ناقش المؤتمر السنوي العام لوزارة الأوقاف في سوريا يوم الاثنين 28/3/2016 في جامع العثمان بدمشق دور المؤسَّسة الدّينيَّة في مواجهة الفكر التّكفيريّ الإرهابي المتطرف ومراحل الإنجاز في بناء الخطاب الديني المعاصر.
موقع الاجتهاد: و كان من محاور المؤتمر الذي إستمر ثلاثة أيام: مراحل الإنجاز لمشروع الموسوعة العلمية السورية لتفسير القرآن الكريم والمشروع الوطني لتطوير مناهج التعليم الشرعي ومشروع سلسلة المنهج الموحد للدعوة الدينية النسائية ومشروع الفريق الديني الشبابي ومشروع تطوير وثيقة الخطاب الديني الوطني ميثاق الشرف إلى جانب إطلاق مشروع سلسلة المنظومة الأخلاقية فضيلة 2016.
اليوم الأول؛ إفتتاحية المؤتمر
الدكتور محمد عبد الستار السيد
وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر أكد وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن سورية هي مهد المسيحية ومنطلق الإسلام وكانت وما زالت وستبقى عنوانا للعروبة والإسلام وشعبها وجيشها الباسل وقيادتها الشجاعة يسطرون أروع الانتصارات ضد قوى التكفير والإرهاب الوهابية الظلامية.
وقال وزير الأوقاف: “إن كل دعوة تتخذ الدين غطاء هي ضد الدين.. فالدين يدعو للمحبة والألفة والرحمة والعطاء والخير للجميع” لافتا إلى أن المساجد والكنائس بمن وراءها من علماء ورجال الدين وداعيات قادت مواجهة فكرية هدفها دحض الفكر الوهابي التكفيرى المنحرف والضال.
وأشار السيد إلى أن المشاركة فى صناديق الاقتراع لمجلس الشعب هي صرخة في وجه هذا التكفير وإتمام للمواجهة الفكرية والتي يجب أن نعبر عنها من خلال الإدلاء بأصواتنا لأننا نؤمن بأن الفكر الإقصائي التكفيري الذي يقتل ويدمر ويخرب لا يمكن أن يواجه إلا بالفكر الجماعي والشورى والانتخابات.
البطريرك لحام
من جانبه هنأ غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك الشعب السوري وجيشه البطل باستعادة تدمر عنوان تراثنا وحضارتنا التي تزامنت مع الاحتفالات بعيد الفصح المجيد لتؤكد على قيامة سورية وخلاصها من جديد.
وأشار البطريرك لحام إلى أن وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني في العام 1965 والتي كانت بعنوان علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية وما ورد فيها وفي وثائق مثيلاتها يؤسس للمبادئ الثابتة لمواجهة الفكر التكفيري مهما تعددت اشكاله وأسماؤه لأنها نصت على احترام جميع الأديان وخاصة الدين الإسلامي باعتبار المسلمين يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحيم ويجلون يسوع المسيح عليه السلام كنبي ويكرمون أمه مريم العذراء.
ولفت لحام إلى أن الكنيسة تشجب كل تفرقة أو جور يلحق بالبشر بسبب عرقهم أو لونهم أو وضعهم أو ديانتهم.
وقال لحام: إن هذه الوثيقة دفعتني لوضع رسالة إلى إخوتي المسلمين بعنوان “رسالة بطريرك عربي مسيحي سوري إلى إخوته المسلمين”.
وأضاف: علينا جميعا أن ندعو إلى الحوار الروحي الايماني الجاد وعلى كل منا أن يكون منفتحا على الآخر وعلى معتقده وإيمانه فلا احتكار لكلمة الله فلا يجوز أن تتحول غيرتنا على كلام الله وتعاليمه أداة وسلاحا لاستغلال الآخر أو الحكم عليه أو اضطهاده.
وخلص البطريرك لحام إلى القول: “علينا مسيحيين ومسلمين أن نضع أسسا أمتن لأجل بناء هذا الفكر العربي الإسلامي المسيحي المتطور”.
الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي
من جهته قال الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام: إن المؤسسات الدينية في سورية كانت أحد حصون الوطن في حمايته وحماية الدين من حملة التشويه التي استهدفته وارادت الكيد للاسلام والوطن معا.
وأضاف: أي إسلام قدمته العصابات الارهابية التي تنتهك الاعراض وتحطم البنية التحتية للوطن وتقطع اوصاله.. انها موءامرة صهيو اميركية تستهدف اسلامنا لتشويهه ووطننا بالتدمير وها هي بعد سنوات تداس بنعال جيشنا البطل.
يوسف جربوع
وأكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع أنه ومنذ خمس سنوات تقاطر الارهابيون من كل حدب وصوب من اصقاع المعمورة غارزين أنيابهم السامة في جسد سورية متذرعين بفتاويهم التي تضج كرها للانسان وحقدا على الانسانية مستنصرين بالغرب والشرق ليمدهم بالسلاح والعتاد والذخيرة لقتل الشعب السوري والتلاعب بقراره السياسي وحاولوا أن يحجبوا شمس الإسلام المشرقة.
المطران نقولا بعلبكي
بدوره أكد المطران نقولا بعلبكي ممثل غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس ان السوريين نسيج وطني واحد منذ البداية وعبر التاريخ وفي اختلاف الظروف.. في أزمنة الخير والرخاء وفي أوقات الشدة والأخطار نتميز بأخلاقيات متقاربة.. نقف صفا واحدا في وجه الغريب من فرنجة ومغول ومحتل.
وذكر بعلبكي بمواقف مشرقة لمفتي دمشق الذي قال للسلطان سليم الأول القانوني عندما حاول ايذاء المسيحيين “ما لم يفعله الرسول العربي الكريم لا يحق لك أن تقوم به” والوزير فارس الخوري الذي قال “يدعي الغريب أنه قادم لنصرة المسيحيين وانا ممثل المسيحيين استنجد بمواطنينا المسلمين في وجه المحتل” والبطريرك هزيم الذي رفض أن يسمي اللقاء الاسلامي المسيحي حوارا بل إخاء لأن الحوار لا يكون بين أناس يعيشون معا آلاف السنين والبطريرك يوحنا العاشر الذي يشدد في كل مناسبة على ان بلادنا حية لأنها تتنفس برئتيها المسلم والمسيحي.
وأشار بعلبكي إلى أن محاور المؤتمر بالغة الأهمية لأنها تشدد على الدين والانسان مؤكدا ان وعي الانسان يتشكل منذ الصغر ويحتاج إلى عائلة مترابطة متماسكة وإلى وجود أم تشكل المدرسة الاولى التي يبنى عليها البناء لهذا نحتاج الى امهات مثقفات مخلصات متفانيات يدركن أن الأمومة تكمن في السهر والتضحية والعطاء وأن تركز على الاخلاق التي تعلمها اديان السماء وان الخطاب الديني يجب ان يركز على بناء الانسان الصحيح الفعال والمواطن الصالح الواعي الذي يدرك مقاصد الله ويشكل مع اخوته ومواطنيه ومجتمعه عائلة وشعبا ووطنا يستحق من خلاله أن يدعى خليفة الله على أرضه.
المطران متى الخوري
وقال المطران متى الخوري النائب البطريركي العام ممثل قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم.. يجزم الأغلبية منا بأن الفكر التكفيري هو مستورد على منطقتنا وليس منها والتاريخ يشهد على ذلك بان كل المحاولات التكفيرية التي ظهرت في أمكنة وأزمنة مختلفة ماهي إلا تنفيذ لاجندات سياسية خاصة ببعض الدول التي لها اهدافها في المنطقة ظنا منها بأنها من خلال التكفير والإرهاب تستطيع الوصول إلى غاياتها في المنطقة تحت اسم “إحلال شرع الله على الارض” في وقت أن الإسلام الحقيقي والمسيحية الحقيقية لا يقران أبدا بهذا الطرح بل يناديان بدولة العدل والقانون التي يعيش فيها جميع أبناء الشرائع السماوية تحت مظلة واحدة.
وقال: “إننا نعتز ايما اعتزاز بالدور الرائد للموءسسة الدينية السورية الاسلامية والمسيحية وما قدمته وتقدمه في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة من خلال قياداتها الروحية والفكرية والعمل الصادق لوضع قاعدة مشتركة للحوار والعمل بين ابناء الوطن بعيدا عن التشنجات الطائفية والمذهبية ولغة الاغلبية والأقلية التي لن يكون لها أي مكان بيننا”.
وأضاف الخوري: نحن لا نرد التطرف بالتطرف ولا التكفير بالتكفير إنما نقف في وجههما بحوار عقلي وفكري يثبت قدرة شرائعنا السماوية على استيعاب ما يحدث في العالم ووضع الحلول التي تقوم على أساس العدل وقبول الآخر واحترامه وبهذا نرد خطر التكفير والتطرف والإرهاب عنا وعن غيرنا ونعيد للانسان الكرامة التي خصها الله تعالى بها عن سائر المخلوقات فالشرائع السماوية خرجت من بلادنا والحفاظ عليها من مسؤوليتنا بكوننا ورثة الانبياء والرسل ومؤءتمنون على هذه الرسالة ومن هنا فان وقاية العقول من مخاطر الاستلاب الفكري التكفيري الارهابي باتت مهمة ومسؤولية وطنية متكاملة وشاملة تبدأ من الاسرة وتمر عبر المدرسة وتنتهي بالجامعات والموءسسات الوظيفية وهنا يبرز دور المسجد والكنيسة والخطاب الديني فيهما من اجل تقوية ابناء الوطن وتحصينهم من جراثيم التكفير التي تدسها الدول الداعمة للارهاب بعد عجزهم عن اختراق صفوفنا من خلال استغلال بعض الأميين والجهلة والمتعصبين واذ كنا متيقظين لهم ولأدواتهم جاءوا اليوم ليحاربونا من خلال الإسلام السياسي والفكر التكفيري.
الدكتور محمود عكام
وأكد مفتي حلب الدكتور محمود عكام أن الإنسان في ديننا الحنيف يترقى من مرتبة البشرية الى مرتبة الانسانية فالبشرية هي المادة الخام للانسان فإما يرتقي ليكون إنسانا وإما كما البعض الذين ليس لديهم الاستعداد ليرتقوا الى البشرية فيصبحوا كالأنعام بل أضل سبيلا.
وقال عكام: “إن رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم استغرقت بشريته في إنسانيته واستغرقت انسانيته في رحمونيته لأن الرحمة عطاء نافع برفق فقد كان صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة ومع ذلك نجد أن هناك من يدعو إلى إنسان يحتقر ويذبح ويرمى ويوءخذ بالكلمة العابرة وهم لا ينطلقون حتما من دين قويم”.
وختم عكام كلمته بالتضرع إلى الله أن يحمي سورية وجيشها وشعبها وأن يعيد لها امنها واستقرارها.
الشيخ غزال غزال
بدوره أكد الشيخ غزال غزال مفتي منطقة اللاذقية ان صمود شعبنا الأبي هو الدواء الناجع الذي أرهب اعداءنا وجعلهم يعيدون حساباتهم مشيرا إلى أن القرآن الكريم نسف اصول الفكر التكفيري الذي يحاول أعداء الإسلام اتهام الإسلام به.
وأشار غزال إلى الدور المهم الذي قامت به وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية في سورية في مواجهة الفكر الارهابي التكفيري مؤكدا أن سماحة الإسلام تأبى هذا الفكر وتحاربه.
الدكتور محمد فاضل ورده
وأشار رئيس المجلس الإسلامي الاسماعيلي الأعلى في سورية الدكتور محمد فاضل ورده إلى أهمية الدور الاخلاقي المجتمعي الذي يقوم به الدين في تربية الإنسان ونشأته النشأة السليمة القائمة على احترام انسانية الانسان والحوار وتحقيق سعادته مؤكدا ان الفكر التكفيري يلغي عددا من أهم الصفات الانسانية وهي احترام الآخر وتحقيق عمارة الأرض والنهوض بالمجتمع وبناء الوطن.
الدكتور محمد شريف الصواف
وأكد الدكتور محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو التابع لمعهد الشام العالي ان سورية كانت وستبقى بركة للعالمين والأمان من الفتن كما قال الرسول العربي الكريم.
وأشار الصواف إلى أن انتصارات جيشنا في تدمر التي يعني اسمها الأعجوبة لأنها بقيت متجددة خالدة واستطاعت وحدها من دون مدن العالم أجمع أن تتحدى الامبراطورية الرومانية تؤكد أن هذا الشرق وهذه الامة تأبى الا ان تعيش قيم الخير والحرية الاصيلة وتعتبر تدمر رمزا مصغرا لسورية التي تتحدى قوى الظلم والتكفير وهي باقية على قيمها التي تعلمتها من الإسلام والمسيحية.
الشيخ فادي برهان
من جانبه اعتبر ممثل جامعة الامام المصطفى في سورية الشيخ فادي برهان أنه في زمن ماسمي “الربيع العربي أو الصحوة الإسلامية أو الثورة التي تنشد الحرية والديمقراطية” وفي ظل صمت المرجعيات الدينية الاسلامية والعربية الرسمية كانت وزارة الاوقاف السورية وحدها من واجه الأفكار التكفيرية المنظمة بمنظمات ارهابية لقتل الانسان وتخريب الاوطان فوصفت الدواء الناجع لهذه السموم واطلقت مشاريعها المميزة ومنها فقه الازمة ومشروع فضيلة وتطوير الخطاب الديني ووقفت الى جانب جيشنا الباسل واستطاعت ان تستثمر الدين كما اراده الله تعالى عامل توحيد وجمع للصفوف لا عامل تمزيق وتفريق كما اراده الارهاب.
الیوم الثانی
ناقشت اللجان المنبثقة عن المؤتمر السنوي العام لوزارة الأوقاف في يومه الثاني عمل مديريات الأوقاف والصعوبات التي تواجهها في ظل الظروف الحالية والسبل الكفيلة بتذليلها.
وخلال جلسات المؤتمر تحدث وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد عن المهام الملقاة على عاتق مديريات الوزارة ورسالتها في محاربة الفكر التكفيري الإرهابي المتطرف داعيا إلى مضاعفة الجهود للقضاء على منابع الإرهاب وجذوره.
وأكد السيد ضرورة تنفيذ خطط ومشاريع الوزارة ولا سيما المتعلق منها بشؤون الوقف وتنمية وإعادة الإعمار المعنوي.
بعد ذلك تابعت اللجان مناقشة واستكمال المشاريع الاستراتيجية للوزارة منها إطلاق الفريق الشبابي ومشروع الخطاب الديني المعاصر وتطوير مناهج التعليم الشرعي وانجاز مشروع فضيلة واستكمال فقه الأزمة وإصدار المجلد الأول من الموسوعة السورية العلمية لتفسير القرآن الكريم ومتابعة أجزاء المنهج الموحد للدعوة النسائية.
الیوم الثالث
توصیات المؤتمر
أوصى المؤتمر في ختام أعماله بإطلاق مشروع فضيلة وهو عبارة عن مجموعة من الخطب المنبرية لتكريس القيم الأخلاقية والوطنية واعتماد هذه الخطب منهاجا منبريا في خطب الجمعة للعام المقبل.
كما أوصى المؤتمر بإقرار مشروع قانون وزارة الأوقاف الجديد بعد مناقشته من قبل المعنيين في الوزارة ومديريات الأوقاف في المحافظات تمهيدا لاستكمال إجراءات استصداره ووضع تقارير مديريات الأوقاف حول ضوابط العمل الدعوي المنبري موضع التنفيذ والاستمرار في البرنامج التنفيذي العملي لفقه الازمة بأجزائها الأربعة وإطلاق البرنامج الدعوي التأهيلي لفقه الأزمة بالنسبة للسيدات الداعيات من خلال مراكز تأهيل الدعاة ومديريات الأوقاف في المحافظات باشراف الدعوة النسائية في الوزارة.
وتضمنت التوصيات تطوير وتفعيل شروط تكليف القائمين بالشعائر الدينية بما يحقق اختيار صاحب الفكر الوسطي المعتدل الملم بمستحدثات العصر وقضايا الأمة وعدم اقتراح تكليف أي خطيب مسجد إلا بعد التأهيل اللازم.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى تسريع العمل بما بدأت به الوزارة في المشروع الوطني لتطوير مناهج التعليم الشرعي ومتابعة الدور الإيجابي الديني والوطني المنوط بمعاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم والعمل على تكريس القيم الاخلاقية والوطنية للجيل والاستمرار في “النقلة الاعلامية النوعية المتميزة التي تمت مؤخرا في الوزارة” وتعزيز دور الإعلام الديني المتمسك بالهوية الوطنية والمرسخ للمواطنة والتعددية والعدالة بين مكونات المجتمع السوري والتصدي لمحاولة تشويه الإسلام إعلاميا.
وأكد المشاركون ضرورة رصد كل ما يصدر من فتاوى منحرفة وضالة عن منهج الإسلام المعتدل وبيان حكم الإسلام في المسائل التي كانت محلا لتلك الفتاوى وتفنيد الشبه الواردة حولها وبيان أبعادها وأثارها المدمرة على الأفراد والمجتمعات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتذليل العقبات التي تحول دون استثمار العقارات الوقفية ووضع خطة تنفيذية لإعادة تأهيل وترميم وإعمار المساجد المتضررة نتيجة الأعمال الإرهابية على المساجد وخاصة الأثرية منها.
وأشار المشاركون إلى ضرورة تقوية روابط الوحدة الوطنية والانتماء الوطني ورفض كل المحاولات الداعية إلى التعصب والفرقة والخلاف وعدم تقبل الآخر والعمل على تحصين الأجيال القادمة من أثارها والسعي المتواصل إلى تعميم المصالحات الوطنية وتأييد الحوار البناء الذي تدعو إليه الأديان والشرائع السماوية وهو الحوار المرتكز على الالتزام بالثوابت الوطنية المتمثلة باحترام الإرادة الشعبية وخيار الشعب السوري الذي مثلته الانتخابات الرئاسية الأخيرة والجيش العربي السوري كضمانة حقيقية وحارس أمين لأبناء الوطن ووحدة أراضيه والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها وتعزيز وترسيخ القيم الاخلاقية الاجتماعية الإيجابية وثقافة التطوع والعمل التطوعي والتكافل والتضامن الاجتماعي.
وختمت التوصيات بضرورة التركيز على قضايا الطفولة والشباب والسعي لبناء جيل واع يعتز بهويته مؤمن بوطنه والعمل على تعزيز ارتباط المواطن السوري باللغة العربية وتعزيز دور المرأة السورية وتمكينها في المجتمع والتأكيد على دور الدعوة النسائية في ذلك والعمل على تمكين الأسرة السورية وضمان تماسكها وتوفير الإرشاد الديني والأسري والمساعدة في مكافحة الجريمة والتركيز على الجانب الوقائي وخاصة عند الشباب.
وكان المؤتمر السنوي العام لوزارة الأوقاف الذي عقد أواخر عام 2014 تحت عنوان “فقه الأزمة في مواجهة فقه الفتنة” أوصى بإطلاق مشروع “فضيلة” وهو عبارة عن مجموعة من الخطب المنبرية لتكريس القيم الأخلاقية والوطنية.