كتاب الصلاة للميرزا أبي الحسن المشكيني

كتاب الصلاة للميرزا المشكيني.. أحدث موسوعة فقهية من مركز إحياء التراث

الاجتهاد: أصدر مركز إحياء التراث التابع للهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العباسية المقدسة عملًا موسوعيًا جديدًا بعنوان “كتاب الصلاة” للمؤلف العلامة الميرزا أبي الحسن المشكيني (ت١٣٥٨هـ)، في عشرة مجلدات، بعد تحقيق علمي دقيق قام به نخبة من المحقّقين في المركز.

وصرّح معاون مدير المركز الشيخ ضياء الكربلائي قائلاً: يمثّل هذا الإصدار إضافة نوعيّة إلى المكتبة الإسلاميّة؛ حيث يتناول المؤلّف أحكام الصلاة بتفصيل وتبويب دقيقين، مع مناقشة جملة من الآراء الفقهيّة المختلفة، خصوصاً رأي الفقيه المحقق الآغا رضا الهمداني، والشيخ الجواهري وغيرهم، كما وحلّل النصوص الشرعية المتعلّقة بهذا الركن العظيم من أركان الدين، فجاء الكتاب بعشرة مجلّدات.

وأضاف الكربلائي: يتميز الكتاب بأسلوب علمي رصين يجمع بين الأصالة والتوثيق، ممّا يجعله مرجعًا شاملًا للفقهاء والباحثين.

وختم الكربلائي: وقد تمّت مراجعة الكتاب علمياً في مركز الشيخ الطوسيّ للدراسات والتحقيق.

 

المحقّق الكبير الشيخ الميرزا أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني الأردبيلي النجفي
هو – رحمه اللَّه – ينتسب إلى بلدة «مشكين» من بلاد إيران، تقع شمال غرب مدينة أردبيل، تبعد عنها (40 – 50) كيلو متراً«». وقد ولد – رحمه اللَّه – في قرية من قرى هذه البلدة، في عام (1305ه)الموافق لسنة (1888م).

ولمّا بلغ من العمر خمسة عشر عاماً ترك قريته – مسقط رأسه و مرتع صباه – مهاجراً إلى مدينة «أردبيل»، طلباً للعلوم الدينية، و ذلك في عام (1320 ه)، و بقي فيها ثماني سنين جادّاً في تحصيل العلوم الدينية، أنهى خلالها مرحلتي المقدّمات و السطوح، حتى إذا أتقنها طمحت نفسه للمزيد، و سمت به همته إلى هجرة ثانية إلى عاصمة الحواضر الدينيّة «النجف الأشرف»، فشدّ الرحيل إليها في أواخر سنة (1328 ه)«».

وحيث إنّ وفاة المحقّق الأكبر المولى الآخوند – قدّس سرّه – كانت في أواخر سنة (1329ه)، فهذا يعني أنّ المحقِّق المشكيني – رحمه اللَّه – لم يدرك من بحث الشيخ الآخوند سوى شي‌ء يسير لا يتعدّى السنة الواحدة«».

بعد وفاة المحقّق الخراسانيّ – طاب ثراه – اختصّ شيخنا المترجم له بأحد أبرز تلامذته المرموقين و أحد المحققين المدقّقين الشيخ علي القوچاني – قدّس سرّه – إلى سنة (1337 ه)، حيث تاقت نفسه إلى المزيد من علوم آل محمد صلوات اللَّه عليهم – فهاجر هجرته الثالثة إلى كربلاء المقدّسة لحضور بحث الإمام المجاهد العظيم الميرزا محمد تقي الشيرازي- قدّس اللَّه روحه – و قد أدرك أواخر عمره الشريف، حيث تُوفّي عام (1338ه)، و حضر عنده يسيراً، و عاد – بعد وفاته رضي اللَّه عنه و أرضاه – إلى النجف الأشرف أُستاذاً، و اشتغل بالتدريس و التصنيف حتّى صار من العلماء الكبار و أساتذة الحوزة المشار إليهم بالبنان«».

العلاّمة المشكيني في كتب التراجم و الرّجال:
لقد ورد ذكره بالثناء الجميل في كتب تراجم الأعلام و الأعيان، و إليك يسيراً من هذا الذّكر العاطر:

1 – قال العلاّمة الشيخ آغا بزرگ الطهراني – رحمه اللَّه – في طبقاته: (إنّه عالم فاضل و فقيه نحرير و مدرّس كبير حسن التقرير

2 – و قال العلاّمة السيّد الأمين العاملي – رحمه اللَّه – في أعيانه: (إنّه عالم فاضل مدرّس مؤلّف).
3 – و ذكره العلاّمة آية اللَّه العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي – طاب ثراه – في الطرق و الأسانيد: (و من أروي عنه العلاّمة المدرّس الأُستاذ آية اللَّه الميرزا أبو الحسن المشكيني صاحب التعليقة الشهيرة على كفاية الأُصول).
4 – و ذكره الأميني في معجمه: (إنه عالم فقيه أُصوليّ من أساتذة الفقه و الأُصول)«».
5 – و قال عنه الشيخ محمد الرازي في كنزه: (و جمع كثير من الفضلاء الذين هم اليوم آيات عظام في قم و النجف و سائر البلاد و مراجع التقليد في العصر الحاضر استفادوا من محضره)«».

كما وردت ترجمة شيخنا الميرزا المشكيني – قدّس سرّه – إضافة إلى المصادر الآنفة في المصادر التالية:
1 – مصفى المقال في مصنّفي علم الرّجال للشيخ آغا بزرگ الطهراني – رحمه اللَّه – 1: 27.
2 – معجم المؤلّفين لعمر رضا كحالة 3: 295.
3 – و ماضي النجف و حاضرها لجعفر الشيخ باقر آل محبوبة 2: 303.
4 – المصلح المجاهد الخراسانيّ لعبد الرحيم محمد علي: 142.

أساتذته و تلامذته:
الّذي ذكره الشيخ بزرگ الطهراني – رحمه اللَّه – في طبقاته من أساتذة العلاّمة المحقّق المشكيني – قدّس سرّه – ثلاثة، و لم يذكر سواهم، و هم:

1 – المحقّق الأكبر الشيخ محمد كاظم الخراساني – طاب ثراه – و ذلك ما بين عامي (1328 ه – 1329 ه).
2 – المحقّق الشيخ علي القوچاني – قدّس سرّه – أرشد تلامذة المحقّق الخراسانيّ – قدّس سرّهما – على حدّ تعبير الشيخ الطهراني في طبقاته«». و ذلك ما بين عامي (1329 ه – 1337 ه).
3 – الإِمام المجاهد آية اللَّه العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي – قدّس اللَّه نفسه الزكيّة – و ذلك ما بين سنتي (1337 ه – 1338 ه).

أمّا تلامذته فكثيرون يعسر إحصاؤهم و التعرّف عليهم إلاّ على اليسير ممّن جادت بذكرهم كتب التراجم، و منهم بعض مراجع التقليد في عصرنا هذا، و إليك بعضهم:

1 – الشيخ محمد طاهر بن الشيخ عبد اللَّه بن الشيخ راضي: المتولّد سنة (1322 ه). و قد تلمّذ عند شيخنا المترجَم له في سطوح الأُصول و تخرّج فيها على يديه«».
2 – آية اللَّه العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي – رحمه اللَّه تعالى – ولد صباح يوم الخميس (20 – صفر – 1315 ه)، و تُوفّيَ ليلة الخميس (7 – صفر – 1411 ه)، و قد درس عند الميرزا المشكيني – قدّس سرّه – سطح الأُصول، و بالذات كتاب «كفاية الأُصول» للمحقق الخراسانيّ – قدّس سرّه – كما أنّ شيخنا المترجَم له كان من مشايخ السيد المرعشي في الإِجازة، كما جاء ذلك في كتابه «الطرق و الأسانيد»«».
3 – السيد مرتضى بن السيد جواد الخلخالي المولود سنة (1324 ه)، و هو عالم فاضل جليل من أساتذة الفقه و الأُصول«». ذكره العلامة الشيخ الطهراني في طبقاته عند ذكره لمصنّفات المحقق المشكيني – قدّس سرّه – بقوله: (رأيت الجميع بخطّه عند تلميذه المختص به السيد مرتضى الخلخالي)«».

آثاره العلميّة:
لقد أتحف المصنّف المترجَم له المكتبة الإِسلاميّة بنتائج يراعته الشريفة، و روائع تصانيفه المنيفة، مما كان سبباً لتخليد ذكره الجميل كعَلَمٍ من أعلام هذه الطائفة المحقّة، و إليك ما وقفنا عليه من تلكم الكتب القيّمة«»:

1 – حاشيته الشهيرة على كفاية الأُصول (حواشي المشكيني علی الكفاية): و طبعتها الحجريّة – مع الأصل في مجلّدين – متداولة في الأوساط العلميّة، و التي نقدّمها بين يدي القارئ العزيز.
2 – حاشية على العروة الوثقى.
3 – حاشية على مكاسب الشيخ الأعظم.
4 – حاشية على كتاب الطهارة للشيخ الأنصاري.
5 – و له حواشٍ على الرسائل العملية.
6 – رسالة في الترتّب.
7 – رسالة في الرضاع.
8 – كتاب الصلاة الكبير.
9 – كتاب الزكاة.
10 – كتاب الطهارة.
11 – رسالة في المعنى الحرفي.
12 – رسالة في الكرّ.
13 – كتاب المناسك.
14 – الفوائد الرجالية، و هو مطبوع و محقّق.

وفاته و مدفنه:
في أواخر عمره الشريف مرض شيخنا المترجَم له، فقصد بغداد من أجل المعالجة، و لكن الأجل كان قد اقترب، و حُمّ القضاء، ففارقت روحه الطاهرة بدنه الطاهر في مدينة الكاظمية المقدّسة، و تُوفّي – قدّس سرّه – في يوم الاثنين السابع و العشرين من جُمادى الآخرة عام (1358هـ)، و حمل إلى النجف الأشرف ليثوي إلى جنب سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليه السلام في الصحن المطهّر في الحجرة الواقعة يمين مقبرة آية اللَّه العظمى السيّد محمد كاظم اليزدي«».

المصدر: كتاب حواشي المشكيني علی الكفاية المجلد الأول

رابط قراءة الكتاب وتحميله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky