الشربياني

ذكرى وفاة الملا الفاضل الشربياني قدس سره

يوافق اليوم الثامن عشر من شهر رمضان المبارك ذكرى وفاة الملا محمد بن فضل علي الشربياني”المعروف بالفاضل الشربياني ” قدس سره من عام 1323هـ. هاجر قدس سره إلى مدينة النجف الأشرف والتحق بحوزتها العلمية وحضر فيها درس السيد حسين الترك الكوه كمري قدس سره مدة حياته وكان معيداً لدروسه وله الإجازة منه. كما أدرك زمان الشيخ مرتضى الأنصاري أعلى الله مقامه وحضر درسه. أصبح بعد ذلك أحد أساتذة النجف الأشرف فحضر درسه الكثير من طلبة العلم. وقد رجع المؤمنون إليه في التقليد في مناطق أذربيجان والقوقاز، وذلك بعد وفاة الميرزا محمد حسن الشيرازي المجدد أعلى الله مقامه.

الاجتهاد: محمد بن فضل بن عبد الرحمن بن فضل علي الشربياني النجفي السرابي، علامة وحبر، فهامة معروف بالفاضل، آية الله العظمى الشربياني(قدس سره) من مراجع الإمامية ومن الرؤساء العظماء، عالم عامل وفقيه كامل ومحدث وأديب فاضل، رئيس الشيعة وناصر الشريعة ومن علماء الأصول الأعلام.

ولادته ونشأته العلمية:

ولد الفاضل الشربياني(قدس سره) في قرية تدعى شربيان (احدى قرى اذربيجان في ايران شمال تبريز) سنة 1245 هـ، نشأ في بلاده وانشغل فيها بدراسة القرآن الكريم، وعند بلوغه العاشرة من عمره تعلم الكتابة والنحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والحكمة، ومن ثم هاجر إلى مدينة تبريز لدراسة الفقه والأصول على علمائها ومنهم العالم الوحيد في عصره الميرزا مهدي القاري.
أكمل السطوح في مدرسة الخواجة علي أصغر في تبريز مكتفيا بمقدماته.. وعندما أكمل الخامسة عشرة أخذ يحضر على أعلام عصره حتى وصل إلى مصاف العلماء الافاضل المحققين، فلمع اسمه، وبالأخص بعد وفاة الاستاذ الايرواني والكاظمي والمجدد الشيرازي.

مكانته:

كان الشربياني في حياته نافذ الكلمة عند الملوك والرؤساء وكانت له أخلاق الأولياء وصفاتهم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان محترم الجانب عند الدولتين الايرانية والعثمانية.
وعلى الرغم من أن النجف الاشرف كانت تحوي الأفذاذ وفطاحل العلماء، الا ان الشربياني كان يملك من العلمية ما استطاع معها ان يسمو ويشتهر، فصار من مراجع الإمامية بعد وفاة المجدد الشيرازي سنة 1312هـ، وشاع تقليده في أذربيجان وقفقاسية وعربستان وقليل من العراق.

أساتذته:

تتلمذ على يد الشيخ مرتضى الأنصاري في الفقه والأصول لمدة ثماني سنين وأجازه ان يروي عنه، وعلى يد السيد حسين الكوهكمري وكان يملي درسه بعد الفراغ منه على تلامذة أستاذه، وله رواية عنه، إذ لازم بحثه إلى حين وفاته سنة 1299 هـ وصار من أجلّاء تلامذته ومقرري دروسه.

تلامذته:

تصدى الشيخ(قدس سره الشريف) للتدريس وحضر مجلس بحثه الكثير من العلماء والمدرسين وأهل الفضل، نذكر منهم كما ورد في المصادر: عبد الحسين المشكيني وعبد الحسين بن ابراهيم بن صادق العاملي وشعبان بن مهدي الكيلاني ومحسن الأمين صاحب كتاب أعيان الشيعة وطاهر بن عبد علي المالكي الحكامي وابراهيم بن محمد علي البادكوبي وعبد الرحيم بن محمد الطارمي الزنجاني وحسن بن علي بن عبد الله العلياري ومحمد حسن بن محمد علي الميانجي وغيرهم.

مدرسة الشربياني:

مدرسة الشربياني من المدارس المشهورة في النجف الاشرف، اختطها الشيخ في أيام زعامته في حدود سنة 1320هـ وموقعها معروف في محلة الحويش.

مؤلفاته:

للشيخ الفاضل الشربياني كتاب كبير في أصول الفقه أكثر فيه من القوانين، وهو في تسعة مجلدات تضمن تقرير بحوث أستاذه الكوهكمري، فيه حاشية على الرسائل في أصول الفقه للأنصاري، وله كتاب في الصلاة، وله كذلك شرح المعلقات السبع كتبه قبل هجرته إلى النجف الأشرف، ورسالة فتوائية مطبوعة لعمل مقلديه، وكتاب المتجر، وتعليق على المكاسب للشيخ الانصاري، وتعليقة على رسائل الانصاري.

من فتاويه:

كان حجاج بيت الله الحرام يذهبون للحج عن طريق العراق الذي ينتهي بهم الى طريق حائل، وكانت المدينة المنورة تحت سلطان آل رشيد، وكان الوهابيون يتطاولون ويعتدون على الحجاج بالقتل والنهب والسلب وقد مارسوا أنواع الهتك والتعذيب بحقهم، وبعد مراجعة الناس آية الله الشربياني واخباره بما كان، أفتى بحرمة سلوك الحجاج لهذا الطريق بسبب الاضرار البالغة التي اصابتهم في النفوس والأموال، فانقطع الطريق تماما سنة 1322هـ، إلى أن زال شر آل رشيد من منصة الامارة.

وفاته:

توفي الفاضل الشربياني(قدس سره) في مدينة النجف الاشرف يوم الجمعة في السابع من شهر رمضان المبارك بمرض القلب، وكان صائما، وقد شُيع تشييعا مهيبا شارك فيه علماء النجف الأشرف وأعيانها، وقد دفن ليلة السبت في احدى حجر الصحن الشرقية الجنوبية، في مقبرة خاصة صارت الآن مدخلاً للنساء الى الحرم الشريف من الجهة الشمالية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky