لفت الإمام الخامنئي إلى تصريحات أخيرة لأحد المسؤولين الأمريكيّين قال فيها أنّه يجب أن نجلس مع إيران على طاولة التفاوض وأن نطالب بالأمور الفلانية ومن ثمّ توافق إيران ثمّ علّق سماحته قائلاً: عليهم في حال أرادوا إجراء مفاوضات كهذه أن يذهبوا إلى أولئك الذين يعملون لديهم كالبقرة الحلوب. الجمهورية الإسلامية جمهوريّة المؤمنين، وهي جمهورية المسلمين لله وجمهوريّة العزّة.
الاجتهاد: انعقد صباح يوم الثلاثاء ١٧/٩/٢٠١٩ درس بحث الخارج للفقه حيث أشار الإمام الخامنئي في بدايته إلى الوعي العميق والمذهل للشعب الإيراني في التصدّي لمؤامرات الأعداء خلال العقود الأربعة الماضية واعتبر سماحته أنّ الحل الوحيد لمشاكل البلاد يكمن في الاعتماد على الناس والشباب وأخذ القدرات المحليّة على محمل الجدّ.
كما لفت قائد الثورة الإسلامية إلى طرح موضوع التفاوض مجدّداً من قبل الأمريكيّين حيث اعتبر سماحته أنّ الهدف من حيلة التفاوض هو فرض إرادتهم وإثبات فعاليّة سياسة الضغط القصوى على إيران وشدّد الإمام الخامنئي قائلاً: لا تملك سياسة الضغط الأقصى على الشعب الإيراني أدنى قيمة وجميع مسؤولي الجمهورية الإسلامية يعتقدون بصوت واحد أنّ التفاوض مع أمريكا لن يحصل ضمن أي مستوى من المستويات.
اعتبر قائد الثورة الإسلامية في بداية أولى جلسات بحث الخارج في الفقه بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد في الحوزات العلمية أنّ مجالس عزاء أبي عبدالله عليه السلام في محرم هذا العام كانت أكثر ازدهاراً من أي عام مضى ولفت سماحته قائلاً: هذه الحقيقة الزاخرة بالمعاني والدلالات تثبت أنّ علاقة الناس بأهل البيت (عليهم السلام) علاقة قويّة.
وفي معرض آخر من حديثه تحدّث قائد الثورة الإسلامية حول طرح الأمريكيّين لقضيّة التفاوض وعلّق سماحته قائلاً: لقد أعلن مسؤولو البلاد انطلاقاً من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وصولاً إلى الآخرين بصوت واحد أنّنا لن نفاوض أمريكا، لا مفاوضات ثنائية ولا مفاوضات متعدّدة الأطراف.
وشدّد الإمام الخامنئي قائلاً: إذا تراجعت أمريكا عن كلامها وتابت وعادت إلى الاتفاق النووي الذي نقضته، فحينها تستطيع أمريكا أن تشارك أيضاً في مجموعة الدول الأعضاء في الاتفاقية وأن تتحدّث إلى إيران، لكن في غير هذه الحالة لن تكون هناك أيّ مفاوضات ضمن أيّ مستوى بين مسؤولي الجمهوريّة الإسلامية والأمريكيّين، لا في نيويورك ولا في غيرها.
وأوضح قائد الثورة الإسلامية أنّ الجمهورية الإسلامية واجهت على مدى الأعوام الأربعين الماضية أنواع الحيَل وأنّ الأعداء عجزوا عن إلحاق الهزيمة بإيران العزيزة، ثمّ تابع سماحته قائلاً: لقد هُزمت سياساتهم واحدة تلو الأخرى أمام سياسات الجمهورية الإسلامية وسوف تُلحق الجمهورية الإسلامية بعد اليوم بفضل الله الهزيمة بهم أيضاً وستخرج من ميدان [الصراع] شامخة ومنتصرة.
وشرح الإمام الخامنئي هدف الأمريكيّين من طرح قضية التفاوض مع إيران مجدّداً قائلاً: على الجميع أن يعلموا ويلتفتوا لكون هذه حيلة. يتحدّثون حيناً حول التفاوض غير المشروط، ويتحدّثون حيناً آخر حول مفاوضات تتضمّن ١٢ شرطاً. هذا النوع من التصريحات منشؤه إمّا سياستهم المضطربة أو هو حيلة لتضييع الطرف المقابل. طبعاً فإنّ الجمهوريّة الإسلامية لا تضيع لأنّ مسارنا واضح المعالم ونحن ندرك ما الذي نفعله.
وأشار سماحته إلى أنّ هدف الأمريكيّين من التفاوض ليس إيجاد حلّ عادل بل فرض مطالبهم الوقحة وأردف قائد الثورة الإسلاميّة قائلاً: لقد أشرت سابقاً إلى أنّ هدف أمريكا من التفاوض ليس سوى فرض مطالبها لكنّ هؤلاء باتوا وقحين لدرجة أنّهم يصرّحون أنفسهم اليوم بهذه الحقيقة.
ولفت الإمام الخامنئي إلى تصريحات أخيرة لأحد المسؤولين الأمريكيّين قال فيها أنّه يجب أن نجلس مع إيران على طاولة التفاوض وأن نطالب بالأمور الفلانية ومن ثمّ توافق إيران ثمّ علّق سماحته قائلاً: عليهم في حال أرادوا إجراء مفاوضات كهذه أن يذهبوا إلى أولئك الذين يعملون لديهم كالبقرة الحلوب. الجمهورية الإسلامية جمهوريّة المؤمنين، وهي جمهورية المسلمين لله وجمهوريّة العزّة.
وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته مبيّناً أهداف أمريكا من سياسة الضغوط القصوى والعمل في الوقت عينه على جرّ إيران إلى طاولة المفاوضات ثمّ قال سماحته: سياسة الحكومة الأمريكيّة تتمثّل بممارسة أقصى الضغوط على إيران ضمن إطار أنواع العقوبات، والتهديد وإطلاق الترّهات، لأنّ الحكومة الأمريكيّة الحاليّة تعتقد أنّه لا يمكن إخضاع الجمهورية الإسلامية من خلال المجاملات ولا يمكن دفعها للتواضع والتراجع.
وأضاف الإمام الخامنئي قائلاً: نظام الولايات المتحدة الأمريكيّة يسعى لإقناع أخصامه في الداخل والأوروبيّين أيضاً بأنّ مواجهة إيران بالضغوط القصوى يمثّل سياسة حتميّة.
ثمّ أشار قائد الثورة الإسلامية إلى إذعان الأمريكيّين وحلفائهم لفشل سياسة الضغوط القصوى في إخضاع إيران وتابع سماحته قائلاً: هدفهم من المفاوضات هو أن يثبتوا للجميع أنّ سياسة الضغوط القصوى نجحت في إجبار مسؤولي الجمهورية الإسلامية على القدوم إلى طاولة المفاوضات رغم تصريحهم سابقاً بأنّنا لن نفاوض، لذلك فإنّ السبيل الوحيد لمواجهة إيران هو فرض الضغوط القصوى.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية قائلاً: إذا استطاع العدوّ أن يثبت بأنّ الضغوط القصوى تشكّل علاجاً لمسألة إيران وتؤثّر على إيران، فسوف لن تشهد إيران وشعبنا العزيز أي رخاء، لأنّ هذه السياسة ستقف خلف كافّة سياسات أمريكا الاستكباريّة وسوف يكون الأمر بعد الآن على هذا النّحو بأنّ أي شيء وقح يطلبونه من الجمهوريّة الإسلاميّة، إن قلنا لهم “سمعاً وطاعة” فستنتهي القضيّة، لكن إن عارضناهم فسوف يبدؤون بفرض الضغوط القصوى مرّة أخرى.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ دليل إصرار الأمريكيّين وتوسيط بعض الأوروبيّين من أجل التفاوض وعقد اللقاءات يقع ضمن هذا الإطار وتابع سماحته قائلاً: طبعاً سوف أتحدّث عن الأوروبيّين في وقت لاحق لكنّ سبب إصرارهم على أن نعقد لقاء مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكيّة وقولهم بأنّ مشاكلنا ستُحلّ كلّها هو أن يثبتوا بأنّ سياسة الضغوط القصوى نجحت مع إيران وينبغي اتّباعها.
وشدّد سماحته قائلاً: علينا في المقابل أن نثبت أنّ سياسة فرض الضغوط القصوى على الشعب الإيراني لا توجد لها أدنى قيمة.
واستخلص قائد الثورة الإسلامية كلامه بشأن التفاوض مع أمريكا في نقطتين: ١) التفاوض مع أمريكا يعني فرض مطالبهم على الجمهورية الإسلامية، ٢) التفاوض يعني استعراض نجاح سياسة فرض الضغوط القصوى من قبل أمريكا.
المصدر: الموقع الرسمي لقائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي