رضا-اسلامي

تحديث علم الأصول والتذکیر بنقاط ثلاث.. الشيخ رضا إسلامي

من الضروري القیام بدراسة جدیدة عن المنهج الاصولی في علم الأصول وعن تنظیم بحوثه واسلوب مناقشة کل موضوع من مواضیعه؛ ای نقوم بتحویل کیفی خاص الذی له النظر الی إصلاح اسلوب المناقشة و تقریب المقدمات إلی النتائج.

خاص الاجتهاد: هناك حديث كثير عن الحاجة إلى تحديث علم الأصول . یتناول في هذه المذكرة الشفوية سماحة الشیخ رضا إسلامي، عضو هيئة التدريس فی معهد الفقه و الحقوق، و معهد العلوم و الثقافة الإسلامية، بمتطلبات تحديث علم الأصول. و هذه المتطلبات ان لم تتحقق فی هيكل هذا العلم سوف يؤدي التغییر إلى تغيير غیر مقبول.

هناك عدد من النقاط حول معرفة الزوائد والتحول الهيكلي في علم الأصول:

1. التنمية، التضخم أو التحديث؟

و في مجال علم الاصول، نبرز ثلاثة مقترحات.

الاقتراح الأول: هو تطوير علم الأصول.
والاقتراح الثاني: هو تلخيص علم الأصول، وهو بالعكس تماما للاقتراح الاول.
والاقتراح الثالث: هو التحديث والتحويل فی علم الأصول، أي جعله قابلا للتطبيق.

یعنی فی مورد یلزم توسیعه و فی مورد یلزم تقلیله، بل اوسع من الزیادة او الخفض کمّاً، نحن نری من الضروري القیام بدراسة جدیدة عن المنهج الاصولی و عن تنظیم بحوثه و اسلوب مناقشة کل موضوع من مواضیعه؛ ای نقوم بتحویل کیفی خاص الذی له النظر الی إصلاح اسلوب المناقشة و تقریب المقدمات الی النتائج. و بطبيعة الحال، فإن التطور الکمّی لا یفکك عن التطور الکیفی، و لكن التحول الکیفی يمكن أن یتم دون تحول کمّی.

و من بين هذه المقترحات الثلاثة، يبدو من المعقول هو الاقتراح الثالث. و هذا الاقتراح یقول لنا ينبغي ألا نتحدث عن تطور علم الاصول و لا نتحدث عن ایجاز علم الأصول، و لكن يجب لعلم الأصول أن يؤدي دوره. و إذا لم يتم في علم الاصول حق في المناقشة، يجب أن يعطي حقه و نقوم بذلك الحق على نحو أفضل، و على سبيل المثال عندما نشاهد تحدد المناقشه حول موضوعٍ بثلاث صفحات، و لكن بکمیة خمسة عشر صفحة نحن بحاجة إلى مناقشتها، فینبغی المناقشة بمقدار خمسة عشر صفحة.
کذلک ینبغی المناقشة عن کل موضوع فی مقامه المتناسب به، المواضيع التي ليست مطلوبة فی علم الاصول یلزم ترکها فیه، مثل صفات الله التی تعتبر علم الکلام موقفها لذلك ینبغی ان یحیل الی هناک؛ إما أن نلاحظ فی البدایة مکانا فيما بين مناقشات اصولیة لنقاش بحوث غیر اصولی التی هی ذات صلة، ثم نلاحظ نقلها إلى موقفها في فترات لاحقة.

هذا بالطبع هو نوع من الاستطراد و لكن في بعض الأحيان ليس لدينا أي خيارات أخرى غیر هذا، لأنه لا يوجد أساس لفظي أو أدبي مطلوب في مكان معين للإشارة إليه.

ملخص الکلام مثل هذه الاستطرادات یجب ان لا تزاد بالقضایا الاصولیة حتی لا تستورد شبهة تضخم الاصول. بل هؤلاء تعتبر من انضمامات علم الاصول التی ذکرت هنا مؤقتا و ینبغی فی المستقبل نقلها الی مکانه.رضا اسلامي

2. التمایز بین التعلیم و الدراسة

عند ما نتحدث عن التضخم و تطور العلم، و نقول إن علم الاصول قد تضخم بلا مراقبة فيجب ألا نخطئ و نعتقد أن علم الاصول يجب أن يكون له نسخة مكتوبة واحدة. و للعلم يمكن أن يكون له نسخة واحدة، او نسخة مزدوجة الإصدار أو نُسخا کثیرة.

هيهنا علینا بالتذکیر الی سؤال و هو هل یجب أن نتحدث عن کتاب مدرسي بشکل خاص أم نتحدث عن المصادر العلمیة المکتوبة بشکل عام؟ اتصور تطویر العلم في المصادر المكتوبة، لابأس به بل هو أفضل فمثلا إذا كان «هدایة المسترشدین» بذاک التطویل و الاتساع فهو افضل حسب الاتفاق.

أو « القوانين» هو من المصادر المكتوبة للعلوم بذاک الاتساع فهو افضل، و العلماء انفسهم توسعوا موضوع هذا العلم إلى أقصى حد ممكن. و لکن شیء ما نبحث عنه هو كتاب مدرسي. يجب أن يكون الكتاب المدرسي مُرتَّبا او مضغوطا و أن يكون له معاييره الخاصة، على سبيل المثال لا یصح توجیه المناقشه إلى السيد لاريجاني لما ذا قمت بتخطیط علم الاصول خلال ثلاثين مجلدا؛ بالمناسبة هو من فضائل العالم أنه كان قادرا على تطوير بعض المناقشات الی اقصی الحد.

و لم يقل هو إن كتابي كتاب مدرسي، و لكن مناقشاتهم داعمة لكتب مدرسية و تدعم العلوم. على سبيل المثال، في علم الحديث، یعتبر بحار الانوار من الدعائم، و لكننا لا نعتبر البحار بمثابة كتاب مدرسی للعلوم القرآنية و الأحاديث.

و لذلک حسب تفکیری قد يختلط بین تطویر العلم و تنظیم کتاب مدرسی. و ینبغی لکتاب مدرسی ان یکون منسجما بالاغراض و لما ذا نحدد الدروس العلیا فی الحوزة؟ و لکل عالم ان یوسع العلم وفق حاجاته حتی یمکن له ان یدخل فی علم من طریق علم آخر لانه یقال فی علم الکلام الحالی لا یوجد مکان لهذا الموضوع لاننی محتاج الی هذا التمهید الکلامی و لا یوجد فی ای موقف و لذلك الآن هنا ای خلال دروس الاصول أعدّه و فی المراحل الآتیه الآخرون یاتون و یضعه فی علم الکلام.

و لذلک سنبني قاعدتنا التي نحتاج إليها، و لذلك هناك خطأ نشأ باعتقادی، أولئك الذين يجادلون عن زوائد علم الاصول لا يهتمون بالفرق بين التعليم و الدراسة. و هذه التطورات التی نراها الآن تقع فی الدراسات الاصولیة. و لا ینبغی لنا ان نسُدّ امام الدراسة بل یجب السماح لنا لتوسیعه الی اقصی حد ممکن. و لکن التعلیم یحاسب من معطیات الدراسة.

و الإنجازات النهائية هي أنها تظهر نفسها. و فی مورد تصلیح الکتب المدرسیة ذهب بعض الی تحدید علم الاصول في حين أن كلا من الكتب المدرسية و العلم تحتاج إلى التعديل و التطوير، فإنه ليس من المرغوب فیه تقصير النص على الإطلاق، احیانا یظهر غیر المطلوب من الاساس و یسبب ایجاز المخل للموضوع و نتیجة لذلک فإن تقليص الكتب المدرسية ليس مفيدا فحسب، بل سيكون ضارا أيضا. و انتم ترون نموذج منه فی بدایة الحکمة و نهایة الحکمة؛ و الایجاز فی البدایة بعث الاخلال فی الموضوع بینما زیادة الکلام فی النهایة بعث الوضوح فیه و استعد المجال لفهمه و لکن لنا الاقتراح بتعویض مکان الکتابین.

بالإضافة إلى ذلك یوجد مثله فی الکفایة من الایجاز و الاختصار الذی اهتم به الآخوند الراحل، فاصبح ضارا بالمحتوى. وقالوا إن الآخوند ابرز 20 عاما من درسه في مجلدين، و لذلک علینا بقضاء 20 عاما من عمرنا لکی نعرف ما هو الغرض فی کتابه.

و لذلك، فإن الطالب للتغییر قبل کل شئ ینبغی له المعرفة بانه این و بأی اسلوب یقترح التغییر. و هذا التناقص و الایجاز في مجال البحث و الدراسة ليس مرغوبا فيه على الإطلاق، و هو في مجال التعليم غير مرغوب فيه فی کثیر من المواضع.
نعم، يمكن تصميم مرحلتین من درس الخارج: واحد تعليمي و الآخر بحثی، أحدهما أقصر والآخر أطول، و لكن إزالة البحوث ليست جيدة.

وبطبيعة الحال، فإن تطوير البحوث لا يعني أن القضايا غير الملائمة تقع موضعا للبحث أيضا، ولكن يجب أن تكون مثمرة، و یجب أن تلاحظ ثمار وسيطة أيضا. تخطيط مواضیع بلا فائدة هو مضيعة للعلم و الحياة، و لكن الفوائد هي في بعض الأحيان بالواسطة. نحن نبحث دائما عن فائدة بلا وسیط لدينا. و لا تؤثر بعض المناقشات الاصولیة تأثيرا مباشرا على الفقه، و لكن هذه المناقشة الاصولیة ذات اثر في القضایا، وأن القضایا لها تأثير في الفتاوى.

فعلى سبيل المثال مناقشة امكانية تکلیف المشروط تؤثر علی الشرط المتأخر، و لکن شرط المتاخر بدوره نافذ علی المقدمات المفوتة، و المقدمات المفوتة تؤثر علی الفتاوى.

هذا هو أيضا نوع من الغرض او الفائدة. کذلک الفرق بين الإمارات و الاصول العملیة هو مناقشة لا ثمرة لها مباشرة، و لكن إذا كان الاستصحاب امارة، فتصیر لوازمه حجة؛ فیوجد بعض القضايا الأساسية لعلم الاصول يمكن أن نطلق عليه اسم: اصول الاصول.

لذلك، يجب أن نفكر في العلم أن تنمو وفقا لأهدافنا و رسالتنا، و الاحتياجات التي علينا: ای کونه متناسبا في مجالين مجال البحث و مجال التعليم، و مع مراعاة الاختلافات بين هذين المجالين. في الكتب المدرسية، هناك عوامل أخرى ایضا. و نحن لن نعرّف أي كتاب بمثابة کتاب نهائی.
قد يكون هناك أيضا بعض العيوب في «حلقات الاصول». و في كتاب «معرفة مکانة علم الاصول» توجد ملاحظات مني و اشرت هناک الی بعض العيوب التی يمكن أن تضاف إلى كتاب الحلقات بمثابة کتاب مدرسی، على سبيل المثال، يمكننا أن نقول أنه في بعض الحالات، کلماتها أو بعض مصطلحاتها غیر مألوفة، و هلم جرا، و لكن هذه الانتقادات لا تنقص من قیمتها او جمالها.

3. الزامات نص مدرسی مطلوب

والسؤال المطروح هو هل یلزم للکتب المدرسیة ان یُکتَب بلغة معروفة او یمکن للمؤلف من ممارسة قریحته في الكتب المدرسية ايا ما كان أو لم یمارسها ابدا او یمارسها بین حین ٍ و آخر؟. و انا أعتقد أن معظم العلماء أو أولئك الذين یبرمجون خصائص الكتاب المدرسي المرغوب فيه يرون أن الكتاب المدرسي يجب أن يكتب بلغة معروفة.

و ينبغي أن يكون أدبه أيضا من الأدب الشهير، لأن القارئ هو من الطلاب المبتدئين، يجب أن یكون قادرة على التواصل مع الكتاب، و الأستاذ الذي يريد أن يُّعلِّم هذا الكتاب هو ترعرع فی الحوزه و يعرف اللغة الشهيرة فقط، ولكن إذا كان الكتاب المدرسي باللغة الخاصة للمؤلف فالمعلم ایضا یواجه بالصعوبة. فیلزم للكتب المدرسية عادة ما ان تکتب إلى 90٪ باللُّغة الشهيرة، و في نفس الوقت أن مكان الابتكار، و جعل الاصطلاح او عناوين جديدة مفتوحة.

و احیانا یمکن له استخدام اصطلاح خاص و لكن لا بمقیاس کبیر. إذا تغيرت الآداب والمصطلحات كثيرا، لا یمکن للأساتذة تدريسها بمثابة كتاب مدرسي لأنهم لا يستطيعون التواصل معه.
و لذلک الآداب المستخدمة فی كتاب الحلقات ليست مألوفة للعارفین باللغة الفارسية، و لكن الطلاب العرب یمکن لهم التواصل مع نصها. على سبيل المثال قیل فی الحلقات: «هل القطع ذاتی او موضوعی» او قیل «یبقی حیادیا» بینما لم نشاهد کلمة الحیادی فی ای کتب مدرسی، و لکن من حيث المحتوى تم الالتزام بعوامل کثیرة بشكل جمیل، مثل التقديم و التاخیر و الاتساق العام للمناقشات.

ينبغي أن لا ننسى أن الموضوع في بعض الأحيان يبدو غير نافع، و لكن يصبح من الواضح فيما بعد أن له بعض الفوائد أو یظهر له النتائج على وفق مبانی غير المشهورة او غير الصحيحة. و لا ينبغي إمحاء هذه المواضيع، حيث يمكن تعزيز هذه النظرية في وقت لاحق، و حذفها يخل بالعلم. و عند ما نحكم بفائدة الموضوع او عدم فائدته، ينبغي ألا نقول: على أساس حجتي لیس له فائدة او له فائدة بل يجب أن يكون بلا نفع علی اساس المذهبین. ربما المشاهير سوف تقبل أساسا، لكنها سوف تغير فکرتهم في فترة أخرى. لذلك لا ينبغي حذف المناقشة.

يجب ألا نتوقع أن يتم عرض مواضيع العلم علی السویة دائما. يمكننا تقديم العلم فی اطار عشرة أشكال مختلفة. ای في نطاق مجلد واحد الی عشر مجلدات. كما هو الحال في المنتجات الأخرى، قد تنتج الشركة المصنعة منتجات ذات أحجام مختلفة، مثل الكتب؛ سوف تعرض الكتب بشكل قطع أو خزانات أو جيوب أو رقعات. ويمكن للعلم ایضا أن یقدم بأشكال مختلفة. لما ذا توقعون أن تكون بشكل واحد؟ أنا واحد من أولئك الذين يقولون بانتظام أن مجال المنافسة في الحوزة لا ينبغي القضاء عليه. يجب ألا يكون لدينا نظام تعلیمی واحد.

نحن بحاجة إلى أنظمة تعليمية متعددة. و يجوز لطالب أن یتعلم خمس سنوات، و الآخر سبع سنوات و الثالث عشر سنوات. قد يكون طالب يركز على الأدب والآخر یرکز على المنطق و الفلسفة. نحن بحاجة إلى أنظمة تعليمية مختلفة لتلبية الاحتياجات المختلفة. لما ذا نعتقد أن الجميع يجب أن یدرس بمنهج واحد و یقرء کتابا واحدا؟ وبطبيعة الحال، ينبغي أن يكون للمناهج المختلفة مستوى أدنى مشترك، وهو لغة علمية مشتركة بين زملاء الدراسة.

في الماضي ای قبل تشكيل مركز إدارة الحوزات كان یشاهد هذا التنوع، و الآن هو أيضا یشاهد. على سبيل المثال يختلف البرنامج فی الحوزة للاخوات عن الإخوة، و تختلف برامج الحوزات اللبنانية مع العراق و كلاهما مع منطقة قم. و على أي حال، فإننا لا نقضي تماما على مسار الإصلاح، و لا نقوم بالتخلي عن جميع تقاليد التدريب في الحوزة في وقت واحد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky