الإمام الخامنئي

الإمام الخامنئي “دام ظله”: «الغرب المتجدد» مذنب ومجرم بحق المرأة

الاجتهاد: على أعتاب ذكرى الولادة للسيّدة الزّهراء (ع)، التقت مجموعة من النساء المثقّفات والأمّهات النّخب والناشطات في المجالات الثقافيّة والاجتماعيّة والعلميّة، صباح اليوم الأربعاء 4/1/2023، مع الإمام الخامنئي “دام ظله”.

خلال اللقاء، وصف قائد الثورة الإسلامية نظام الرأسماليّة في الغرب بأنّه نظامٌ ذكوري يتفوّق فيه رأس المال على الإنسانيّة. ووصف سماحته «الغرب المتجدد» بأنه «مجرم ومذنب بحق المرأة»، ووجّه خطابه إلى الحضور مطالباً إياهنّ بفضح هذه «النظرة الكارثية للغرب».

التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الأربعاء 4/1/2023، بمئات النساء المثقفات والناشطات في المجالات الثقافية والاجتماعية والعلمية، مبيّناً النظرة الراقية والعادلة للإسلام تجاه «المرأة» في جوانب عدة منها الجنسانية والإنسانية، والحقوق والواجبات، وتحمل المسؤوليات الفردية والأسرية، والدور والمسؤولية الاجتماعية.

وعبّر الإمام الخامنئي عن سعادته لعقد «لقاء مفيد مع النساء»، مشيراً إلى المواضيع التي طرحها بعضهن، ومشدداً في الوقت نفسه على الاستفادة من هذه الاقتراحات.

في تبيين موقف الجمهورية الإسلامية، قال سماحته: «موقف الجمهورية الإسلامية من قضية المرأة تجاه المدعين الغربيين المنافقين هو موقف مساءلة وهجوم لأن “الغرب المتجدد” والثقافة الغربية المنحطة مقصران حقاً في هذا الشأن وارتكبا جريمة بحق مكانة وكرامة المرأة… نأمل في أن يترك تبيين وجهات نظر الإسلام وتكرارها بأسلوب مناسب عبر ألسن النخبويات والمثقفات وأقلامهنّ أثراً حتى في الرأي العام الغربي».

بالاستناد إلى آيات من «القرآن الكريم»، عدّ قائد الثورة الإسلامية أن تساوي الرجل والمرأة من المنظور الإنساني والجنساني هو من المسلّمات في الإسلام. واستدرك: «لا فرق بين الرجل والمرأة في التقييم الإسلامي والإنساني».

في السياق نفسه، رأى سماحته أن حقوق الرجل والمرأة وواجباتهما في الإسلام مختلفة لكنها متعادلة. وقال: «على عكس النظام الرأسمالي الغربي الذكوري جداً إن الرجل والمرأة في الإسلام يُبرَّزان في قضايا معينة ويتمتعان بامتيازات قانونية وفكرية ونظرية وعملية، لكن الغربيين ينسبون سيادة الرجل الخاصة بهم إلى الإسلام زوراً».

في إشارة إلى المبدأ الرئيسي للنظام الرأسمالي، أي تفوق رأس المال على الإنسان، قال قائد الثورة الإسلامية: «من وجهة النظر هذه إن أي شخص يستطيع أن يكدس ثروة أكثر يتمتع بقيمة ماهوية أكبر، وبطبيعة الحال ووفقاً لخصائص الرجال في تكديس رأس المال، يصير النظام الرأسمالي ذكورياً».

ورأى سماحته أن «مجال العمل» و«النظرة التلذذية إلى المرأة» استغلالان أساسيان للمرأة في الغرب. وقال: «كان الغرض الرئيسي من إثارة قضية “حرية المرأة” في الغرب هو سحبها من المنزل إلى المصنع لاستخدام النساء كقوى عاملة رخيصة».

كذلك، رأى الإمام الخامنئي أن الجدل حول تحرير ذوي البشرة السمراء في الحروب الأهلية الدموية لأمريكا في القرن التاسع عشر مثال على غش النظام الرأسمالي واستغلاله مضامين قيّمة. وقال: «في تلك القضية، سحب أصحاب رؤوس الأموال شمالي أمريكا ذوي البشرة السمراء من مزارع الجنوب نحو الشمال باسم الحرية واستخدموهم بأجور منخفضة».

من جهة ثانية، وصف سماحته «النظرة التلذذية» بأنها «ضربة رئيسية أخرى من الغرب إلى المرأة». وأوضح: «في هذه القضية المحزنة حقاً، يقنع النظام الرأسمالي باستخدامه أنواع الأساليب كافة المرأةَ بأن منفعتها وقيمتها تكمنان في السلوك الذي يجعل جاذبياتها الجنسية أكثر بروزاً أمام الرجال في الشوارع… هذه أكبر ضربة لمكانة المرأة وكرامتها». واستدرك: «خلافاً لهذه النظرة المنحطة إن الله في “القرآن الكريم” يجعل المرأة قدوة للرجال».

بالاستناد إلى الإحصاءات والحقائق التي تعلنها حتى المراكز الرسمية للدول الغربية، وصف قائد الثورة الإسلامية ادعاء الغرب بالدفاع عن حقوق المرأة بـ«منتهى الوقاحة». وقال: «الحرية المزعومة لدى النظام الرأسمالي هي عين “الأسر والإهانة” للمرأة».

وأسهب سماحته: «التجارة والعبودية الجنسية، وكسر الحدود الأخلاقية والعرفية كلها، وجعل قضايا مثل الشذوذ الجنسي قانونية وهي محرمة في الأديان الإلهية كافة، وفظائع أخرى، كلها نتيجة النظرة والثقافة الغربية تجاه المرأة… لذا إن اجتناب النظرة الغربية في قضية المرأة بشدة هو من الواجبات العملية».

في جانب آخر من حديثه، أشار الإمام الخامنئي إلى قضيّة الأسرة ودور المرأة فيها، قائلاً: «بناء الأسرة قائمٌ على أساس قانون عام في الخلقة هو الزوجيّة، وهذه النظرة تقع في النقطة المقابلة للتعارض الهيغلي والماركسي الذي يقول إنّ منشأ الحركة هو التعارض، إذ إنّ الحركة في منطق الإسلام ومنها استمرار النسل منبثقة عن الزوجيّة والرفقة، وهذه النظريّة تحتاج أن يُعمَل عليها على نحو جدّي وأساسي».

ورأى سماحته أنّ السبب في وضع ضابطة وقانون للزوجيّة وبناء الأسرة في الإسلام وسائر الأديان الإلهيّة هو «منع التفلّت»، وأضاف: «التزام هذه الضّوابط يؤدّي إلى سلامة الأسرة والمجتمع، إذ إنّ الأسرة هي الخليّة المكوّنة للمجتمع». كما رأى أنّ الدورين الأساسيّين للمرأة في المنزل هما الأمومة والزوجيّة، واصفاً هذين الدورين بأنهما أهمّ مهمّاتها وأكثرهما أساسيّة.

لكنه قال: «إدارة شؤون المنزل لا تعني الانعزال فيه واجتناب التدريس والجهاد وممارسة الأنشطة السياسيّة والاجتماعيّة، بل قدرة المرأة على فعل أي عمل تستطيعه وترغب فيه دون التأثير في أصالة إدارة المنزل».

قائد الثورة الإسلاميّة أكد أن لا إمكانيّة لإدارة الأسرة دون حضور المرأة وإحساسها بالتكليف، وأوضح: «كما لا يوجد أدنى شكّ لدى أي امرأة في تقديمها حفظ حياة ابنها على العمل الإداري الفلاني، لا شكّ وتردد في أهميّة التربية الأخلاقيّة والإيمانيّة للأبناء».

ووصف سماحته وضع الأسرة في الغرب بـ«المتلاشي»، وأردف: «هذا الخطر أيضاً رفع أصوات الاعتراض بين المفكّرين والمصلحين الغربيّين ذوي النيات الخيّرة، لكنّ منحدر الانهيار التدريجي للأسرة في الغرب سريعٌ لدرجة تتعذّر معها إمكانيّة إيقافه أو إصلاحه».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky