أبواب المساقاة والمزارعة والمغارسة والحفاظ عليها من خلال الحض على التكثير من الغرس والزرع، وكذا في باب الجهاد حيث نهى رسول الله صلى الله عليه{وآله} وسلم عن إتلاف ما يتعلق بالبيئة من خلال عدم إحراق واجتثات الأشجار وعدم قتل الحيوانات، وما حض عليه الإسلام في الوقف والصدقات والبيوع کلها تعد من اعتناء الفقه الإسلامي بالبيئة وحمايتها والحفاظ عليها.
موقع الاجتهاد: تحت إشراف الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى في المغرب نظم المجلس العلمي المحلي للرباط، ندوة علمية حول موضوع “حماية البيئة في الإسلام” وذلك مواكبة لتنظيم المغرب للمؤتمر 22 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.
أكدت فاطمة خديد، العالمة والواعضة بالمجلس العلمي المحلي للرباط، أن حماية البيئة تعد مقصدا شرعيا أساسيا في الإسلام.
الفقه الإسلامي والعناية بالبيئة
وأوضحت خديد، خلال الندوة أن الفقه الإسلامي يتضمن قواعد كثيرة لها صلة وثيقة بالعناية بالبيئة، بما فيها القواعد التي تمنع الضرر والإضرار ونشر الفساد والإفساد في الأرض.
وأبرزت أن الفقه الإسلامي إجمالا، قرآنا وسنة وفقها ومقاصدا، اعتنى بالبيئة وحمايتها والحفاظ عليها، إذ نجد في هذا الفقه أبوابا وأحكاما تتطرق لهذا الموضوع ونصوصا فيها من التفصيل والحض على الحفاظ على البيئة.
وأشارت المتخصصة في فقه الاجتهاد والتطورات المعاصرة، في هذا الصدد، على الخصوص، إلى أبواب الطهارة وما تتضمنه من حث على الحفاظ على الموارد المائية والاقتصاد في الماء، إضافة إلى أبواب الصلاة، عندما جعل الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم الأرض مسجدا طهورا، وصعيدا طيبا وأمر بالحفاظ على طهارتها والتعامل معها تعاملا خاصا.
وتطرقت أيضا إلى أبواب المساقاة والمزارعة والمغارسة والحفاظ عليها من خلال الحض على التكثير من الغرس والزرع، وكذا في باب الجهاد حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إتلاف ما يتعلق بالبيئة من خلال عدم إحراق واجتثات الأشجار وعدم قتل الحيوانات، فضلا عن ما ورد في باب الحج، إذ جعل الله سبحانه البلد الحرام كمحمية لا ينبغي أن يقطع شجرها ولا يقتل حيوانها ولا يصطاد من طرف المحرم وغير المحرم، وما حض عليه الإسلام في الوقف والصدقات والبيوع من قبيل بيع الماء والنار والكلأ.
أسبقية الإسلام على جميع المواثيق الدولية
ومن جهته، أكد العربي المودن، عضو المجلس العلمي المحلي للرباط، أن الإسلام سبق جميع المواثيق الدولية في الأمر بالمحافظة على البيئة بقول الله عز وجل “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين”.
واعتبر أن هذا الأمر بالإصلاح هو دليل على أن البيئة، سواء المكانية أو الزمانية، خلقها الله صالحة ويجب على الإنسان الذي يتمتع بخيراتها أن يحافظ على صلاحها.
وبالنظر لهذا المستوى الرفيع والهام للبيئة، يضيف المودن، فإن لها حقوقا، من بينها استثمار الأرض وتعميرها استثمارا جيدا في الزمان والمكان حتى يدوم عطاؤها، وصيانة موارد البيئة لكي لا يلحقها الفساد والإفساد، فضلا عن القيام بحق الاستخلاف في الارض، من خلال التحلي بسلوكات حميدة تجاهها من قبيل الامتناع عن تلويث الطرقات والمياه وقطع الأشجار.
وبدوره أكد عبد الله اكديرة، رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط، أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقا من اهتمام العالم بأكمله بموضوع البيئة والحفاظ عليها لما بدا من الظواهر غير السليمة التي تسبب فيها الإنسان من إسراف واعتماد على الكسب المادي دون الحفاظ على مصدر هذا الكسب.
وأضاف أن هذا اللقاء العلمي يأتي مواكبة لتنظيم المغرب للمؤتمر 22 للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار حول التغيرات المناخية (كوب 22)، في محاولة لتوعية الناس بأسباب عقد هذا المؤتمر والأهداف والغايات المتوخاة منه، والعمل عى القضاء على أسباب كل ما يدمر البيئة.
وسجل أن برنامج المجلس الخاص بمواكبة هذه التظاهرة العالمية يتضمن سلسلة ندوات ولقاءات ومحاضرات، مشيرا إلى أن هذه الندوة الأولى ستخرج بتوصيات مهمة لا محالة، كما سيصدر عنها كتاب شامل لجميع المحاضرات التي ألقاها بهذه المناسبة علماء ذوو اختصاصات مختلفة.
المصدر: هيسبريس