خاص الاجتهاد: قال سماحة الشيخ أبو القاسم مقيمي حاجي: إن الموسوعة المؤلفة من أعمال مؤسس الحوزة العلمية في قم الشيخ عبدالكريم الحائري “ره”، مع حواشيه وتقريراته، بما في ذلك مجلد واحد للإجازات ومجلد آخر للسيرة الذاتية، قد تم إنتاجها ونشرها في اثنين وعشرين مجلداً.
وأعلن سماحة الحجة الشيخ أبو القاسم المقيمي الحاجي، وهو مسؤول البحث العلمي في الحوزات العلمية، في مقابلة مع وكالة إيكنا، أن مؤتمر الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحوزة العلمية، والذي يعتبر مؤتمراً علمياً هاماً، قد تم إدراجه في جدول أعمال الحوزة منذ عدة سنوات. وعلى الرغم من الإعلان عن بعض التواريخ المقترحة لعقده، إلا أن التاريخ النهائي للمؤتمر لم يتم تحديده حتى الآن، وسيتم الإعلان عنه عند التأكد من جميع التفاصيل.
وقال: سيتم تخصيص جزء من هذا المؤتمر لإحياء ذكرى وإبراز أعمال آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، وذلك بجهود دؤوبة من آية الله فرحاني وبإشراف مباشر من آية الله استادي. وقد تم إنجاز مشروع ضخم يتمثل في جمع وتصنيف ونشر جميع أعمال مؤسس الحوزة، والتي تضمنت حواشيه وتقريراته الشخصية، بالإضافة إلى مجلد خاص بالإجازات التي منحها ومجلد آخر لسيرته الذاتية، وقد تم إصدار هذه الأعمال في موسوعة شاملة تتكون من اثنين وعشرين مجلداً.
وقال معاون البحث العلمي في الحوزات العلمية: “إلى جانب إصدار هذه الموسوعة، كان من الضروري توثيق وتسجيل تاريخ الحوزة العلمية وإنجازاتها العلمية على مدار القرن الماضي. وقد كان هذا هو الهدف الأساسي للمؤتمر، وهو ما استدعى تخصيص وقت أطول للتحضير له. إن تاريخ تطور المعرفة في الحوزة العلمية في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى دور الحوزة العلمية في مجال الدعوة إلى الإسلام والبحث العلمي والعمل السياسي والاجتماعي خلال القرن الماضي، يستحق الدراسة والتحليل بشكل مفصل.
وقال: إن معظم مقالاتنا استعراضية وترويجية، ولكن حتى هذه الكمية لم يتم البحث فيها بدقة فيما يتعلق بتاريخ المائة عام للحوزة. أي أنه يجب على شخص ما أن يأتي ليدرس المعارف والعلوم التي تم إنتاجها خلال المائة عام الماضية في الحوزة، ثم يقدمها في شكل مقالات. ولذلك، بدأت مجموعات عديدة، خاصة في العلوم الإسلامية، العمل على هذا الأمر، وهي الآن في طور الإكمال.
أوضح المقيمي الحاجي أنهم يسعون لإنتاج عشرة مجلدات تغطي عشرة مجالات عمل للحوزة العلمية، مثل الفقه والأصول، والتفسير، والتاريخ، والكلام، وبحوث مهدوية، والإعلام، والأدب، وغيرها. وقد تم الانتهاء من بعض الأجزاء، ولكن هناك أجزاء أخرى لا تزال قيد الإنجاز. ولذلك، فإن أهم أجزاء مؤتمر المئوية هو أولاً إحياء آثار الحاج الشيخ عبد الكريم ونشر موسوعته، وثانياً تقديم تقرير عن إنجازات الحوزة العلمية ومعارفها وحالتها على مدى المائة عام الماضية.
قال معاون البحث العلمي في الحوزات العلمية: نعتزم عقد المؤتمر خلال الأشهر الثلاثة القادمة إذا لم يطرأ أي عائق. ومن الأمور الهامة التي سيتم القيام بها في هذا المؤتمر هي نشر نصف المحتوى الذي تم إنتاجه للمؤتمر في عشرين مجلة ونشرة علمية، وذلك لضمان الجودة العلمية للمؤتمر وزيادة جاذبيته.
وأضاف المقيمي الحاجي موضحاً: تم نشر عددين من المجلات يتعلقان بالأعمال الفقهية والمنهج الفقهي للشيخ عبد الكريم الحائري. كما تم نشر أعداد أخرى تتناول موضوعات مثل الأخلاق، والعلوم الاجتماعية، وتاريخ وعصر الشيخ الحائري، والعرفان، والمهدوية، والحديث، والدعوة، والحوزة والإعلام.
قال معاون البحث العلمي في الحوزات العلمية: تم إرسال عدد كبير من المقالات من هذا المؤتمر إلى النشرات والمجلات العلمية. حتى الآن، نشرت عشرون نشرة مختلفة محتوى مرتبطًا بالمؤتمر، ومن بين هذه النشرات، هناك نشرات تابعة لوزارة العلوم والحوزة العلمية ومراكز بحثية متخصصة. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من المؤتمرات الكبرى في العالم تنشر مقالاتها في مجلات علمية رفيعة المستوى، ونشر هذه المقالات في مجلات مهمة هو دليل على أهمية المقال.
وأضاف قائلًا: لدينا عدة نشرات أخرى قيد الإعداد وسيتم نشر المقالات فيها تباعًا، ولكننا وصلنا حتى الآن إلى عشرين نشرة. كما تم عقد العديد من الندوات والمحاضرات التحضيرية للمؤتمر في إيران وباكستان والهند، وفي مدن مثل قم ويزد. ومن بين هذه الندوات، كانت هناك ندوة كبيرة في مدرسة دار الشفاء بمناسبة ذكرى رحيل آية الله العظمى الصافي.
قال الأستاذ في الحوزة العلمية: “عقدت خمسة وعشرون ندوة من قبل مجموعات علمية مختلفة في مراكز متخصصة بالحوزة. كما نظمت معاونية البحث العلمي بالتعاون مع مركز الإعلام في الحوزة أربعين ندوة حتى الآن. وقد أعدت إذاعة المعارف خمسة عشر برنامجًا ضمن برنامج “شجرة طوبی” حول هذا الموضوع”.
وأضاف المقيمي الحاجي قائلًا: “هناك برامج أخرى قيد الإعداد، مثل سلسلة من الندوات الإقليمية، وسيزداد عدد هذه الندوات كلما اقتربنا من موعد انعقاد المؤتمر الرئيسي. والهدف من ذلك هو تعريف الطلاب بتاريخ الحوزة العلمية وإمكاناتها وأدائها، وتعزيز التغطية الإعلامية لهذه الندوات”.