حوزة جبل عامل تتألق: مؤتمر دولي يكرم الشهيد السيد نصر الله وتشيد بمقاومته

خاص الاجتهاد: المؤتمر الدولي “جبل عامل” لتبيين منهج السيد نصر الله، ينظمه مركز إدارة حوزة طهران العلمية، بمشاركة شخصيات دينية ودولية.

أقيم أمس الخميس حفل تكريمي بجوار مرقد السيد عبد العظيم الحسني (ع)، في قاعة الشيخ الصدوق (ره)، وبمناسبة الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد الشهيد السيد حسن نصر الله وشهداء المقاومة، بحضور سفراء وممثلين عن دول اليمن، فنزويلا، نيكاراغوا، والعراق، والجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى جانب نخبة من العلماء، الإداريين، الأساتذة، الطلاب، وجمهور غفير من مختلف شرائح المجتمع.
وأشاد آية الله أراكي بهذا المؤتمر الدولي الذي أقيم لتكريم الشهيد المجاهد السيد حسن نصر الله.

وفي هذا الحدث، ألقى كلمات عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الأستاذ رشاد رئيس مجلس حوزة طهران العلمية، والشيخ رحيمي صادق مدير حوزة طهران العلمية، والشيخ حسيني کوهساري نائب العلاقات الدولية في الحوزات العلمية.

كما تضمن المؤتمر أمسية شعرية باللغة العربية للشاعر الدكتور سيد محمد علي الحسيني، وجلسة حوارية حول المقاومة، شارك فيها أبو شريف ممثل حركة الجهاد الإسلامي والسفير اليمني، وتناولت الجلسة عنوانين رئيسيين: “نصر الله امتداد للروحانية الأصيلة لجبل عامل” و”مدرسة نصرالله دليل للجبهات المقاومة.

وفي جزء آخر من هذا الاحتفال، تم قراءة رسالة المرجع الديني آية الله نوري الهمداني تلاها حجة الإسلام والمسلمين رحيمي صادق، وقد أكد فيها المرجع نوري الهمداني على دور حوزة جبل عامل ولبنان في تقدم الشيعة، ووصف السيد حسن نصر الله بأنه ابن مبارك لهذا المسار.

وجاء في رسالة المرجع الديني آية الله نوري الهمداني دام ظله:

بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
الْحَمْدُلِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَی سَيِّدِنا وَنَبِیِّنَا أَبِی ‌الْقَاسِمِ المصطفی مُحَمَّد وَعَلَی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ سیَّما بَقیَّهَ اللَّهِ فِی الأرَضینَ.

سلامًا وتحيّةً لذلک المجمع الكريمِ الَّذي اجتمع فيه كوكبةٌ من العلماءِ والْوجوه العلمية والسّياسية.

لا شكّ أنّ للعلماءِ دورًا حاسمًا في تاريخ البشريّة في كلّ الجوانب، وبناءً عليه، فقد أوكلت مهمة هداية البشرية بعد الله تعالى ورسله وأئمته المعصومين “عليهم السلام” إلى العلماءِ المتَّقين والأخلاقِيِّين والمجاهدين، وهم عند الله تعالى في مكانة عالية ورفيعة.

«إنَّ اَكْرَمَ العِبادِ إلَی اللهِ بَعْدَ الاَنبیاءِ العُلَماءُ». وهم في يوم القيامة في مكانةٍ رفيعةٍ وشأنٍ عظيم، بل إنَّ لهم شفاعةً، وبالأخص العُلماء المجاهدون في سبيل الله، فهم أصحاب أجر مضاعف. وقد ورد في الأحاديث النبوية أنَّ من شُفعاء يوم القيامة ثلاثة، اثنان منهم خاصان بالعلماء والشهداء والمجاهدين في سبيل الله. «ثَلاثَةٌ یشْفَعُونَ إِلَی اللهِ یوْمَ القِیامَةِفَیشَفِّعُهُمْ: الْأنْبِیاءُ ثُمَّ الْعُلَماءُ ثُمَّ الشُّهَداءُ»
والعالم العامل هو الذي يزيل الشُّبهات ويحفظ حدود العقيدة.

«عُلَمَاءُ شِيعَتِنَا مُرَابِطُونَ فِي اَلثَّغْرِ اَلَّذِي يَلِي إِبْلِيسَ وَ عَفَارِيتَهُ يَمْنَعُوهُمْ عَنِ اَلْخُرُوجِ عَلَى ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا وَ عَنْ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ وَ شِيعَتُهُ وَ اَلنَّوَاصِبُ أَلاَ فَمَنِ اِنْتَصَبَ لِذَلِكَ مِنْ شِيعَتِنَا كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ جَاهَدَ اَلرُّومَ وَ اَلْخَزَرَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ لِأَنَّهُ يَدْفَعُ عَنْ أَدْيَانِ مُحِبِّينَا وَ ذَلِكَ يَدْفَعُ عَنْ أَبْدَانِهِمْ.

ولقد كان لعُلماء جبل عامل دورٌ بارزٌ في هذا الموضوع، فقد برز من بينهم الشيخ البهائي، والشهيد الأول، والشهيد الثاني، والمحقق الكركي، وعشرات العلماء المؤثرين عبر التاريخ، والذين برعوا ليس فقط في العلوم الشرعية بل وفي الجهاد أيضًا، وقد ذكر العلامة الأميني -رحمه الله- في كتابه “شهداء الفضيلة” أسماء بعضهم، وهذا موضوع يستحق دراسة مستفيضة. وفي عصرنا، جسّد سماحة السيد حسن نصرالله نموذجًا جديدا للعالم المجاهد.

وكان يتحلى بالشجاعة في تصرفاته، والتقوى في أعماله، والصدق في أقواله، ويمكن القول بأنه كان من أكثر الأشخاص تأثرًا بفكر الإمام الخميني -رحمه الله-. وقد استطاع خلال فترة توليه أمانة حزب الله أن يهزم العدو الصهيوني في عدة حروب، وسيساهم دمه الطاهر في زوال هذا الكيان الغاصب. كما أنه قلب موازين القوى في المنطقة، وأزعج أعداء الأمة، ورسم خارطة طريق جديدة للمحررين.

إن إيران الإسلامية ستظل سندا قويا لمحور المقاومة، ولن تنسى هذا الشعب العزيز. وقد رأى الجميع كيف تسارع الناس للدفاع عن هذا الشعب المظلوم بعد استشهاد سيد المقاومة، وتبرعوا بأرواحهم وأموالهم. وإن شاء الله ستستمر هذه المقاومة حتى النصر النهائي. وستقوم قواتنا المسلحة بمتابعة تحركات العدو وتوجيه ضربات قاصمة لأي اعتداء. وأنا على يقين بأن هذا المحور سينتصر بفضل توجيهات قائد الثورة الإسلامية.

وفي الختام، أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع العاملين في هذا المؤتمر، وخاصة إدارة حوزة علمية طهران، وأدعو الله تعالى أن يوفق الجميع. كما أتوجه بتحية إجلال وإكرام إلى أرواح شهداء المقاومة في غزة ولبنان وسوريا والعراق وإيران، وبالأخص السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين.
حسين نوري الهمداني
٤ جمادي الأولى ١٤٤٦.

وفي ختام هذا الاحتفال، تم تكريم سفراء دول فنزويلا، نيكاراغوا، اليمن، والعراق، وعدد من الشخصيات الأخرى، تقديراً لقرارهم بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب ودعمهم لجبهة المقاومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky