الاجتهاد: إنا لله وإنا إليه راجعون. توفي مؤسس “اتباع مذهب اهل البيت (ع) في جنوب السنغال”، حجة الاسلام الشيخ “نوح ماني”، في مقاطعة کاسامانس (Casamance)”
حيث درس سماحة الشيخ نوح ماني عميد مدرسة أهل البيت “عليهم السلام” في الحوزات العلمية الشيعية في العراق ولبنان وسوريا، وبعد عودته إلى بلاده، قام بنشاطات واسعة بالتبليغ والتثقيف، استمرت لأكثر من أربعين عامًا,
وأسس الشيخ “نوح” رحمه الله تعالى، مركز الرسول الأعظم (ص) في مدينة زیغنشور (Ziguinchor)، وقام بتربية العديد من التلاميذ وإعدادهم في مجال علوم القرآن الكريم والعطرة الطاهرة (ع).
نبذة مختصرة عن سيرة الشيخ نوح ماني زعيم الشيعة في جنوب السنغال رحمه الله.
نسبه وولادته :
ولد الشيخ نوح ماني سنة 1956مـ في قرية كولان، والده فامرا ماني وأمه فاطمة ماني المعروفة بـ(سيدغي).
ترعرع الشيخ نوح ماني في ظل والديه فامرا وفاطمة وتعلم من يد والده القراءة والكتابة وحفظ من يده الكثير من القرآن الكريم قبل سفره إلى غامبيا، حيث تعلم فيها المبادئ الإسلامية واللغة العربية. وقد كان مسقط رأسه وثنيون ولكن بجهد والده الشيخ فامرا ماني تمكن من تحويله إلى الإسلام.
دراسته :
بدأ الشيخ نوح ماني دراسته في ظل والده الشريف فامرا ماني ومنه تعلم القرآن الكريم وأصول الدين والصلاة.
وفي العام 1974مـ سافر الشيخ نوح ماني إلى دولة غامبيا طالبا العلم الشرعي، حيث تعلم فيها العلوم الإسلامية واللغة العربية، وكان عمره آنذاك ثمانية عشر عاما، ثم من غامبيا إلى مدينة تيواون. وبعد فترة من الدراسة في تيواون عاد إلى مسقط رأسه، حيث طلب من والده السماح له لمواصلة الدراسة في البلدان العربية.
سفره :
بعد أن أخذ الشيخ نوح رخصة السفر من والده لمواصلة الدراسة في الخارج غادر الشيخ السنغال متوجها إلى لبنان حيث تم قبوله في معهد الدراسات الإسلامية في لبنان الذي أسسه الإمام باقر الصدر ، وفيها تعرف شيخ نوح ماني على مذهب أهل البيت عليهم السلام واستبصر، وقد قضى في هذا المعهد سبع سنوات.
أخلاقه:
عرف الشيخ نوح ماني بسعة الصدر، والصبر على الشدائد، والجود والسخاء والبر والإحسان والعطف على الفقراء والمعاقين، كما أنه زاهد لا يزن في عينيه شيء من النعم الدنيا، إنه يصوم كثيرا كما يحيي الليل، ولا يفارق المسبحة، دائما مع الوضوء وذكر آل محمد، ويختم كلامه بالصلاة على محمد وآل محمد.
نشاطاته التبليغية :
بعد فترة من طلب العلم في الخارج رجع الشيخ نوح ماني إلى موطنه الأصلي السنغال، حيث تقابل سماحة الشيخ عبد المنعم الزين المبعوث من قبل السيد موسى الصدر، وأبدى له رغبته في متابعة الدراسة في النجف الأشرف أو في إيران، إلا أن الشيخ عبد المنعم الزين طلب من الشيخ البقاء في السنغال لتعليم الناس وإفادتهم من علمه.
يقول الشيخ نوح ماني هكذا عدت إلى جنوب السنغال كاسماس لأبدأ العمل انطلاقا من زيغنشور وماحولها حيث أنشأنا بمساعدة الشيخ عبد المنعم الزين والمؤمنين مدرسة الرسول الأعظم وذلك عام 1983مـ.
ففي هذه المدرسة بدأ الشيخ نوح ماني نشاطاته التبليغية بتعليم الناس العقائد وأحكام الدين على مذهب أهل البيت (ع). بعد أن استقر الشيخ في زيغشور ووجد من ينوبه في المدرسة انتقل الشيخ إلى قريته كولان،حيث انشأ فيها مدرسة بمعاونة بعض أهل الخير ومساعدة والده، الذي باع بقرة كان يملكها في سبيل إنشاء المدرسة. ومن خلال هذا العمل استبصر جميع أهل القرية، فقد أصبحت القرية الآن معروفة بالتشيع وهي أول قرية شيعية في السنغال.
وقد تعرضت الشيخ مضايقات من قبل بعض أهل القرى المجاورة بفعل سعاة الفتنة، إلا أنه استمر بالعمل حتى أقنع بعضهم بإرسال أبنائهم إلى المدرسة.
الشيخ نوح في الإذاعة :
لم ينحصر الشيخ نوح ماني نشاطاته التبليغية بالتعليم والتربية فقط في المدارس، بل شمل جميع الجوانب من بينها إذاعة السنغال الرسمية في زيغنشور فقد خصص للشيخ برنامجا خاصا في هذه الإذاعة رغم معارضة البعض، ولكن الحماية التي تمتع بها الشيخ من قبل خاله سليمان ساج، الذي هو واحد من وجهاء البلد ساعده في هذا المجال، وقد طلبوا من شيخ نوح ماني أن يكون برنامجه بعدة لغات لتعم الفائدة.
#انجازاته :
إن من أهم انجازات الشيخ نوح ماني هو إنشاءه مدرسة الرسول الأعظم في زيغنشور حيث تخرج في هذه المدرسة نخب كثيرون.
ثانيا تحويل قرية بكاملها إلى موالين لأهل البيت عليهم السلام وهي قرية كولان حيث هي مسقط رأسه فهي أول قرية شيعية في السنغال.
ثالثا : فتح مدارس عربية تابعة لمدرسة الرسول الأعظم (ص) التي هي تحت إشرافه في بقعات كثيرة في زيغنشور ، وكولان، وغودمب، وغينيا بيساو، وتم إرسال الآن عدد كبير من تلامذة شيخ نوح إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قم ومشهد.
#وفاته:
توفي سماحة الشيخ نوح ماني يوم الأحد الموافق 16 أوت 2020 في زيغنشور. وسيتم دفنه في مسقط رأسه بجوار والديه في كولان . . .
تقرير : عبد الله جالو خادم أهل البيت (ع)