خاص الاجتهاد: نقل عن الشهيد المطهّري قوله: «من المزايا البارزة لآية الله السيد حسين البروجردي، والدالّة على فكره المتنوّر، رغبته بتأسيس المدارس الابتدائية والثانوية الجديدة الّتي تدار من قبل مسؤولين متديّنين، تساهم في تعليم الطّالب العلوم التجريبيّة والدينيّة معاً. فلم يكن السيّد يبحث عن تديّن النّاس من خلال الجهل وعدم الثّقافة وعدم الوعي، بل كان يعتقد أنّ النّاس لو درسوا وتعلّموا، فسيصلهم الدّين بشكل صحيح ومعقول، حينها سيحصلون على العلم والدّين معاً. وبحسب علمي، إنّه قد أجاز بصرف مبالغ كثيرة من الخمس وسهم الإمام(ع) لتأسيس بعض المدارس”.
ولد السيد حسين الطباطبائي البروجردي (1292ه – 1380ه)، في عائلة علمية عريقة يتّصل نسبها بالإمام الحسن(ع)، وبات فيما بعد نظراً إلى نبوغه، من مراجع الشيعة في القرن 14 الهجري، إذ تبوّأ موقع الزعامة للحوزة العلميّة في قمّ لمدّة 17 سنة، وكان المرجع الديني الأعلى للشيعة في العالم لمدّة 15 سنة.
وممّا يجدرُ ذكره أيضاً أنّ بعض مَنْ شارك في دروس السيد البروجردي في بُروجِرد من فضلاء الحوزة العلميّة القمّية ذكرَ أنّ السيّد كان في تدريسه في بُروجِرد يقوم بالتدريس على أرقى مستوىً ممكن من حيث العمق والسعة وفي طرح الإشكالات والمعارضات والمحتملات، على طريقة الدروس المطروحة في أوسع حلقات الخارج العلميّة الكبرى، ولم يكن السيّد يتعامل مع حلقة الدروس باعتبارها حلقةً في مدينة صغيرة، أو أنّ الحاضرين من مستوى خاصّ، بل كان يطرحُ المطالب على أنَّ التلامذة كلّهم أساتذة وفي أعلى المستويات العلميّة، ممّا كان يجعلُ درسه غنيّاً غزيراً يصعب على غير الممارس(5).
رحل السيد حسين البروجردي عن الدنيا في 13 شوال العام 1380ه/ـ المصادف 30/ 3/ 1961م، وقد صلّى على جثمانه المبارك ابنه السيّد محمد حسن الطباطبائي البروجردي، بإيعاز من آية الله البهبهاني، ثم دفن في مسجد عند حرم السيّدة المعصومة في مدخل المسجد الأعظم في قمّ.