الاجتهاد: إنا لله وإنا إليه راجعون. توفي اليوم فضيلة الأستاذ العلامة السيد محمد حسن ترحيني العاملي الذي عاش حياته في خدمة الإسلام والمسلمين وخط اهل البيت عليهم السلام. وكانت للراحل اسهامات مهمة في الفقه الإسلامي وأغنى المكتبة الإسلامية بكتبه ومؤلفاته منها الزبدة الفقهية في شرح الروضة البهية في 9 أجزاء.
السيد محمد حسن ترحيني العاملي (1953م)، عالم دين شيعي من جبل عامل، أستاذ في الحوزة العلمية، كاتب ومؤلف ومحاضر مقيم في لبنان.
ولد في بلدة عبا الجنوبية، من قرى جبل عامل وذلك في العام 1953 ميلادي، من عائلة هاشمية موسوية يتصل نسبها بالإمام موسى الكاظم.
والده
الحافظ السيد حسن إبراهيم ترحيني (1928 – 2009)، عمل في التجارة فترة، ثم في الزراعة ثم تقلّب في بعض المهن إلى أن انعزل في بيته في أواخر سنيّه مكتفيا بالزراعة ومكثرا من قراءة القرآن، حتى وافاه الأجل في ليلة العاشر من المحرّم عام 1430 هـ ( 2009 ميلادي).
والدته
الحاجة سميرة حسن سعد من بلدة عدشيت الشقيف العاملية.
دراسته الأكاديمية
تلقّى علومه المدرسية الأولى في بيروت حيث كانت تقيم العائلة، وذلك في مدرسة بيروت العالية[1]، ثم انتقل إلى النبطية والتحق بالمدرسة الرسمية التي كانت تعرف بأمّ المدارس ونال فيها شهادة المرحلة الابتدائية (سرتفيكا)، ومنها انتقل إلى بلدة الدوير المجاورة لبلدته فأنهى فيها دراسة المرحلة المتوسطة دون نيل شهادتها الرسمية، ومنها عاد إلى بيروت.
الدراسة الحوزوية
تلقى علومه الدينية متنقلا بين بيروت والنجف وقم المقدّسة[2]:
في بيروت
في العام 1970 م وفي سن السابعة عشر من عمره انتسب إلى الحوزة العلمية في منطقة النبعة غربي بيروت (أصبحت تعرف فيما بعد بالمعهد الشرعي الإسلامي)، وكان المرحوم العلامة السيد محمد حسين فضل الله من مؤسسي هذه الحوزة مع والده السيد عبد الرؤوف فضل الله ثم انضمّ إليهما السيد محمد جواد فضل الله. فدرس فيها كل المقدمات واختصّ بالدرس على كل من السيد محمد جواد فضل الله والسيد نجيب خلف.
في النجف
في أواخر العام 1973 م، رحل إلى النجف الأشرف بعد زواجه، وتابع فيها دراسة كتاب اللمعة الدمشقة والسطوح على يد العلامة السيد محمد رضا الخرسان، وفيها لبس الزي الديني والعمامة على يد السيد محمد باقر الصدر.
في أوائل العام 1975 عاد من العراق إلى لبنان ومكث فيه ما يقارب العام، وذلك نظرا للظروف الأمنية التي كانت تعصف بالعراق والحوزة العلمية في النجف مستهدفة تفريغها من الطلاب.
في قم المقدسة
في 6 أيار من العام 1976 م، شدّ الرحال إلى الحوزة العلمية في قم المقدسة، فقضى فيها عشر سنوات من البحث والدراسة والتدريس والكتابة. فأكمل دراسة مرحلة السطوح والسطوح العليا على كل من السيد مهدي الروحاني، والشيخ علي الأحمدي.
ثم حضر دروس البحث الخارج على السيد محمد الروحاني في علم أصول الفقه والسيد رضا الصدر في الفقه وواظب على حضور مجالسهما.
كما اتّصل في فترة إقامته في قم بالعلامة الشيخ محمد جواد مغنية الذي كان يتردد على الحوزة ويقيم فيها، فاستفاد من مجالسه وفوائده.
في 6 حزيران من العام 1986 عاد من قم إلى موطنه في جبل عامل.
أساتذته
في بيروت:
السيد نجيب خلف
السيد محمد جواد فضل الله
في النجف:
السيد محمد رضا الخرسان
في قم:
الشيخ علي الأحمدي
السيد مهدي الروحاني
السيد محمد الروحاني
السيد رضا الصدر
التدريس الحوزوي
بدأ بالتدريس إلى جانب دراسته في قم فألقى دروسا في شرح اللمعة الدمشقية وفيها كتب مسوّدة كتابه الزبدة الفقهية. ثم ألقى دورتين في تدريس شرح أصول المظفّر وقد قام بتسجيلها بعض فضلاء أهل العلم من الكويت[3]. كما ألقى دروسا في شرح كتاب كفاية الأصول وشطرا من كتاب المكاسب المحرّمة.
وبعد عودته من قم استقرّ في العام 1986 في الشام في حوزة السيدة زينب حيث درّس لأكثر من عام كتابي اللمعة وأصول المظفّر، وبقي فيها حتى أواخر العام 1987.
في أواخر العام 1987 انتقل من دمشق إلى بيروت وبدأ بالتدريس في المعهد الشرعي الإسلامي في بئر حسن في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي الحوزة العلمية التي كانت بإشراف العلامة السيد محمد حسين فضل الله. وفيها ألقى على مدى ثمان سنوات دروسا في السطوح والسطوح العليا فقها وأصولا حتى نهاية العام 1994 ميلادي.
في أواخر العام 1994م ترك التدريس في المعهد الشرعي الإسلامي، وألقى دروسا بشكل مستقلّ في البحث الخارج في الفقه لمدة زادت على الثلاث سنوات حتى نهاية العام 1997. بعدها ألقى دورة كاملة في شرح الروضة البهية حتى أواسط العام 2000.
بعد العام 2000 ميلادي، تفرّغ للكتابة والبحث والتأليف والتبليغ، واكتفى بالمباحثة مع مجموعة محددة من أهل العلم.
تلامذته
الشيخ علي آل محسن: من سيهات (القطيف)
الشيخ محمد علي المعلم: من الجارودية (القطيف) درس عليه في اللمعة[4]
الشيخ علي الجاسم (1378 – 1418 هـ): من الإحساء درس عليه في المقدمات[5]
الشيخ محمد بن علي بن علي العباد (مواليد1383 هـ): من الإحساء، درس عليه في أصول الفقه
الشيخ عبد الله الدشتي (مواليد 1960 م): من الكويت درس عليه في المقدمات والسطوح[6]
السيد عبد الله بن حسين النحوي (مواليد 1382 هـ): من الإحساء، درس عليه في اللمعة والكفاية[7]
الشيخ حسين العايش (مواليد 1961): من السعودية، درس عليه في أصول الفقه[8]
الشيخ أحمد بن رضا بن محمد بن القاسم الصابري
الشيخ حجي بن عايش السلطان ( 1380 هـ) من الإحساء[9]
الشيخ عبد الكريم الحبيل (مواليد 1377 هـ): من تاروت (القطيف)[10]
الشيخ جعفر المبارك
الشيخ محمد الحسون: من النجف، درس عليه في قم.
الشيخ حسين عبد الله مرعي: درس عليه في لبنان كتابي كفاية والمكاسب[11].
الشيخ إسماعيل حريري
السيد سامي خضرا[12]
الشيخ أحمد الشهابي من البحرين
مؤلفاته
تنوعت مواضيع كتبه بين علم الكلام، وعلم الرجال، والفقه وأصوله، والمفاهيم الإسلامية والتاريخ والسيرة[13]:
عظمة الدين الإسلامي: كتاب يحتوي على ستة فصول ويتناول فيه المؤلف: فضل الدين، معنى الدين، الحاجة إلى الدين، العلم والفلسفة لا يغنيان عن الدين، العقيدة الإسلامية، قياس التفاضل بين الأديان، معنى العقيدة الدينية، عظمة العقيدة الإسلامية، الهداية النبوية، الشريعة الشاملة[14]. (الطبعة الأولى – دار الكاتب العربي – 2014)
التحرير الطاووسي: كتاب في علم الرجال عند الشيعة، لمؤلفه الشيخ حسن صاحب المعالم، استخرجه المؤلف من كتاب (حل الإشكال في معرفة الرجال) للسيد ابن طاووس الحسيني المتوفي سنة 664 هـ. واعاد ترتيبه وأضاف عليه الكثير من الفوائد. قام بتحقيقه وعلّق عليه وخرّج مصادره السيد محمد حسن ترحيني العاملي[15] – الطبعة الأولى – دار الأعلمي – بيروت- 1988.
الإحكام في علم الكلام: كتاب يتناول العقائد الإسلامية من منظار شيعي مبني على أسلوب الإستدلال القرآني وعلى خلاصة أحاديث الرسول و أهل البيت. وقد ابتعد المؤلف فيه عن التعابير المعقّدة واقتصر فيه على ما يجب على المسلم الاعتقاد به[16]
الطبعة الأولى والثانية – دار الأمير – بيروت 1994 و1997
الطبعة الثالثة والرابعة – دارالهادي – بيروت 2000 و 2002
الزبدة الفقهية في شرح الروضة البهية: (تحميل الموسوعة من شبكة الفكر) موسوعة فقهية تتألف من 9 أجزاء، وهي عبارة عن شرح إستدلالي فقهي لأحد أشهر كتب الفقه الشيعي (كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني العاملي). وهو من الكتب المعتمدة في عالم الحوزات العلمية الشيعية[17]
الطبعة الأولى دار الهادي بيروت – 1995
الطبعة الثانية – دار الكاتب العربي -بيروت – 2011
النضهة الحسينية – أخبار ومصادر الأيام المدنية: كتاب في تاريخ وسيرة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام)، يستعرض فيه المؤلف المصادر والكتب التاريخية التي تعرضت لوقعة كربلاء منذ القرن الأول الهجري وحتى القرن العاشر الهجري، مع بيان رأيه بمحتوى هذه المصادر والكتب. كما ويتناول الكتاب الأخبار المتعلقة بالإمام الحسين أيام وجوده في المدينة المنورة قبل التوجه إلى كربلاء[18] (الطبعة الأولى – دار الهادي بيروت – 2002)
كتاب الشعائر الحسينية المنصوصة
الشعائر الحسينية المنصوصة: كتاب يستعرض الشعائر الحسينية التي ورد فيها نصّ عن الرسول أو عن أحد أئمة أهل البيت دون غيرها من الشعائر، و قد تناول المؤلف الموضوع من الوجهة الفقهية وناقش العديد من الشعائر المنتشرة[19]
الطبعة الأولى – دار الهادي – بيروت – 2001
الطبعة الثانية – دار الهادي – بيروت – 2002
النهضة الحسينية والنواصب: كتاب يستعرض ما ورد في بعض الكتب التاريخية وغيرها التي جاهرت بنسب الخطأ للإمام الحسين بخروجه على سلطة (يزيد)، وقام المؤلف بالرد على هذه الآراء من خلال فصول الكتاب [20]، (الطبعة الأولى – دار الهادي – بيروت – 2002)
الإسلام والعقل: بحث في الفكر الإسلامي، يستعرض فيه المؤلف خطاب الإسلام للعقل دور العقل في فهم الإستخلاف الإلهي للإنسان في الأرض[21]. (الطبعة الأولى: دار الكاتب العربي – بيروت – 2011)
الحق والباطل: بحث فكري إسلامي، يسلّط الضوء على مفهومي الحق والباطل في الإسلام[22](الطبعة الأولى – دار الكاتب العربي- بيروت -2011)
الدين: من ضمن سلسلة كتيّبات المفاهيم الإسلامية، تطرّق فيه إلى مفهوم الدين وأصوله في الفكر الإسلامي[23]. (إصدار خاص)
العبودية لله: بحث علمي ضمن أبحاث المفاهيم الإسلامية، يستعرض مفهوم العبودية لله تعالى[24] (إصدار خاص)
ماهية الإنسان ودوره:بحث فكري إسلامي يتناول بالدليل العقلي ماهية الإنسان ودوره في الوجود [25](إصدار خاص)
شرح كفاية الأصول: مخطوط
شرح المكاسب المحرّمة: مخطوط
شرح أصول المظفّر: وهو تقرير درسه في شرح أصول الفقه للشيخ المظفّر، قام بالعناية بتفريغه وتقريره أحد الفضلاء من أهل العلم في دولة الكويت. وهو منشور على الأنترنت فقط وليس مطبوعا طباعة ورقية[26].
تقرير دروس بحث الخارج على كتاب وسيلة النجاة، لباب الاجتهاد والتقليد وقسم من باب الطهارة: مخطوط.
المقالات ونصوص المحاضرات المنشورة
الربا: مقال منشور في مجلة اللقاء العلمائي في بيروت[27].
العولمة: نص محاضرة ألقاها في نادي الشقيف في مدينة النبطية[28].
العمل البلدي: مقال منشور في مجلة (زهرة الصبار) التي تصدرها بلدية عبا[29].
حب الوطن: مقدمة لبحث مقتضب عن تاريخ بلدته عبا[30].
مصادر النهضة الحسينية: نص محاضرة ألقاها في معهد سيد الشهداء في بيروت[31].
القصة القرآنية: مقال منشور على موقع الأديبة خولة القزويني[32]
البرامج التلفزيونية
من برنامج رسول الإنسانية
ارتبطت غالب إطلالاته التلفزيونية، بالمقدّم الشاعر الحاج أنور نجم العاملي، وتنوعت مواضيعها بين المفاهيم الإسلامية، والتفسير، والسير، والشعائر، وغيرها من المواضيع، وهي موزّعة على عدة قنوات:
في قناة المنار
أطلّ عبر قناة المنار من خلال برنامج (الكلمة الطيبة)، حيث تناول فيه المواضيع التالية: علامات الساعة، عالَم الغيب، السحر، الكهانة، الاستخارة، الجن، النفس والروح، الأبراج، التنجيم، وغيرها من المواضيع.
كما كان له برنامج خاص به، بعنوان (رسول الإنسانية)[33] تناول فيه جوانب من شخصية الرسول والكثير من المفاهيم الإسلامية، وقد استمرّ هذا البرنامج لما يقارب السنة والنصف بشكل شبه أسبوعي. وقد أصدرت (جمعية المعارف الإسلامية) قرصا مدمّجا ضمّ جميع حلقات برنامج (رسول الإنساية).
في قناة الصراط الفضائية
أعادت قناة الصراط بثّ حلقات برنامج رسول الإنسانية، كما عرضت للسيد محمد حسن ترحيني برنامجا خاصا بعنوان (الدين الحنيف)[34] بما يقارب خمسة وعشرين حلقة. وقد تطرق هذا البرنامج إلى مواضيع كثيرة منها:الحاجة إلى الدين، الفلسفة الإلهية، مصادر الفلسفة الإلهية، غاية الفلسفة الإلهية، عظمة الدين الإسلامي، التدرج في تحمّل العقيدة، معنى العقيدة الدينية، الهداية النبوية، الهداية النبوية في الصراع الإنساني، مراحل الهداية النبوية، الشريعة المثالية، العدل في الشريعة الإسلامية، حكمة الشريعة، خصائص الشريعة الإسلامية، مواكبة الشريعة لكل عصر، الشريعة وقابلية التطبيق. وقد أصدرت جمعية المعارف الإسلامية جميع هذه الحلقات على أقراص دي في دي [35] بالإضافة لما تقدّم سجل السيد في هذه القناة برنامجا ثالثا بعنوان (الطاعة والمعصية)، لم يتم بثّه للآن.
وفي رجب 1434 هـ بثت قناة الصراط ثلاث حلقات للسيد بعنوان (أمير المؤمنين) في ذكرى ولادة الإمام علي بن أبي طالب.[36][37][38]
في قناة الكوثر الفضائية
سجّل فيها السيد برنامجا بعنوان (القصص القرآني)، وهي سلسلة حلقات تربو على الستين، تناول فيها بالاستعراض والتحليل حياة الأنبياء وقصصهم، وقد عرّج على بعض المواضيع المتصلّة كالملائكة وغيرها من المواضيع. وقد قمات القناة بتفريغ برنامج (القصص القرآني) وجعلته على شكل نصوص تم نشرها في العديد من المنتديات العامة[39].
وكان قد سبق له تسجيل برنامج آخر بعنوان (الشعائر الحسينية) وهي كناية عن 10 حلقات بثّت عام 1429 هـ في العشر الأوائل من محرّم الحرام.
المجالس الأسبوعية والمحاضرات
بالإضافة لمواظبته على إحياء العشر الأوائل من محرم الحرام بمحاضرات متصلة بمواضيع النهضة الحسينية، فقد واظب أيضا على حضور مجالس عديدة في جبل عامل ومنها:
مجلس بنعفول: يقام ليلة الخميس من كل أسبوع، في بلدة بنعفول العاملية، وقد تأسس في بداية التسعينيات وما زل مستمرا منذ أكثر من عشرين عاما، و قد ألقى فيه السيد محاضرات أسبوعية، فاقت الخمسمائة محاضرة، غالبها مسجّل، وقد نُشر قسم منها في موقع صوت الشيعة[40].
مجلس كفررمان: وكان يقام ليلة الأحد من كل أسبوع، واستمرّ لنحو عامين، وقد حصر السيد مواضيع محاضراته فيه بمبحث الإمامة.
المصدر: العريق