سن بلوغ الذكور

سن بلوغ الذكور في القرآن والسنة من وجهة نظر الفقهاء / د. الشيخ علي غضنفري

الاجتهاد: سن البلوغ من أهم المسائل الفقهية في باب الحجر في الفقه الاسلامي، حيث يبحث فقهاء الفريقين في هذا الباب عمن يمنع تصرفه قي أمواله کغير البالغ، وبهذه المناسبة يشيرون إلى سنّ بلوغ المذکر والمؤنث والخنثى، إلّا انهم اختلفوا في سنّ البلوغ بسبب اختلاف الروايات في هذا المجال ولذلک نرى عدم إجماعهم في هذه المسألة.

هذه الدراسة دراسة فقهية للآيات القرآنية والروايات واختلاف أقوال الفقهاء في سنّ بلوغ المذکر وعلاماته.

وعلى هذا الأساس تتبّعنا دراسة الألفاظ المهمة في الآيات والروايات لغوياً، ثم درسنا آراء الشيعة وأهل السنة من الفقهاء ودققنا في الآيات القرآنية المشيرة إلي البلوغ ووصلنا إلى أنه لا إجماع لهم في تحديد سنّ معين لبلوغ الأولاد الشرعي.

ولأجل الوصول إلى الرأي الصحيح قسّمنا الروايات وعالجناها في تسع طوائف. فوجدنا فيها قرائن مفيدة ترشدنا إلى أنّ السن ليس إمارة تعبدية على البلوغ بل العبرة في البلوغ هو الاستعداد والقابلية للاحتلام أو الحيض. و لقد اعتمدنا في هذا البحث على المنهج الوصفي (الاستقرائي التحليلي) لأجل إستنباط الحکم الفقهي من الآيات والروايات.

علامات البلوغ في المذهب الإمامي.. آراء القدماء / فضيلة الشيخ حسن حسين البشيري

إن البلوغ عبارة عن انهاء فترة من عمر الإنسان والعبور إلى مرحلة جديدة، فللبلوغ شؤونه الخاصة به. والإنسان في تغيّره هذا، يشبه الشجرة التي غيّرها الشتاء وجعلها كالخشبة اليابسة لكنها عندما تشم نسيم الربيع تبرز أغصانها وتتفتح ورودها وتخرج أزهارها، ثم تتحول هذه إلى ثمرٍ مأكول ذي لذة للآكلين.

وهذا التحول الذي حصل لهذه الشجرة هو ما يصطلح عليه بمرحلة البلوغ. من هنا نقول إن المرحلة التي تخرج الإنسان من حياة الطفولة إلى حياة التفكر والتدبر ومن دور اللعب إلى حياة الوقار والاتزان، هي ما يصطلح عليها بمرحلة البلوغ.

فالبلوغ في الواقع يكون حاجزاً بين الآمال والرغبات والطموحات الطفولية وبين الحياة إلارادية التي يكون فيها الإنسان قادراً ومسيطراً على رغبات النفس بفكره وارادته، وهذه المرحلة التي يصل إليها الإنسان هي المرحلة الأساس في حياته. ولهذا يحصل تغيّر في صوته فيصبح ضخماً بعد ماكان رقيقاً وكذلک شعر جسمه الذي يتغير من الناعم إلى الخشن الغليظ وتتكامل اعضاؤه فيستعد لإيجاد نسل جدید.

عند بدء هذه المرحلة يكلّف الإنسان بتكاليف تجاه خالقه ومعبوده من قبيل الطهارة والصلاة والصوم وغيرها مما لم يكن لها بالأمس أي أثر في حياته الطفولية.

اذن مسألة البلوغ مسألة أساسية ومهمة في كل التشريعات التي تتعلق بالفرد؛ من هنا يقتضي الاهتمام بها والبحث عنها وتحديد صفاتها ومميزاتها، لارتباط الأصول والفروع الدينية والأحكام الشرعية الخمسة بها.

وهذه المسئلة على الرغم من بحثها من قبل علمائنا الأسلاف، شكر الله سعيهم، لكنها لم تُبحث بشكل مفصل ومن كل الجوانب، ولأجل انتشار بعض المقالات التي بدلاً من أن تتجه نحو مداليل الأدلة، توجهت نحو ذكر بعض الأرقام والاقتراحات والاستحسانات التي ” لاتسمن ولاتغني من جوع”.

وسنبحث فقهياً في هذا المقال حول علائم إمارات بلوغ المذكر بعيداً عن الحواشي الاجتماعية راجين أن ننقّح البحث مستعينين بنظريات الفقهاء الأسلاف ومستمدين من الآيات والأخبار والأصول المسلّمة، بعيدين عن الاستحسانات الظنية.

إن الفقهاء من كلا الفريقين (الشيعة والسنة) بحثوا عن البلوغ وشروطه وأماراته في مختلف ابواب الفقه لاسيما في باب “الحجر”.

لاشك في أن للبلوغ خمس أمارات، وهي إنبات الشعر في الموضع المعتاد، الاحتلام، الحيض، الحمل والسنّ. ولقد درس الفقهاء أمارات البلوغ للمذكر والأنثى والخنثى بالتفصيل في كتبهم، نحو ابن إدريس الحلي في السرائر، الشهيدين في كتبهما، المحقق في شرائع الإسلام، الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان، الطباطبائي في رياض المسائل، محمد حسن النجفي في جواهر الكلام، الشيخ الأنصاري في كتاب الصوم، الخوانساري في جامع المدارک و..

نحن – في هذا المقال -لانريد سرد كلمات مکرّره، وإنما نريد أن نلقي نظرة فقهية جديدة مستندة إلى الآيات الكريمة والروايات الموثقة والدراسات اللغوية والفقهية.

 

عناوين الدراسة

 

1- معنى كلمة البلوغ وما ضاحاها في اللغة (البلوغ – الحُلم – الإدراك – اليتم – السعي – )

2- فتاوى فقهاء الأمة في سن البلوغ

1-2- فتواى فقهاء الإمامية

2-2 – فتواى فقهاء العامة

3-2 – تحليل أقوال الفقهاء

3- دراسة الآيات القرآنية حول البلوغ

4- تحقيق الأخبار الواردة حول الموضوع (تسع طوائف من الأخبار)

5- نتائج البحث

6- المصادر

 

تحميل المقالة

سن بلوغ الذكور في القرآن والسنة من وجهة نظر الفقهاء / د. الشيخ علي غضنفريpdf22

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky