الدكتور عبد الحميد دشتي: مستقبل حقوق الانسان لن يكون ايجابيا الا اذا سعينا لتفعيل القيم والمباديء المنصوص عليها قرآنا وحديثا وعهودا دولية. / سماحة الشيخ حسن كريم الربيعي: هناك اجيال جديدة ومساجد وجوامع ومراكز وجامعات، كلها تنظر لفكر رفض الآخر، فاما معي او ضدي.
موقع الاجتهاد: أقامت مؤسسة الابرار الاسلامية في العاصمة البريطانية لندن بتاريخ 14 يوليو 2016.، ندوة تحت عنوان” الطائفية ومستقبل حقوق الإنسان في المنطقة العربية” وشارك فيها كل من الدكتور عبد الحميد دشتي وسماحة الشيخ حسن كريم الربيعي.
تطرق المتحدّثون الى تنامي الظاهرة الطائفية في المنطقة والتي أدت الى تصاعد العنف الذي يرفضه الإسلام.
وفي هذا الخصوص أكّد الدكتور حسن الربيعي على ان الإسلام في اصله غير عنفي ولا يؤمن بالعنف، بل هو السلام والعلاقات الاجتماعية والارتباط المجتمعي والاسري و يدين العنف.
واوضح بان حجر الأساس في الإسلام هي العائلة وليس الفرد كما هو عليه في النظام الرأسمالي والمجتمع في النظام الماركسي.
وبيّن أهمية العائلة في تربية النشأ وغرس قيم التسامح في نفوس الأطفال, وأكّد على ان الإسلام اولى حقوق الإنسان اهمية بالغة وكرّم بني البشر وبغض النظر عن إنتماءاتهم الدينية والعرقية.
کما أكد الربيعي بأن الفكر الغربي يعتمد على اصالة الفرد والشيوعية تعتمد على اصالة المجتمع.
و تسائل الربیعی: العراق والدول العربية تقع وسط العالم. فلماذا تشتغل بالطائفية والعنف؟ انها مبالغة في القتل، فهو تقتيل للانسان وليس قتلا فحسب، انها مبالغة في قتل الانسان وتمزيقه. هذا الموضوع فيه ادلجة سياسية واسعة.
يمكن ان نقسم الورقة الى اطارين: فكري وعملي:
هناك اجيال جديدة ومساجد وجوامع ومراكز وجامعات، كلها تنظر لفكر رفض الآخر، فاما معي او ضدي.
الاسلام يعطي الحرية باصله، هذا التطور الاخير وقد يزداد بعد القاعدة وداعش سوف يتصاعد.
هناك مناهج تقول ان هؤلاء رافضة يجب قتلهم وسبي نسائهم ونهب اموالهم. هناك فتاوى بذلك. وهناك مناهج تدرس. بعض المفكرين دخلوا في مجال عقلنة السلفية بدون جدوى. انظر لمسند احمد بن حنبل، مع انه لم يكن بهذا التطرف.
ليست الحرب مع هؤلاء الا بالفكر، كما عمل الامام علي مع الخوارج .كان ابن عباس يتحدث ويلقي المحاضرات، وكان علي علیه السلام يطرح الفكر في خيمته.
النائب الكويتي الدكتور عبدالحميد دشتي
اما النائب الكويتي الدكتور عبدالحميد دشتي أعتبر ان الأنظمة القمعية في المنطقة تستخدم الطائفية كورقة للتخلص من الإستحقاقات الجماهيرية للشعوب المظلومة في المنطقة وفي طليعتها شعب البحرين. وتعهّد دشتي بملاحقة الأنظمة القمعية في منطقة الخليج في المحافل الدولية.
لكنه أكّد على ان تلك الأنظمة وبرغم جبروتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان فإنها تخشى كلمة الحق التي ترتفع في المحافل الدولية وفي وسائل الإعلام.
وأكّد دشتي على اهمية العمل في مجال حقوق الإنسان بالرغم من الإشكالات الكثيرة المطروحة حول مدى فاعلية المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان.
و قال دشتي: إن مما لا شك فيه ان تصاعد الموجة الطائفية ادى الى تصاعد العنف الذي انعكس سلبا على اوضاع حقوق الإنسان في المنطقة التي ساهمت في تدهورها الأنظمة القمعية والجماعات الإرهابية.
في البحرين حقق الشعب شيئا من الانجاز بعد الانسحاب البريطاني، كنا نتمنى ان يستمتع اخوتنا في السعودية بحقوقهم.
ونحن في رحاب ذكرى حرب 2006 التي رفعت رأسنا كأمة، نستحضر كيف انها رفعت هاماتنا، وتوجه القادة الى الجنوب لتهنئة سماحة السيد حسن نصر الله. قلنا الحمد الله ان الوحدة تحققت للامة بعد ان استعاد الانسان العربي المسلم انتصاره.
ولكن ازداد المخطط شراسة، اي ان الغرف المغلقة التي تدار من قبل الصهيونية العالمية وجهت عملاءها لخلق هذه المجموعات المتطرفة.
ولكن كما زجت الوهابية زجا لتسيء الى الاسلام المحمدي الحنيف. اليوم هناك فكر وطريقة محسوبة على الاسلام متوحشة لتدمر الاسلام والعروبة اللذين انتصرا في العام 2006. الشعوب كانت تنشد المزيد من الحقوق، وهو امر مشروع خصوصا اذا عرض بالطرق السلمية. ولكن حين يعتدى على الانسان يصبح الدفاع عن النفس مشروعا.
كنا نأمل انه بعد العام 2006 نتوحد ونبحث عن كرامة الانسان وينصاع الحكام الى شعوبهم. ولكن الذي حدث عكس ذلك.
واصبحت العراق واليمن وسوريا اهدافا للتدمير، لانهم لا يريدون لنا ان نمارس حقوقنا وحريتنا.
مستقبل حقوق الانسان لن يكون ايجابيا الا اذا سعينا لتفعيل القيم والمباديء المنصوص عليها قرآنا وحديثا وعهودا دولية.
الكويت التي حققت حريتها بالدم، اصبحت هي الاخرى تستهدف اشخاصا لمجرد تعبيره عن رأيه. انهم يخشون من كلمة نقولها هنا او في الاعلام. تلك القوى على باطل فلا تريد لاصحاب الحق ان يعيشوا.
طريق الحق في النهاية هو المنتصر ولو قل سالكوه.
ما اكثر سالكي طريق الحق وسينصرهم الله، وسيمحق الله من جثم على صدور امتنا. علينا ان نستخدم كل اسلحتنا الحقيقية لانها المنبر الذي يفضحهم.
سيستمر الامر حتى نهاية العقد، وسيواصل رجال الله جهودهم لرفعة رؤوسنا.
الصراع سيستمر، حقوقنا يجب ان نعرفها، الدول التي لديها دساتير علينا العمل لتطويرها. والدول التي ليس لديها دساتير علينا ان شجع مواطنيها لاستحصال دساتير حديثة.
المصدر: مؤسسة الأبرار الإسلامية + وكالات