تاريخ الحوزات العلمية والمدارس الدينية عند الشيعة الامامية + تحميل المجلد الأول

تاريخ الحوزات العلمية والمدارس الدينية عند الشيعة الإمامية + تحميل الجزء الأول

خاص الاجتهاد: يتضمن الجزء الأول من موسوعة تاريخ الحوزات العلمية – بعد المقدمة والمدخل – تاريخ مدرسة الرسول الأكرم “صلى الله عليه وآله وسلم” وأهل البيت”عليهم السلام” في مكة والمدينة والكوفة، وهي المرحلة التأسيسية للبناء العلمي للحوزات العلمية؛ ومنها تبرعمت وأثمرت الحوزات العلمية الأخرى.

يقع كتاب” تاريخ الحوزات العلمية والمدارس الدينية عند الشيعة الإمامية ” القسم الاول؛ لمؤلفه الدكتور الشيخ عدنان فرحان آل قاسم من إصدارت شركة دار السلام (بيروت –لبنان) في ستة مجلدات، كما قدما له آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمة الله عليه وآية الله الشيخ علي رضا الاعرافي.

تناول المؤلف الدكتور الشيخ عدنان فرحان آل قاسم في كتابه “تاريخ الحوزات العلمية والمدارس الدينية عند الشيعة الإمامية” اهم الحوزات العلمية في رقعتها الجغرافية التي تمتد من مكة الى المدينة والكوفة، وبلاد الري وقم وبغداد والنجف ..وغيرها من حواضر العالم الاسلامي التي احتضنت مراكز علمية شيعية اصطلح عليها (بالحوزات العلمية) مواكبا مسارها التاريخي والمراحل التي تخطتها والمنجزات التي حققتها في مجال العلوم والمعارف الاسلامية، مع الاشارة الى ابرز علمائها ممن ترك بصماته الواضحة على هذه الحوزات والمراكز العلمية، بالاضافة الى التراث العلمي الذي خلفته هذه الحوزات للأجيال القادمة.

الكتاب الذي يقع في 2183 صفحة والمتوفر في مكتبة الشيخ بهاء الدين العاملي العامة، يقع القسم الاول منه في ستة مجلدات، سعى من خلالها الكاتب لجملة من الاهداف من خلال ابواب وفصول متسلسلة ومتناسقة ومترابطة، اولها التدوين التاريخي والجغرافي للحوزات والمدارس العلمية الشيعية منذ نشأتها والى زماننا الحاضر،

وثانيا الاطلاع على النظام التعليمي والمتون الدراسية وابرز الفروع التخصصية العلمية لهذه الحوزات وما امتازت به، اضافة الى معرفة المؤسسين والبانين لهذه الحوزات والمدارس، وجملة من الاهداف الاخرى ابرزها الاطلاع على مدى ارتباط هذه الحوزات الشيعية فيما بينها وبين المدارس والمعاهد والحوزات عند المذاهب الاخرى في نفس البلد او البلدان المجاورة لها.

التقديم للكتاب

الكتاب الذي قدما له آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي وآية الله الشيخ علي رضا الاعرافي الذي اقترح موضوع هذا الكتاب وواكب مراحله ووفر له مستلزماته، واجه صعوبات عدة، اولها موضوع البحث وشموله، عملية الموضوع وتخصصيته، فقدان او شحة المصادر والمراجع من جهة، وكثرتها من جهة أخرى، رابعا، الاحتياج الى الكثير من المصادر والمراجع اضافة الى عدم وجود الدراسات الشاملة.

واعتمد آل قاسم في كتابه على المصادر التاريخية وكتب الطبقات والتراجم والرجال، اضافة الى كتب الجغرافية والرحلات وكتب اللغة والأدب، والموسوعات ودوائر المعارف اضافة الى المجلات والدوريات التخصصية.

من مقدمة الكتاب

وقبل الدخول في المباحث التفصيلية لابدّ هنا من بيان بعض الأمور الأساسية وضمن نقاط محددة كمقدمة لموضوع البحث.

الحوزات العلمية عند الشيعة الإمامية

الحوزة العلمية – كمصطلح – له تعريفات متعددة في كلمات الباحثین والمحققین تختلف سعة وضيقا واطراداً وانعكاساً – كما سوف يأتينا لاحقا -، إلاّ أنها تلتقي في مجملها لتقدم اطاراً عاماً لمفهوم الحوزة العلمية.
وأحد هذه التعاريف يقول: «إنّ الحوزة العلمية اصطلاح حديث يراد به المؤسسة العلمية التي تقام لغاية الدراسات العلمية الشرعية، التي تمكن الطالب من معرفة الأحكام الشرعية في مختلف مجالات حياته العلمية”.

تاريخ ظهور الحوزة العلمية

يعود تاريخ ظهور الحوزة العلمية إلى عصر فجر الإسلام الأول، حيث كانت حلقات الدروس تعقد في بيت رسول الله “صلى الله عليه وآله” وفي بعض بيوت الصحابة، ثم في المسجد النبوي الشريف بعد هجرة النبي “صلى الله عليه وآله” ، كما سوف يأتينا. إلا أن بعض الباحثين یری أن (أول حوزة علمية في تاريخ المسلمين هي حوزة الكوفة التي أنشأها الإمام الصادق “علیه السلام” والتي كانت تضم أربعة آلاف طالب).

وسوف يأتينا مزيد بحث حول تاريخ نشوء هذه المؤسسة العلمية والتي يصطلح عليها بـ «الحوزة العلمية» إن شاء الله تعالى.
وفي هذه الدراسة حول ( تاريخ الحوزات العلمية والمدارس الدينية عند الشيعة الإمامية)، سوف نتناول بالبحث أهم الحوزات العلمية في رقعتها الجغرافية التي تمتد من مكة إلى المدينة والكوفة، وبلاد الري وقم، وبغداد والنجف والحلة وسامراء وجبل عامل وحلب وخراسان وبلاد ماوراء النهر وإصبهان” وغيرها من حواضر العالم الإسلامي التي احتضنت مراكز علمية شيعية اصطلح عليها (بالحوزات العلمية).

وسوف نواكب مسارها التاريخي، والمراحل التي تخطتها، والمنجزات التي حققتها في مجال العلوم والمعارف الإسلامية، مع الاشارة إلى أبرز علمائها ممن ترك بصماته الواضحة على هذه الحوزات والمراكز العلمية، بالاضافة إلى التراث العلمي الذي خلفته هذه الحوزات للأجيال القادمة.

أهمية البحث

تكمن أهمية البحث والتعريف بتاريخ الحوزات العلمية الشيعية من خلال أهمية الحوزة العلمية نفسها، إذ إنّ هذه المؤسسة الدينية التي كانت ولازالت تحظى باهتمام مراجع الدين، والعلماء الأعلام، والمحققين والباحثين، وتخرّج منها أساطين الفقه والأصول والتفسير والكلام والفلسفة والحكمة… ! تحتاج إلى من يعرّفها ويساير نشأتها وتطورها التاريخي والمراحل التي مرت بها والخارطة الجغرافية للمناطق التي انتشرت فيها؛ ليطلع على ذلك أبناء الأمة الإسلامية، وطلاب العلم والمعرفة وليفتخروا بهذه الانجازات المعرفية الكبيرة؛ والتي تحققت خلال قرون من عمر الزمن، وبجهود علمية كبيرة وشاقة بذلت من أجل ذلك.

وتأتي أهمية البحث في هذا الموضوع من جهة أخرى من خلال المكانة التي تبوأتها الحوزة العلمية والموقع البارز لها طيلة الفترة الزمنية التي عاشها التاريخ الشيعي، إذ مثلت الكيان الذي يعبّر عن رأي الطائفة الإمامية في مختلف شؤونها الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية، ووقفت أمام الكثير من محاولات التحريف والتغریب.
وكانت بحق قلعة الإسلام الحصينة أمام كل محاولات التحريف والهيمنة الثقافية والفكرية الوافدة على كيان الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي.

ولقد أدرك الإمام الخميني “رحمه الله” هذا الأمر فتحدث عن الماضين من العلماء وأشاد بهم قائلاً: (منذ مئات السنين وروحانية الإسلام سند المحرومين، ولقد ارتوى المستضعفون دائما من كوثر المعرفة الزلال للفقهاء الأجلاء، وعندما نتجاوز مجاهداتهم العلمية والثقافية.. نجد أنهم في كل عصر من الأعصار قد تحملوا الغصص والمرارات في الدفاع عن مقدساتهم الدينية والوطنية)”.

ولا يخفى دور المرجعية الدينية والحوزة العلمية في حياتنا السياسية المعاصرة، حيث نجدها قد جسّدت المواقف الحكيمة، والنظرة الثاقبة في قيادتها للأمة الإسلامية، مما سلط الأضواء الساطعة عليها وعلى الحوزة العلمية لمعرفة مكوّناتها.

بالإضافة إلى ذلك فإن الحوزات العلمية قد شهدت في الآونة الأخيرة تطوراً واسعاً في مختلف شؤونها، مما يستوجب تعريف المؤسسات والأكاديمية العلمية بذلك حيث لازال الكثير من القائمين عليها يحملون نظرة سلبية مغلوطة عن الحوزة العلمية وبرنامجها التعليمي والتربوي والاجتماعي، ويقيمونها على أسس بعيدة عن الإنصاف والروح العلمية. فلابدّ من القيام بتعريف جامع لهذه الحوزات العلمية لكي نصحّح وجهات نظر هؤلاء من جهة ، وللإستفادة من برامجها التعليمية من جهة أخرى.

منهجة البحث

أولاً: يتناول هذا البحث دراسة نشأة الحوزات العلمية وتطوّرها التاريخي عند الشيعة الإمامية في جوانبها العلمية والفكرية والثقافية وتأثيرها وتأثرها بالواقع السياسي والأحداث والمنعطفات الحادّة في حياة الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى الجوانب المذهبية والاجتماعية التي كان لها تأثير في مجريات الأحداث.

ثانيا: يغطي البحث فترة زمنية طويلة تمتدّ من فجر الإسلام في مكة والمدينة، وتنتهي بعصرنا الحاضر، وهذه الفترة الزمنية – والتي تمتدّ إلى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن – قد شهدت فيها “الحوزة العلمية” تطورا كبيراً في مختلف شؤونها كما أنها انتقلت من بلد إلى بلد، ومن بقعة جغرافية معينة إلى أخرى، ومن بيئة إلى بيئة تختلف عنها.
وهذان العنصران: عنصر الامتداد الجغرافي، وعنصر الأدوار الزمنية المختلفة؛ عنصران مترابطان، ويشكلان الإطار العام للمنهج الذي نساير فيه حركة الحوزة العلمية في نشأتها وتطورها.

ثالثا: يتوزع البحث بعد المقدمة والمدخل إلى أبواب وفصول ومباحث رئيسية يتم البحث فيها عن أهم معالم كل حوزة من هذه الحوزات، وتحت عناوين رئيسية وفرعية ومباحث أساسية وجانبية.

رابعا: اختلفت كلمات الباحثين في شؤون الحركة العلمية الدينية عند الشيعة الإمامية في تحديد المصطلح واستخدامه، فنجد بعضهم استخدم مصطلح (المدرسة) وأراد بها تلك الحركة العلمية التي لها معالمها وسماتها وتيارها الفقهي والفکري مثل مدرسة الكوفة، ومدرسة بغداد، ومدرسة النجف.
وبعض آخر اطلق مصطلح «المؤسسة الدينية» وأراد بذلك عهود تاريخ الفقهاء السياسي والعلمي، و بعضی ثالث من الباحثین استخدام کلمة «مرکز» فعنوان مباحث کتابه بـ «مرکز بغداد» و «مرکز النجف» و «مرکز الحلة) وهكذا.

وقد آثرنا استخدام مصطلح “الحوزة العلمية” بدلاً من المصطلحات السابقة، وإن كان هذا المصطلح من المستحدثات القريبة التي لا ترقى إلى عهود تاريخ الحركة العلمية عند الشيعة، إلا أنه ينطبق على موضوع بحثنا مباشرة، وأقرب إلى الواقعية في المخاطبة حسب التداول والعرف العام. بالاضافة إلى أن الجذور اللغوية لكلمة (حوزة) قد تجوّز لنا هذا الاستخدام.

خامسا: اعتمد البحث على قائمة موسعة من المصادر والمراجع الاولية والثانوية، بالاضافة إلى الدراسات والبحوث المنشورة في دوائر المعارف والدوريات والمجلات التخصصية، وجرى البحث على وفق النصوص التاريخية التي تضمنتها الكتب التاريخية التي وصلتنا عبر القرون، وكذلك ما تضمنته كتسب التراجم والرجال والتي تشكل عمدة مادة البحث، إلا أننا لم نأخذ بكل ما في هذه الكتب وما تضمنته النصوص كمسلّمات لا نقاش فيها، وإنما حاولنا جهد الامكان توثيقها وتوجيهها وتحليلها بما يوافق متطلبات البحث ومستلزماته.

سادسا: اشتمل البحث – وباختصار شديد – على معظم المحطات المتعلقة بتاريخ (الحوزة العلمية) عند الشيعة الإمامية وما رافق هذا التاريخ من حوادث سياسية وعلمية واجتماعية. وبعض هذه الحوادث وخاصة السياسية منها شديدة التعقيد والتأثير كحركة ” التنباك” والحركة الدستورية ” المشروطة”… وغيرهما، إلا اننا لم نستغرق في تفاصيلها إلا بمقدار ما يتعلق بدور الحوزة اتجاهها وموقفها منها، من دون الدخول في الجزئيات والتفاصيل الأخرى، والتي تكفلت ببيانها بعض المؤلفات التي سوف نشير إليها في هوامش الكتاب ليطلع عليها من يريد التوسع في البحث.

سابعا: اقتصر بحثنا على تاريخ الحوزة العلمية عند الشيعة الإمامية فقط، ولم نتناول تاريخ الحوزات العلمية عند المذاهب الأخرى إلا فيما نراه ضروريا من ناحية منهجية للمقارنة بين بعض الحوزات التي تزامنت مع الحوزات الشيعية وخاصة في عصر المفيدوالمرتضى والطوسي في بغداد.

ويعود سبب الاقتصار على توثيق تاريخ الحوزات العلمية الشيعية خاصة؛ لأنها تشكل الحلقة المفقودة في تاريخ الحوزات والمدارس الدينية ولم يقدّر لهذا التاريخ أن يفرد بكتاب مستقل، بعد أن ألفت عشرات الكتب والأبحاث التي تؤرخ للحوزات عند المذاهب الأخرى ککتاب «الأزهر فی ألف عام» و (الدارس فی تاریخ المدارس) وغيرهما.

غلاف الكتاب:

اسم الكتاب: تاريخ الحوزات العلمية، والمدارس الدينية عند الشيعة الإمامية / الجزء الأول
المؤلف: د. الشيخ عدنان فرحان آل قاسم
تقديم: آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي . آية الله الشيخ علي رضا الأعرافي
الناشر: شركة دار السلام . بيروت ـ لبنان
الطبعة: الأولى 1436هـ 2016م
عدد الصفحات: 506 صفحة

فهرس الجزء الأول :

 فهرس المجلد الأول

 

تحميل الجزء الأول

للتحميل أضغط على الصورة

الحجم: 9.32 MBتاريخ الحوزات العليمة

 

 

almojam

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky