حكم-قتل-المرتد

رؤية جديدة في حكم قتل المرتد: قضية سلمان رشدي نموذجا

الاجتهاد: تحت عنوان “رؤية جديدة في حكم قتل المرتد” عُقدتْ جلسةٌ فكريةٌ في “المركز الإسلامي للتجديد الفقهي والفكري” ضمّت عدداً من المثقفين المهتمين. وذلك نهار الأربعاء 17-8-2022م مساءً، في مقر المركز في حارة حريك بلبنان

تكلم في الندوة العلامة الشيخ حسين الخشن عن “جدلية قتل المرتد والحرية الفكرية في الإسلام”، وقد أشار في مستهل الندوة إلى “أنّ ثمة اتجاهاً فقهياً برز مؤخراً قد فتح النقاش الفقهي في الفتوى الدينية الموجودة عند عامة المذاهب الإسلامية بقتل المرتد، كون المسألة في العديد من جوانبها ليست من مسلمات الفقه الإسلامي وبديهياته التي هي فوق النقاش والاجتهاد”.

ثم عرّج على فتوى الإمام الخميني بحق سلمان رشدي، معتبراً “أنّ الإمام الخميني لم يستهدف رشدي لمجرد كونه إنساناً مرتداً فكرياً عن الإسلام، فإنّ المرتدين عن الإسلام موجودون في كثير من الدول الإسلامية ومنها إيران وقد صدر عن بعضهم كتابات لا تقل في سخافتها وجرأتها على المقدسات عن كتاب رشدي، ومع ذلك لم يُصدر الإمام الخميني ولا غيره من الفقهاء فتاوى تدعو إلى قتلهم وملاحقتهم أينما كانوا،

إذاً هناك خصوصية في قضية رشدي وكتابه “آيات شيطانية”، وهي التي دفعت إلى إصدار فتوى هدر دمه، والخصوصية هي أن “آيات شيطانية” من وجهة الإمام الخميني كان يمثل امتداداً واستكمالاً لحرب استكبارية ضد الإسلام الصاعد والذي سطع نجمه مجدداً مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وقد ابتدأت هذه الحرب عسكرية ولم تنتهِ فكرياً.

فالفتوى بقتل المرتد رشدي ـ في العمق ـ تستهدف صدّ هذا الهجوم العالمي الاستكباري ضد الإسلام والمسلمين ورمزهم المقدس رسول الله محمد (ص)”.

ثم تطرق الشيخ الخشن إلى ما قد يشكل مخرجاً فقهياً من الفتوى المذكورة، وذلك من داخل النظرية الفقهية للإمام الخميني نفسه، والمخرج هو “أنّ ثمة نظرية جريئة طرحها الإمام الخميني في آخر حياته وهي أنّ الحكم الشرعي يتغير بتغيّر شبكة العلاقات السياسية والاجتماعية والفكرية المحيطة بموضوع الحكم، وهذه نظرية – إنْ فُعّلت – ستؤدي إلى تغيير كبير في منظومة الفقه الإسلامي، ومنها: حكم قتل المرتد، باعتبار أنّ الظروف السياسية والفكرية المحيطة بقضية الارتداد في الزمن السابق قد اختلفت وتبدلت عما هو عليه الحال في زماننا، ما يفتح باباً واسعاً لاجتهاد جديد يتغيّر معه الحكم بقتل المرتد”.

وقد عرض الشيخ الخشن في سياق الندوة إلى رأيه الفقهي والذي ضمنه كتابه الخاص عن قضية الردة، والذي يحمل عنوان “الفقه الجنائي في الإسلام – الردة أنموذجاً”،

وخلاصة هذا الرأي “أنّ الردة على نوعين: الردة السياسية وهي التي تتمثل بمحاولة الانشقاق على النظام الإسلامي أو التمرد عليه، والردة الفكرية والتي هي مجرد تعبير عن عدم القناعة الفكرية بأصل من أصول الدين، دون أن تتحول هذه الردة إلى عمل ضد النظام، والذي يستوجب العقوبة هو الردة من النوع الأول دون الثاني”.

وتلت كلمة الشيخ الخشن مداخلات ونقاشات من الحضور .

 

المصدر: الحوار نيوز

 

الردة في زمن الشّبهة وموقف العلمين الكلبايكاني والصدر “ره” منها/ الشيخ حسين الخشن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky