الاستفتاءات

فقه المجتمع في فكر السيد الخامنئي حفظه الله

ذكر الشيخ البقشي أن السيد القائد نقل في بعض كلماته تعريفا للشيخ البهائي استظهره من النصوص الشرعية وهو: البصيرة في أمر الدين. ومن هنا أمكن أن يكون للفقه معنى أوسع وأعمق من المتداول وإن كان غير متصادم مع المعنى الأول ونقل عن السيد القائد تأكيده على أن “مسؤوليتنا في الحوزة العلمية هي فهم الدين وليس فهم أحكامه فقط ” وأنه “ﻻبد أن يكون هناك فهم جامع للدين حتى نصل إلى فهم للأحكام الفقهية التفصيلية”.

موقع الاجتهاد: ألقى سماحة الشيخ عبد المحسن البقشي البحث الذي أعده تحت عنوان “فقه المجتمع في فكر السيد القائد ” على جمع من الطلبة والمهتمين في حوزة الامام الخميني للطلبة الحجازين. وذلك في الجلسة الثالثة من سلسلة الجلسات التي تعقد في رحاب فكر السيد القائد .
ومهد الاستاذ البقشي محاضرته بالحديث عن المصطلحات والعناوين التي تطرح هذه الابحاث الفقهية ضمنها عادة مثل فقه المجتمع- فقه الدولة -الفقه السياسي. واشار إلى أن هذه العناوين ربما تتداخل فيما بينها، وربما يكون بعضها أوسع من بعض.

وقد قسم البحث إلى مدخل وستة محاور
مر في المدخل بعجالة على ادوار البحث في الفقه الاسلامي المختلفة الذي مر فيه في سيره التاريخي انتهاءا بمرحلة الغيبة الصغرى والتطورات التي أعقبته ، وانتهى إلى أن فقه المجتمع أحد الفروع الفقهية المهمة التي برزت الحاجة إليه بعد قيام الجمهورية الاسلامية في ايران ، وأن الحديث سيدور حول رؤية السيد القائد لجمعه بين عنصري : الفقاهة والقيادة ، الأمر الذي من شأنه أن ينضج الرؤية ويجعلها أقرب للواقع .

اما المحاور الست فكانت علىذ الترتيب التالي:

ماهية الفقه
ماهية السياسة
ماهية الفقه السياسي
ماهية فقه الدولة والمجتمع
أنواع الفقه السياسي
نماذج من الفقه السياسي

المحور الاول: ماهية الفقه

وفي المحور الاول بعد استعراض المعنى اللغوي للفقه، والاصطﻻحي الذي يخص عادة بالعلم بالاحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية . ذكر الشيخ البقشي أن السيد القائد نقل في بعض كلماته تعريفا للشيخ البهائي استظهره من النصوص الشرعية وهو : البصيرة في أمر الدين .

ومن هنا أمكن أن يكون للفقه معنى أوسع وأعمق من المتداول وإن كان غير متصادم مع المعنى الأول ونقل عن السيد القائد تأكيده على أن “مسؤوليتنا في الحوزة العلمية هي فهم الدين وليس فهم أحكانه فقط ” وأنه “ﻻبد أن يكون هناك فهم جامع للدين حتى نصل إلى فهم للأحكام الفقهية التفصيلية” .

ثم تطرق إلى أن محصل من ما نقرأه من كلمات السيد القائد ينسجم مع فهم الامام الخميني الذي كان يرى أن الحكومة هي الفلسفة العملية للفقه ، وأن الفقه بمثابة مقررات تنظم وتدير حياة الناس.

المحور الثاني: ماهية السياسة

أما المحور الثاني فتحدث فيه عن ماهية السياسة وعرض فيه للمعاني المختلفة للسياسة لغة واصطلاحا. وقد اختار كثير من المفكرين الاسﻻمين تعريفها بأنها أسلوب إدارة المجتمع بهدف الوصول للكمال المادي والمعنوي .وهو ايضا المعنى الذي يذهب إليه السيد القائد وبالتالي فإن صلة الدين بالسياسة عنده وثيقة إذ هو الذي يجب أن يتصدى لهذا الدور، والسياسة بهذا المعنى ﻻ تحمل معنى سلبيا وأن السبب في نفور بعض الفقهاء من السياسة اختﻻط المفهوم بالمصداق الخارجي وتأثره به حيث عانى أتباع أهل البيت من السياسات الظالمة على مر التاريخ.

المحور الثالث: ماهية الفقه السياسي

وفي المحور الثالث تطرق الاستاذ البقشي الى المركب الاضافي من الفقه السياسي، فأشار إلى أن هذا المصطلح برز بشكل جلي بعد تشكيل نظام الجمهورية الاسلامية وحضور الفقه الديني في ساحات السياسة والمجتمع . والفقه السياسي يتمحور حول الاحكام العامة التي تتناول الاطار المجتمعي بظواهره المتعددة من القانون والثقافة والحقوق والجزاء والاقتصاد والضمان .
وكانت الظروف السياسية على المستوى التاريخي للشيعة لها دور في ضمور هذا العنوان في المدونات الفكرية والفقهية، ولكنه عندما تجددت الفرص وتتيح الظروف لابرازه، نجد العلماء والفقهاء يبادرون بالتصريح والتوضيح، كما هي ملحوظة مع الشهيد الأول والثاني في تقسيم أبواب الفقه وتضمينها بالجانب السياسي، والفيض الكاشاني، الملا النراقي، السيد الزنجاني ..

المحور الرابع : ماهية فقه الدولة والمجتمع

أما المحور الرابع فقد عرّف فيه فقه الدولة ومغايرته لفقه السياسة. وذكر أن فقه الدولة تتمركز بحوثه وتصوراته حول  الحاكمية السياسية للإسلام، والرؤى والمفاهيم التي ينطلق منها الفقيه في علاج قضايا الدولة وحاجياتها. وفي هذا السياق اشار الشيخ البقشي إلى فقه الدولة في نظر الإمام الخميني والسيد القائد ليس جزءً من داخل الفقه، بل هو رؤية حاكمة على منظومة الفقه بكل امتدادته المتنوعة، لتكون كل الاستنباطات الفقهية في جميع الأبواب والفصول قائمة على أساس فقه ادارة النظام الإسلامي والنظر اليه. وخلص إلى فقه الدولة في ظل هذه الرؤية سيكون واسعا وشاملا لكل المجالات الفقهية والشرعية، وذيلها بنصوص واستشهادات من وحي كلمات الإمام الخميني والسيد القائد.

المحور الخامس: أنواع الفقه السياسي

وفي المحور الخامس استعرض أنواع الفقه السياسي، وفي ضمنه عدّد أسباب وعوامل الاختلاف لدى العلماء في سعة وضيف الفقه السياسي، فمنها ذهاب البعض إلى ضرورة العصمة للحاكم، والترديد في وجود النظام السياسي في عصر المعصوم، والاعتقاد أن قداسة الدين تفضي إلى ضرورة ابعاد الفقه عن السياسة وتعقيداتها، وهيمنة ثقافة التقية لدى بعض الفقهاء ، وغيرها من الاسباب والعوامل .

المحور السادس: نماذج من الفقه السياسي

أما المحور السادس والأخير فقد ختمها الشيخ البقشي بتعداد الفقه وانواع واشكاله، التي كانت بين من حصره في البعد الفردي، وبين من وسعّه إلى الاطار الاجتماعي من دون أن يقترب إلى البعد السياسي، والآخر الذي استوعب كل المحاور والأبعاد من الجانب الفردي إلى البعد الاجتماعي إلى محور الحكومة السياسية كما هي جلية في رؤى الإمام الخميني والسيد القائد. وثم اشار إلى بعض معالم الفقه الديني لدى السيد القائد من العينية بين الدين والسياسة، واستيعاب الفقه لكافة الجوانب الاجتماعية والإنسانية، واستنباط الفقه في ظل الحكم الإسلامي.

المصدر: جامعة آل البيت (ع) العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky