الإمام الخامنئي: طوفان الأقصى كانت في الحقيقة نزع الأمركة

الاجتهاد: أكد قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله السيد علي الخامنئي(مدظله العالي) ان عملية طوفان الأقصى التاريخية نجحت حرفياً في قلب جدول السياسات الأمريكية في المنطقة، وإن شاء الله إذا استمرت هذا الطوفان ستمحو الطاولة.

التقى صباح اليوم (الأربعاء) 29/11/2023 ،جمعٌ من التعبويّين (البسيج) من جميع أنحاء البلاد مع قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله السيد علي الخامنئي(مدظله) في حسينية الإمام الخميني(قدس سره).

وقال قائد الثورة الإسلامية في بداية خطابه خلال هذا اللقاء: “ان التعبئة هي تذكار الإمام الخميني(قدس سره) الغالي للبلاد، وانه أسس هذه المنظمة وقال انه يتفخر بانه يكون من التعبويين”، مضيفا: “أن منطق التعبئة هو مبني على ان تجعل البلاد قوية قدر الإمكان في مواجهة التهديدات والمخاطر، و كان هذا المنطق هو العامل الرئيسي في خلق التعبئة ونفس المنطق موجود اليوم”.

وأضاف آية الله الخامنئي: “سجل التعبئة في هذه الأربعين سنة يؤكد صحة هذا المنظق ويدل على دقة الإمام الخميني وبصيرته، وحدث في وقت من الزمن في هذا البلد، يا أحبتي، أن وجود التعبئة كان حاسماً للبلاد”.

وأشار سماحته خلال هذا اللقاء إلى التطورات في غزة، وقال: “ان عملية طوفان الأقصى التاريخية كانت ضد الكيان الصهيوني، لكنها هي في الواقع كانت نزع الأمركة”، مؤكدا: “ان هذه الحادثة التاريخية تمكنت حرفياً من تغيير جدول السياسات الأمريكية في هذه المنطقة، وإن شاء الله إذا استمرت هذا الطوفان ستمحو الجدول بالكامل”.

وتابع قائد الثورة الإسلامية : “إن الجرائم الوحشية والقاسية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد أهل غزة، لافضحت هذا الكيان نفسه فحسب، بل فضحت أمريكا والدول الأوروبية الشهيرة، والحضارة والثقافة الغربية أيضا”.

واستنكر موقف أحد القادة الغربيين في تبرير جرائم الكيان الصهيوني تحت عنوان “الدفاع عن النفس”، وقال: “أن ثقافة الغرب وحضارته هي نفس الحضارة التي عندما يستشهد خمسة آلاف طفل بقنبلة فسفورية، يقول نظام دولة غربية ما، إن إسرائيل تدافع عن نفسها؛ هل هذا الدفاع عن النفس؟ هذه هي الثقافة الغربية؛ وفي هذه الحالة، فضحت الثقافة الغربية وشوهت سمعتها”.

وأشار آية الله الخامنئي إلى خطة الأميركيين الفاشلة لتغيير خريطة الجغرافيا السياسية لغرب آسيا، وقال: “قبل سنوات قليلة، انهم في قضية لبنان، قالوا يبحثون عن تأسيس “شرق أوسط جديد” على أساس احتياجاتهم ومصالحهم غير المشروعة، لكنهم فشلوا بالطبع”، مضيفا: “ان أمريكا أرادت ان تقضي على حزب الله لكنها فشلت وحزب الله اليوم أقوى بعشرة أضعاف بعد حرب”.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية فشل أمريكا في ابتلاع العراق من خلال تشكيل حكومة أمريكية أو حكم جنرال أمريكي عليه أو رئيس مدني أمريكي وحتى عراقي تابع للولايات المتحدة في فترة ما بعد الاحتلال، بأنه مظهر آخر من مظاهر الفشل الأمريكي في تشكيل الشرق الأوسط الجديد وأضاف: “في العراق الذي سعوا إلى ابتلاعه، اليوم تدخل نوى المقاومة العراقية لدعم القضية الفلسطينية”.

وصف سماحته فشل الأمريكان في السيطرة على سوريا عبر وكلائهم مثل داعش والنصرة مثالاً آخر على فشلهم وقال: “ان من خطتهم الأخرى في مشروع الشرق الأوسط الجديد إنهاء القضية الفلسطينية لصالح الكيان الغاصب بحيث لم يبق شيء يسمي فلسطين، ولكن ان حل الدولتين الغادر الذي كانوا قد صوتوا عليه من قبل لم يتحقق، واليوم لايمكن مقارنة تقدم فلسطين وحماس والجهاد الإسلامي وفصائيل المقاومة الأخرى بما كان عليه قبل 20 عامًا”، مؤكدا: “بالطبع أن الجغرافيا السياسية للمنطقة تتغير، ولكن ليس لمصلحة أمريكا، بل لمصلحة جبهة المقاومة”.

وعدد سماحة آية الله الخامنئي خصائص خريطة غرب آسيا الجديدة والناشئة، قائلا: “السمة الأولى لغرب آسيا الجديدة هي “نزع الأمركة، وهو ما يعني إلغاء الهيمنة الأمريكية على المنطقة”، وهو لايعني بالطبع قطع العلاقات السياسية للدول مع الولايات المتحدة، بل هو بمعنى إزالة السلطة والهيمنة السياسية للولايات المتحدة، وكما نرى، فإن بعض الدول التابعة لها بنسبة 100 بالمائة تتخذ الآن مواقف معارض مع الولايات المتحدة”.

ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة للسيطرة على المنطقة، أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تعزيز الكيان الصهيوني وتشجيع الدول على الارتباط به، مضيفا: “إن العلامة الواضحة على نزع الأمركة من المنطقة هي عملية طوفان الأقصى التاريخية العميقة والمؤثرة التي وإن كانت ضد الكيان الصهيوني، إلا أنها كانت في الحقيقة نزع الأمركة؛ حيث قلبت جدول السياسات الأميركية في المنطقة، ومع استمرارها ستمحو جدول السياسات الأميركية بالكامل”.

وأشار سماحته إلى تعطيل الثنائيات الوهمية والمفروضة في المنطقة كسمة أخرى من سمات غرب آسيا الجديدة وقال: “ثنائيات “عربي وغير عربي” و”شيعي وسني” واأسطورة “الهلال الشيعي” فقدت لونها، وقضية فلسطين مثال واضح عليها، لأنه خلال طوفان الأقصى وقبل ذلك كان الشيعة العرب وغير العرب يقدمون أكبر قدر من المساعدة للفلسطينيين”.

وأضاف آية الله الخامنئي: “في مقابل تلك الثنائيات المفروضة، تحكم المنطقة ثنائية جديدة اسمها “المقاومة والإستسلام”، واليوم يبرز تيار المقاومة الذي يعني عدم الاستسلام لـ”سلطة الولايات المتحدة وتوسعيتها وتدخلاتها، تيار واضح في المنطقة”، مؤكدا: “حل القضية الفلسطينية” سمة أخرى من سمات غرب آسيا الجديدة والنامية، حيث ان القضية الفلسطينية تتجه نحو الحل، أي إقامة السيادة الفلسطينية على كافة أراضيها بفضل الله”.

وأشار قائد الثورة إلى خطة الجمهورية الإسلامية ومنطقها المقبولة و الحضارية حيال قضية فلسطين التي تتمثل في إجراء الإستفتاء لكل الفلسطينيين، وقال: “ما عدا المحتلين، كل الفلسطينيين سواء المقيمين في فلسطين أو المقيمين في الدول المجاورة، والمخيمات وغيرها من المناطق، يجب أن تتمكن من التصويت لإدارة فلسطين، وبالطبع يقول البعض إن الكيان الصهيوني لن يتحمل أعباء هذه الخطة، ولكن لا بد من فرض هذه الإرادة عليه، وإذا تم اتباع هذه الخطة وسيتبع ذلك إن شاء الله، وإذا اتبعت نوى المقاومة إرادتها وقرارها بجدية، فسيتحقق هذا الهدف”.

ولفت إلى ما ينتسبه البعض في العالم عن الخطأ إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول رمي اليهود والصهاينة في البحر لحل القضية الفلسطينية، وقال: “رأي الجمهورية الإسلامية ليس رمي أحد في البحر، بل يجب أن تكون هناك حكومة على أساس رأي الشعب الفلسطيني، ويجب أن تقرر نفس الحكومة بشأن هؤلاء الأشخاص”.

وشدد آية الله الخامنئي على أن عملية طوفان الأقصى المهمة والفريدة من نوعها قد قربت الأهداف وسهلت الطريق، وقال: “إن الكيان الصهيوني الذي أغضبه هذا الطوفان، بدأ بقصف المستشفيات والمدارس، والشعب، وقتل الأطفال من أجل إطفاء غضبه، وهو بالطبع لم ولن يتمكن من القضاء على طوفان الأقصى بهذه الجرائم”.

وأشار إلى فشل الكيان الصهيوني في تحقيق كافة أهدافه خلال هذه الحرب، مؤكدا: “أن هذا الفشل لا يمكن تعويضه بالغضب والوحشية، لكن مثل هذه التصرفات جلبت المزيد من العار للكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وحتى العار للثقافة الغربية وحضارته”.

ووصف قائد الثورة جرائم الكيان الصهيوني خلال الخمسين يوماً الماضية بأنها خلاصة جرائم هذا الكيان طوال 75 عاماً من الجرائم في فلسطين، وأضاف: “إن قتل وتهجير الأهالي بمن فيهم النساء والأطفال وبناء المستوطنات مع تدمير بيوت ومزارع الفلسطينيين كان من أبرز جرائم الاحتلال المتواصلة خلال هذه السنوات الـ 75، وقد ارتكبوا كل تلك الجرائم بشكل مكثف خلال هذه الأيام الخمسين”.

 

المصدر: وكالة مهر للأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky