الاجتهاد: صدر عن منشورات مدرسة الإمام باقر العلوم”عليه السلام” (التي أشرفت عليها مؤسسة تنظيم ونشر آثار المرجع الديني آية الله الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله) الطبعة الثانية من الجزء الأول من كتاب “دروس البيع”، وهو تقرير البحث الخارج في الفقه الذي ألقى سماحته في المسجد الأعظم بقم المقدسة، قرره حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسيني طه (كاهاني) (ره)
مقدمة المقرر
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين لا سيما بقية الله الأعظم روحي وأرواح العالمين له الفداء واللعن على أعدائهم إلى يوم الدين.
وبعد، فإن كتاب المكاسب للشيخ الأعظم الأنصاري أعلى الله مقامه من أعظم الكتب الفقهية في باب المعاملات، فإنه قد جمع فيه عمدة آراء الفقهاء المتقدمين والمتأخرين، وأضاف إليها من آرائه النقادة تحقيقات أنيقة؛ ولذلك صار مورداً لاهتمام المحققين والمدققين من الأكابر شرحاً وتعليقاً، وأصبح منهجاً للتدريس سطحاً وخارجاً في الحوزات العلمية، ومن الذين درسوا بالدراسة الخارجية على طبق متن المكاسب شيخنا الأُستاذ العلّامة المدقق،جامع المعقول والمنقول، فقيه أهل البيت سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ حسين الوحيد الخراساني دام ظله العالى.
فقد درس المعاملات على طبق متن المكاسب دورتين، الدورة الأولى شرع من البيع إلى أول الخيارات ثم الطهارة حتى انتهى إلى بعض فروع الكر، ثم المكاسب المحرمة ثم بحث إحياء الموات.
ثم شرع في بحث الصلاة بتاريخ (۳) ربيع الأول ۱۳۹۲ ق) على طبق الشرايع للمحقق أعلى الله مقامه حتى إنتهى إلى بحث الخلل والشكوك وشرع فيهما على طبق العروة الوثقى للسيد الفقيه اليزدي. حتى انتهى البحث إلى فروع العلم الاجمالي بتاريخ ۱۳۷۱/۰۳/۰۹ش الموافق لـ (۲۷) ذي القعدة الحرام ١٤١٢ ق). ثم شرع الدورة الثانيـة على طبق متن المكاسب من أول البيع بتاريخ (۱۳۷۱/۰۶/۲۸ ش) الموافق لـ (۲۱) ربيع الأول ١٤١٢ ق) إلى آخر كتاب المكاسب وتم البحث بتاريخ ۱۳۸۹/۱۰/۰۷ ش) الموافق لـ (٢٢ محرم الحرام ١٤٣٢ ق).
وكان مكان تدريس أُستاذنا الأعظم (دام ظله) في قم المقدسة في أربعة أماكن على التناوب: الأول: مدرسة خان، الثاني: مسجد عشق علي، الثالث: مسجد سلماسي الرابع: مسجد أعظم.
ولتقريرنا هذا مزايا:
منها: أن ما قررناه وإن كان تقريراً للدورة الثانية؛ ولكننا نتعرض في الهامش إلى نقل بعض آراء شيخنا الأستاذ (دام ظله) من الدورة الأولى أيضاً.
ومنها: أنه ما اكتفيت في هذا التقرير بما تلقيته في الدرس فقط ، بل ربما استفدته من الكراسات المتعلقة بمكتب المعظم له التي أُخذت من التسجيلات الصوتية لدروسه.
ومنها: أنه قد أضفت على التقرير الدرسي ما يرتبط بالمقام وقد استفدته من المعظم له من مواضع أُخرى.
ومنها: أنه قد نشير في الهامش إلى بعض مباني المعظم له لما فيه من الفائدة.
ومنها: أنه قد يخطر ببالي بعض النقود على نظرية الأستاذ الأعظم أشرت إليها في الهامش.
ومنها: أنه ذكر شيخنا الأُستاذ (دام ظله) قبل الشروع في الدورة الثانية أن همنا في هذه الدورة طرح آراء أركان المحشين على المكاسب، ولا سيما المحقق الاصفهاني أعلى الله مقامهم، فإنه دقيق النظر في باب المعاملات بحيث كان السيد الجليل المحقق السيد محمد هادي الحسيني الميلاني أعلى الله مقامه يزعم أنه أعلم من الشيخ الأعظم في المعاملات وإن كان هذا غير مقبول عندنا.
ومنها: أن لشيخنا الأستاذ (دام ظله) تعاليق على منهاج الصالحين الذي هو رسالة عملية لأستاذه المحقق السيد الخوئي أعلى الله مقامه، وقد وصل عدد هذه التعاليق إلى رقم (١٢٧٦) تعليقة إما بالاحتياط أو بالفتوى وعمدتها في باب المعاملات، ومنشأ الاختلاف هو الاختلاف في المبنى رجالاً وأُصولاً وفقهاً.
وكان شيخنا الأستاذ من أكابر تلامذة المحقق السيد الخوئي أعلى الله مقامه وكان يقول في مجلس الدرس إني كنت مصاحباً للسيد الخوئي مدة (۲۳) سنة.
تحميل الكتاب
دروس البيع، تقرير أبحاث الشيخ حسين الوحيد الخراساني – السيد محمد حسيني طه كاهاني – ج1