الدين والهوية والمواطنة "المحور الرئيسي لمؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية

الدين والهوية والمواطنة.. المحور الرئيسي لمؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية

الاجتهاد: تحت عنوان: “الدين والهوية والمواطنة” ولمدة ثلاثة أيام انعقد في لندن يوم الجمعة 20 أيّار/ مايو 2016م المؤتمر السنويّ التّاسع لمنتدى الوحدة الإسلاميَّة” والذي شمل الموضوعات التالية: دور الدين في ترسيخ القيم الانسانية، مصادر ومحددات هوية المجتمعات، دور الدين في تحديد هوية المجتمع واثره في تحقيق الاستقلال والتقدم والنهوض، المواطنة اساس الحقوق والواجبات، دور الدين في تعزيز الدور الحضاري والانساني للمجتمعات.

الدين والهوية والمواطنة "المحور الرئيسي لمؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلاميةالمؤتمر الدولي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية

الدين والهوية والمواطنة

20 – 22 مايو 2016

أكد عدد من المشاركين في مؤتمر “منتدى الوحدة الإسلامية ” ان “داعش” صناعة اسلامية، وان من مسؤولية المرجعيات والحركات الاسلامية مواجهة هذا الفكر الاقصائي والعمل من اجل تقديم رؤية اسلامية جديدة تستطيع مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها الدول العربية والاسلامية اليوم.

الدين والهوية والمواطنة "المحور الرئيسي لمؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلاميةوشارك في اعمال المؤتمر العديد من الشخصيات الاسلامية من لبنان والعراق ومصر والمغرب والجزائر وايران والبحرين وعدد من الدول الاوروبية، ومن ضمن الحضور وفد “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان الذي ضم رئيس الهيئة الادارية الشيخ حسان عبد الله والشيخ ماهر مزهر ووفد من المركز الاعلامي ل”الاخوان المسلمين” في بريطانيا وضم ابراهيم منير والدكتور محمود الايباري.

كما شارك في المؤتمر الشيخ علي الخطيب نائب رئيس “ديوان الوقف الشيعي” في العراق والشيخ الدكتور خالد الملا رئيس “جماعة العلماء” في العراق والشيخ يوسف مشرية الامين العام ل”رابطة علماء ودعاة ائمة دول الساحل الافريقي”، الدكتور عبد القادر بن قرينة، المنسق العام للمؤتمر القومي – الاسلامي خالد السفياني، الامين العام لمؤسسة الامام الحكيم السيد علي الحكيم ، الدكتور السيد احمد الادريسي ، الشيخ محمد علي الشمالي مسؤول المركز الاسلامي في بريطانيا من ايران- الدكتور حسين ابو السعود والدكتور سعيد الشهابي والشيخ حسن التريكي من “منتدى الوحدة الاسلامية” والدكتور كريم افراك من الجزائر والدكتور عبد علي سفيح من فرنسا والنائب البحريني السابق جلال فيروز.

واعتبر منسق المؤتمر الدكتور سعيد الشهابي ان الامة تمر في مرحلة صعبة تتطلب العمل المشترك والوحدوي ، فيما دعا القيادي الاخواني ابراهيم منير الى مواجهة المخاطر المختلفة من خلال وضع رؤية جديدة تواجه مختلف المتغيرات،
اما الشيخ خالد الملا فاكد ان المشكلة تكمن في داخل الواقع الاسلامي وان “داعش” صناعة اسلامية والتغيير يتطلب جرأة فكرية واعلامية وعملية،

الشيخ محمد علي الشمالي مسؤول المركز الايراني في بريطانيا دعا لحماية الوحدة الاسلامية ووضع اليات جديدة لمواجهة التحديات الفكرية،

الشيخ يوسف مشرية من الجزائر عرض للتحديات التي تواجه المسلمين في بلاد الساحل الافريقي ولا سيما انتشار التطرف من قبل “داعش” و”بوكو حرام”،
واما الشيخ علي الخطيب فعرض لكيفية مواجهة التحديات في العراق والتعاون السني والشيعي في هذا الاطار.
الشيخ حسان عبد الله تحدث عن تجربة “تجمع العلماء المسلمين” في لبنان واكد على وجود ازمة لدى علماء الدين اليوم لانهم لا يدركون التحديات الجديدة في العالم وكيفية مواجهتها،

واما السيد علي الحكيم فتحدث عن اشكالية الهوية الدينية والاجتماعية داعيا لوضع رؤية جديدة تتجاوز المفاهيم القديمة حول الهوية ، وتحدث الدكتور كريم افراك عن دور الفرق الصوفية في مواجهة التطرف ،

كما تحدث خالد السفياني عن دور الدين في ترسيخ القيم الانسانية وعن كفية مواجهة التطورات المستجدة في الواقع العربي والاسلامي ودور المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الاسلامي في مواجهة هذه التحديات.

توصيات المؤتمر

قد توافق المشاركون على تعدد اعراقهم ومذاهبهم، على الرغبة في العمل المشترك من اجل احلال العدل في هذا العالم الذي يسوده الظلم والفساد. وبعد مداولات تواصلت عبر ايام ثلاثة، اصدر المؤتمرون التوصيات التالية:

اولا: ان رسالة الدين تدعو للايمان والوحدة والتآخي والاخلاق، وما لا ينسجم مع هذه القيم انما هو بسبب اجتهادات ناجمة عن جهل او عصبية، لا تنسجم مع روح القرآن الكريم وسيرة نبيه محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والسلام.

وعليه فمن الضرورة التأكيد على نقاء الدين وسمو رسالته، وتشجيع علماء الدين وفقهائه على مضاعفة الجهود لتوضيح تلك القيم والتواصل في ما بينهم لحفظ وحدة المسلمين ومد جسور التفاهم مع الآخرين من غير المسلمين.

ثانيا: أن الاسلام دين الهي للإنسانية كافة خاطبت آياته الكريمة كافة بني البشر، واعلن رسوله الكريم انه “اني رسول الله اليكم جميعا”.

فمن الضرورة بمكان تأكيد عالمية الاسلام وانسانيته وانسجام تشريعاته مع ما هو خير من اجتهادات البشر. كما يؤكدون على رفض ما ينسب للاسلام مما لا ينسجم مع القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة بالطرق الشرعية.

ثالثا: ان الاسلام ركن اساس من هوية الامة، ولانه يؤكد على وحدة رسالات الانبياء المنحدرة من سيدنا ابراهيم عليه السلام، فانه يدعو للتعايش السلمي والاحترام في ما بين المسلمين، وبينهم وغيرهم من ذوي الاديان والاجناس المختلفة.

رابعا: ان الافكار التكفيرية والاقصائية والاستئصالية لا تنسجم مع الفهم الإسلامي الصحيح، روحا او نصا، ولا يجوز ترويج ثقافتها او السكوت عليها، فالناس سواسية امام الله، والشرع لا يفرق بين الناس الا على اساس التقوى “ان اكرمكم عند الله اتقاكم”. والمطلوب ترويج ثقافة التعايش السلمي والحوار الهادف والتعاون من اجل خير الاوطان وسلمها وحرية شعوبها.

خامسا: ان تمزيق امة المسلمين تناقض روح الاسلام وتعارض رسالة القرآن والوحي الالهي الذي يؤكد وحدة امة المسلمين: “ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون”. ويهيب المشاركون بعلماء الدين والمفكرين ورجال الرأي من كافة مذاهب المسلمين ترويج الفكر الوحدوي المؤسس على التقوى والعلم والفقه، ورفض دعوات التمزيق والتفريق مما يؤدي لكسر شوكة المسلمين، ويسلط الطغاة عليهم بدون رحمة أو انسانية.

سادسا: في زمن الخواء الروحي والغربة النفسية وترويج القيم الشيطانية يهيب المؤتمرون بالعقلاء تركيز قيم الانتماء للدين من جهة، والعمل الايجابي من اجل حرية الشعوب واحترام هويتها والاعتراف بالمواطنة المتساوية، وعدم التمييز بين المواطنين على اساس العرق او الدين او المذهب. فالامم المتحضرة انما تقوى بتعددية ثقافات شعوبها وانصهار الجميع في بوتقة الوطن، انتماء وحبا وشعورا.

سابعا: تأكيد قوة الدين من خلال تعدد اجتهادات علمائه ومفكريه، ويبعث المشاركون رسالة من القلب لدور العلم واهل الفقه والقائمين على أمر الحكم ليقوم كل بدوره ضمن منظومة انسانية تسترشد بالدين وتحترم الانسان وتعترف بحقوق المواطنة وتحافظ على الهوية، والتخلي عن عقلية الإقصاء وانماط الاستبداد وسياسات التهميش والتمييز بين ابناء الوطن الواحد.

ثامنا: ان المسلمين امة واحدة، تزداد ثراء بتعدد اجتهادات علمائها ومفكريها ضمن الحدود المشروعة. ويدعو المؤتمرون لاعادة دور العقل ليحقق فهما صحيحا للدين ومقاصده، وليشجع الشباب على تفعيله لحمايتهم من السقوط باحضان الجهل والتطرف، من خلال الاجتهاد المستوفي لشرائطة الشرعية، وتشجيع التواصل بين العلماء والشباب، وملء الفراغ الفكري والفقهي والحركي لسد الثغرات التي ينفذ منها دعاة التطرف والتكفير والعنف والاستبداد.

تاسعا: يحث المؤتمرون المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني لتوسيع دوائر الحوار والتفاهم والتفاعل الفكري والايديولوجي، ويحذرون من وقوع الاجيال الشابة في شباك اعداء الامة الذين يدعمون الاستبداد من جهة، ويشجعون التطرف من جهة اخرى، ويزينون لابناء الامة رفض الدين كمنظومة عقيدية وقيمية واخلاقية.

عاشرا: يؤكد المؤتمرون على بقاء فلسطين بوصلة الصراع مع المشروع الصهيوني والقضية الاساس لامتنا، وعليها اجماع الامة. واكدوا دعمهم لحركات المقاومة، داعين جماهير الأمة وفعالياتها لتوفير الدعم لها حتى التحرير الكامل.

حادي عشر: يدعو المشاركون لصحوة ايمانية جديدة تعيد للتدين بريقه، وحركة فكرية منضبطة تحرك كوامن الفكر وتروج الثقافة الايجابية الملتزمة، وحراكات مجتمعية تهدم جدران العزل والاقصاء بين الشعوب، وتبني جسور التواصل بين المكونات المجتمعية، ووعي جماعي بضرورة احتضان الاختلاف في العرق والدين والمذهب والفكر والانتماء الايديولوجي. فتلك مقومات الامة الناهضة التي تجمع ولا تفرق وتتقدم ولا تتراجع، وتحمي مواطنيها ولا تقمع، وتوسع آفاق الفكر ولا تضيقها.

الدين والهوية والمواطنة "المحور الرئيسي لمؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية

الدين والهوية والمواطنة "المحور الرئيسي لمؤتمر السنوي التاسع لمنتدى الوحدة الإسلامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky