الاعتدال الديني هو ما یتمثل في مجموعة منسوبة الى دين مّا من الافكار والسير والاساليب، يتبناها ويحملها ويبرزها بعض من يتدينون به، وهو متكوّن من أربعة مؤلفات: أولا: الدفع نحو العدل ثانيا: الدفع نحو الاخلاق ثالثا: الدفع نحو التعايش رابعا: الدفع نحو التعاون لحل مشاكل الانسان
الاجتهاد: الكلمة التي القيتها في الدورة التاسعة للحوار مع شورى الكنائس العالمية، كانت باللغة الفارسية، احاول نشر ترجمتها بالعربية من خلال عدة منشورات انشاء الله
في الندوة التاسعة للحوار مع شورى الكنائس العالمية
لمواجهة الطائفية والمذهبية لابد من عملية استنهاضية شاملة يتآذر لايجادها اتباع كل الأديان والمذاهب ، و يستغل لتعميقها وتوسعتها وتجذيرها كل من الثقافة والتعليم والتقنين
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن نعاني تجاه مسألة الاعتدال الديني من أمرين:
١. عدم وجود تعريف شفاف عنه بايدينا؛
وهذا بدوره أصبح مثارا لظهور بعض الابهامات حوله، او مبعثا لبروز افكار حوله ربما يحمل بعضها نوعا او شيئا من اللااعتدالية، لو لم نقل بانها نفسها تستبطن أجزاء من التطرفية.
٢. عدم وضوح طريقة لنا نحاول عبرها تحقيق وترسيخ الاعتدال الديني في المجتمعات:
وهذا الفقدان مسبب الى حد كبير عن الفقدان الاول الذي هو عدم وضوح حدود الاعتدال الناتجة عنه الابهامات والسلائق المضرة.
المحور الاول: تعريف الاعتدال الديني
الاعتدال الديني هو ما یتمثل في مجموعة منسوبة الى دين مّا من الافكار والسير والاساليب، يتبناها ويحملها ويبرزها بعض من يتدينون به، وهو متكوّن من أربعة مؤلفات:
أولا: الدفع نحو العدل
أي: كون المجموعة ذات اتجاه عادل قبال غير المتدينين بذلك الدين، فالاعتدال الديني الحاصل في حوزة دين مّا، يدفع المتدينين بذلك الدين على رعاية حقوق غيرهم والعدل تجاههم.
ثانيا: الدفع نحو الاخلاق
أي: كون المجموعة ذات اتجاه اخلاقي تجاه الغير، فالاعتدال الديني يبعث على تبنّي التعامل الاخلاقي والاحساني الانساني مع الغير.
ثالثا: الدفع نحو التعايش
أي: كون المجموعة (التي يتمثل الاعتدال فيها) ذات اتجاه الدفع نحو التعايش مع الغير:
وهذه المؤلفة للاعتدال الديني تُحقِّق اداء هو اكثر تقدما واهمية وتحركا مما تقدمه وتقتضيه المؤلفتان السابقتان، حيث انه حسبها ليس ما يحصل، فقط هو العدل والاحسان، بل هما يحصلان بها بالاضافة الى تكوين عيش مشترك على اساسها (وطبعا بصياغته المعاصرة)، والعيش المشترك يعني الدخول في القبول الجاد لتحقق مصيرة مشتركة عيشية مع الغير والالتزام بها.
رابعا: الدفع نحو التعاون لحل مشاكل الانسان
أي: كونها ذات اتجاه التحريك نحو التعاون الجاد على الخير مع الغير، وهذا الاداء للاعتدال الديني يمثل الذروة من الدور الذي يمكن أن يتحقق بالاعتدال الديني.
فلو تحقق هذا الاداء من منطلق الدين فهو يعني ان أصحاب هذا الاعتدال الديني (الذين هم اتباع دين ما) ليسوا فقط يبادرون على تحقيق مصيرة مشتركة مع غيرهم في الحياة والعيش، بل يتجهون نحو التركيز على الاهتمام بالمشاكل الظاهرة امام الانسان المعاصر ومجتمعه، والدخول في المشاركة مع غيرهم لحل هذه المشاكل.