شوقي علام

فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للإفتاء بمصر

انطلقت فعَاليَات المؤتمر العالمي الثالث للإفتاء ، الذي تنظمه “الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء” في العالم، على مدار 3 أيام بمصر، بحضور وفود من العلماء والمفتين من 63 دولة.

الاجتهاد: ويهدف رجال الدين خلال الحدث العالمي إلى بحث إشكاليات الفتوى، ودورها في استقرار المجتمعات، وإيجاد الحلول التي تواجه ظاهرة الفتاوى غير المنضبطة التي شاعت مؤخراً.

وقال شوقي علام مفتي مصر: “نحن نطمع بأن يكون هناك تشريع لمواجهة الفتوى في الفضاء الإلكتروني والقنوات القضائية، ونطمع أن يكون هذا التشريع سريعاً”.

وأضاف أن “مجلس النواب المصري تقدم بتشريع لضبط الفتوى في القنوات الفضائية ونوقش في اللجنة الدينية وسيعرض على اللجنة العامة كما أفصح عن ذلك المجلس، ونتمنى أن يخرج هذا التشريع لتنضبط على الأقل عملية الفتوى شيئاً فشيئاً”.

وحول توحيد الفتاوى عربياً، تابع علام قائلاً إن “هناك قضايا يمكن أن تكون فيها الفتوى موحدة ولكن هناك خصوصيات لكل دولة لابد أن تراعى، وفي كل مكان وزمان فتوى تتغير حسب المتغيرات”.

وقال مصطفى سيريتش رئيس العلماء والمفتي العام في البوسنة والهرسك في المؤتمر العالمي الثالث للإفتاء بمصر إن “أول مفتٍ هو الرسول عليه السلام والمفتي قائم مقام نبي، هو توقيع لله سبحانه وتعالى، هذه الفتاوى لم تكن مهمة أو أحد يهتم إليها من قبل، إلا خلال العقدين الأخيرين عندما جاء من يمثلون داعش وغيرهم ممن يصدرون الفتاوى ويعلنون الجهاد ضد العالم ، لذلك أصبحت الفتوى أكثر أهمية”.

وأضاف: “الآن أصبحت الفتوى أكثر أهمية ولكن كثيراً من علماء المسلمين ليسوا مؤهلين للفتوى، والآن بدأنا التفكير بأن الفتوى مهمة جداً، وفي الشرق الأوسط عموماً أصبح الإسلام قيمة كل واحد يريد أن يأخذها لنفسه، وهذا الصراع له آثار وتأثيرات، لذلك من المهم أن نعرف من الذي يستطيع أن يتكلم ويتحدث وأن يقوم مقام النبي ليقول كلمة الحق باسم الإسلام”.

وقال الدكتور أسامة العابد عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب المصري، إن “مجلس النواب تقدمنا بمشروع لضبط الفتوى ومنع الفتوى الشاذة ومنع وسائل الإعلام التي تعرض هذه الفتاوى، وهناك جزاءات لمن يتعدى مشروع القانون”.

وأضاف أن “الأصل في مشروع ضبط الفتوى أنه لا بد لمن يتحدث في الإفتاء أن يكون متخصصاً تخصصاً دقيقاً لا شطط فيه على الإطلاق، ويتكلم بوسطية واعتدال ومحبة ولا يوقع الفتن بين الناس”.

وتابع: “قمنا بجولة في سيناء من ضمن تجديد الخطاب الديني وضبط الفتاوى، وهذا جانب عملي استخدمناه في ملتقى الأديان السماوية لأننا نريد أن يكون المجتمع الإسلامي والمجتمعات العربية مجتمعات قائمة على المودة والمحبة وهم نسيج واحد”.

وأكد الداعية الإسلامي الحبيب الجفري، أن “الإطار الذي يجمع الدول العربية في موضوع الفتاوى هو ما نراه الآن من مضي السنة الأولى والثانية من تأسيس الأمانة العامة لدور الفتوى ومؤسساتها في العالم، وهذا النوع من الاجتماع المؤسسي التنسيقي هو بداية لهذا المشروع”.

التطرف والإرهاب له عدة عوامل، الفتاوى الشاذة واحدة من هذه العوامل، وهناك عوامل شرعية تراكمية ونتائجها أيضاً تراكمية، وهناك جزئيات أخرى لا تتعلق بالخطاب الشرعي بل لجهات أخرى مثل التربية والتعليم والاقتصاد والتثقيف والمعالجة النفسية فهي مسؤولية مشتركة يجب أن يتعاون الجميع فيها”.

وأبدى الجفري استغرابه لما يتم الحديث عنه باستمرار عن “تنقية” الخطاب الديني معتبراً أنه “هراء”، متسائلاً: “ما المقصود بتنقية الخطاب الديني، تقصدون أن هناك جزئيات من الخطاب تحتاج إلى تطوير وتعديل؟ نعم وهناك من يقوم على ذلك بشكل جدي، تقصدون بالتنقية النظر إلى الكتب الموروثة كالبخاري وغيره، هذا كلام لا يقبله من له أوليات الفهم للأكاديميات حتى العلمية، ولا أحد يُحترم إن قال احذفوا من الكتب واتركوا من الكتب”.

ولفت محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في المؤتمر العالمي الثالث للإفتاء بمصر إلى أن “المركز الرسمي للإفتاء بدولة الإمارات يعمل بمنهجية الفتوى الجماعية، ونرجو أن يتم الأخذ بتلك التجربة في الدول العربية والإسلامية، وأصدر مجلس الوزراء في الدولة قراراً بإنشاء المجلس الإماراتي للفتوى وهذا المجلس سيكون ضابطاً كبيراً جداً للفتاوى التي تصدر”.

وأضاف أن “الذي نتوخاه دائماً أن تكون وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي جانباً إيجابياً في ضبط الفتوى وعدم تطايرها وألا يتم تناقل الشر عبرها، ويجب على وسائل الإعلام أن تعي ذلك حتى لا تظل الفتاوى الشاذة منتشرة”.

وتابع أن “وسائل الإعلام إذا لم تضبط بقانون ينظم هذه الفتاوى ستظل منتشرة وسيظل أهل الشر ومن له تحزّب ومن يكره الإنسانية يصدرها ويعيد اجترارها ولن تنتهي المشكلة”.

وقال وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس إن “دُور الإفتاء يجب أن يكون لها دور أفضل مما هو عليه في بعض الدول، والأزهر الشريف يقوم بدوره في تبني قضايا الأمة، ونأمل أن يكون لدور الفتوى دور داعم للأزهر ولدار الإفتاء المصرية في تبني قضايا الأمة الإسلامية لتجنيب الشعوب العربية الفتن والمحن”.

وانتقد التحرك العربي والإسلامي، تجاه ما يحدث في الأقصى، مؤكدًا أنه ضعيف ولا يليق بالعالم الإسلامي، خاصة في ظل الاعتداء المتكرر من الكيان الصهيوني على المقدسات، دون رادع، واقتحام باحات المسجد الأقصى بكل تبجح.

وقال مفتي اليونان، إن “المسلمين في اليونان يأخذون الفتاوى الشاذة من دول الجوار”، موضحًا أن ذلك أمر سيىء للغاية ويؤثر بلا شك على الداخل اليوناني، مشددًا على ضرورة مواجهة تلك الفتاوى الهدامة التي تعيق تقدم المجتمعات.

وأضاف أن “المشكلة تكون عندما يكون إفراط وتفريط في الدين، إذا كان المسلم يتشدد في الدين يكون معذباً لنفسه ولغيره، وكذلك إذا ابتعد عن الإسلام ومبادئه فإنه يقع في الحظر كمن يبحث عن السعادة ولا يجدها”.

المصدر: أرم نيوز

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky