الاجتهاد: أشار قائد الثورة الاسلامية في ايران، الإمام السيد علي الخامنئي “دام ظله” في كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني، الى أن “الإعلام المضاد الذي يتحدث يوماً بعد يوم ويتسلح بالحداثة بإمكانه إثارة الأضاليل، لكنّ الشمس لا تغيب”، معتبرا ان “الثورة الإسلامية استبدلت الإستبداد بالحريّة وجعلت من الشعب يحمل شعار “نحن نستطيع”.
وأكد قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، اليوم الأحد، أن القضية الفلسطينية تحولت إلى القضية الأولى في العالم الإسلامي بفضل الإمام الراحل.
وقال سماحته في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية الـ 34 لرحيل الإمام الخميني (رض) إن الأجيال القادمة بحاجة لمعرفة المزيد عن الإمام الخميني العظيم، جيل الشباب في البلاد بحاجة اليوم إلى معرفة الإمام.
وأضاف، نحن جميعاً بحاجة إلى التعرف على هذه الشخصية العظيمة متعددة الأبعاد، لا يمكن حذف قادة التاريخ أو تحريف مسيرتهم، أبعاد شخصية إمامنا العظيم أكثر تنوعاً من ابن سينا والشيخ الطوسي.
وتابع، إن الإمام متميز في الفقه والفلسفة والتصوف النظري وفي الإيمان والتقوى وفي قوة الشخصية وقوة الإرادة وفي السياسة الثورية وإحداث تغيير في النظام البشري.
وأضاف، لم تجتمع هذه السمات معاً في أي من شخصياتنا التاريخية، شخصية الإمام مثل الشمس التي لا تقف وراء السحاب.
وأكد سماحته أن الثورة الإسلامية حولت الإستبداد إلى حرية وحولت انعدام الهوية إلى الهوية الوطنية والثقة بالنفس، وقال، بفضل الإمام تحولت قضية فلسطين إلى القضية الأولى في العالم الإسلامي وصلب إهتمام الشعوب الإسلامية بعد أن كان الصهاينة وأنصارهم يعتبرون أنها إنتهت.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن الإمام الراحل أطلق مسار الصحوة الإسلامية، وقال، ان الأمة الإسلامية اليوم أكثر حيوية ونشاطا واستعدادا مما كانت عليه قبل مرحلة الإمام، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من العمل في هذا المجال.
ولفت سماحته إلى أن الإمام أحيا أجواء الاهتمام بالروحانيات حتى في البلدان غير الإسلامية، وقال، ان ما جعل الإمام قادرا على إحداث هذه التغييرات في العالم هو إيمانه وأمله. كان الأمل عنصراً حقيقياً في قلب الإمام ويتجلى بوضوح عند الإمام قولا وفعلا.
وأضاف الإمام الخامني أن الإسلام الذي أراده الإمام ليس إسلام الرأسماليّة وليس الاسلام الملتقط من ثقافة الغرب، الامام رفض كلّ هذه النظريّات الركيكة، ولم يقبل بالتوجهات، بل كان لديه ثقة بالشعب وبالقاعدة الشعبية
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن جبهة العدو وجبهة الاستكبار وجبهة الصهيونية وقوى العالم المتغطرس تصطف اليوم بوجه الشعب الإيراني كما في السابق، وقال أن “الأهداف لا تتغير، وجبهة الأعداء والاستكبار والصهاينة لن تتغيّر،وهي كالسّابق تصطفّ أمام الشعوب، لكنّ الشعب الايراني أصبح أكثر قوة، وهم أصبحوا أكثر ضعفاً”، معتبرا ان “أدوات المواجهة قد تتغيّر عبر السنوات، لكنّ الجبهات لا تتغيّر”.
ودعا سماحته شعب إيران العظيم، إلى العمل بنصيحة الإمام الراحل، وقال، تنتظرنا أعمال كثيرة ونحتاج إلى نصيحة الإمام.
وأضاف، في عصر الذكاء الاصطناعي، لا يمكن العمل بنفس الأساليب التي كانت سائدة قبل أربعين عاماً، واليوم يجب اختيار الأدوات بما يتناسب مع العصر.
وأكد سماحته أن الشعب الإيراني بحاجة لمواصلة التغييرات واصلاح شؤون الشعب مرتبط بها، لافتا الى ان الشعب الايراني بحاجة الى الوسائل الناعمة التي تجلت في شخصية الامام.
وأضاف، وصيتي هي تعزيز الإيمان والأمل فهدف الأعداء هو هذا الإيمان والأمل، نوصي بتعزيز الايمان والامل لان العدو يسعى لحذفها، صيانة المصالح الوطنية تتحقق في الايمان والامل.
وتابع، إن آخر محاولات الأعداء تجلت في أعمال الشغب التي حصلت الخريف الماضي وعلى الجميع ان يعلموا بأن التخطيط تم في الغرب، وقال، ان بعض العناصر الخائنة نفذت مخططات الأعداء وكانوا أدوات رخيصة لهم.
وأكد سماحته أن هؤلاء الحمقى ارتكبوا الخطأ مرة أخرى ولم يعرفوا الشعب الايراني العظيم، وقال، ان الشعب الايراني لم يبدى أي اهمية لدعواتهم وشبابنا نزلوا الى الجامعات والشوارع وقاموا بواجباتهم وافشلوا مخططات العدو.
ولفت سماحته إلى أن العدو يحاول إحباط أمل الشباب الإيراني، وقال، هناك مشاكل والعدو يحاول إبراز هذه المشاكل أمام شبابنا. إن شاء الله ستحل كل هذه المشاكل.
وأضاف، ينبغي ألا تضعف المشاكل الأمل. عندما نواجه مشاكل، يجب أن نبحث عن طرق لحل هذه المشاكل.
وتابع، لدينا مشاكل ولكن بالمقابل لدينا أحداث وظواهر تبعث على الأمل. العدو لا يريد أن يدعنا نرى هذه الظواهر الواعدة. هذه الظواهر هي أكثر بكثير من المشاكل.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء