المقصود من غياب الفقه الشامل هو عدم امتلاك التجربة الفقهية الجارية للآليات والإمكانيات التي تمكّن الفقهاء من رصد ومتابعة المسائل الأساسية الشاملة والكبرى في حياة الانسان المعاصر، والبحث عن أبعادها وقضاياها وتحولاتها والمعلومات المتعلقة بها والقيام من هذا المنطلق بتوجيه الاستنباط نحوها.
الاجتهاد: هناك مشكلة أساسية ومهمة تعاني منها التجربة الجارية في الفقه، وهي تركيز هذه التجربة على “الفقه الجزئي” وعدم اقترابها من “الفقه الشامل”.
🔹تعريف الفقه الشامل
الفقه الشامل هو الفقه الذي له إحدى الممارستين التاليتين:
• إما يمارس الموضوعات الكبرى في حياة الانسان المعاصر، وهي تلك الموضوعات التي لها تغطيات شاملة تتجاوز الحدود الجغرافيائية والقومية بما يجعلها تتسم بسمة العولمة، وتتكوّن بها وفي ظلها العولميات.
• أو يمارس الموضوعات الجزئية ممارسة تتمّ في ظل تلك الموضوعات الكبرى وبالنظر الى تأثرها بتك الموضوعات الكبرى واتسامها بطابعها.
🔹 المقصود من غياب الفقه الشامل
المقصود من غياب الفقه الشامل هو عدم امتلاك التجربة الفقهية الجارية للآليات والإمكانيات التي تمكّن الفقهاء من رصد ومتابعة المسائل الأساسية الشاملة والكبرى في حياة الانسان المعاصر، والبحث عن أبعادها وقضاياها وتحولاتها والمعلومات المتعلقة بها والقيام من هذا المنطلق بتوجيه الاستنباط نحوها.
والمقصود من الآليات والإمكانيات، هي مجموعة من الأصول وزوايا النظر والاستعدادات والانتبهات والحساسيات تجاه المسائل الكبرى للانسان.
ودعوانا هذه، تهدف الى اثبات الاشكالية في التجربة العامة الجارية في الفقه، وطبعا لا ننفي ان هناك فقهاء تكون لهم متابعات وحساسيات وانتباهات وممارسات فقهية أحيانا حيال المسائل العصرية الشاملة، ولكن وقوع ابحاث تتعلق بهذه المباحث من قبل شخصيات بصورة أحيانية واستثنائية، شيء وكون الفقه بتجربته وكيانه ومنهجيته واتجاهاته بصدد طرح هذه المسائل بشكل مكثف وعلمي شيء آخر.
🔹نظرة اجمالية الى عمق وخطورة الاشكالية
إن غياب الفقه الشامل يعني أمرين:
↩️ أولا: إهمال الفقه لتناول جملة مهمة وكبيرة من مسائل الانسان المعاصر.
↩️ ثانيا: عدم وقوع التناول الفقهي للكثير من المسائل الجزئية بصورة جيدة ودقيقة.
ذلك أن الكثير من المسائل الجزئية أصبحت في عصر العولمة بحيث تتأطر وتتأثر بالمسائل الشاملة وتتسم بطابع تلك المسائل وتتحول بتحولاتها.
وعليه فليس غياب الفقه الشامل يعني فقط عدم دخول الفقه في المسائل الشاملة بل يعني أيضا أن الفقه لا يدخل دخولا متوقعا وقويا ومعالِجا وعصريا ودقيقا في البحث عن المسائل الجزئية أحيانا.