الاجتهاد: الشيخ السبيتي: كتاب ” الطلاق بين الفراق والوفاق” عبارة عن تعليقة علمية إستدلالية فقهية وأصولية لما في متن كتاب تحرير الوسيلة للسيد الإمام الخميني “ره”. وتوخيت من ذلك كشف اللثام عن الجانب العلمي والمرجعي العالي للسيد الإمام، بعد أن غلب عليه إعلامياً عند الناس كونه قائدًا سياسيًا كبيرًا ومرشدًا للجمهورية الإسلامية المباركة”.
برعاية وحضور نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أقام تجمع العلماء المسلمين حفل توقيع كتاب: “ الطلاق بين الفراق والوفاق” للعلامة الشيخ يوسف حسين السبيتي العاملي في مركزه الكائن في حارة حريك. حضر الحفل حشد من العلماء والسياسيين وشخصيات اجتماعية ومثقفين.
بداية تكلم رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ الدكتور حسان عبد الله فقال: أيها الأعزّاء بين أيدينا كتابٌ قيِّمٌ لسماحة الشيخ يوسف سبيتي نحتاجُه للاطلاع والمعرفةِ.. نحتاجُه لدراسةِ حالةِ الطلاق التي استشرت في مجتمعاتنا.. لعلنا نرى قَدَراً يشعل الفكرَ في أفئدةٍ وصلتها العقولُ بما يفيضُ من بحث تعمق فيه عالمٌ قرأ بين السطور لتولد لدى بنات فكرهِ الفكرة التي تلِدُ الفكرةَ..
إننا هنا.. معشرَ العلماءِ في تجمُّع العلماء المسلمين أقولُ “تجمُّع العلماء المسلمين”.. وليس تجمُّع المشايخِ المسلمين.. بحاجةٍ لهذا الثراء في الفكرِ والنتاجِ العلمي والثقافي.. بحاجةٍ إلى أقلامٍ تخطُّ ما عايشَه صاحبُها من التجربةِ والوجدان.. من العلم والمعرفةِ.. في الفقهِ والسياسةِ والدين.. في الأصول والمعاملات.. في السعادةِ والحزنِ.. في الأدبِ والثقافة العصرية.. في هجمة الالحاد التي تغزو مجتمعاتنا ..
في الحرب الناعمة التي تشكل خطرا على اجيالنا.. في وسائل التواصل الاجتماعي.. وهنا أرى أننا بأمسِّ الحاجةِ إلى تناول هذا الموضوعِ بشكلٍ يحاكي شبابنا اليوم كي لا ينجرفوا باتجاهِ السلبيةِ في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الاستفادة من هذه الوسائل للوصول إلى العالم كلِّه بثقافتنا الواعدة.. ولننشر قيمنا الإسلامية بأسلوبٍ يتلقّفُه الناسُ ويكون متداولاً بينهم.
نعم معاشر العلماء.. اليوم مسؤوليتُنا تكمنُ هنا.. في نشر ثقافتنا.. ثقافة الوحدة.. ثقافةِ التخلُّقِ بأخلاقِ الأنبياء والأئمة والصالحين. ومن هنا فإننا ندعوكم جميعاً إلى الكتابةِ ونحنُ على استعداد لتبنّي كتاباتكم ونشرِها على قاعدةِ: “نشرُ الثقافةِ واجبُ العلماء.
ثم تكلم العلامة الشيخ يوسف السبيتي قائلاً: أما أولًا فهذا الكتاب عبارة عن تعليقة علمية إستدلالية فقهية وأصولية لما في متن كتاب تحرير الوسيلة للسيد الإمام الخميني ( رحمه الله ) .
وتوخيت من ذلك كشف اللثام عن الجانب العلمي والمرجعي العالي للسيد الإمام، بعد أن غلب عليه إعلاميًا عند الناس كونه قائدًا سياسيًا كبيرًا ومرشدًا للجمهورية الإسلامية المباركة. ولكن في واقع الحال هو من أهم الأركان العلمية الحوزوية في عصرنا الحاضر وبحق يُعدّ من اساطين الفقاهة والإجتهاد، ويمكن معرفة ذلك بأدنى تأمل من أهل العلم والخبرة في المقام ممن تدبّر في كتاب البيع من بحوثه الخارج، ومنه يعرف مدى طول باعه وإنبساطه العلمي المرموق، والذي يتفوق على أقرانه ومن عاصر، لا أقل من الجانب المعاملاتي.
وهنا أدعو المعنيين وأصحاب الشأن ممن أعطاهم الله من فضله مالًا وسلطةً أن يمدوا يد العون للحوزات العلمية وأهل العلم ليتفرغوا لتحصيله ولا يكتفوا بحده الأدنى ليصير مثقفًا إسلاميًا أو شيخًا يؤدي الأوليات من وظيفته في المجتمع كالصلاة على الميت وإجراء عقود الزواج وغير ذلك. لأننا وبجد أقول لم نعد في يومنا الحاضر بحاجة إلى مشايخ من هذا القبيل، بل بتنا بحاجة ماسة إلى علماء تنهض بالأمة الإسلامية وترفع راية الحق والعدل والهدى خفاقة عالية.
وفي نهاية الحفل تكلم نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم ومما جاء في كلمته: أشكر سماحة الشيخ يوسف على ما قدمه في الكتاب عن الطلاق، إن مجتمعنا بحاجة إلى تثقيف حول أحكام الطلاق بسبب وقوع إشكالات شرعية كثيرة مصدرها الجهل، وهذا ما نلمسه جميعاً من خلال بعض الحالات التي تراجعنا، فيتبين أن عدم وجود حد أدنى من ثقافة الطلاق عند الناس يوقعها في زواج باطل أو في محرمات شرعية، فنحن معنيون أن نوضح ونعلم الناس. وهنا لا بد أن نذكر بأن الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله تعالى هو ميزة إسلامية عظيمة واقعية في ال
تعامل مع عقد الزواج وحالات الزواج، رب العالمين الذي وضع عقد الزواج وتثبيت الزوجية في إعمار الكون هو نفسه من شرَّع لنا الطلاق الذي يعتبر في كثير من الحالات هو الحل الحقيقي وهذه قوة الإسلام.
المصدر: تجمع علماء المسليمن في لبنان