مواجهة إسرائيل / شرايين التواصل الإيراني مع العالم الإسلامي

الاجتهاد: كان الاعتداء الإسرائيلي على إيران، ورد إيران السريع والحاسم بصواريخ “فتاح” و”خبير” و”سجيل”، حدثًا أثار ردود فعل إيجابية واسعة النطاق في العالم الإسلامي دعماً لإيران. وقد أدانت الدول الإسلامية هذه الجريمة بأشكال مختلفة، وأعربت عن دعمها لرد الجمهورية الإسلامية.

تجلت مظاهر التضامن بين حكومات ودول العالم الإسلامي مع إيران، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، في عدة بيانات رسمية، منها بيان منظمة التعاون الإسلامي (التي كانت تُعرف سابقاً بمنظمة المؤتمر الإسلامي) التي تضم 57 دولة عضواً، وبيان جامعة الدول العربية، والمبادرة التي طرحها وزير خارجية مصر، بالإضافة إلى بيان عشرين دولة مسلمة (مصر، تركيا، باكستان، السعودية، الجزائر، العراق، عمان، قطر، الأردن، الإمارات، البحرين، الكويت، ليبيا، الصومال، موريتانيا، بروناي، تشاد، غامبيا، جزر القمر، جيبوتي).

الأهم من مواقف الحكومات، هو الدعم الذي قدمته شخصيات ومنظمات متعددة في العالم الإسلامي لإيران، وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية، والتعبير عن سعادتها بالرد الإيراني. وتشمل هذه المواقف بيانات من مؤسسات بارزة مثل جامعة الأزهر الشريف في مصر، وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر، وجماعة أنصار الله في اليمن، واتحاد العلماء المسلمين في قطر، وحكماء المسلمين في الإمارات، وجمعية علماء الإسلام في باكستان، وجماعة أهل السنة والجماعة في باكستان، وحزب العدالة والتنمية في تونس، بالإضافة إلى تصريحات شخصيات مؤثرة كالشيخ أحمد الطيب، وزعيم حركة طالبان، والمفتي العام لسلطنة عمان، والمفتي العام لليبيا، ومفتي أهل السنة والجماعة في جنوب اليمن، والعلامة محمد تقي العثماني الديوبندي، وإمام المسجد الحرام، وخالد الملا، والعلامة رضا ثاقب البريلوي، وحامد كرزاي، ومئات الشخصيات الأخرى التي أصدرت بيانات رسمية أو عبرت عن دعمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تُظهر هذه المواقف أن مواجهة إسرائيل هي فكرة يتبناها أكثر من 80% من العالم الإسلامي، وأنها يمكن أن تكون قضية جامعة وداعمة للوحدة في العالم الإسلامي.

كما كانت المشاركة الشعبية القوية من أهل اليمن وباكستان والعراق وأفغانستان، بمختلف أطيافهم ومدارسهم الفكرية، من مظاهر الدعم اللافتة الأخرى. وأظهرت المظاهرات التي خرج بها الشعب في اليمن، والعراق، وتركيا، وباكستان، وتونس، وكشمير، وجنوب أفريقيا، والسنغال، وعشرات البلدان الأخرى، أن مكافحة إسرائيل هي مطلب شعبي واسع في العالم الإسلامي، وأن الجبهة الثقافية لهذه المواجهة بحاجة إلى تعزيز وتفعيل.

إذا تم تعزيز الجبهة الثقافية لهذه المواجهة، فمن المؤكد أن العديد من الشخصيات والمؤسسات ستساهم في دعم هذه الجبهة الثقافية، وستقدم لنا الدعم المادي والمعنوي في هذا المجال. لذلك، ونظرًا للضربات التي تعرضت لها الجبهة العسكرية، فإن تغيير التوجه وتعزيز الجبهة الثقافية، مع الحفاظ على الأهداف وتغيير التكتيكات، يمكن أن يحافظ على استمرارية الأهداف ويسير نحو تحقيقها عبر مسارات متعددة.

بقلم: حجة الإسلام والمسلمين مهدي فرمانيان

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky