوجود تعليقات لمركز آية الله الفضلي للدراسات والبحوث على بعض ما جاء في الكتاب، يبين من خلالها رأيه، ويخالف فيها ما جاء في بعض الأطروحات التي وضعها المعد في الكتاب.
والحقيقة إنني تمنيت عدم وجود هذه التعليقات، فإن المركز – وإن كان هو الذي أصدر الكتاب، وربما هو أو متعاون أو شريك مع المعد – إلا أنه – بحسب علمي إن لم أكن مشتبها – ليس شريكا عمليا حقيقيا، بل لا تتعدى تلك الشراكة كون المعد من أعضاء المركز، وأنه متفق معه على طبيعة الكتاب، وأن المركز سيقوم بإصداره وليس أكثر من ذلك.
وهذا – في حد ذاته – لا يعطيه الحق في أن يتصرف في الكتاب بالتعليق، كونه ليس شريكا مع المعد في إعداده وتأليفه، ولا هو مشرف عليه، ولا مصحح له.
أضف إلى ذلك أن هذه التعليقات – خصوصا وأنها في بيان وجهة نظر المركز، وتوضيح اختلافه مع ما جاء في بعض الأطروحات من آراء وأفكار – لا تتناسب مع ما جاء في الصفحة الأولى من الكتاب من أن «ما في الكتاب من آراء لا تعبر بالضرورة عن رأي مركز آية الله الفضلي للدراسات والبحوث» إذ كيف لا تعبر والمركز يدون تعليقاته، ويسجل ملحوظاته، ويبين اختلافاته؟!
وأما إن كان له دور في الكتاب يبرر له هذا التدخل، فقد كان الواجب على المعد أن يذكر ذلك بكل صراحة ووضوح في مقدمة كتابه، لنعرف دوره، فلا نستغرب تدخله.
وعلى أية حال ما هذه إلا مجرد أمنيات تمنيتها، لقناعتي أنها قد تضيف شيئا للكتاب، ومع هذا فظني أن عدمها لا يؤثر على الكتاب، ولا يقلل من قيمته، بل لعلها لا تعدو أن تكون وجهة نظر، قد لا تكون صحيحة.
وفي حدود اطلاعي فإن هذا الكتاب إن لم يكن أهم وأفضل ما كتب عن العلامة قبل وبعد رحيله، فلا شك أنه من أهمها وأفضلها، لما يضمه بين دفتيه مما لا يضمه أي كتاب آخر، كما أن المؤلف بذل جهودا كبيرة جدا في جمع مادته وإعدادها، فهو كتاب قيم، ويستحق أن يحتفى به، وأن يتم العمل على نشره على أوسع نطاق.
الهوامش
[1] كانت وفاته رحمه الله تعالى يوم السبت 26 رمضان 1442 هـ ، 8 مايو 2021م، ودفن في مقابر حي الفاضلية بمدينة الهفوف في يوم الأحد.
[2] إنما قلنا وزير الخرية الحالي، لأن إبراهيم الجعفري كان ويزر الخراجية كين كتابة هذا العرض.